تحولت لكرة نارية.. هكذا أنقذت قواعد سلامة مكتوبة بالدم الأرواح في حادث الطائرة اليابانية
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند مشاهدة مقاطع الفيديو لحادث اصطدام الطائرة التابعة للخطوط الجوية اليابانية في مطار "هانيدا" بطوكيو، يبدو عدم إصابة أحد بأذى كمعجزة حقًا.
وبينما تُوفي خمسة من أفراد الطاقم الستة الذين كانوا على متن طائرة خفر السواحل اليابانية "داش 8"، التي اصطدمت بها الطائرة أثناء هبوطها الثلاثاء، إلا أنّ جميع الركاب وأفراد الطاقم البالغ عددهم 379 على متن طائرة "إيرباص A350" نجوا من الحادث.
لا تزال التحقيقات جارية بما حصل في الحادث الذي شهد انفجار طائرة الخطوط الجوية اليابانية وتحولها إلى كرة نارية، ولكن يرى الخبراء أنّ نجاح الإخلاء كان بفضل مزيج من معايير السلامة الحديثة، وثقافة السلامة الصارمة الخاصة بالخطوط الجوية اليابانية.
وقال أستاذ السلامة والتحقيق بالحوادث في جامعة "كرانفيلد" بالمملكة المتحدة، جراهام بريثويت: "شعرت بالدهشة والارتياح لخروج الجميع بعدما رأيته في اللقطات"، مضيفًا أنّها "صدمة أشد من أن تتحمله أي طائرة. ولكن بمعرفة ما أعلمه عن شركة الطيران هذه، ومدى الجهد الذي تبذله في مجال السلامة، وتدريب الطواقم، فإن حقيقة أنّهم قاموا بعمل جيّد كهذا لا ينبغي أن تكون مفاجأة كبيرة".
وفي الواقع، أشار بريثويت إلى حادثٍ كارثي وقع قبل نحو 40 عامًا ساهم في تحويل الخطوط الجوية اليابانية إلى شركة طيران آمنة بهذه المستوى.
في 12 أغسطس/آب من عام 1985، تحطمت الرحلة 123 التابعة للخطوط الجوية اليابانية، والمتجهة من طوكيو إلى أوساكا، في حادث أسفر عن مقتل 520 شخصًا من أصل 524 كانوا على متنها.
وحصل ذلك بعد إصلاح فنيي "بوينغ" (ليس فنيي شركة الطيران نفسها) خللًا في ذيل الناقلة في أعقاب حادثٍ سابق.
ويُعتَبَر هذا الحادث الأكثر دموية لطائرة واحدة في تاريخ الطيران حتّى يومنا هذا.
وقال بريثويت: "من الواضح أنّ التأثير كان عميقًا على شركة الطيران"، موضحًا: "عندما تسوء الأمور، فإنّهم ينظرون إلى الأمر من حيث كيفية التعلم منه، فكل شيء يمثل فرصة للتحسن".
وبينما ليس من الواضح بعد من المسؤول عن حادث الطائرة الثلاثاء، إلا أنّ بريثويت يرى أنّ الإخلاء الناجح يُعد أمرًا إيجابيًا "بالتأكيد" لشركة الخطوط الجوية اليابانية.
وتُصنَّف الخطوط الجوية اليابانية (JAL) ضمن أكثر شركات الطيران أمانًا في العالم بانتظام في قائمة سنوية من خلال موقع Airlineratings.com.
"إخلاء نموذجي"ويبدو أنّ ردود الفعل السريعة للطاقم هي التي أنقذت مئات الأرواح.
وفي غضون ثوانٍ من توقف الطائرة، نُفِخت مزالق الإخلاء، وأُخرِج من كان على متنها بسرعة، حتّى عندما امتلأت المقصورة بالدخان.
وأكّد طيار من إحدى شركات الطيران الأوروبية الكبرى لم يرغب في الكشف عن هويته لكونه غير مصرّح في الحديث بالنيابة عن الشركة: "أنا متعجب بشكلٍ استثنائي بأداء الطيارين، والطاقم، والركاب لما بدا كإخلاء نموذجي في ظل أصعب الظروف"، لافتًا إلى أن "الطبيعة القوية للطائرات الحديثة وتدريب الطيارين على التعامل مع المواقف غير الاعتيادية على مدى عقود، كلها أمور تطورت إلى درجة أنّنا نتمتع بالفترة الأكثر أمانًا في الطيران منذ بدايتها".
قواعد سلامة "مكتوبة بالدم"وقال الطيار إنه "كما يعلم موظفو الخطوط الجوية اليابانية جيدًا، فإنّ سجلات سلامة قطاع الطيران الحديثة، مكتوبة بدماء آخرين لم يحالفهم الحظ".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: حوادث الطيران طائرات طوكيو مطارات الخطوط الجویة الیابانیة
إقرأ أيضاً:
إنزال 52 طفلًا يهوديًا من طائرة إسبانية يثير الجدل
صراحة نيوز- شهد مطار فالنسيا في إسبانيا حادثة أثارت جدلاً واسعًا، بعد إنزال 52 طفلًا ومراهقًا يهوديًا فرنسيًا تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عامًا، بالإضافة إلى مدربتهم، من طائرة تابعة لشركة Vueling Airlines يوم الأربعاء، وسط تضارب في الروايات حول أسباب الواقعة.
وبحسب موقع Enfoque Judío الإسباني، فإن الأطفال كانوا يشاركون في معسكر صيفي، وبدأوا بالغناء باللغة العبرية أثناء صعودهم إلى الطائرة، ما دفع طاقم الرحلة لمطالبتهم بالتوقف. لاحقًا، تم استدعاء الشرطة التي أنزلت المجموعة كاملة قبل الإقلاع.
ووفقًا لمصادر رسمية، تم القبض على المدربة البالغة من العمر 21 عامًا، بزعم قيامها بـ”إشارة غريبة” وتهديد الشرطة بالاعتداء. وتفيد روايات أخرى أنها رفضت بشدة إنزال الأطفال القُصّر، ما أدى إلى تقييدها واعتقالها. وقد انتشر مقطع فيديو يظهرها ملقاة على الأرض ويداها مقيدتان، فيما تحاول الشرطة إخراج بقية المجموعة من الطائرة.
وفي تطورات لاحقة، جرى نقل المراهقين إلى رحلات بديلة، حيث غادرت مجموعة إلى باريس، فيما بقي نحو 20 مراهقًا مع أربعة مدربين في فندق قرب المطار بانتظار رحلة اليوم الخميس.
من جهتها، وصفت والدة أحد الأطفال الحادثة بأنها “معادية للسامية”، مشيرة إلى أن الغناء بدأ بشكل عفوي، وأن الأطفال التزموا الهدوء بعد تحذير الطاقم، لكن الشرطة وصلت بعد خمس دقائق دون سبب واضح.
وفي رواية أخرى، كتب راكب كان على متن الطائرة على “إنستغرام”:
“صعد الأطفال بهدوء، وتصرفوا بشكل جيد كمراهقين. لم يكن هناك صراخ، وفجأة وصل الأمن بسبب ما قيل إنه تهديد أمني… ورغم التأخير، خرج الأطفال من الطائرة بأدب واحترام”.
أما شركة الطيران ومصادر أمنية فلم تصدر حتى الآن رواية رسمية نهائية حول ملابسات الحادث.