الصين تسعى إلى بناء عالم أجمل مع جميع الدول
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
تشو شيوان **
ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ عشية رأس السنة الميلادية الجديدة كلمة للتهنئة بحلول عام 2024، وبُثَّت عبر مجموعة الصين للإعلام؛ ليُشاطر العالم احتفالاتهم بالعام الجديد، ومن بكين أرسل الرئيس الصيني تهانيه لجميع دول العالم بالعام الجديد، متمنيًا أن يَعُمَّ السلامُ العالمَ.. وهذه الكلمات تُعبر عن جوهر القيادة الصينية المنفتحة على العالم والتي تحترم تقاليد الشعوب وتشاطرهم أفراحهم ومناسباتهم وتقويماتهم.
كان 2023 عام الإنجاز الصيني في التقدم في الصناعات المحلية عالية الجودة، وقد ذكر الرئيس الصيني في كلمته بعضًا من هذه الإنجازات التي أجد أنَّه من المهم الوقوف عندها؛ حيث جاء في كلمته أنه في عام 2023: "تم إجراء الرحلة التجارية لطائرة الركاب من طراز "سي-919"، وتم إكمال الرحلة التجريبية للسفينة السياحية الضخمة المحلية الصنع، وتم إطلاق مركبات الفضاء لأسرة ’شنتشو‘ بشكل متتالٍ، وغاصت الغواصة ’فندوتشه‘ في أعماق البحار". وهذه الصناعات أو الإنجازات الصينية محلية الصنع علامة فارقة في تطوير الصناعات عالية الجودة والمنافسة عالميًا في مجالات متقدمة، وأجد أنَّ ذكر هذه الإنجازات حق للصين بأن تفتخر بما صنعته عقول أبنائها وما تستطيع أن تُقدمه للعالم.
الواقع يؤكد أنَّ الصين لا تطور نفسها فقط؛ بل يتطور معها العالم، وأجد أن أهم جزء في كلمة الرئيس الصيني تمثَّل في قوله: "لا تطوّر الصين نفسها فحسب؛ بل وتحتضن العالم بحماسة وتتحمل المسؤولية كدولة كبيرة". ودعونا نضع تحت جملة "تتحمل المسؤولية كدولة كبيرة" ألف خط؛ فالصين قامت بدورها كدولة ذات مسؤولية تجاه القضايا العالمية، وقربت المسافات بين الكثير من دول العالم، وهذه هي هدية الصين للعالم بأن تخلق التوازن المطلوب في عالم مضطرب ويتحامل فيه جهة على حساب جهة أخرى والصين تأتي لتضبط التوازن والمعايير.
وعلى جانب آخر، تقدَّم رئيس مجموعة الصين للإعلام شين هاي شيونغ، في الأول من يناير 2024، بأجمل التهاني إلى متابعي منصات المجموعة خارج البلاد بمناسبة حلول العام الجديد، كما تحدث هاي شيونغ حول جزئية مهمة، عندما قال: "عالم اليوم لا يعيش في سلام، والحاجة كبيرة إلى السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك. لقد لاحظنا بسعادة أن المزيد والمزيد من الأصدقاء الدوليين يتفهمون أفكار الصين ومقترحاتها ويوافقون عليها ويدعمونها. وعلى هامش اجتماع أبيك في سان فرانسيسكو، عقدنا "الحوار الودي حول التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين والولايات المتحدة"، وكانت استجابة المشاركين حماسية. ومن بين المشاركين السيد هاري موير، أحد المحاربين القدامى ضمن مجموعة "النمور الطائرة". وقال لي إن مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية- الذي طرحه الرئيس شي- يحظى بدعم الجميع". ويضيف "عندما عدت إلى الصين، تلقيت بطاقات بريدية وزخارف صغيرة صنعها أطفال مدرسة لينكولن المتوسطة في الولايات المتحدة. وبالنظر إلى هذه الهدايا اللطيفة، شعرت بتطلعاتهم الجميلة للسلام والصداقة والتعايش". بهذه التعبيرات فإن رئيس مجموعة الصين للإعلام، أوضح للعالم كيف ينظر الصينيون للعالم بمزيد من الانفتاح والتعاون والفوز المشترك، وأن الصين لا تُكِن لأي دولة البغضاء أو الكُرْه، إنما الأساس في التعامل من وجهة نظر صينية قائم على المنفعة المتبادلة والاحترام والتعاون من أجل مستقبل أفضل.
إنَّ الصين تنظر للعالم برؤية المتفائل الطامح لبناء مستقبل أفضل للبشرية بعيدًا عن الصراع، والصين تشاطر العالم الأمنيات بالسلام والأمان ونهاية الحروب والدمار، هذه الرسالة الواضحة التي تلتمسها في كلمة الرئيس الصيني وهو بتطلعاته يمثل الشعب الصيني وتطلعاته للعالم.. وإذا أراد العالم المضي قدمًا بالصين ترحب بذلك ولا تعارض أي مساعٍ للتنمية؛ فالتنمية قائمة على التشاركية من وجهة نظر صينية، ولا يمكن لأي بلد أن ينمو ويتطور بدون التعامل مع البلدان الأخرى وهذا مفهوم عميق تسعى الصين أن تشاطره مع العالم في كل مناسبة وكل موقف.
في النهاية.. وكمواطن صيني أتمنى للعالم المزيد من التقدم والازدهار، والمزيد من الأمن والسلام، وأيضًا أودُ أن أهنئ الأصدقاء العرب بالسنة الجديدة، وأبارك لسلطنة عُمان، حكومة وشعبًا، حلول العام الجديد، وأتمنى أن تكون 2024 سنة خير ومنفعة وفوز مشترك للجميع.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نيابة عن رئيس الدولة.. ولي عهد أبوظبي يترأس وفد الدولة المشارك في أعمال القمة الـ17 لقادة دول مجموعة «بريكس»
نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ترأس سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وفد دولة الإمارات العربية المتحدة المشارك في أعمال القمة الـ17 لقادة دول مجموعة «بريكس»، التي افتتحها فخامة لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية، اليوم في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
وتُعقد القمة التي تترأسها البرازيل في دورتها لهذا العام تحت شعار «تعزيز التعاون العالمي بين بلدان الجنوب من أجل حوكمة أكثر شمولاً واستدامة»، بمشاركة قادة ورؤساء حكومات عدد من دول المجموعة ورؤساء وفود الدول المدعوة، إلى جانب ممثلي عدد من المنظمات الإقليمية والقارية والدولية.
وألقى سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان كلمة دولة الإمارات، نقل خلالها تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الدول المشاركة، وتمنياته الصادقة بنجاح أعمال القمة في تعزيز شراكة دولية متوازنة قائمة على التعاون والتنمية والاحترام المتبادل.
وأكد سموّه أهمية المجموعة باعتبارها منصة لتعزيز التفاهم وتحقيق التقارب الاستراتيجي لمواجهة التحديات العالمية الملحّة، سواء كانت اقتصادية أو إنسانية أو متعلقة بتصاعد التوترات الجيوسياسية، مشيراً سموّه إلى أن بناء شراكات قوية قائمة على أسس التنمية المستدامة والازدهار المتبادل سيسهم في خدمة شعوبنا وتعزيز مصالح دولنا.
واختتم سموّه كلمته بالتأكيد على إيمان دولة الإمارات الراسخ بأن الحوار البنّاء والتكامل الاقتصادي من بين أهم الركائز الأساسية لتحقيق الاستقرار الدولي، مشدداً سموّه على دعم الدولة لتوسيع المجموعة لنطاق التعاون الاستراتيجي بين الدول والتكتلات الإقليمية والمنظمات الدولية.
وشهدت القمة عقد جلسة حوارية رفيعة المستوى، بحضور قادة دول المجموعة ورؤساء وفود الدول المشاركة، حيث ناقشت الجلسة أبرز القضايا الاقتصادية والتنموية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي، وإصلاح منظومة الحوكمة الدولية، ودعم استخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية، إلى جانب بحث سبل تسريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتطوير آليات تمويل مبادرات العمل المناخي، وتعزيز الحوكمة المسؤولة لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأكّدت الجلسة الحوارية على أهمية تعزيز الشراكات في مجالات الأمن الغذائي والصحة والتكنولوجيا، من خلال التزام دول المجموعة بدعم التنمية الشاملة والمستدامة، بما يخدم تطلعات الشعوب في مختلف أنحاء العالم.
وتشارك دولة الإمارات العربية المتحدة في أعمال القمة للمرة الثانية بصفتها عضواً في مجموعة «بريكس»، التي تأسست عام 2009 لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الاقتصادات الناشئة.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي