تحشيد عسكري وهجوم محتمل.. محللون يشرحون سبب القلق الأميركي من مناورات الصين وروسيا
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
أثارت تصريحات الصين بأن قوات بحرية وجوية روسية ستشارك في تدريبات مشتركة بين البلدين تُجرى في الجزء الأوسط من بحر اليابان، قلقَ واشنطن التي أعلنت عن خطة دفاع عن تايوان ضد أي هجوم محتمل.
وفي موقف توضيحي، قالت بكين إن هذه المناورات تهدف لتحسين التفاعل الإستراتيجي بين جيشي الصين وروسيا في مواجهة التحديات الأمنية، كما سوّقت لهذه التدريبات العسكرية بالقول إنها ستركز على الحفاظ على أمن الممرات البحرية الإستراتيجية، وتسعى لتعزيز القدرة على الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين بشكل مشترك.
وفي هذا السياق، أوضح الإعلامي والكاتب الصحفي رونغ هوان -في تصريحاته لبرنامج "ما وراء الخبر" (2023/7/15)- أن هذه التدريبات العسكرية المشتركة هي من ضمن خطة تعاون متفق عليها سابقا، مؤكدا أنها تهدف إلى حماية الممرات الإستراتيجية البحرية كما تعمل على تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة ومواجهة أي تهديدات أمنية محتملة في المستقبل.
ونفى بشدة الاتهامات التي توجَّه للصين بشأن عزمها استخدام أسلحة نووية، منبها إلى تعهدها بعدم المبادرة باستخدام هذا النوع من الأسلحة ضد أي منطقة إلا في حال تعرضها لهجوم نووي، مؤكدا في الوقت ذاته أن التدريبات العسكرية الحالية تنحصر في الجانب الدفاعي ولا تكتسي أي صبغة هجومية.
قلق أميركيأما الجيش الأميركي فأكد أنه يراقب التدريبات الصينية الروسية بتركيز عال، وأنه يعمل منذ أكثر من عام مع نظيره الياباني على خطة للدفاع عن تايوان في حال حصول هجوم صيني، وذلك دون أي مشاركة من جانب الجيش الياباني.
وأشار مدير مجلس الأمن القومي الأميركي السابق لشؤون الصين دينيس وايلدر -في حديثه إلى "ما وراء الخبر"- إلى أن أميركا قلقة من العسكرة التي تحدث في شمال شرق آسيا، سواء بين الصين وروسيا أو مع كوريا الجنوبية، معتبرا أن استخدام طائرات مقاتلة تحمل قنابل نووية لا يدخل ضمن القدرات الدفاعية للصين، بل يصنفها في خانة هجومية تجعل واشنطن وحلفاءها في حالة تأهب مستمرة.
ودافع عن التواجد العسكري الأميركي في منطقة بحر الصين، معتبرا أنه لا يؤدي إلى عسكرتها بل إلى الحفاظ على السلام بالدرجة الأولى، فيما اتهم الصين بعسكرة المنطقة، مشددا على أن ما يقلق أميركا هو الممرات المفتوحة في مضيق تايوان التي تمرّ من خلالها 17% من السفن التجارية العالمية.
من جهته، لفت الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إلى أن التعاون العسكري بين أميركا واليابان ليس الأول من نوعه، وقال إن أميركا اجرت مئات المناورات والتدريبات العسكرية مع الكثير من دول العالم خلال السنوات الماضية، لكنه رأى أن تعارض المصالح الصينية والأميركية في المنطقة هو ما جعل التعاون بين أميركا واليابان يكتسي أهمية كبرى، وذلك لأن المصالح الأميركية تتلخص في منع هيمنة الصين على بحر جنوب الصين، والتأهب لأي هجوم عسكري محتمل على تايوان.
وقال الدويري إن المصالح الأميركية في هذه المنطقة ترتبط بموجودات النفط التي تصل إلى 23 ترليون متر مكعب من الغاز، مما يجعل أميركا تعزز وجودها العسكري في بحر جنوب الصين بشكل كبير لفرض التوازن الإستراتيجي.
وتقول تقارير إن الولايات المتحدة شجعت اليابان على دور عسكري أوسع، غير أن طوكيو -التي أبدت استعدادها لدعم الجيش الأميركي بتوفير الوقود والإمدادات الأخرى- ترفض إشراك جيشها عسكريا مع واشنطن.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
محللون: الموقف العربي شجع إسرائيل على ارتكاب كل هذه الجرائم
لم يكن للمستوطنين اليهود ولا للوزراء الإسرائيليين أن يفعلوا ما فعلوه في المسجد الأقصى تزامنا مع الذكرى الـ58 لاحتلال مدينة القدس، لو لم يصمت العرب والمسلمون على ما جرى من قتل وتدمير في قطاع غزة، كما يقول محللون.
ففي تطور هو الأول من نوعه، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير تأدية صلوات تلمودية في باحات المسجد الأقصى، بعد اقتحامه رفقة مئات المستوطنين الذين رقصوا ورفعوا أعلام إسرائيل.
في الوقت نفسه، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية)، في كلمة من داخل نفق أسفل المسجد الأقصى أن القدس ستظل عاصمة أبدية لإسرائيل، وأنه سيدعو بقية الدول للاعتراف بهذا الأمر ونقل سفاراتها إليها.
وما كان لإسرائيل أن تفعل ما تفعله اليوم لو أنها وجدت من يوقفها عند حدها عندما دمرت غزة وقتلت 55 ألف فلسطيني فيها على مرأى العالم كله، كما يقول الكاتب المصري فهمي هويدي.
ووفقا لما قاله هويدي خلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، فإن ما تقوم به إسرائيل في غزة والضفة الغربية والقدس يعني أنها أصبحت قوة منفلتة لا تخشى العقاب أو المحاسبة.
صمت العرب والمسلمين هو السبب
ويضع هذا الانفلات الإسرائيلي -برأي هويدي- مسؤولية مضاعفة على الدول العربية والإسلامية التي غابت بشكل كامل عن معركة غزة ثم هي تغيب الآن عن معركة القدس، في موقف يقول المتحدث إنه "أكبر من أن يوصف بأنه صمت أو خذلان فقط".
إعلانلكن هويدي يرى فيما يجري "دليلا على أن فلسطين لم تعد القضية الرئيسية لبعض العرب كما كانت في السابق، كما أنها لم تعد قضية أصلا بالنسبة لبعض آخر لا يزال يتعامل مع إسرائيل ويتبادل معها الزيارات أو يطبع معها ويراها حليفا أو بلدا راغبا في السلام".
لذلك، يعتقد الكاتب والمفكر المصري أن ما قام به المستوطنون في الأقصى اليوم نتيجة طبيعية لما جرى في غزة خلال العامين الماضيين، واصفا الموقف العربي بأنه "يرقى لما تقوم إسرائيل ضد فلسطين وشعبها".
واستدل هويدي على حديثه بالإشارة إلى أن العرب والمسلمين أصبحوا ينتظرون ما سيفعله الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الأفريقي أو بعض دول أميركا اللاتينية من أجل دفع إسرائيل لوقف ما تقوم به، بينما العالم العربي لا يتخذ أي موقف رغم إمكانياته الهائلة وأوراق قوته الكثيرة والتي ليس من بينها الحرب.
وخلص إلى أن المشكلة حاليا "تكمن في غياب إرادة الدول العربية التي تمتلك الكثير من أوراق الحسم"، وقال إن غياب هذه الإرادة "يعتبر محركا رئيسيا لإسرائيل التي تحاول إبادة الفلسطينيين تماما بحجة محاربة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)".
وانتقد هويدي التعويل على الولايات المتحدة والغرب "بعدما أصبحت المواقف واضحة، وبات الجميع يعرف مع من يجب أن نقف وعلى من يجب أن نعول".
وبالمثل، وصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، ما جرى في القدس والأقصى المبارك بأنه "أمر مفجع"، وقال إن إسرائيل لم تخش الإعلان عن أداء صلوات تلمودية في أقدس مقدسات المسلمين.
وأشار البرغوثي إلى تعمد نتنياهو الحديث من داخل نفق أسفل المسجد الأقصى بالمخالفة لكل القوانين الدولية، وإلى حديث الحاخامات علنا عن ضرورة بناء "الهيكل" داخل المسجد.
إعلانواستغرب المتحدث عدم وجود ردة فعل عربية أو إسلامية على ما قام به المستوطنون في مدينة القدس من ترويع للفلسطينيين واعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم رغم أنه لم يحدث في العالم منذ تظاهرات النازيين في الحرب العالمية الثانية، وفق قوله.
ومع ذلك، فإن ما جرى "هو دعوة للعرب والمسلمين للتحرك إزاء ما يحدث للفلسطينيين والقدس وكرامة الأمة والتحدي الصارخ للجميع"، برأي البرغوثي.
في المقابل، قال الأستاذ والباحث بجامعة السوربون الدكتور، محمد هنيد، إن ما يحدث "متوقع وغير مستغرب، بغض النظر عن بشاعته، لأننا رأينا خلال العام الماضي ما لم نره خلال الحرب العالمية الثانية ولم يتحرك أحد".
وانتقد هنيد الدول العربية بشدة، قائلا "إنها تطبع مع إسرائيل علنا وسرا، ولا يعنيها إلا بقاء أنظمتها السياسية وليس فلسطين ومقدساتها، بل إن بعضها تشجع على إنهاء المقاومة وقضية فلسطين".
وحتى اللهجة الأوروبية المتصاعدة "ليست سوى محاولة لتجميل الأنظمة المشاركة في الجريمة، وأيضا محاولة لإنقاد ما يمكن إنقاذه من المشروع الصهيوني"، حسب قول هنيد.
ضرب للمشروع الإسرائيلي
ومع ذلك، فإن المشروع الإسرائيلي "ضُرب تماما بعد الإبادة التي وقعت في غزة والتي أثبتت أنهم لا يبحثون عن وطن بديل وإنما عن إبادة أصحاب الأرض"، كما يقول هنيد.
والعلاقات الدينية المسيحية اليهودية أصبحت محل كلام بعد قصف إسرائيل للكنائس في غزة واعتدائها على المسيحيين في القدس أو الضفة، وفق هنيد، الذي قال إن "أكذوبة أن إسرائيل هي الضحية سقطت تماما".
ويعتقد هنيد أن صورة الطفلة التي تحاول الهروب من النيران، أو صورة الطبيبة آلاء النجار وهي تقف إلى جانب جثامين أولادها "ستظل طويلا في الذاكرة الإنسانية، لأنها أمور تتجاوز الخلافات الدينية والعرقية".
وعلى هذا، فإن ما يجري حاليا على بشاعته "يؤسس لخلق وعي عالمي جديد بعدالة قضية فلسطين، لأن من يزعم أنه أُحرق على يد النازيين لا يمكن أن يقوم هو نفسه بإحراق الآخرين".
إعلان