التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران تثير مخاوف من نشوب صراع إقليمي أوسع
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
انخرطت القوات المدعومة من إيران والقوات الإسرائيلية في سلسلة من التبادلات على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، مما زاد المخاوف من أن الصراع في غزة قد يتحول إلى مواجهة إقليمية أكبر تشمل لبنان وسوريا. وتصاعد الوضع بشكل أكبر عندما أصدر القادة الإسرائيليون تحذيرات من أن نافذة الحلول الدبلوماسية لنزع فتيل التوترات في المنطقة بدأت تغلق بسرعة.
في يوم الأربعاء، أكد بيني غانتس، عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، على الضرورة الملحة، قائلاً: "إن ساعة التوقيت للحل الدبلوماسي تنفد". ودعا العالم والحكومة اللبنانية إلى التحرك بسرعة لمنع وقوع المزيد من الهجمات على سكان شمال إسرائيل وإبعاد حزب الله عن الحدود، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ إجراءات إذا لزم الأمر.
أفاد الجيش الإسرائيلي بالرد بإطلاق النار يوم الخميس بعد أن شن مقاتلو حزب الله في لبنان هجمات على إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، أسفرت غارة جوية إسرائيلية يوم الأربعاء عن سقوط ثلاثة ضحايا، من بينهم مواطنان لبنانيان أستراليان. وفي الوقت نفسه، أعلنت ميليشيا عراقية مدعومة من إيران مسؤوليتها عن طائرة بدون طيار تحمل متفجرات وهبطت في مرتفعات الجولان، وهي المنطقة التي ضمتها إسرائيل.
ووسط هذه التطورات، اعترضت إسرائيل، الخميس، طائرة أخرى بدون طيار انطلقت من لبنان في منطقة الكريوت شمالي إسرائيل. ويأتي تصاعد العنف في أعقاب غارة جوية في سوريا يوم الاثنين أسفرت عن مقتل مسؤول كبير في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم.
أثارت الأعمال العدائية المتزايدة على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مخاوف من أن الصراع قد يتصاعد إلى مواجهة أوسع تشمل حركة حزب الله اللبنانية ومختلف الميليشيات الأخرى المتحالفة مع إيران في جميع أنحاء المنطقة.
ووصف بواز غانور، رئيس جامعة رايخمان الإسرائيلية، الوضع الحالي بأنه "تصعيد منضبط"، حيث تتوخى إسرائيل وحزب الله الحذر لتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى حرب أوسع نطاقا. ومن الممكن أن يكون لصراع واسع النطاق بين إسرائيل وحزب الله عواقب مدمرة على كلا الطرفين، كما حدث خلال حرب عام 2006.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوترات الأمنية والإنسانية في السودان وسط انسحاب للجيش واتهامات لليبيا.. التفاصيل
في تطور لافت على الساحة السودانية، شهدت البلاد اليوم سلسلة من المستجدات العسكرية والإنسانية الحرجة، وسط تزايد القلق من اتساع رقعة الصراع وارتفاع حدة التهديدات الداخلية والخارجية، مما دفع مجلس الأمن والدفاع السوداني إلى عقد اجتماع طارئ برئاسة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
انسحاب مفاجئ واتهامات لليبيا
أعلنت القوات المسلحة السودانية، اليوم الثلاثاء، انسحابها من مثلث الحدود السودانية – الليبية – المصرية، في خطوة أثارت تساؤلات حول خلفياتها وتداعياتها على الوضع الأمني في المنطقة الغربية للبلاد.
وجاء الانسحاب بعد اتهامات مباشرة وجهها الجيش السوداني لقوات المشير خليفة حفتر، قائد ما يُعرف بالجيش الوطني الليبي، بالتنسيق مع قوات الدعم السريع في شن هجوم على ثكنات عسكرية سودانية قرب المثلث الحدودي، وهي أول تهمة رسمية من نوعها توجهها الخرطوم إلى ليبيا منذ اندلاع الحرب في السودان عام 2023.
في الوقت ذاته، تشهد منطقة كردفان تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا، حيث تحولت إلى محور جديد للصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، معارك عنيفة اندلعت منذ ديسمبر الماضي ولا تزال مستمرة، وسط مؤشرات على تمدد العمليات القتالية نحو مناطق كانت حتى وقت قريب بمنأى عن الصراع.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
وعلى الجانب الإنساني، تتواصل المأساة في إقليم دارفور، حيث سجلت تقارير منظمات الإغاثة نزوح أكثر من 300 أسرة من مخيم أبو شوك ومدينة الفاشر، وذلك بين 4 و9 يونيو الجاري، في ظل تدهور أمني ومعيشي غير مسبوق.
كما تستمر قوات الدعم السريع في تنفيذ حملة اعتقالات تطال مسؤولين محليين بشرق دارفور، بحجة تعاونهم مع الحكومة الشرعية، ما زاد من حالة القلق بين السكان والنازحين على حد سواء.
في تطور مأساوي، لقي خمسة من العاملين الإنسانيين مصرعهم وأُصيب آخرون، في هجوم استهدف قافلة مشتركة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) ومنظمة اليونيسف قرب منطقة "الكومة" بشمال دارفور، وهو ما وصفته المنظمات الدولية بأنه "اعتداء جسيم على العمل الإنساني".
وفي العاصمة الخرطوم، حذر برنامج الأغذية العالمي من تصاعد خطر المجاعة، خصوصًا في جنوب المدينة وتحديدًا في مناطق مثل "جبل أولياء"، بالإضافة إلى شمال دارفور التي أكدت التقارير بالفعل تفشي المجاعة فيها.
اجتماع طارئ لمجلس الأمن والدفاع
في خضم هذه التطورات، عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني اجتماعًا مهمًا اليوم برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لمناقشة الأوضاع الأمنية في البلاد.
وأشار بيان رسمي صادر عن المجلس إلى أنه تم استعراض الإجراءات والتدابير الأخيرة المتخذة للحفاظ على الاستقرار وحماية المواطنين، مع التأكيد على التزام القوات النظامية بمواصلة العمل على تعزيز الأمن القومي، ومواكبة التحديات والتهديدات المتصاعدة لضمان سلامة الوطن ووحدة أراضيه.
وأكد المجلس دعمه الكامل لمؤسسات الدولة في مواجهة ما وصفه بـ "التحولات الحرجة"، مشددًا على ضرورة التعامل بحزم مع التهديدات القادمة من خارج الحدود.
قراءة في المشهد
يرى مراقبون أن انسحاب الجيش من المنطقة الحدودية المتاخمة لليبيا ومصر يمثل تحولًا استراتيجيًا قد تكون له تبعات إقليمية، خاصة في ظل الاتهامات المباشرة لحفتر. كما أن تصاعد القتال في كردفان يشير إلى اتساع خارطة الحرب بشكل يهدد بتقويض أي مساعٍ مستقبلية للتهدئة أو الحل السياسي.
في المقابل، تؤكد التقارير الأممية أن الوضع الإنساني في السودان دخل مرحلة الخطر الشديد، ما يفرض ضرورة التحرك الدولي العاجل لمنع انهيار شامل قد يُفاقم من أزمة اللاجئين والنزوح في المنطقة.