نوافذ :مؤشرات الميزانية العامة
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
أُعلِنت أمس الميزانية العامة للدولة في اللقاء الصحفي الذي تحدّث فيه معالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية والذي حمل تفاصيل مهمّة، أكد معاليه فيه الالتزام بضبط الإنفاق استكمالا لخطة التوازن المالي وتوجيه الفائض المالي لعام 2023م من أجل تعزيز الإنفاق الاجتماعي وتحفيز النمو الاقتصادي وخفض الدَّين العام.
الميزانية هذا العام ستواجه عجزا قدره 640 مليون ريال عماني بنسبة 6% من جملة الإيرادات، حيث سيتفوَّق الإنفاق (11,650 مليار ريال) على الإيرادات (11,010 مليار ريال)، وسيكون تمويل العجز (240 مليونا) من الاقتراض المحلي والخارجي، و(400 ملیون ريال) بالسحب من الاحتياطي، ويحتمل أن يكون ذلك دفتريا، وقد لا يتم اللجوء لذلك في حال ارتفاع أسعار النفط الذي احتُسب بـ(60) دولارا كمتوسط احتساب الميزانية.
ستكون هذه الإيرادات 5,915 مليار ريال من عائدات النفط، و1,575 مليار ريال إيرادات الغاز و3,455 مليار ريال الإيرادات الجارية، و65 مليون ريال الإيرادات والاستردادات الرأسمالية، وسيكون الإنفاق العام للقطاعات الاجتماعية والأساسية 4,8 مليار ريال تمثل 41% موزعة على الضمان والرعاية الاجتماعية والصحة والتعليم والإسكان.
الإنفاق العام للميزانية العامة لهذا العام مقدّر أن يكون 11,650 مليار ريال منها المصروفات الجارية 8,573 مليار ريال، الدفاع والأمن 3,070 مليار ريال، الوزارات المدنية 4,453 مليار ريال، خدمة الدَّين العام 1,050 مليار ريال، وإجمالي المصروفات الائتمانية 900 مليون ريال.
خطة التوازن المالي استطاعت أن تخفّض الدَّين العام خلال العام الماضي من 17.6 مليار ريال إلى 15.2 مليار ريال مع نهاية 2023، وذلك من 40% إلى 35% وانخفاض خدمة الدَّين العام من 1,2 مليار إلى 1,06 مليار.
كل هذه الأرقام تعطي مؤشرات جيدة ومهمّة وملهمة، لكن كل هذا مرتبط باستقرار المنطقة والتقلبات المنتظرة على عدة صُعد لعل حرب غزة واحدة من العوامل التي قد تؤدي إلى توسع دائرة الحرب في البحر الأحمر وتأثر خطوط الملاحة الدولية ودخول أطراف إقليمية ودولية في الحرب الدائرة واشتعال حرب مصالح الدول الخاصة على حساب الدول العامة والاستقرار الذاتي.
العام الجديد أمام مرحلة مفصلية حول إذا ما اهتز الأمن وخطوط نقل التجارة وتراجع إيرادات النفط وتوسع الحرب وتهديد الأمن الدولي، وانكماش الاقتصاد وتراجعه أمام مؤشرات عدة منها تأثر البورصة العالمية وتوقف سلاسل الإمداد.
لكن يبقى علينا أن نعي أن بناء اقتصاديات الدول مرتبط في سلاسل دولية ومصالح متشابكة، وأن علينا أن نحسّن أداء اقتصادنا ونعمل بهدف تطويره وتوسيعه وتنفيذ مشاريع البنى الأساسية التي ستسهم في تعزيز مكانته ودعم اللامركزية في المحافظات وتطوير قدراتها واقتصادها عبر مواردها، ولعل خطوة المقام السامي المنتظرة بزيارة محافظة مسندم تعد تأكيدا على ذلك، وتعزيزا لدور المحافظات في تنمية مواردها وقدراتها وتنفيذ مشاريعها المختلفة بما يعزز من الاقتصاد الوطني ويسهم في اعتماد تلك المحافظات على ذاتها في تعزيز موازناتها المالية التي نتطلع أن تكون لها أرقام مبشرة فيها، الأمر الذي سينعكس بدوره على تحسّن الميزانية العامة للدولة مستقبلا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ملیار ریال
إقرأ أيضاً:
ميناء صلالة يعزز مكانته العالمية.. ونمو التبادل التجاري إلى 2.4 مليار ريال
رغم التحديات الجيوسياسية التي أثرت على حركة التجارة والشحن العالمية في منطقة البحر الأحمر، يحافظ ميناء صلالة على مكانته كأحد أسرع الموانئ الإقليمية نموًا في حركة المناولة وأنشطة الصادرات والواردات، ويساهم الميناء بشكل متزايد في تسهيل الاستيراد ووصول الصادرات العمانية إلى الأسواق الإقليمية الكبرى الواقعة في شرق إفريقيا والبحر الأحمر وشبه القارة الهندية وشرق آسيا والخليج العربي.
وتشير الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري عبر ميناء صلالة من 2.1 مليار ريال عماني في عام 2023 إلى 2.4 مليار ريال عماني في 2024، من بينها ما قيمته 172 مليون ريال عماني من أنشطة إعادة التصدير و890 مليون ريال عماني من الصادرات، فيما بلغ حجم الواردات عبر الميناء 1.3 مليار ريال عماني.
كما رصدت بيانات شركة صلالة لخدمات الموانئ الكفاءة العالية لمحطة الحاويات بميناء صلالة التي تمكنت خلال عام 2024 من مناولة 3.3 مليون حاوية نمطية، وقام قطاع البضائع العامة بمناولة 22.6 مليون طن عام 2024، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 10 بالمائة مقارنة مع عام 2023. وحافظت محطة الحاويات على كفاءتها رغم استمرار تأثير الأزمات في منطقة البحر الأحمر، والتي تسببت في تراجع كبير في أحجام المناولة في موانئ المنطقة، وواصلت المحطة أداءها الجيد خلال العام الجاري، وتمكنت من مناولة 823 ألف حاوية نمطية خلال الربع الأول من 2025، مقارنة مع 878 ألف حاوية في الفترة المماثلة من العام الماضي، بانخفاض بسيط نسبته 6 بالمائة. وفي قطاع البضائع العامة، تم مناولة 6.4 مليون طن من البضائع عبر الميناء خلال الربع الأول من عام 2025 مقارنة مع 5.8 مليون طن في الربع الأول من عام 2024، بنمو نسبته 11 بالمائة.
ومع زيادة الطلب في أسواق التصدير على البضائع السائبة الجافة (الجبس والحجر الجيري)، يمثل ذلك عاملًا رئيسيًا للنمو، ومن المنتظر أن تساعد الطلبات القادمة من قطاعات البناء والتصنيع في الهند وجنوب شرق آسيا في الحفاظ على قوة الصادرات رغم التقلبات الاقتصادية العالمية وتذبذب أسعار الشحن، حيث تتمتع هذه القطاعات بقدر من المرونة أمام صدمات الطلب قصيرة الأمد.
وبلغت الإيرادات الموحدة من العمليات في الربع الأول من هذا العام 18.9 مليون ريال عماني مقارنة مع 17.9 مليون ريال عماني في نفس الفترة من 2024، وسجلت الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك مبلغ 4.9 مليون ريال عماني مقارنة مع 3.6 مليون ريال عماني. كما سجل صافي الربح الموحد للربع الأول 24 ألف ريال عماني مقارنة مع 846 ألف ريال عماني في الفترة المقابلة من العام الماضي.
وتأثرت هذه النتائج بالزيادة الهيكلية في التكاليف المرتبطة بترقية محطة الحاويات التي تستهدف زيادة السعة والقدرات، وتضمنت الخطة التطويرية ترقية وزيادة الطاقة الاستيعابية لمحطة الحاويات، بتكلفة استثمارية بلغت أكثر من 115 مليون ريال عماني، وتشمل الترقية توسعة الأرصفة وساحة الحاويات، وارتفعت القدرة الاستيعابية للمحطة من 4.5 مليون حاوية نمطية مكافئة لعشرين قدمًا إلى 6.5 مليون حاوية نمطية سنويًا، مما يُسهم في تعزيز مكانة ميناء صلالة كمحور رئيسي في المنطقة.
وفي نظرتها المستقبلية، أشارت الشركة إلى أن الأوضاع في البحر الأحمر لا تزال دون تغيير، ويمتد عدم اليقين حتى الربع الثاني من عام 2025. ومع ذلك، تبقى التوقعات طويلة الأجل إيجابية نظرًا لتعزيز شبكة "جيميناي" أعمالها إلى صلالة واهتمام شركة "هاباك لويد" بتحويل أعمالها إلى صلالة. كما تظل مستويات الطلب عالية على البضائع السائبة الجافة، ويقوم التجار باستكشاف أسواق جديدة، مما يتيح للميناء تحقيق توقعات أحجام المناولة لهذا العام.
وحسب مؤشر أداء موانئ الحاويات لعام 2024، تم تصنيف ميناء صلالة باعتباره ثاني أكثر موانئ الحاويات كفاءة في العالم للعام الثالث على التوالي، ويستقبل ميناء صلالة أكثر من 2500 سفينة سنويًا ويحتل الميناء موقعًا استراتيجيًا فريدًا على مسار خطوط الشحن العالمية التي تربط آسيا وأوروبا، ويتمتع الميناء ببنية أساسية متطورة من الأرصفة والمراسي وأحدث معدات المناولة، مما يتيح لميناء صلالة استقبال ناقلات تجارية وسفن سياحية وناقلات الشحنات السائلة وغيرها من سفن الشحن، بما في ذلك أكبر سفن الحاويات في العالم، وتشمل عمليات وخدمات الميناء التحميل والتفريغ وصيانة الحاويات وإصلاحها وخدمات الجر والتزويد بالوقود وتخزين البضائع وغيرها من خدمات المرافئ، وعزز ميناء صلالة قدراته في المناولة من خلال تزويد الميناء برافعات متنقلة حديثة لتعزيز قدرات مناولة البضائع العامة، في إطار المبادرات الاستراتيجية للميناء لزيادة القدرة الاستيعابية وتحسين الكفاءة لتلبية متطلبات النمو في السوق.