فتاوى تشغل الأذهان|ابني يسألنى أين الله وما شكله كيف أرد عليه؟..اﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ اﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ اﻟﺬﻧﻮﺏ.. هل يجوز للمطلقة الزواج بعد الولادة مباشرة؟.. لماذا أوصانا الرسول بعدم الغضب؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
فتاوى وأحكام
ابني يسألنى أين الله وما شكله فكيف أرد عليه .. الإفتاء تجيب
اﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ اﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ اﻟﺬﻧﻮﺏ .. عالم أزهري يوضح
3 أعمال لا تدخل في موازين الحساب وأخرى أقسم بها النبي.. احذر غفلتها
لماذا أوصانا الرسول بعدم الغضب .. وما هو الأسلوب الأمثل للتغلب عليه؟
هل يجوز للمطلقة الزواج بعد الولادة مباشرة؟.
. دار الإفتاء ترد
نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تهم كل مسلم وتشغل أذهان الكثير، ونسلط الضوء على أبرز هذه الفتاوى في هذا التقرير.
فى البداية ورد سؤال مضمونة:" أين الله ؟..الله لا يوصف لأن الله خالق الكون عظيم لا نصفه، ولكن جزاء المحسنين وجزاء المؤمنين في الجنة أن ينظروا إلى وجهه الكريم، منوها بأن أعظم نعم يحصل عليها أهل الجنة هي النظر إلى وجه الله الكريم، هكذا أفتت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها مضمونه:"ابني يسأل أين الله وما شكله، فكيف أرد عليه؟".
الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قال أن هذا السؤال يتكرر كثيرا من الأبناء، ولا بد لولي الأمر من الإجابة، ويجب على ولى الأمر أن يرسخ لدى الأبناء معاني أن الله هو الخالق، وهو الرزاق، وهو مدبر كل شيء، وإن الله يرانا، وينظر إلينا، ويشاهد أعمالنا للأمور كلها، ويحاسب المسيء، ويكافئ المحسن، وإنه هو المحيي والمميت.
وأوضح أنه يجب علينا أن نقف عند بعض الأمور كي لا ندخل أولادنا في أمور تشتت أذهانهم ويتصورن ربهم على صورة ما.
وتابع: قد تحدثت دار الإفتاء في الأمر كثيرا، وخلاصة الأمر أنها نوهت إلى أنه إذا سَأَلَنا إنسان: أين الله؟ أجبنا بأن الله (سبحانه وتعالى) ليس كَمِثْلِه شيءٌ كما أَخبَرَ سبحانه عن نفْسِه في كتابه العزيز؛ وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وتابع: "نُخبِرُهُ بأنه لا يَنبغي له أن يَتَطَرَّقَ ذِهْنُهُ إلى التفكير في ذات الله سبحانه وتعالى بما يَقتضي الهيئةَ والصورةَ؛ فهذا خَطَرٌ كبير يُفضي إلى تَشبيه الله سبحانه وتعالى بِخَلْقِه، ونُخبِرُهُ بأنه يَجبُ علينا أن نَتَفَكَّرَ في دلائل قُدرَتِهِ سبحانه وتعالى وآياتِ عَظَمَتِهِ فيَزْدَادَ إيمانُنَا به سبحانه.
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم سأل جاريةً فقال لها: «أين الله؟»، فأشارت بأصبعها إلى السماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبها: «أَعتِقْها فإنها مؤمنة».. رواه مسلم.
وليس في ذلك إثباتُ المكانِ لله، وإنما ذلك لأنَّ السماءَ قِبْلَةُ الدُّعاءِ؛ لأنَّ جِهَةَ العُلُوِّ هي أشرفُ الجِهَاتِ، والله ليس مَحصُورا فيها، حاشاه سبحانه وتعالى عن ذلك، وتعالى عُلُوًّا كبيرًا.
قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم،العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، اﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ اﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ اﻟﺬﻧﻮﺏ : ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﻛﺮﻫﻤﺎ ﻣﻘﺘﺮﻧﻴﻦ، ﻭﺫﻛﺮ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻨﻔﺮﺩا ﻋﻦ اﻵﺧﺮ، ﻓﺎﻟﻤﻘﺘﺮﻧﺎﻥ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺎﻛﻴﺎ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ {ﺭﺑﻨﺎ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﻮﺑﻨﺎ ﻭﻛﻔﺮ ﻋﻨﺎ ﺳﻴﺌﺎﺗﻨﺎ ﻭﺗﻮﻓﻨﺎ ﻣﻊ اﻷﺑﺮاﺭ}[ ﺁﻝ ﻋﻤﺮاﻥ: 193] ﻭاﻟﻤﻨﻔﺮﺩ ﻛﻘﻮﻟﻪ {ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻭﻋﻤﻠﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻭﺁﻣﻨﻮا ﺑﻤﺎ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻫﻮ اﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ ﻛﻔﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺑﺎﻟﻬﻢ} [ ﻣﺤﻤﺪ: 2] ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻐﻔﺮﺓ {ﻭﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺜﻤﺮاﺕ ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ} [ ﻣﺤﻤﺪ: 15] ﻭﻛﻘﻮﻟﻪ: {ﺭﺑﻨﺎ اﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﻮﺑﻨﺎ ﻭﺇﺳﺮاﻓﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ} [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮاﻥ: 147] ﻭﻧﻈﺎﺋﺮﻩ.
ﻓﻬﺎﻫﻨﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻣﻮﺭ: ﺫﻧﻮﺏ، ﻭﺳﻴﺌﺎﺕ، ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ، ﻭﺗﻜﻔﻴﺮ.
ﻓﺎﻟﺬﻧﻮﺏ: اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻬﺎ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ، ﻭاﻟﻤﺮاﺩ ﺑاﻟﺴﻴﺌﺎﺕ: اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ، ﻭﻫﻲ ﻣﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﺭﺓ، ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻭﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﺠﺮاﻩ، ﻭﻟﻬﺬا ﺟﻌﻞ ﻟﻬﺎ اﻝﺗﻜﻔﻴﺮ، ﻭﻣﻨﻪ ﺃﺧﺬﺕ اﻟﻜﻔﺎﺭﺓ، ﻭﻟﻬﺬا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻭﻻ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﺃﺻﺢ اﻟﻘﻮﻟﻴﻦ، ﻓﻼ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ، ﻭﻻ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻴﻦ اﻟﻐﻤﻮﺱ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ.
ﻭاﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻫﻲ اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻭاﻝﺗﻜﻔﻴﺮ ﻟﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﺇﻥ ﺗﺠﺘﻨﺒﻮا ﻛﺒﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﺗﻨﻬﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﻧﻜﻔﺮ ﻋﻨﻜﻢ ﺳﻴﺌﺎﺗﻜﻢ ﻭﻧﺪﺧﻠﻜﻢ ﻣﺪﺧﻼ ﻛﺮﻳﻤﺎ} [ اﻟﻨﺴﺎء: 31]
ﻭﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ «اﻟﺼﻠﻮاﺕ اﻟﺨﻤﺲ، ﻭاﻟﺠﻤﻌﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﺭﻣﻀﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻜﻔﺮاﺕ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻦ ﺇﺫا اﺟﺘﻨﺒﺖ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ» .
ﻭﻟﻔﻆ اﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﻦ ﻟﻔﻆ اﻝﺗﻜﻔﻴﺮ ﻭﻟﻬﺬا ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ، ﻭاﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻣﻊ اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ، ﻓﺈﻥ ﻟﻔﻆ اﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻭاﻟﺤﻔﻆ، ﻭﻟﻔﻆ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺴﺘﺮ ﻭاﻹﺯاﻟﺔ، ﻭﻋﻨﺪ اﻹﻓﺮاﺩ ﻳﺪﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ، ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻛﻔﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ} [ ﻣﺤﻤﺪ: 2]
ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺻﻐﺎﺋﺮﻫﺎ ﻭﻛﺒﺎﺋﺮﻫﺎ، ﻭﻣﺤﻮﻫﺎ ﻭﻭﻗﺎﻳﺔ ﺷﺮﻫﺎ، ﺑﻞ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ اﻟﻤﻔﺮﺩ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺃﺳﻮﺃ اﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻟﻴﻜﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺳﻮﺃ اﻟﺬﻱ ﻋﻤﻠﻮا} [ اﻟﺰﻣﺮ: 35] .
ﻭﺇﺫا ﻓﻬﻢ ﻫﺬا ﻓﻬﻢ اﻟﺴﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻭاﻟﻬﻤﻮﻡ ﻭاﻟﻐﻤﻮﻡ ﻭاﻟﻨﺼﺐ ﻭاﻟﻮﺻﺐ ﺑﺎﻝﺗﻜﻔﻴﺮ ﺩﻭﻥ اﻟﻤﻐﻔﺮﺓ، ﻛﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ «ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻦ هم ولا ﻏﻢ ﻭﻻ ﺃﺫﻯ - ﺣﺘﻰ اﻟﺸﻮﻛﺔ ﻳﺸﺎﻛﻬﺎ - ﺇﻻ ﻛﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ» ﻓﺈﻥ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻻ ﺗﺴﺘﻘﻞ ﺑﻤﻐﻔﺮﺓ اﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﻻ ﺗﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ، ﺃﻭ ﺑﺤﺴﻨﺎﺕ ﺗﺘﻀﺎءﻝ ﻭﺗﺘﻼﺷﻰ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻟﺒﺤﺮ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺑﺎﻟﺠﻴﻒ، ﻭﺇﺫا ﺑﻠﻎ اﻟﻤﺎء ﻗﻠﺘﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺨﺒﺚ أنهار تطهير الذنوب ﻓﻸﻫﻞ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻬﺎﺭ ﻋﻈﺎﻡ ﻳﺘﻄﻬﺮﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻒ ﺑﻄﻬﺮﻫﻢ ﻃﻬﺮﻭا ﻓﻲ ﻧﻬﺮ اﻟﺠﺤﻴﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ: ﻧﻬﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﻨﺼﻮﺡ، ﻭﻧﻬﺮ اﻟﺤﺴﻨﺎﺕ اﻟﻤﺴﺘﻐﺮﻗﺔ ﻟﻷﻭﺯاﺭ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ، ﻭﻧﻬﺮ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﻤﻜﻔﺮﺓ، ﻓﺈﺫا ﺃﺭاﺩ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﺒﺪﻩ ﺧﻴﺮا ﺃﺩﺧﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎﺭ اﻟﺜﻼﺛﺔ، ﻓﻮﺭﺩ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻃﻴﺒﺎ ﻃﺎﻫﺮا، ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺘﺞ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﻄﻬﻴﺮ اﻟﺮاﺑﻊ.
يغفل الكثيرون عن ثلاث أقسم عليهن النبي، وأخرى لا تدخل في موازين الحساب ويكون فيها الجزاء من المولى تبارك وتعالى، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثَلاَثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ قَالَ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلاَّ زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلاَ فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ". جامع الترمذي
وكشف الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في شرحه ثلاث أقسم عليهن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب أن يعلمها كل مسلم ، كما جاء في حديثه : " ثلاثة أقسم عليهن، وأحدثكم حديثًا فاحفظوه: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها، إلا زاده الله بها عزًا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر" .
وأوضح، أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد في القسم الأول أن يبشر أهل الكرم والمنفقين والمتصدقين على الفقراء والمساكين بأن الصدقة لا تنقص أموالهم بل تزيدها بركة وحفظ بالإضافة إلى الثواب العظيم عند الله، مشيرًا إلى أن الأمر الثاني الذي أقسم عليه النبي أن ما من عبد وظلم مظلمة وصبر عليها إلا وأعزه الله بها ، وثالثهم هو أن العبد إذا فتح على نفسه باب مسألة وسأل الناس واشتكى لهم إلا فتح الله عليه باب فقر.
وشدد عضو هيئة كبار العلماء هاشم أن قسم النبي وعد بأن الله سيكافأ عبده الذي يتبع هذه الأشياء الثلاثة.
فيما أشار الدكتور رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، إلى ثلاثة أعمال لا تدخل في موازين الحساب بل أجرهم عند رب العالمين، وأن أول هذه الثلاثة العفو، مستشهدًا بقول الله-تعالى-في سورة الشوري " فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ".
كما ورد عن سعيد الطائي أبي البختري أنه قال حدثني أبو كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
ولفت «عبدالرازق» من خلال فيديو بثه عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إلى أن ثاني عمل وهو، الصبر، مستشهدًا بقول الله-تعالى-في سورة الزمر " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ"، مبينًا أن الصبر نوعان: إيجابي وهو الصبر على أشياء أستطيع أن أفعل فيها شيئا، والآخر هو السلبي وهو الأعمال التي لا أستطيع دفعها.
وأكد أن ثالث عمل وهو الصيام، مستشهدًا في ذلك بالحديث القدسي أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال" الصوم لي وأنا أجزي به"، وقول النبي-صلي الله عليه وسلم-،" الأعمالُ عند اللهِ عزَّ وجلَّ سبعٌ عملان موجِبان وعملان بأمثالِهما وعملٌ بعشرِ أمثالِه وعملٌ بسبعِمائةٍ وعملٌ لايعلمُ ثوابَ عاملِه إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ".
لماذا أوصانا الرسول بعدم الغضب؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين ونجيب عنه في التقرير التالي، من خلال بيان الأزهر الشريف لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:«لا تغضب».
ورد عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا قَالَ للنَّبِيِّ ﷺ: أَوْصِني، قَالَ: لا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ: لا تَغْضَبْ رواه البخاري. ويقول الشيخ معاذ مصطفى محمد الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني بوعظ الأزهر الشريف تحت عنوان: "التحذيرُ مِن الغضب" في بيانه معنى الحديث : ينهى النبي- صلى الله عليه وسلم- المسلم عن الغضب، وذلك بأن يكظم غيظه، وكظمُ الغيظِ يعني تجرعه عند امتلاء النفوس منه، يُقال: كظم فلان غيظه: إذا تجرّعه فحفظ نفسه أن تُمْضِيَ ما هي قادرةٌ على إمضائه باستمكانها مِمّن غاظها وانتصارها ممّن ظلمها.
قالت دار الإفتاء إن الغضب: هو حالةُ غليانٍ تنتابُ الإنسان نتيجةَ انْزِعاجِه من أمرٍ من الأمور؛ بحيث يكون مريدًا للتشفي والانتقام، قال الإمام الجرجاني في "التعريفات" (ص: 162، ط. دار الكتب العلمية): [الغضب: تغير يحصل عند غليان دم القلب؛ ليحصل عنه التشفي للصدر] اهـ. وقال الإمام الراغب الأصفهاني في "المفردات في غريب القرآن" (ص: 608، ط. دار القلم): [الغَضَبُ: ثوران دم القلب إرادة الانتقام] اهـ.
وأضافت: لا مراء في أن الشخص إذا تصرف وهو على حال الغضب فإن تصرفَه لن يكون محمودًا؛ بل سيفعل ما لا تُحمد عواقبه ويندم عليه بعد ذلك غالبًا؛ لأن الغضبَ نارٌ تَشْتَعِلُ في الجسم فلا يكون الإنسان معها مُتحكِّمًا في تصرفاته وانْفِعَالاته؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَلَا وَإِنَّ الغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَمَا رَأَيْتُمْ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ» رواه الترمذي في "سننه" والبيهقي في "شعب الإيمان".
وتابعت: لهذه الخطورة التي يُحدِثها الغضب ذَمَّت الشريعة الإسلامية الغضب وحذَرت الناس منه، ومن عواقبه؛ فعن معاويةَ بنِ حيدةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا مُعَاوِيَةُ: إِياكَ وَالْغَضَبَ، فَإِنَّ الغَضَبَ يُفْسدُ الإِيمَانَ كَمَا يُفْسِدُ الصَّبْرُ العَسَلَ». رواه الطبراني في "المعجم الكبير" والبيهقي في "شعب الإيمان"؛ فلخطورة ما يترتب على الغضب، وما قد يؤول صاحبه إليه، كان الغضب من حيث الأصل منهيًّا عنه شرعًا.
وورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: أوصني، قال: «لاَ تَغْضَبْ» فردد مرارًا، قال: «لاَ تَغْضَبْ». رواه الإمام البخاري في "صحيحه"؛ فهذا يدل على أن الغضب في أصله منهيٌ عنه شرعًا.
قال الإمام الصنعاني في "سبل السلام" (2/ 668، ط. دار الحديث): [والحديث نهى عن الغضب] اهـ.
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم زواج المطلقة بعد ولادتها بشهرين؟).
وأجابت دار الإفتاء، على السؤال، بأنه إذا كان هذا الزواج موثق ورسمي وانتهت العدة بالولادة؛ فلها أن تتزوج حيث قوله تعالي (وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ).
أسباب الطلاق في مصر وكشف الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عن أسباب الطلاق في مصر وكيف تتعامل دار الإفتاء مع هذه الظاهرة للحد منها؟.
وقال مفتي الجمهورية، في حوار لصدى البلد، إن أسباب الطلاق في مصر، لا يشترط توافرها جميعا في كل الحالات، بل لكل حالة ظروفها التي تختلف بها عن غيرها.
وذكر مفتي الجمهورية، أن من أسباب حدوث المشاكل الأسرية كذلك، الجهل بالحقوق الزوجية، وكذلك التدخل الخاطئ للأهل والأقارب في الحياة الزوجية لأبنائهم.
وأشار المفتي، إلى أن هذا السبب من أشهر أسباب الطلاق بمصر في السنوات الأولى من الزواج كما هو وارد في الإحصاءات المعتمدة؛ فعلى الأهل والأقارب التدخل بشكل إيجابي فقط إذا تطلب الأمر ذلك وظهر عجز أحد الطرفين عن التصرف بحكمة.
وتابع المفتي: ولا شك إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وسوء استخدامها كذلك أصبح أحد العوامل المسببة لزيادة حالات الطلاق طبقا لما أثبتته عدة دراسات اجتماعية وإحصائية؛ حيث انكفأ كل واحد من الزوجين أغلب أوقاته على جهازه وعالمه الافتراضي الخاص، واتخذه متنفسا له في تعدد العلاقات والصداقات التي تضر كيان الأسرة، وكذلك نشر مختلف أحوال حياته وشئونه الخاصة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أين الله النبی صلى الله علیه وسلم رسول الله صلى الله علیه صلى الله علیه وآله وسلم سبحانه وتعالى أسباب الطلاق رضی الله عنه دار الإفتاء أقسم علیه ه سبحانه أین الله أن الله ن الغضب إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل يجوز قطع الطواف من أجل الصلاة المكتوبة
هل يجوز قطع الطواف من أجل الصلاة المكتوبة؟ سؤال أجابته دار الإفتاء من خلال الموقع الرسمي، في معرض بيانها حكم قطع الطواف للصلاة المكتوبة.
حكم قطع الطواف للصلاة المكتوبةيقول السؤال: ما حكم قطع الطواف للصلاة المكتوبة؟ حيث إذا أقيمت الصلاة وأنا في الطواف؛ فهل يشرع لي قطعه، أو أتمه ثم أصلي؟ وإذا كان يشرع لي أن أقطعه ثم انتهت الصلاة، فهل يتم من المكان الذي قطعت فيه الطواف، أو أبتدئ الشوط المقطوع من أوله؟
وقالت: إذا أقيمت الصلاة المكتوبة على من يطوف طوافًا مفروضًا أو مندوبًا، فله أن يقطع الطواف ويصلي، ثم يبني على ما قطعه من أشواط الطواف ويستكملها، وإذا قطع الطواف في أثناء الأشواط فإنه يعيد هذا الشوط الذي قطع في أثنائه، ويبني على الأشواط السابقة.
وبينت أن الطواف هو: الدوران حول البيت الحرام؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 158]، ومن الطواف ما هو واجب؛ كطواف الإفاضة، ومنه ما هو سنة؛ كطواف القدوم، ويشترط في الطواف الموالاة كالصلاة، فلا يقطع إلا لعذر؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم وَالَى في طوافه ولم يقطعه، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» أخرجه مسلم، ولما رواه النسائي عن طاوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلاةٌ».
حكم قطع الطواف من أجل الصلاة المكتوبةوأوضحت أن من الأعذار التي يقطع فيها الطواف إقامة الصلاة المكتوبة؛ لأن الطواف وإن كان واجبًا إلا أن الصلاة المكتوبة أوجب؛ لأنه متى تعارض واجبان يقدم آكدهما.
قال الإمام الزركشي في "البحر المحيط" (1/ 244، ط. دار الكتبي) في مسألة بعض الواجبات أوجب من بعض: [قال القاضي: يجوز أن يقال: بعض الواجبات أوجب من بعض؛ كالسنن بعضها آكد من بعض، خلافًا للمعتزلة؛ لأن الوجوب ينصرف عندهم إلى صفة الذات، وقال ابن القشيري: يجوز ذلك عندنا فما كان اللوم على تركه أكثر كان أوجب، فالإيمان بالله أوجب من الوضوء] اهـ.
ودليل أوجبية الصلاة، أنها من أركان الإسلام الخمس؛ أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بُنِيَ الإسلامُ على خَمسٍ: شَهَادةِ أَنْ لَا إلِهَ إلَّا الله، وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصوْمِ رَمَضانَ»، وما يؤكد على أهمية توقيتاتها قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ»، فدل ذلك على أن الصلاة المفروضة أهم من الطواف وأوجب.
كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعيما يترتب على قطع المكلف للطواف من أجل الصلاة المكتوبة
إذا تقرر مشروعية قطع الطواف للصلاة المكتوبة، فلا يخلو الأمر من احتمالات:
إما أن يبتدئ الطواف من أوله ولا يبني على ما فعل.
وإما أن يبني على ما فعل.
وإذا بنى على ما فعل ففيه احتمالان:
إما أن يلغي الشوط الذي قطعه في أثنائه، فيصلي ثم يعود إلى استكمال الأشواط.
وإما أن يبتدئ من الموضع الذي خرج منه.
وهذا مبني على أن الطواف كله عبادة واحدة لا تتجزأ، وهي كالصلاة من جميع الوجوه إلا جواز الكلام فيه كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أم إن الطواف عبادة لها أجزاء، وأجزاؤها على سبعة أشواط، والترتيب أو الموالاة تكون في عبادة مختلفة لها أركان مختلفة، وهذه الأجزاء السبعة ليست مختلفة فيما بينها كالطهارة والصلاة، فالطهارة لها أعضاء مختلفة، والصلاة لها أركان مختلفة، ولكن الطواف بأشواطه السبعة لا اختلاف بينها، فلا ترتيب فيه، وهذا هو القول الأرجح؛ لما استشهد به الإمام الشيرازي في "المهذب": "أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يطوف بالبيت، فلما أقيمت الصلاة صلى مع الإمام، ثم بنى على طوافه"، وقال المالكية: يستحب إكمال الشوط إن استطاع الطائف ثم الذهاب إلى الصلاة.
قال الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب" (8/ 67، ط. المنيرية): [قال المصنف والأصحاب: إذا أقيمت الصلاة المكتوبة أو عرضت له حاجة لا بد منها وهو في أثناء الطواف قطعه، فإذا فرغ بنى إن لم يطل الفصل، وكذا إن طال، وهو المذهب، وفيه الخلاف السابق، قال البغوي وآخرون: إذا كان الطواف فرضًا كره قطعه لصلاة الجنازة ولسنة الضحى والوتر وغيرها من الرواتب؛ لأن الطواف فرض عين ولا يقطع لنفل ولا لفرض كفاية، قالوا: وكذا حكم السعي، وقد نص الشافعي رحمه الله في "الأم" على هذا كله، ونقله القاضي أبو الطيب في تعليقه عن الأم فقال: قال في "الأم": إن كان في طواف الإفاضة فأقيمت الصلاة أحببت أن يصلي مع الناس، ثم يعود إلى طوافه ويبني عليه، وإن خشي فوات الوتر أو سنة الضحى أو حضرت جنازة فلا أحب ترك الطواف لشيء من ذلك؛ لئلا يقطع فرضًا لنفل أو فرض كفاية. والله أعلم] اهـ.
وقال الإمام البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع عن متن الإقناع" (2/ 483، ط. دار الكتب العلمية): [وإن قطع الطواف بفصل يسيرٍ بنى من الحجر؛ لعدم فوات الموالاة بذلك، أو أقيمت صلاة مكتوبة، صلى وبنى؛ لحديث: «إِذَا أُقِيمَت الصَّلَاةُ فلَا صَلاَة إلا المَكْتُوبة»، والطواف صلاة فتدخل في العموم، ويكون البناء من الحجر الأسود، ولو كان القطع من أثناء الشوط؛ لأنه لا يعتد ببعض شوط قطع فيه وحكم السعي في ذلك كطواف] اهـ.
وقال الإمام الخرشي المالكي في "شرح الخرشي على مختصر خليل" (2/ 316، ط. دار الفكر): [وقطع الطواف وجوبًا -فرضًا أو نفلًا- لصلاة الفريضة، أي: لإقامتها، ويبني، لكن يندب له قبل خروجه كمال الشوط بأن يخرج من عند الحَجَر، وإن خرج من غيره فقال ابن حبيب: يدخل من موضع خرج، قال في "توضيحه": وهو ظاهر "المدونة" و"الموازية"، واستحب ابن حبيب أن يبتدئ ذلك الشوط، قال بعض: وينبغي حمله على الوفاق كما هو ظاهر "الطراز". اهـ. ويبني قبل تنفله قاله في "الموازية" ابن الحاجب، فإن تنفل قبل أن يتم طوافه ابتدأه، قال بعض: وكذلك إن جلس بعد الصلاة طويلًا لذكر أو حديث؛ لترك الموالاة] اهـ.
وشددت عليه: فإذا أقيمت الصلاة المكتوبة على من يطوف طوافًا مفروضًا أو مندوبًا، فله أن يقطع الطواف ويصلي، ثم يبني على ما قطعه من أشواط الطواف ويستكملها، وإذا قطع الطواف في أثناء الأشواط فإنه يعيد هذا الشوط الذي قطع في أثنائه، ويبني على الأشواط السابقة.