أحلام مضادة للرصاص.. معرض فني في إسطنبول يجسد مأساة أطفال غزة
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
افتتحت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية بمدينة إسطنبول معرضًا فنيًا استثنائيًا يبرز أعمال رسامين أطفال من غزة يسلط الضوء على المأساة الإنسانية في القطاع الفلسطيني في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية العدوانية.
يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على المأساة الإنسانية في القطاع الفلسطيني وذلك في سياق استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
حمل المعرض عنوان: "أحلام مضادة للرصاص: معرض رسامي أطفال غزة".
وشهد حفل الافتتاح الذي أُقيم في ميدان تقسيم بإسطنبول حضور السيدة أمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة فخر الدين ألطون.
يهدف المعرض الذي سيستمر حتى 29 يناير المقبل زيادة الوعي في المجتمع الدولي من خلال توفير منبر فني يعكس مشاعر وظروف الأطفال الصعبة الذين عاشوا تحت وطأة الحروب والهجمات الإسرائيلية في غزة.
يعد المعرض مشروعًا فريدًا بادر به الصحفي التركي عبد الله آيتكين مستلهمًا ذلك من لوحة رسمتها الطفلة الغزية منى (6 أعوام) التي فقدت والدتها جراء استهدافها بصاروخ إسرائيلي والتي أدت لمقتل 26 فردًا آخرين من عائلتها خلال "عملية الرصاص المصبوب" الإسرائيلية على غزة في عام 2008-2009.
تبلغ مساحة المعرض 1350 مترًا مربعًا ويعرض مجموعة مميزة من 266 عملاً فنيًا رسمها أطفال من غزة قُتل بعضهم لاحقا جراء هجمات إسرائيلية على القطاع الفلسطيني.
كما يحتوي المعرض على جناح خاص للصحفيين والأطباء الذين فقدوا حياتهم في الهجمات الأخيرة على غزة.
هدايا رمزية
ألقت السيدة أمينة أردوغان خلال أيام "عملية الرصاص المصبوب" كلمة مؤثرة في "الاجتماع النسائي من أجل السلام في فلسطين" حيث جذبت انتباه الحضور إلى مصابي غزة خاصة الأطفال والنساء والذين فقدوا حياتهم بسبب الهجمات الإسرائيلية ولم تتمكن من كبح دموعها أمام المأساة الكبيرة التي شهدها القطاع.
قدم فخر الدين ألطون رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة هدية تذكارية للسيدة أمينة أردوغان وكانت تلك الهدية عبارة عن لوحة فنية رسمتها سيدة غزية تُدعى ميساء يوسف بعدما تأثرت من مشاهد دموع عقيلة الرئيس التركي في هجمات إسرائيل على غزة ضمن "عملية الرصاص المصبوب".
أشارت السيدة أمينة في تصريح لها بشأن المعرض إلى أن فلسطين تعيش حالة من العنف غير المسبوق منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ولاحظت أن إسرائيل استخدمت الرصاص والقنابل ضد الشعب الفلسطيني أمام أعين العالم كما أكدت أن المدنيين وخاصة النساء والأطفال هم الأكثر تأثرًا بتلك الظروف الصعبة.
وأشارت السيدة الأولى إلى أن حوالي 9 آلاف طفل فقدوا حياتهم في غزة منذ السابع من أكتوبر مستشهدة بمشاعر طبيب في أحد مستشفيات غزة الذي قال "أصعب شيء كتابة عبارة مجهول برسم إشارة إكس (x) على جثمان طفل".
النداء للسلام
أكدت السيدة أمينة أردوغان في سياق تصريحاتها أن "المعرض يروي تجارب ومشاعر أطفال غزة بأسلوب بسيط حيث تنعكس آلامهم وأحلامهم على ورقهم ولوحاتهم".
ودعت العالم إلى الاستجابة لدعوة السلام لصالح هؤلاء الأطفال الأبرياء معبرة عن شكرها لكل من ساهم في إنجاح المعرض.
شددت على أهمية إسماع أصوات الأطفال الفلسطينيين على نطاق أوسع مشددة على أن " حقهم في الحياة سلب منهم ويجهلون ما إذا كانوا سيرون ضوء الغد ناهيك عن مستقبلهم".
وأكدت أن تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان تبذل جهودًا مكثفة لإنهاء الظلم الذي يعانيه الأطفال في غزة.
وشددت على التزام تركيا بالدور الريادي في تعزيز السلام وحقوق الإنسان في المنطقة.
وأشارت إلى قمة استضافتها إسطنبول في 15 نوفمبر الماضي جمعت زوجات زعماء مختلف الدول حيث أطلقت دعوة قوية إلى العالم لوقف إطلاق النار في غزة تعبيرًا عن التزام تركيا بتحقيق السلام في المنطقة.
كما أوضح رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن الحروب والمجازر تترك آثارًا مدمرة على الأطفال مؤكدًا أن المعرض يتكون من صور تجسد أطفال غزة وهم يعبرون عن مشاعرهم في عالمهم الخاص بأصابعهم الصغيرة.
التزام تركي بالحق والعدالة
أكد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون أن "اللوحات تكشف بوضوح خداع الساعين إلى إضفاء الشرعية على مظالم إسرائيل".
وأكد ألطون أن "لم يعد من الممكن تبرير الظلم الذي تمارسه إسرائيل بأي شكل من الأشكال".
وأوضح أن كل لوحة وكل خط فرشاة في هذه الأعمال الفنية تفصل بين الخير والشر مظهرًا البراءة والقسوة والصواب والخطأ.
وشدد على أن "هذه الرسومات تظهر دون أدنى شك أن إسرائيل تستهدف الأطفال ومستقبل فلسطين بشكل متهور وترتكب جرائم حرب خطيرة".
وأشار إلى أن هذه الأعمال الفنية تكشف عن تجاوز إسرائيل لكل حدود أخلاقية يعترف بها العالم منذ عقود.
وأكد ألطون أن "تركيا بقيادة الرئيس أردوغان لن تتراجع ولو خطوة واحدة عن الصدح بالحقيقة ولن نتخلى أبدا عن الدفاع عن القضية العادلة لإخواننا في غزة وأطفالنا الأبرياء القتلى".
وأوضح ألطون أن "أولوية تركيا إنهاء المأساة الإنسانية في فلسطين وإحلال السلام الدائم تماشيا مع شعار الرئيس أردوغان: من الممكن إنشاء عالم أعدل".
وأضاف أن "تركيا ستستمر في استخدام كل وسائلها للوقوف في وجه الظلم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية أطفال غزة اسطنبول أطفال غزة معرض فني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهجمات الإسرائیلیة دائرة الاتصال أمینة أردوغان السیدة أمینة أطفال غزة على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
طبيب أطفال في غزة: لن أترك مرضاي مهما حدث
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني مقالا بقلم الدكتور هشام أبو عون، رئيس وحدات العناية المركزة للأطفال وحديثي الولادة في مستشفى "جمعية أصدقاء المريض الخيرية" بمدينة غزة، يقدم فيه شهادة حية عن الأوضاع المأساوية في القطاع.
وقال الكاتب إنه قضى 25 عامًا من العمل في رعاية الأطفال، وإنه اختار هذا الاختصاص إيمانًا منه بأن الأطفال يمثلون المستقبل، ويستحقون أفضل الخدمات الصحية وأقصى درجات العناية. لكنه اعتبر أن تلك الأحلام أصبحت جزءا من الماضي بسبب حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأونروا: غزة تعيش كابوس الدمار والنزوح والجوع منذ عامينlist 2 of 2"الإغاثة الإسلامية" تكشف تطور إستراتيجية العمل الإنساني في سورياend of listوأكد أن ما يعيشه سكان غزة كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث تجاوز الجميع حدود طاقتهم على الاحتمال، وأنه لا يعلم إذا كان سيبقى على قيد الحياة في الغد أم لا.
ظروف قاسيةوذكر الكاتب أنه يشرف على وحدتي العناية المركزة للأطفال وحديثي الولادة في مستشفى جمعية أصدقاء المريض الخيرية بمدينة غزة، وهما وحدتان تم إنشاؤهما بدعم وتعاون مع مؤسسة "الإغاثة الطبية للفلسطينيين".
وقال إنه يتابع حاليًا علاج 19 مريضًا، بينهم 3 أطفال في قسم العناية المركزة، و10 من حديثي الولادة في وحدات العناية المركزة ومستويات الرعاية الأخرى، مضيفًا أن معظمهم في حالة حرجة، إذ أصيبوا جراء الهجمات العسكرية الإسرائيلية، فبُترت أطراف بعضهم، واخترقت الشظايا أعضاء آخرين، في حين سُحق بعضهم تحت أنقاض المباني المنهارة.
وأوضح الكاتب أن الأطفال الرضّع يصلون إلى المستشفى وهم يعانون من سوء التغذية ونقص حاد في الوزن، مضيفا أن أمهاتهم يفتقرن إلى المأوى الآمن والمياه النظيفة والطعام، ويُجبرن على تحمّل القصف المستمر والنزوح المتكرر، ونتيجة لهذه الضغوط النفسية الهائلة، يشهد القطاع معدلات مرتفعة للغاية من الولادات المبكرة.
وبسبب الحصار الإسرائيلي الخانق، يفتقر المستشفى -حسب الكاتب- إلى الحاضنات المخصصة لحديثي الولادة وأَسِرّة العناية المركزة للأطفال وأجهزة التنفس الصناعي، وحتى الأدوية الأساسية وحليب الأطفال، ويعتمد الأطباء كليًا على عدد محدود من أسطوانات الأكسجين التي تتناقص بسرعة.
إعلانويضيف الكاتب أنه رغم كل ما يبذله الأطباء من جهود، فإن العديد من الأطفال يموتون في المستشفى بسبب عدم توافر المواد الطبية اللازمة لعلاجهم، معربًا عن خشيته أن تزيد الأمور سوءا بصدور أمر إخلاء قسري للمستشفى من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد على أن إجلاء الأطفال المرضى الذين يتلقون الرعاية شبه مستحيل، لأن نقلهم دون المعدات الطبية والإجراءات الدقيقة سيؤدي حتمًا إلى وفاتهم، مؤكدًا أن الأطباء والممرضين سيواصلون أداء واجبهم حتى النهاية ولن يتخلوا عن مرضاهم رغم القصف والدمار.
الاستهداف المتعمدوقال الكاتب إن الطواقم الطبية في غزة تتعرض لهجمات متعمدة من الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أن ما جرى العام الماضي في مستشفى الشفاء مثال صارخ على هذه السياسة الإسرائيلية، حيث اقتحم الجيش المستشفى وأعدم عددا من الأطباء والممرضين والمرضى ودفنهم بالجرافات داخل المبنى.
واعتبر الكاتب أن هذه الجرائم تمثل وصمة عار على جبين الإنسانية، متسائلا إن كان مصيره ومصير زملائه سيكون مماثلا، فقط لأنهم يؤدون واجبهم الإنساني ويرفضون التخلي عن مرضاهم.
وقال الكاتب إنه يعيش كبقية الفلسطينيين المأساة اليومية التي يمر بها سكان غزة تحت القصف، في ظل غياب أبسط مقومات الحياة، وخوف دائم على سلامة أفراد عائلته الذين يتركهم خلفه عند ذهابه إلى العمل، وهو يدرك أنه قد لا يراهم مجددًا.
وشدد على أنه رغم كل ما يمر به على الصعيد الشخصي، يرفض التخلي عن دوره في تقديم الرعاية الطبية للأطفال حتى في أقسى الظروف، لأنه لا يتحمل فكرة ترك طفل مريض يواجه الموت وحيدًا، ويرى أن ذلك جريمة بحق الإنسانية وبحق الطفولة.
وختم الكاتب بأن الشعب الفلسطيني يحب الحياة مثل غيره من البشر، وله مستقبل وأطفال وأحلام وطموحات يريد تحقيقها، داعيًا إلى وقف الإبادة والحرب والدمار، وإلى مساعدة الفلسطينيين على العيش بسلام.