صدى البلد:
2025-05-14@21:09:14 GMT

علاء حيدر يكتب: إسرائيل وتأليب غزة على حماس

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

 "تأليب  شعب غزة على  حركة حماس" ،  أصبح  الهدف الرئيسي ، من وراء  المجازر البشعة ،  التي ترتكبها إسرائيل منذ ثلاثة أشهر بشكل متواصل   ضد المدنيين في قطاع غزة  فشل خلالها الجيش الاسرائيلي في تحقيق الاهداف التي شن  من أجلها الحرب .  

فحكومة الحرب الإسرائيلية  اليمينية المتطرفة التي تدير حاليا الحرب  على غزة بزعامة بنيامين نتنياهو ، تدرك تماما أنها لن تستطيع القضاء على ثقافة  المقاومة ،  لأن المقاومة إبنة الإحتلال ، لكنها تعتقد انها  تستطيع إستثارة غضب الشعب الغزاوي على حماس،  بقتل عشرات الآلاف من المدنيين خاصة  من النساء ، و الأطفال ،و الشيوخ  .

  كما ترتكز إستراتيجية تأليب الغزاويين على حماس على  تقطيع أرزاق أبناء القطاع    ، بإستهداف  مصادر رزقهم،   من خلال تدمير  متاجرهم،  و مقار أعمالهم . و  تتعمد إسرائيل لتحقيق هدفها  إنتهاج  سياسة الأرض المحروقة  بتدمير المنازل  و  البنية التحتية بشكل تام ،  لحرمان المدنيين من كل الخدمات،  لا سيما تدمير  محطات الكهرباء ، و محطات تحلية المياه ،  فضلا عن قصف  المدارس،  والمستشفيات،  و الجامعات،  و  حتى أماكن العبادة  ، من مساجد و كنائس ، إنتقاما من  كل عملية مقاومة ، أو  مقتل كل ضابط أو جندي إسرائيلي  .

و بالتزامن مع سياسة الأرض المحروقة التي   لم  ترحم  حتى حديقة الحيوانات الوحيدة في غزة من الدمار   ، بدأت إسرائيل شن حملة إعلامية على  سلطة حماس التي تدير القطاع  منذ سنة 2006 ، بأتهامها بمسئولية المذابح التي يتعرض لها المدنيين    بعدم توفير الحماية اللازمة لهم في  وقت الحرب قبل شنها ، بتركيز  جل  إهتمامها على  شق ، و تمهيد ،  ما يقرب من 500 كيلو متر من الأنفاق تحت الأرض   لتوفير الحماية لمقاتليها ،  و مقاتلي المنظمات العسكرية الأخرى مثل الجهاد ، و كتائب القسام،  من دون أن تبني  و لو ملجأ واحدا  لحماية المدنيين الغزاويين  مثلما تفعل إسرائيل بتوفير ملاجيء في كل منطقة من مناطق إسرائيل   . و تستغل إسرائيل حاليا  حلول فصل  الشتاء  ببرودة جوه  القارس في غزة،  فضلا عن هطول  الأمطار ، لتزيد من معاناة الشعب الغزاوي،  بعد ما أجبرت أكثر من  مليون مواطن  على ترك منازلهم ، و النزوح الى وسط و جنوب غزة ، حيث يعيش  معظمهم في العراء ، أو في خيام بدون مأوى أو مصدر رزق .

ويرى محللون،   أن هدف إسرائيل من  إطالة مدى الحرب  ، ليس  تحرير الرهائن ، أو تدمير المقاومة كما تزعم إسرائيل ، بل ا لهدف من ذلك هو  إرتكاب أكبر عدد ممكن من المجازر ضد الفلسطينيين ، و الدليل على ذلك  أن إسرائيل لم تستطع حتى الآن    تحرير أية رهينة بالقوة العسكرية ،  بل كل  من تم تحريرهم من الرهائن ، كان قد  تم إطلاق سراحهم  بالمفاوضات  بفضل الوساطة المصرية القطرية . كما أنه بعد مرور ثلاثة أشهر على شن الحرب ، لا تزال المقاومة  تكبد إسرائيل خسائر كبيرة في الأرواح،  في إطار حرب المدن التي يتقنها المقاوم الغزاوي جيدا .  و كشفت إحصاءات دولية عن أن إسرائيل أسقطت ما يقرب من 35 ألف طن من القنابل على غزة،  أي ما يعادل القوة التفجيرية لثلاث قنابل ذرية من القوة التدميرية لقنبلتي هيروشيما و نجازاكي .

 و بالتوازي مع إتهام حماس بعدم الإكتراث يحياة المدنيين الغزاويين ، و إتهامها للمقاومة  بإستخدامهم كدروع بشرية للإحتماء بهم ، تشمل  حملة البروباجاندا الإسرائيلية  أتهامها لحماس بمنع الشعب الغزاوي  من العيش في رغد من الحياة  مثل المواطنون في إمارة دبي على سبيل المثال  ، و ذلك  بمنع غزة من التمتع بعوائد  هائلة من  الغاز الطبيعي تقبع في باطن  السواحل الغزاوية تنتظر من يستخرها و يحولها لمليارات من الدولارات تدخل جيوب الغزاويين  لو تخلت حماس عن إستهداف إسرائيل  .وقد تم تدشين  الحملة التي يرددها الإسرائيليون ، حكومة ، و صحافة ، و إعلام ، على هذا التساؤل "لماذا تجبر حماس الفلسطينين  على العيش في الفقر،  و العوز ، و الدمار ،  في حين أن التعاون مع إسرائيل قادر على تحويل حياة أكثر من  2 مليون غزاوي إلى حياة الوفرة ، و الرفاهية ، و الثراء، و الأمن ، و الأمان ؟ "  . كما تروج إسرائيل أيضا في إطار تشويه صورة حماس  لمشروع الممر الإقتصادي ، الذي يربط الهند بالشرق الأوسط ، و منه الى القارة الأوروبية . و هذا المشروغ الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي ، جو  بايدن ، خلال قمة العشرين الأخيرة وروج له نتنياهو ، عبارة عن  مجموعة موانيء ، و خطوط سكك حديدية،  تبدأ من الهند ، مرورا بإسرائيل ، و الاراضي الفلسطينية المحتلة،  و الأردن ، و السعودية ، و الإمارات. و تزعم إسرائيل  بأن هذا الممر سيساهم أيضا بقوة  في ثراء  الفلسطينيين في غزة و الضفة الغربية  بشرط   تولى سلطة غير حماس  الحكم في القطاع.     و ترى إسرائيل بأن  هذا الممر الإقتصادي  سيحول إسرائيل   إلى ملتقى مركزي للأقتصاد العالمي ، فضلا عما سيسفر عنه من تطبيع للعلاقات بين إسرائيل و السعودية،  بعد أن تم بالفعل تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع كلا من الإمارات و البحرين  .كما تلقي  الحملة الإسرائيلة على حماس بمسئولية حرمان أكثر من 15 ألف غزاوي من مصادر دخلهم،  بعد أن  كانوا يذهبون للعمل يوميا    داخل إسرائيل ، و العودة منها  بما يكفي لإطعام أسرهم و سد إحتياجاتهم  .

وتزعم إسرائيل بأن أكثر من 90 في المائة من الغزاويين  يرفضون حاليا  بقاء حماس في السلطة،  بعد ما تكبدوه من خراب و دمار ، نتيجة  هجمات حماس في  7 أكتوبر الماضي على مستوطنات غلاف غزة تحت شعار" طوفان الأقصى " .

 و يبقى السؤال هل ستنجح الحملة الإسرائيلية في إقناع الغزاويين  بالإطاحة  بحماس من السلطة ، في حال تم تنظيم إنتخابات في الأراضي الفلسطينية  المحتلة ، بعد إنتهاء الحرب ، لتحقيق الجنة الموعودة التي تروج لها إسرائيل في غزة  بدلا من الدمار و القتل و الفقر،  أم سيتمسك الغزاويون بالمقاومة على حساب الرفاهية و الثراء كما تزعم  إسرائيل ؟

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

???? الجهة التي سيقع عليها الدور بعد السودان سوف تبدأ الحرب فيها بالمسيرات

والعاقبة عندكم في المسيرات
في اغنية للفنان صلاح مصطفي ما يحكي حالنا اليوم إذ جاء (كنا في غمرة هنانا وفي دروب الريد مشينا /فجأة اتبدل مصيرنا وجارت الايام علينا) كل الذين رحلوا عن الدنيا في السودان قبل ١٥ /بريل ٢٠٢٣ لو قدر لأحدهم أن ينهض من قبره ورأى ما نحن فيه اليوم فلن يصدق ما يراه.. فقد كنا مثل بقية خلق الله نعيش حياتنا بالطول والعرض وننسرب منها بكل هدؤ واحدا تلو الآخر ليحل محلنا من يأتي بعدنا… نعم كنا نشاهد الكوارث والموت بالجملة في بعض أنحاء العالم لابل وفي بعض أطرافنا ولكن في معظمنا ما كنا نوقن أن هنا موتا مجانيا غير موت الله والرسول العادي نعم كنا نعلم أن هناك (ميتة وخراب ديار) ولكن ما كنا نظن انها ستقع علينا وما كنا نظن أن هناك نهبا وسلبا وسحلا واغتصابا قبل خروج الروح.. ما كنا نظن أن من سلم من تلك النسخة من الموت المجاني سوف تأتي المسيرات وتنقض على مصادر الحياة لنموت موتا بطيئا… في ظني أن الذين حكموا على السودان بالإعدام قد ندموا على نسختهم الأولى لأنها أكثر كلفة فنسخة المسيرات أقل تكلفة أكثر تسلية

إذن الجهة التي سيقع عليها الدور بعد السودان سوف تبدأ الحرب فيها بالمسيرات ولن تحتاج أن تبدأ بالتحشيد والسلب والنهب والاغتصاب.. تطلق المسيرة وانت جالس في مكتب مكيف وأمامك كاسك وربما إلى جانبك صديقتك فما أجملها من حرب.. فأنتم في كل المنطقة وفي كل الإقليم يامن تعيشون الان في غمرة هناكم وتمشون في دروب الريد كما نحن قبل ١٥ أبريل ٢٠٢٣ ولا تدرون كما كنا (بما كان الزمن ضامر)

لن تضعوا مضادات أرضية امام العمارات السوامق ولا مضادات أمام مصادر الطاقة سوف تنهال عليكم المسيرات من جهات ليس في حسبانكم الان… فاي جهة مهما كانت حقيرة لها نوايا شريرة وحقد أعمى وتمتلك مالا في أي صقع من أصقاع الدنيا يمكن أن تمتلك مسيرات لأن التقانة اليوم على قفا من يشيل.. لقد انتهى احتكار التقانة تماما . بعبارة أوضح امتلاك المسيرات لايحتاج إلى دول ولا يحتاج إلى مؤسسات.. والطرف الثالث في أي حرب دوما موجود وقد لايحتاج إطلاق المسيرات إلى حرب…. يقول علم النقائض كل شي في الدنيا يحمل بذور فنائه في داخله فلا توجد قوة مطلقة

لا يوجد إنسان سوي في الدنيا يعجبه الخراب فالعمران والحياة الرغدة والرفاهية تتمناها لنفسك ولغيرك ولكن يا أهل الإقليم كل الإقليم لا بل العالم وكل مدن الدنيا التي (تنوم وتصحى على مخدات الطرب) ما حدث للسودان قد مهد الطريق لحزب الخراب لكي يستفحل ويبطش بالجميع ويا عقلاء الإقليم كل الإقليم إذا لم تتحركوا الان نعم الان فقط سوف تقولون أكلنا يوم اكل الثور الكحيان.. الله يشهد اننا لانحسدكم ولن نتمنى زوال نعمتكم ونعلم انكم لن تسمعوا صوتنا الخافت ولكنها كلمة حاكت في صدرنا فاخرجناها…

كسرة؛…
اغنية صلاح مصطفى المشار إليها في بداية المقال يقول مطلعها (مرة صابر فوق ازايا مرة شائل جرحي وابكي /يا حبيبي الدنيا حالها يوم تفرح ويوم تبكي ..) ولولا اني قادي تقانة لا انزلتها هنا فاسمعوها بصوت صلاح نفسه وليس بصوت نادر خضر فنادر صاحب صوت نادر وقد أجاد أداء كل أغنيات صلاح مصطفى الا هذة

عبد اللطيف البوني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حرب غزة.. إسرائيل تتمسك بخطة ويتكوف وسط ضغوط أمريكية وساعات حاسمة للمفاوضات
  • الحرب التي أجهزت على السلام كله
  • مغردون يرحبون بصواريخ الحوثي التي ضربت إسرائيل
  • حماس تعلق على مجزرة الأوروبي: إسرائيل تختلق الأكاذيب لتبرير قتل المدنيين
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تضع هدف إخلاء غزة فوق حياة المدنيين
  • الحرب والحياد.. وجهة نظر الرّحالة حسين حيدر درويش
  • كريم وزيري يكتب: حرب البرق.. حين أطفأت المدافع أضواء أوروبا في غمضة عين
  • نتنياهو: إسرائيل ستظل تسيطر على غزة إلى الأبد ونستعد لتصعيد شامل إذا فشلت المفاوضات
  • ???? الجهة التي سيقع عليها الدور بعد السودان سوف تبدأ الحرب فيها بالمسيرات
  • إسرائيل تقصف مدرسة بنات بغزة بعد ساعات من وصف ترامب الحرب بـالوحشية