ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن منصات الغاز الإسرائيلية الأربعة وفرت مليارات الشواكل في السنوات الماضية، إلا أن هذه الأصول الاستراتيجية لم تغب عن أنظار تنظيم حزب الله اللبناني، الذي يسعى إلى إلحاق الضرر بإسرائيل.

 

وقالت "يديعوت أحرونوت"، إنه بعد أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما شنت حركة حماس هجوماً عنيفاً على مستوطنات غلاف غزة، حشد حزب الله قواته لإنشاء جبهة موازية على الحدود اللبنانية في 8 أكتوبر (تشرين الأول).


احتياطي ضخم للغاز الطبيعي

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هناك حالياً 4 حقول للغاز في إسرائيل، تمار، وليفياثان، وكاريش، وتنين، فيها ما يقدر بحوالي 1087 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، ويُعد حقل ليفياثان أكبرها.

 

الجيش الإسرائيلي يستعد بشكل غير مسبوق لحرب في #لبنان#تقارير24 https://t.co/PcmV1xEQQG pic.twitter.com/DE2tplsdPN

— 24.ae (@20fourMedia) December 15, 2023

 


إغلاق تمارا وخسائر شركة الكهرباء

ومع بدء إسرائيل هجومها على غزة، تقرر إغلاق حقل غاز تمار الذي يُعد ثاني أكبر منصة غاز في إسرائيل، ويقع على بعد حوالي 25 كيلومتراً قبالة سواحل عسقلان، خوفاً من تعرضه للقصف الصاروخي وتهديد العاملين هناك، علماً أن تمارا هو المزود الرئيسي للغاز لشركة الكهرباء الإسرائيلية، وإغلاقه في ظل هذا الوضع يؤدي إلى خسائر تقدر بنحو 800 مليون شيكل شهرياً للاقتصاد الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن شركة الكهرباء تأثرت بشكل فوري بعد إغلاق الحقل، وفي 15 أكتوبر (تشرين الأول) أبلغت مستثمريها بأنها اضطرت إلى تخصيص مليار شيكل من أجل الاستعداد لشراء الوقود في حالات الطوارئ، على الرغم من أن منصات الغاز الأخرى (ليفياثان وكاريش) تضخ الغاز إلى الاقتصاد، بجانب زيادة استخدام الفحم والديزل، وبحسب الشركة، فإن المطلوب الآن هو الاستعداد لوضع سيؤدي فيه توسع القتال في شمال البلاد إلى مزيد من الاضطرابات في قطاع الطاقة.


مكاسب إسرائيل من الغاز الطبيعي

وقالت إن الغاز الطبيعي يعد مسؤولا عن نحو 70% من إنتاج الكهرباء في إسرائيل، وهو الأمر الذي أدى في العقد الأخير إلى انخفاض أسعار الكهرباء بنحو 11%، بينما ارتفعت في أوروبا بمتوسط ​​نحو 35%، بسبب أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
إلى ذلك، ذهب في العقد الماضي أكثر من 19 مليار شيكل من أموال الغاز الطبيعي مباشرة إلى خزائن إسرائيل، مع دخل إضافي متوقع قدره 70 مليار شيكل أخرى حتى عام 2030.
ووفقاً لبيانات وزارة الطاقة، مع بداية التحول لاستخدام الغاز الطبيعي، فقط في عام 2021، تم توفير حوالي 64.7 مليار شيكل للاقتصاد الإسرائيلي، وفي العقد الأخير بفضل الغاز، تم توفير ما يقارب 310 مليار شيكل للاقتصاد الإسرائيلي.

 

 


تصعيد حزب الله

وأضافت الصحيفة: "علمنا مؤخراً بوجود تصعيد في أسلوب عمل حزب الله، ويمكننا أن ندرك رغبة ذلك التنظيم في إلحاق الضرر بالأهداف العسكرية والممتلكات التي تعتبر استراتيجية بالنسبة لإسرائيل، وربما يرى حزب الله أن تدمير البنية التحتية هدف أكثر فعالية من إلحاق الضرر المباشر بالمدنيين"، لافتة إلى أنه في يوم الجمعة، 22 أكتوبر (تشرين الأول) أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً بإسقاط طائرة بدون طيار في البحر المتوسط، والتي كان هدفها حقل الغاز الإسرائيلي "كاريش".


لماذا استهدف حزب الله "كاريش"؟

وتقول الصحيفة إن إيرادات إسرائيل من الغاز الطبيعي في النصف الأول من عام 2023 بلغت أكثر من مليار شيكل، بارتفاع نسبته 23% مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي، ويعود الارتفاع في الدخل بشكل رئيسي إلى بدء إنتاج الغاز في منصة كاريش، موضحة أنه تم إنشاء حقل الغاز في عام 2019، وبدأ العمل في أكتوبر (تشرين الأول) 2022.
ويقع الحقل على بعد حوالي 80-90 كيلومتراً من سواحل إسرائيل، أي في المنطقة الاقتصادية الإسرائيلية الخالصة. وبعد عامين من المفاوضات بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية تم توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، قبل حوالي عام.
وأشارت الصحيفة إلى أن بناء منصة الحقل كان حدثاً مهماً لإسرائيل لأنه ميز البلاد كمصدر للغاز الطبيعي، حيث يعد الآن مورداً مهماً للاقتصاد الإسرائيلي، وجزءاً كبيراً من دخل الدولة، ما يساعد على تقليل اعتماد إسرائيل على النفط والفحم.

 

تقرير إسرائيلي: تحديات كبيرة تواجه التوصل لاتفاق مع #حزب_الله #تقارير24https://t.co/7E3bKfEnZz

— 24.ae (@20fourMedia) December 14, 2023

 


مخاوف أمنية

وذكرت "يديعوت" أن إسرائيل أدركت المخاطر المنتظرة من إنشاء منصة الغاز الطبيعي في وقت مبكر، مشيرة إلى أن اتفاقية الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل زادت من المخاوف الأمنية، وأثارت تهديدات من الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بدعوى أن الاتفاقية غير عادلة وتمنع لبنان من الحصول على كامل حقوقه في المنطقة.
وقالت إن إسرائيل أدركت إمكانية حدوث أضرار جسيمة في حالة تعرض المنصة للضرر، ونتيجة لذلك، زادت مستوى الأمن في المنطقة بشكل أكبر.


أضرار اقتصادية مُحتملة

وتحدثت الصحيفة عن الأضرار المحتملة على الاقتصاد الإسرائيلي حال تضرر حقل الغاز، والتي ستشمل ارتفاع في أسعار الغاز الطبيعي في إسرائيل، وبالتالي ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود والنقل. إلى ذلك، قد تشمل الأضرار اضطرابات في الصناعة والتأثير على الناتج المحلي الإجمالي.


تلوث بيئي خطير

و إلى الأضرار الاقتصادية، فإن تسرب الغاز نتيجة استهداف الحقل قد يؤدي إلى تلوث بيئي خطير، فضلاً عن أن التصعيد سيؤدي إلى المزيد من تقويض الأمن القومي الإسرائيلي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة حزب الله الغاز لبنان إسرائيل للاقتصاد الإسرائیلی الغاز الطبیعی تشرین الأول ملیار شیکل فی إسرائیل حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

الكشف هوية منفذ هجوم كولورادو على مؤيدي الاحتلال الإسرائيلي بالولايات المتحدة

في تطور جديد لقضية الهجوم الذي استهدف مؤيدين للاحتلال الإسرائيلي في ولاية كولورادو الأمريكية، أعلنت سلطات إنفاذ القانون عن التعرف على هوية منفذ الهجوم، الذي وقع في مدينة بولدر، وأسفر عن إصابة ستة أشخاص بجروح متفاوتة، بينهم المشتبه به ذاته.

هوية المنفذ.. مصري الجنسية يهتف "الحرية لفلسطين"

وصرح مارك ميشاليك، العميل الخاص المسؤول عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في دنفر، خلال مؤتمر صحفي، أن المشتبه به يدعى محمد صبري سليمان، مصري الجنسية، ويبلغ من العمر 45 عامًا. 

رئيس تشيلي يتعهد بتكثيف الضغوط على إسرائيل بسبب حرب غزة "أنقذوا الأطفال": صغار غزة بلا تعليم ولا أمل دون إنهاء الحرب

وأشار إلى أن سليمان كان يصرخ أثناء الهجوم بعبارات مناهضة للصهيونية، مثل "الحرية لفلسطين" و"الصهاينة قتلة"، كما ورد في مقاطع فيديو متداولة من موقع الحادث.

تفاصيل الهجوم.. زجاجة مولوتوف وصيحات غاضبة

وقع الهجوم، ظهر الأحد، في منطقة بيرل ستريت مول الشهيرة بمدينة بولدر، حيث تجمع عدد من المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة. 

وأفادت شبكة فوكس نيوز بأن المهاجم صرخ في المتظاهرين قائلًا: "كم من الأطفال قتلتم؟"، ثم ألقى زجاجة مولوتوف عليهم، ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 67 و88 عامًا، تم نقلهم إلى المستشفى، إلى جانب سليمان نفسه، الذي يخضع للعلاج تحت حراسة الشرطة.

موقف السلطات الأمريكية.. الحادث قيد التحقيق

وأوضحت شرطة بولدر أن التحقيقات جارية بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، ولم يتم تصنيف الحادث حتى الآن كعمل إرهابي. 

كما أشارت إلى أن دوافع المشتبه به لا تزال قيد الدراسة، في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تصاعدًا في الهجمات ذات الطابع المعادي للسامية.

سياق متوتر.. تصاعد الهجمات ذات الطابع السياسي

يأتي الهجوم بعد أيام قليلة من حادث إطلاق نار مميت استهدف موظفين في السفارة الإسرائيلية بأمريكا، حيث كان المهاجم يصرخ أيضًا بعبارة "حرروا فلسطين" أثناء اقتياده من قبل الشرطة، حسب ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.

فيديو متداول يوثق الهجوم

وأظهرت مقاطع الفيديو التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحظة الهجوم، حيث كان سليمان يصرخ بعبارات مناهضة للصهيونية، قبل أن يُلقي الزجاجة الحارقة على المتظاهرين، في مشهد أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الأمريكية والدولية.

مقالات مشابهة

  • منظمة التعاون تخفض توقعات نمو اقتصاد إسرائيل وتحذر من الأسوأ
  • إسبانيا تعلق صفقة بقيمة تزيد عن مليار شيكل مع شركة “رافائيل” الإسرائيلية
  • مراكز الإغاثة في غزة.. تمويل غامض يرهق اقتصاد إسرائيل
  • قطر تسجل عجزا في الميزانية بـ 133 مليون دولار
  • الحوثي: التصعيد قادم لاستهداف اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي
  • خلال اسبوع.. استهلاك7.01 مليار قدم مكعب من الغاز و74,527 برميل نفط خام
  • زيادة أسعار الغاز الطبيعي للمنازل.. قائمة الشرائح الجديدة
  • الكشف هوية منفذ هجوم كولورادو على مؤيدي الاحتلال الإسرائيلي بالولايات المتحدة
  • "البترول": القارة الإفريقية تمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي والبترول
  • الحكومة تستهدف زيادة تحويلات المصريين بالخارج لـ 45 مليار دولار 2029.. نواب: خطوة لبناء اقتصاد أكثر استدامة .. ووجود سعر صرف مرن يجذب العملة الصعبة