يلتقي قادة دول مجموعة بريكس اليوم الأحد في ريو دي جانيرو البرازيلية رغم غياب الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين سعيا لتشكيل جبهة موحدة ضد سياسة دونالد ترامب الحمائية.

يعقد قادة مجموعة الدول الناشئة الكبرى الـ11، ومن بينها البرازيل والصين والهند وروسيا وجنوب أفريقيا، اجتماعهم السنوي الذي يستمر يومين وسط إجراءات أمنية مشددة في خليج غوانابارا في مدينة ريو دي جانيرو، في ظل الحرب التجارية التي أشعل فتيلها  ترامب على وقع رسوم جمركية مشددة.

وحسب مسودة البيان الختامي التي نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، يعتزم المجتمعون الإعراب عن "مخاوفهم البالغة حيال  تزايد التدابير الجمركية وغير الجمركية الأحادية الجانب التي تحرف التجارة وتتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية".

وتعتبر الدول الـ11 بحسب النص الذي ما زال من الممكن تعديله خلال القمة، أن هذه التدابير تهدد بـ"الحد أكثر من التجارة العالمية" و"تؤثر على آفاق التنمية الاقتصادية في العالم".

وبذلك، فإن الدول الناشئة التي تمثل نحو نصف سكان العالم و40% من الناتج المحلي الاجمالي العالمي وربع التجارة الدولية، وأكثر من 70% من المخزون العالمي من المعادن النادرة، و43% من ناتج النفط بعد انضمام السعودية، تستهدف بصورة واضحة الرئيس الأميركي وسلسلة الرسوم الجمركية المشددة التي أقرها.

غير أنها تتفادى ذكر ترامب تحديدا في وقت تخوض دول عديدة من بينها الصين، القوة الأكبر في مجموعة بريكس، مفاوضات مع واشنطن بهذا الصدد.

وفي آخر تطورات هذا الملف الطويل، أعلن ترامب الجمعة أنه وقع رسائل سيبعثها إلى شركاء الولايات المتحدة التجاريين، تتعلق بتطبيق الرسوم المشددة.

ودافع الرئيس البرازيلي اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا السبت عن النهج التعددي معلنا أنه "بمواجهة عودة الحمائية، يعود للأمم الناشئة أن تدافع عن النظام التجاري التعددي وأن تصلح البناء المالي الدولي".

إعلان الذكاء الاصطناعي

وذكرت رويترز أن مسودة تشمل دعوة قادة مجموعة بريكس إلى حماية البيانات من الاستخدام غير المصرح به للذكاء الاصطناعي لتجنب الإفراط في جمع البيانات مع السماح بآليات لسداد مدفوعات عادلة.

ويخصص التكتل الدبلوماسي جزءا من مناقشاته اليوم الأحد للذكاء الاصطناعي خلال قمته التي تستمر يومين في ريو دي جانيرو بالبرازيل. وترفض شركات التكنولوجيا الكبرى، التي يقع معظمها في الدول الغنية، الدعوات المطالبة بدفع رسوم على حقوق الملكية الفكرية للمواد المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

دوامة العنف

ولأول مرة منذ 12 عاما، يغيب الرئيس الصيني عن القمة التي تعتبر بلاده القوة المهيمنة فيها.

وسيغيب عنها بوتين المستهدف بمذكرة توقيف أصدرتها بحقه المحكمة الجنائية الدولية على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بصورة غير قانونية إلى روسيا، ما يعتبر جريمة حرب.

كما ستتناول المناقشات الحرب التي استمرت 12 يوما بين إيران وإسرائيل في يونيو/ حزيران. وتوصل المفاوضون السبت إلى توافق حول أسلوب ذكرها في البيان الختامي، وفق ما أوضح مصدر مشارك في المناقشات.

وتود طهران من دول بريكس أن تشدد اللهجة، لكن من المتوقع أن تحافظ الوثيقة على "اللغة ذاتها" التي اعتمدتها في بيان أصدرته بريكس في نهاية يونيو/ حزيران، وفق المصدر.

ونددت الدول الناشئة في ذلك البيان بـ"الهجمات العسكرية" على إيران بدون أن تذكر إسرائيل أو الولايات المتحدة، وأرسل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى ريو دي جانيرو وزير خارجيته عباس عراقجي.

بديل للدولار

توسعت مجموعة بريكس التي أنشئت عام 2009 لتكون قوة مقابلة للغرب تعيد موازنة النظام العالمي لصالح "الجنوب العالمي"، إذ انضمت إليها منذ عام 2023 السعودية ومصر والإمارات وإثيوبيا وإيران، ثم إندونيسيا.

وإلى المسائل الجيوسياسية، تسعى الكتلة لتأكيد وزنها الاقتصادي، وفي هذا السياق، تطرح منذ عدة سنوات إمكانية إيجاد بديل للدولار للمعاملات التجارية داخل المجموعة.

غير أن الرئيسة البرازيلية السابقة، ديلمان روسيف التي تترأس مصرف بريكس، أعلنت السبت أنها لا ترى "أي إمكانية لتحقيق ذلك" مضيفة "اليوم، ليس هناك من يريد الاضطلاع بموقع الولايات المتحدة".

وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول التي تتحدى هيمنة العملة الأميركية في العالم، ما يقلل من إمكانية تنفيذ مثل هذا السيناريو.

كما تأمل البرازيل التي تستضيف في نوفمبر/ تشرين الثاني قمة الأمم المتحدة حول المناخ "كوب 30″، في التوصل إلى إجماع حول مكافحة التغير المناخي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ریو دی جانیرو مجموعة بریکس

إقرأ أيضاً:

إلباييس: ترامب لم يرحم قادة أوروبا ووصفهم بالضعفاء

أكدت صحيفة إلباييس الإسبانية أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع موقع بوليتيكو، أثارت غضب قادة أوروبا، حيث تضمنت انتقادات حادة لهم، بينها اتهامهم بالضعف.

وقالت الكاتبة مكارينا فيدال ليي إن الرئيس الأميركي عرض في مقابلة هذا الأسبوع، رؤيته للعالم، مؤكدا أن إستراتيجية الأمن القومي التي نشرتها إدارته الأسبوع الماضي ليست وثيقة عابرة، بل تعكس بوضوح طريقة تفكيره.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ترامب: قادة أوروبا ضعفاء ويتحدثون كثيرا دون إنجازlist 2 of 2لافروف يهدد أوروبا ويطمئنها بذات الوقتend of list

وأكدت الكاتبة أن ما وصفتها بالوثيقة الإستراتيجية العدوانية التي تتبناها الإدارة الأميركية الحالية، ترى أن أوروبا تواجه خطر تدمير حضارتها بسبب الهجرة الجماعية التي ستجعل السكان البيض الأصليين أقلية في بعض الدول خلال عقدين أو 3 عقود.

تيار "ترامبي"

كما تدعو الوثيقة إلى "تعزيز المقاومة" ودعم قادة سياسيين ذوي توجهات قريبة من فكر ترامب، مع إبداء قدر أقل من الانتقادات لروسيا بقيادة فلاديمير بوتين.

وتعلن الوثيقة أن أميركا اللاتينية هي الأولوية الكبرى، مع نية فرض الهيمنة الأميركية في المنطقة، مقابل تخفيف حدّة التنافس مع الصين.

وتقول الكاتبة إن ترامب خص أوروبا بأشد انتقاداته في المقابلة مع بوليتيكو، وبلغ حد إهانة قادة القارة عندما قال إنهم ضعفاء، ووصف بعضهم بالأغبياء.

وأضاف ترامب: "يريدون أن يكونوا على قدر كبير من الدقة السياسية، لا يعرفون ماذا يفعلون، أوروبا لا تعرف ماذا تفعل".

وأكد ترامب أنه يريد أن يرى أوروبا قوية، وأنه سيواصل دعم السياسيين والأحزاب ذات التوجه الأيديولوجي القريب منه، على غرار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي أعلن إعجابه بسياسة إغلاق الحدود التي ينتهجها.

أكبر خطأ بأوروبا

ونقلت مكارينا فيدال ليي عن الرئيس الأميركي قوله إن التسامح والسياسة المتساهلة تجاه الهجرة أكبر خطأ ترتكبه القارة، محذرا من كارثة مقبلة إذا استمر هذا النهج الذي استطاع أن يمنعه في الولايات المتحدة.

إعلان

واعتبر ترامب أن باريس ولندن تمثلان نموذجين بارزين للفوضى التي تُحدثها الهجرة، مؤكدا أن شخصا مثلا صادق خان الذي ينحدر من أبوين باكستانيين، لم يكن بإمكانه الفوز بمنصب عمدة لندن لولا أصوات المهاجرين.

وقد تباهى ترامب خلال المقابلة بأنه أوقف الهجرة غير النظامية إلى الولايات المتحدة بشكل كامل عبر سلسلة من الإجراءات الصارمة، تشمل حملات مداهمة واسعة وعمليات ترحيل جماعي.

كما أكد أن إدارته اتخذت خطوات لتقليص الهجرة القانونية إلى أدنى حد ممكن، من خلال إلغاء التأشيرات، وإيقاف برامج الاستقبال، وفرض تكاليف باهظة على بعض تصاريح الإقامة، وغيرها من المبادرات.

ضغوط على أوكرانيا

وذكرت مكارينا فيدال ليي أن الرئيس الأميركي جدّد ضغوطه على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقبول خطة السلام الأميركية المقترحة، والتي صِيغت في البداية بمساهمة روسية، ثم عُدِّلت بعد اجتماعات مع مسؤولين أوكرانيين.

وحسب الكاتبة، فقد أصرّ زيلينسكي على رفض تقديم أي تنازلات لروسيا تتعلق بمناطق داخل الأراضي الأوكرانية، بينما طلب ترامب مجددا من زيلينسكي -الذي وصفه برجل سيرك- بالموافقة على تسليم أراضٍ لموسكو، مدعيا أن روسيا "تتمتع بالأفضلية" وأن على كييف تقبل هذا الأمر.

واعتبرت الكاتبة أن هذا التصريح لن يُطمئن القادة الأوروبيين الذين يخشون أن يتخلى الرئيس الأميركي الحالي عن أوكرانيا، حيث انتقد ترامب القادة الأوروبيين بسبب عجزهم عن الدفع نحو إحراز تقدم نحو السلام، قائلا: "إنهم يتحدثون، لكنهم لا يفعلون شيئا، والحرب مستمرة بلا توقف".

مقالات مشابهة

  • اليوم العالمي لحقوق الإنسان وترسيخ الكرامة الإنسانية
  • مجموعة أممية تطالب بالإفراج عن ناقلة النفط التي احتجزتها الولايات المتحدة في الكاريبي
  • مجموعة ICIS: الرئيس التنفيذي لـ «أدنوك» يُعيد صياغة قطاع الكيماويات العالمي
  • كيف تحمي نفسك من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تجمع بياناتك الشخصية (فيديو)
  • مجموعة CFI المالية تُطلق مرحلة جديدة من التوسّع العالمي استعدادًا لعام 2026
  • مصدر يكشف لـCNN عن لقاء قريب بين مبعوث ترامب وزيلينسكي مع قادة أوروبيين
  • ترامب: اتفق قادة تايلاند وكمبوديا على وقف إطلاق النار
  • أوهام الازدهار العالمي.. تفكيك أسباب الفقر في عالمٍ يزداد غنى .. كتاب جديد
  • إلباييس: ترامب لم يرحم قادة أوروبا ووصفهم بالضعفاء
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟