بوابة الوفد:
2025-12-13@02:07:45 GMT

الكنيسة القبطية والوطنية المصرية

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

«الكنيسة القبطية مجد مصرى قديم ومقوم من مقومات الوطن المصرى، فلابد من أن يكون مجدها الحديث ملائماً لمجدها القديم».. هى مقولة شهيرة لعميد الأدب العربى طه حسين، ولعل من أبرز وأهم الرموز المصرية المساهمة فى صناعة ذلك المجد قداسة البطريرك شنودة الثالث الذى نحتفل بمئوية ميلاده وروعة وعبقرية إنجازاته المصرية الوطنية والروحية.

جاء فى مقال مهم للكاتب د. مصطفى عبدالرازق، نائب رئيس تحرير جريدة الوفد، بعنوان «صعايدة زيورخ.. وريادة الكنيسة القبطية» ما يؤكد فيه أنه ورغم ركام الإحباطات وأجولة اليأس التى ينوء الظهر عن حملها، تزودنا قراءة التاريخ بومضات ربما يؤدى حسن استقبالها والتعاطى معها إلى استرداد الأمل فى مستقبل أفضل لهذا الوطن، ويواصل الكاتب «كنت قد قرأت منذ فترة الكتاب الرائع لهنرى بريستد

انتصار الشرق القديم» وأشرت وقتها إلى مدى الفخر الذى بثه فى لصالح إحساسى بمصريتى، الأمر الذى على وقعه وعظمته بدأت أتخيل أنه ربما يكون من الصعب تخيل أن «مصريى» هذه الأيام من نسل أولئك المصريين القدماء الذين دانت لهم الدنيا آنذاك، ثم عاودنى هذا الشعور بالفخر بأننى مصرى أباً عن جد، إثر قراءة كتاب آخر هذه الأيام وهو «تاريخ المسيحية الشرقية» لعزيز سوريال وهو مصرى من زفتى هاجر وأصبح علماً فى مجال دراسته للتاريخ فى الخارج، فى جزئه الأول المتعلق بالأقباط يسبح معنا المؤلف فى عمق أحداث تاريخ نشأة المسيحية ودور الكنيسة القبطية فى صياغة أسس تلك النشأة بشكل يجعلك تفخر بأنك مصرى، حتى إننى، وأنا المسلم ديناً، رحت أزهو بينى وبين نفسى بمصريتى ما يشير إلى أن البعد الحاكم لدى القطاع الأكبر منا ليس انتماءهم الدينى وإنما يسبقه انتماؤهم الوطنى...».. انتهى الاقتباس من مقال كاتبنا الكبير.. 

تجنى الكنيسة حصاد مشوار طويل تحت رعاية بابوية مستنيرة لعدد من بطاركتها، وفى الصدارة الجهد الرائع لقداسة البابا شنودة الثالث فى مجال رفع كفاءة وثقافة وعلم الكهنة والرهبان والشمامسة، وبات الأمر مفرحاً أن نتابع حصول العديد منهم على رسائل علمية دينية وتاريخية أكاديمية مرجعية مهمة..

لقد وقع فى يدى بالمصادفة رسالة دكتوراه رائعة بعنوان «تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدولة النمسا والآثار الروحية والاجتماعية (1953 م – 2015م )..» والمقدمة للكلية الإكليريكية بالقاهرة للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة فى التاريخ الكنسى القبطى من قبل الباحث القمص إبراهيم إبراهيم حنا كاهن كنيسة مارمرقس بفيينا فى النمسا، والرسالة فى موضوعها وتوقيت العمل بها ونشرها تشير إلى عدد من النتائج والمؤشرات المهمة التى جعلتنى أقبل على قراءة محتواها فى ليلة واحدة..

الكاهن الباحث يدرك مدى المسئولية الاجتماعية والثقافية والروحية الملقاة على عاتقه ككاهن قبطى مصرى فى بلاد الغربة، فيذهب إلى البحث والدراسة للتعرف على تاريخ البلد المبعوث إليها للتعامل مع مواطنيه من أبناء جلدته بعد حملهم جنسية تلك البلد..

تعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدولة النمسا من أوائل الكنائس التى تأسست بقارة أوروبا، وقد سأل وأجاب الدكتور الكاهن بكل جدية وموضوعية حول مدى العلاقة بين أقباط مصر والإدارة النمساوية عبر الحقب الأخيرة والتعريف بتاريخ تلك العلاقة وتناميها بعرض بديع.. وما هى رؤية رجال الدين والمفكرين النمساويين عن الأقباط المسيحيين؟

وعليه، تلعب الكنيسة ومجموعة أحبارها من المثقفين فى كنائسنا فى الخارج دورهم كسفراء للوطنية المصرية..

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكنيسة القبطية الوطنية المصرية رؤية مصري الوطن المصري الکنیسة القبطیة

إقرأ أيضاً:

تاريخ شعب فلسطين

شاهدت وسمعت فيديو في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان:
Where did Palestines come from?
"من أين جاء الفلسطينيون؟"
أعجبت بسرد هذا التاريخ، ولذلك قمت بتحويل هذا الحديث إلى نص كتابي وترجمته إلى اللغة العربية ويقول المتحدث: لا تصدم عندما أقول هذا، لكنّ الشعب الذي تعرفه اليوم باسم الفلسطينيين لم يظهر فجأة في القرن العشرين. لم يكونوا غرباء عن الأرض، ولم يهاجروا إليها بالأمس. في الواقع، لقد كانوا هناك لآلاف السنين، قبل الحدود الحديثة، قبل الممالك، وقبل حتى أن تظهر الأسماء "إسرائيل" أو "فلسطين". ولكن، من هم حقا؟، من أين جاؤوا في الأصل؟، ولماذا يستمر العالم في الجدال حول هويتهم؟، لنعود إلى الوراء، بعيدا آلاف السنين قبل عالمنا الحديث، كان يعيش هناك قوم يُعرفون بالكنعانيين. زرعوا الأرض، وبنوا المدن، وعبدوا آلهتهم على نفس التربة التي يسير عليها الفلسطينيون اليوم. ثم جاء الفلسطينيون القدماء (الفلسطيون)، وهم قوم بحّارة استقروا على الساحل منذ أكثر من ٣٠٠٠ عام. اسمهم تردّد عبر التاريخ وتحوّل تدريجيا إلى كلمة "فلسطين". وفي الوقت نفسه، ظهرت قبائل ناطقة بالعبرية تُعرف بالإسرائيليين، أسست ممالك وهياكل، وتعايشت أحيانا، وتصادمت أحيانا أخرى مع الشعوب الأخرى في تلك الأرض. ومع ذلك، ظلّت هذه البقعة من الأرض مفترق طرق للحضارات. مرّ بها المصريون، الآشوريون، البابليون، الفرس، اليونان، والرومان. لكن أياً منهم لم يمحُ السكان الأصليين. وبعد ثورة يهودية كبيرة عام ١٣٥م، قام الإمبراطور الروماني هادريان بتغيير اسم المنطقة إلى "سوريا فلسطين"، وكان ذلك بقصد قطع صلة اليهود بالأرض. لكن الناس الذين عاشوا هناك لم يختفوا. ظلّوا فلاحين، تجارا، رعاة، ينقلون بيوتهم من جيل إلى جيل. ثم جاءت الفتوحات الإسلامية في القرن السابع. ويتبنّى أهل البلاد تدريجيا اللغة العربية والثقافة العربية، وتحوّل كثير منهم إلى الإسلام. لكنهم لم يختفوا ولم يأتوا من مكان آخر، لقد كانوا نفس الشعب القديم الذي غيّره الزمن وتطورت هويته. وتحت حكم الأمويين والعباسيين والعثمانيين وغيرهم، كانوا يُعرفون باسم "أهل فلسطين". وعلى مدى قرون، عاشوا كالسكان المحليين، وطنهم هو هذه الأرض، لكن في أواخر القرن التاسع عشر، عندما بدأت موجات من المهاجرين اليهود تصل تحت راية الصهيونية، بدأ السكان العرب يرون أنفسهم شيئا جديدا: أمّة، وصاروا يسمّون أنفسهم "فلسطينيين"، ليس كاسم جغرافي فحسب، بل كهوية شعب له تاريخ وثقافة ومصير مشترك. وعندما سيطرت بريطانيا على البلاد بعد الحرب العالمية الأولى، كان اسم المنطقة هو "فلسطين"، وكل من عاش فيها، عربا ويهودا، كان يُسمّى "فلسطينيا". لكن بعد عام ١٩٤٨، عندما أُقيمت دولة إسرائيل وتمّ طرد أكثر من ٧٥٠ الف فلسطيني أو فرّوا من بيوتهم في مأساة تُعرف بالنكبة، تحولت الهوية الفلسطينية إلى شيء أعمق، ذاكرة، نضال، وصوت يطالب بالانتماء. وإليك الحقيقة التي يرفض الكثيرون سماعها: الفلسطينيون ليسوا غرباء، ليسوا دخلاء، إنهم الامتداد الحي لكل حضارة مرّت فوق هذه الأرض، في دمهم تسري ذاكرة الكنعانيين، الفلسطينيين القدماء، العبرانيين، الرومان، البيزنطيين، العرب، سلسلة بشرية لم تنقطع منذ أكثر من ٥٠٠٠ عام. لذلك، في المرة القادمة التي يسأل فيها أحدهم: "من أين جاء الفلسطينيون؟"، قل لهم: لقد جاؤوا من تراب الأرض تحت أقدامهم، من أشجار الزيتون التي زرعها أجدادهم. من غبار الإمبراطوريات التي قامت وسقطت من حولهم. لم يأتوا، بل بقوا. وتلك حقيقة لا يستطيع أيّ حدود، ولا جدار، ولا حرب أن تمحوها.

محافظ المنوفية الأسبق

مقالات مشابهة

  • تاريخ شعب فلسطين
  • جامعة بنها تحصد المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية فى مسابقة مناهضة العنف التى نظمها المجلس القومى للمرأة.. صور
  • برلمان النمسا يحظر حجاب الفتيات ومنظمات حقوقية تندد
  • دولة أوروبية تحظر الحجاب في المدارس
  • بسام راضي : الاكاديمية المصرية للفنون بروما تستضيف الموسيقى العسكرية الإيطالية
  • النمسا تحظر ارتداء الحجاب في المدارس للفتيات دون 14 عامًا
  • تنسيق مصرى أوزبكستانى في مجال استرداد الآثار المهربة
  • البابا تواضروس: الكنيسة ليست للصلاة فقط بل لإيجاد المواطن الصالح
  • الكنيسة الأرثوذكسية تُحدد خطوات تسجيل حضور قداس عيد الميلاد المجيد 2026
  • مطران الكنيسة اللاتينية يشارك في الحفل الختامي بالقنصلية الإيطالية بالإسكندرية