كلام الناس
لم أصدق الخبر الذي بثته قناة الحدث عن إمهال والي ولاية نهرالنيل قوى الحرية والتغيير 72 ساعة لمغادرة الولاية لكن لم يتم نفي التصريح الأمر الذي كشف حجم التامر الذي لم يتوقف ضد ثورة ديسمبر الشعبية منذ انقلاب البرهان والفلول والمرتزقة على الحكومة المدنية الانتقالية.
لذلك قلنا إن هذه الحرب العبثية ليست بين قوتين مختلفتين لانهما ترعرعا سوياً في رحم سلطة الانقاذ وعملا معاً في خدمة أولياء نعمتهم عليهم.
للأسف ارتفعت أصوات مريبة داعية لحشد المدنيين للانخراط في الحرب التي استهدفتهم لتأجيجها بدلاً من دعم الجهود الاقليمية والدولية الهادفة لوقف الحرب واسترداد العملية السياسية المنقلب عليها.
هذه الأصوات المريبة وجدت من ينفعل معها من بعض قوى الثورة التي أسهمت من قبل في إضعاف قوى الحرية والتغيير وأفسحت الطريق أمام أعداء الديمقراطية والسلام والعدالة للانقلاب عليها وعليهم.
لامجال الان للتلاوم وتبادل الاتهامات بين مكونات قوى الثورة فقد تمايزت الصفوف بين أنصار السلام والديمقراطية والعدالة وبين أعدائها الذين يؤججون الحرب العبثية الموجهة أساساً ضد المواطنين الأبرياء.
كما أن المجال ليس مجال مزايدة حول شعارات وبرامج في ظل وجود شعارات الثورة الشعبية وبرنامها السياسي ومشروعها للإسعاف الاقتصادي الذي لم ينفذ بسبب الخلافات الفوقية، ولا حجة للذين يقولون ان شعار لاللحرب وحده لايكفي لان شعارات الثورة مازالت حية وبرامجا السياسية والاقتصادية جاهزة لاينقصها سوى التنفيذ.
مع احترامنا لكل المبادرات التي طرحت لقيام جبهة مدنية ديمقراطية عريضة إلا أننا نرى ضرورة إستكمال بناء قوى الحرية والتغييروالعمل تحت مظلتها وليس خارجها وتأجيل الخلافات السياسية لما بعد انتهاء المرحلة الانتقالية التي تستوجب الجدية في تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية المتمثلة في الإصلاح المؤسسي في أجهزة الدولة المدنية والعسكرية وتنفيذ برنامج الإسعاف الاقتصادي وبسط العدالة وتهيئة المناخ للانتقال للحكم المدني الديمقراطي.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: بعض الناس يريدون أن يجعلوا كلام الله محلا للمناقشة بدعوى الحرية
قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن بعض الناس يريدون أن يجعلوا كلام الله محلًا للمناقشة والآراء والأفكار بدعوى الحرية مرة، وبدعوى نزع القداسة مرة أخرى، وبدعوى المكافأة - يعني أنهم كفء لهذا - مرة ثالثة.
وأشار إلى أن كل ذلك يخرج عن المنهج العلمي إلى المنهج الغوغائي؛ فأنت لا تملك القدرة على الفهم باللغة، ولا تمتلك أصول الفهم وأسس المعرفة.
وتابع: تأتي بأفكار أشبه بسمادير السكارى؛ فالسكران عندما يدخل في السكر يرى خيالات تصل إلى الفيل الوردي.
ما هو الفيل الوردي؟
وأوضح أن السكران يرى أن هناك فيلًا لونه وردي يهجم عليه من الحائط، وذلك لأن عينيه قد احمرتا من السكر.
تعريف سمادير السكارى
فأطلق العرب على هذا "سمادير السكارى"، أي الهذيان الذي يتخيله السكران. فإذا كان الإنسان فاقدًا لأدواته، غير قادر على إدراك المنهج السليم للفهم الصحيح، وفاقدًا لأسس الفهم، ثم أراد بعد ذلك أن يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، "ثَانِيَ عِطْفِهِ"؛ فهذه الحالة التي هو فيها هي من سمادير السكارى.
ابتعد عن الغلوقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه إذا كنت تريد أن تمتثل لأمر الله ورسوله وأن تكون رحيمًا؟ ابتعد عن الغلو، فكلما سمعت هذه الكلمة تذكَّر أن النبي ﷺ قد نهاك عنها. يسِّر ولا تعسِّر، وكن كالوردة في مجتمعك وبين ناسك.
واستشهد جمعة، فى منشور له بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال : « إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ » [البخاري].
فعليك الابتعاد عن كل ما فيه غلو وتشدد وتعصّب، فهذا أمر قبيح وسيء، ولا يمكن أن يكون من الرحمة؛ فإن الرحمة تكمن في التيسير.
قال رسول الله ﷺ: «إنَّ اللهَ فرضَ فرائضَ فلا تُضيِّعوها، وحَدَّ حدودًا فلا تعتَدوها، وحرَّمَ أشياءَ فلا تنتهِكوها، وسكَت عَن أشياءَ رحمةً بكم غيرَ نسيانٍ فلا تَبحثوا عَنها». اليُسر مطلوب، فقلل من الأسئلة، ومن التفتيش، ومن البحث، ومن التشديد على نفسك.
يقول سيدنا رسول الله ﷺ: « إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ ، وَلاَ تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ » [السنن الكبرى للبيهقي]. وهذا ما رأيناه فيمن يشدد على نفسه حتى يمل العبادة، فيترك الدين لأنه ثقل عليه. فقد قال النبي ﷺ: « فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا».
فاجعل العبادة سهلة وميسرة، ولا تكن كالمنبت الذي «لاَ أَرْضًا قَطَعَ، وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى»؛ أي: ذلك الذي يسير بجمله في الصحراء دون راحة له أو لجمله، فيموت الجمل، ويظل عالقًا لا يستطيع الانتقال. فلا تفعل ذلك مع نفسك، فإن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق.
قالت السيدة عَائِشَةُ –رضى الله عنها- : "صَنَعَ النَّبِىُّ -ﷺ- شَيْئًا فَرَخَّصَ فِيهِ فَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ" - أي: بعض الناس امتنعوا عن فعل ما فعله النبي ﷺ -، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِىَّ ﷺ، فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ : « مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّىْءِ أَصْنَعُهُ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّى لأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً» [البخاري].
إذًا فلا بد عليك من التيسر؛ فإن الله تعالى قال: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.