الوحش الامريكي يغادر المتوسط.. فهل شارفت الحرب في غزة على النهاية؟
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
جيرالد فورد تعتبر أكبر وأحدث ناقلة طائرات في البحرية الأمريكية
بعد أكثر من 80 يوما على وصولها إلى شرق البحر الابيض المتوسط؛ لدعم الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة، ولمنع حزب الله وإيران من توسعة رقعة الصراع، تمضي حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة جيرالد فورد للعودة إلى الولايات المتحدة خلال أيامن مما يطرح تساؤلا إن كان العدوان على غزة شارف على الإنتهاء.
ووفقا لشبكة (إيه.بي.سي نيوز) فإن مسؤولان أميركيان قالا إن حاملة الطائراتجيرالد فورد ستغادر عائدة إلى الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، فيما لم يعلق البنتاغون على هذه الأخبار.
ويشار إلى أن الحاملة تم إرسالها إلى المنطقة ومعها السفن الخمس الأخرى في مجموعتها الهجومية بعد شن الاحتلال الإسرائيلي هجوما صارخا على المدنيين في قطاع غزة، بهدف "ردع حزب الله في لبنان وإيران عن توسيع الصراع إقليميا".
ونقلت الشبكة الأمريكية عن المسؤولين الأميركيين قولهما إن حاملة الطائرات وجميع السفن الأخرى التي تشكل مجموعتها الهجومية ستعود إلى ميناء نورفولك بولاية فرجينيا في الأيام القادمة، وفقا لما كان مقررا في الأصل.
اقرأ أيضاً : بريطانيا تتهم إيران بدعم الحوثيين.. والأخيرة : لا يمكن السماح بارتكاب المجازر
وعلى صعيد آخر لم تعلق وزارة الدفاع الأمريكية على هذه الاخبار، وأحجم المتحدث باسم البنتاغون عن التعليق على عودة حاملة الطائرات قائلا: "ليس لدينا ما نعلنه اليوم"، بحسب شبكة (إيه.بي.سي نيوز) التي وصفت جيرالد فورد بأنها أحدث وأكبر حاملة طائرات أميركية.
ماهي جيرالد فورد؟ويرافق المجموعة القتالية ما يقرب من 5000 بحار وطائرات حربية وطرادات ومدمرات في استعراض للقوة كان يهدف إلى الاستعداد للرد على أي شيء، بدءا من احتمال اعتراض أسلحة إضافية من الوصول إلى حماس وإجراء المراقبة.
وصممت قبل 20 عامًا بتكلفة 13 مليار دولار، وهي أحدث حاملة طائرات تابعة للبحرية الأميركية وأكثرها تقدمًا.
وتنتشر حول فورد السفن والطائرات التابعة للمجموعة الهجومية لحاملة الطائرات، والتي تتمثل في الغواصات والمدمرات والطرادات وطائرات F/A-18E/F Super Hornets وE-2D Hawkeyes.
مجموعة لوجيستيةوخلفهم توجد سفن الدعم التابعة لقيادة النقل البحري العسكرية، وهي مجموعة لوجستية يمكنها تزويد السفن المقاتلة بالوقود، وتجهيزها للمدة التي تحتاجها، بحسب المجلة.
وتمتلك فورد ثلاثة أضعاف إنتاج الطاقة البالغة 600 ميغاوات، من مفاعلاتها النووية، مقارنة بما تمتلكه حاملات الطائرات "نيميتز" (Nimitz) القديمة، التي تصل لديها إلى 200 ميغاوات.
قاذفتان للصواريخوللدفاع عن النفس، فلدى فورد قاذفتا صواريخ من طراز Mk. 29، لكل منها 8 صواريخ ESSM، وقاذفتا صواريخ بإطار متحرك.
وتحتوي فورد أيضًا على 4 أنظمة أسلحة Phalanx Close-In للدفاع ضد الطائرات والصواريخ والسفن الصغيرة، و4 مدافع رشاشة من عيار M2.50.
وتعني قدرة فورد الكهربائية السخية أن السفينة يمكنها تركيب أسلحة ليزر للدفاع عن النفس.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية الاحتلال الاسرائيلي قطاع غزة حزب الله ايران حاملة الطائرات جیرالد فورد
إقرأ أيضاً:
هل درّبت بريطانيا الشرع على التفاوض والقيادة؟
أثارت تصريحات السفير الأمريكي السابق في دمشق، روبرت فورد، والتي أكد فيها أن مؤسسة بريطانية تولّت مهمة تحويل الرئيس الانتقالي أحمد الشرع من عالم الإرهاب إلى عالم السياسة، وأنه التقاه سنة 2023 في هذا الإطار، موجة تساؤلات عن الدور الذي لعبته بريطانيا، المعروف عنها التنسيق الكبير مع دوائر السياسة الأمريكية، في التغيير الذي شهدته سوريا في نهاية عام 2024 والذي أدى إلى سقوط نظام الأسد على يد تحالف يقوده الشرع.
بداية، كلام فورد لا يمنح للمشتغلين في التحليل السياسي مفتاحا أو مفاتيح مهمة لفهم التطورات الحاصلة في سلوك الشرع، ذلك أن تحولات الشرع مرّت بصيرورة طويلة، قبل عام 2023، تاريخ لقاء فورد بالشرع، ففي هذا العام كان الشرع قد أنهى تموضعه في إطار الوطنية السورية، والتي بطبيعة الحال كان لزوما عليه التكيف مع هويتها، الإسلامية غير المتشدّدة، والتخلص تاليا من كل حمولات التطرف.
الشرع، ومنذ وصوله للسلطة في دمشق، قدم نموذجا للقيادة وإدارة العلاقات مع الخارج، مختلفا، ويكاد يكون نمطا مخالفا للصورة النمطية المُتشكّلة عن القادة العرب
وثانيا، المنظمة التي ذكرها فورد على أنها هي التي تولت مهمة تحويل الشرع (إنتر ميديت) كمنظمة غير حكومية، قد تكون ربحية، وهذا النمط من المنظمات بات منتشرا في السنوات الأخيرة، ويهتم بتقديم خدمات، من ضمنها مثلا شركات علاقات عامة، ومنظمات تقدم خبرات في التفاوض، وغالبا لا يكون لهذه المنظمات أي علاقة بسياسات الدول التي تتواجد فيها، مثل بعض مراكز الأبحاث التي تقدم تحليلات وتقديرات لصناع القرار السياسي، أو حتى دراسات جدوى لمؤسسات اقتصادية وغير ذلك.
المسألة الثالثة، أن هذه المنظمة، حسب تعريفها لنفسها، مختصة بدرجة أساسية في قضايا حل النزاعات الأكثر خطورة وتعقيدا والتي يصعب على منظمات أخرى العمل فيها، وتعمل كمنصة تواصل لأطراف النزاعات حول العالم، ما يطرح السؤال عما إذا كانت المنظمة منخرطة في السياق نفسه في العمل مع نظام الأسد في ذلك الوقت، أو ما إذا كان أحمد الشرع قد بدأ يجهز نفسه لخوض مفاوضات في إطار حل النزاع مع نظام الأسد في إطار صفقة إقليمية او دولية.
لكن، على افتراض أن هذه المنظمة تعمل بإشراف الحكومة البريطانية المُباشر، وتحديدا جهازها الاستخباري، وأنها بالفعل كانت تقوم بعملية تأهيل الشرع ليكون الرئيس المستقبلي لسوريا، فالسؤال هنا: ما هي المؤشرات التي استندت عليها بريطانيا للقيام بمثل هذا العمل، الذي عدا عن كونه يتطلب تخصيص موارد وانشغالا استخباراتيا، في وقت كان الصراع على أشده مع المخابرات الروسية، وفي وقت كانت جميع المؤشرات تدل على أن إسقاط نظام الأسد أصبح من الماضي، بل إن دولا إقليمية ودولية بدأت بالتطبيع معه وإعادة تأهيله، فضلا عن أن المعارضة باتت بأضعف حالاتها، وكانت في تلك المرحلة منشغلة بصراعات بينية استنزفت قواها ولم يتصور أشد المتفائلين أنها تستطيع التصدي لأي هجوم قد تقوم به قوات الأسد؟
الكشف الذي أعلن عنه فورد جاء ناقصا الى حد بعيد، قدم معلومة قابلة للتأويل ولتفسيرات عديدة، تراوحت بين وجود مؤامرة على نظام الأسد، وبين وجود هندسة غربية، بقيادة بريطانيا، للنظام السياسي الجديد في سوريا، وبين أن الشرع كان قائدا منفتحا ويدرك أهمية الاستفادة من منظمات خبيرة
الشيء الوحيد الواضح في هذا المشهد، أن الشرع، ومنذ وصوله للسلطة في دمشق، قدم نموذجا للقيادة وإدارة العلاقات مع الخارج، مختلفا، ويكاد يكون نمطا مخالفا للصورة النمطية المُتشكّلة عن القادة العرب، التي تتسم بالانغلاق وعدم المرونة وعدم التقاط الفرص مما يُسهل على خصومهم اصطيادهم بدون عناء، ونموذج بشار الأسد خير تمثيل لهذا النمط.
عمل الشرع بجد على صياغة أوراق تأهيله بطريقة تدل على فهمه لطبيعة اللحظة الدولية وأولوياتها، عبر محاولته الاستفادة من الألعاب الجيوسياسية بالعروض التي تقدّم بها لمراكز القوى الإقليمية والدولية، والتي أسسها على قاعدة أن الجميع رابح، وأن مصلحة الجميع الانخراط في هذه اللعبة في ظل إقناعه أغلب الفاعلين بأن صافرة البداية انطلقت وأن التأخر عن المشاركة لن يضر إلا المتأخرين.
الكشف الذي أعلن عنه فورد جاء ناقصا الى حد بعيد، قدم معلومة قابلة للتأويل ولتفسيرات عديدة، تراوحت بين وجود مؤامرة على نظام الأسد، وبين وجود هندسة غربية، بقيادة بريطانيا، للنظام السياسي الجديد في سوريا، وبين أن الشرع كان قائدا منفتحا ويدرك أهمية الاستفادة من منظمات خبيرة في البحث عن مخارج لصراعات وصلت إلى مرحلة الانسداد، مثل الصراع السوري.
على الأرجح أن فورد لا يعرف سوى جزئية من المشهد الذي حصل في سوريا، وعلى الأرجح أيضا أن أحد سيناريوهين حصلا في سوريا لإنتاج المشهد الأخير، الأول: مشاركة واسعة من فاعلين كثر في صناعة المشهد لدرجة أن كل فاعل لا يعرف سوى الجزئية التي عمل عليها، والثاني: أن ديناميكيات غير متوقعة ومخالفة للمسارات التي جرى رسمها ساهمت في التغيير الكبير الذي حصل في سوريا.. وحده التاريخ من سيكشف الحقيقة.
x.com/ghazidahman1