الحرب المفروضة على إيران.. نقلة إستراتيجية في مواجهة إسرائيل
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
استفاق الإيرانيون صباح 13 يونيو/حزيران 2025 على صدمة غير مسبوقة في تاريخ بلادهم الحديث: إسرائيل تشن هجوما عسكريا مباشرا على الأراضي الإيرانية، وتنجح في اغتيال عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين.
لم يكن الهجوم خاطفا فحسب، بل امتد إلى عمليات تخريب داخلية، ومحاولات تأليب الشارع الإيراني على النظام.
ونشر مركز الجزيرة للدراسات ورقة تحليلية بعنوان "كيف أحدثت الحرب المفروضة على إيران نقلة إستراتيجية أمام إسرائيل؟" للباحث حسن أحمديان، حاول فيها الوقوف عند تحديات الحرب، والخيارات التي واجهت طهران، والاحتمالات المستقبلية بعد وضع الحرب أوزارها.
صدمة البداية وتعدد الأبعادالهجوم الإسرائيلي لم يكن عسكريا تقليديا فحسب؛ فإلى جانب الصواريخ والطائرات المسيّرة التي استهدفت منشآت حيوية في إيران، تم تنفيذ عمليات تخريب عبر مسيّرات تم تجميعها محليا، وفتح جبهات داخلية بمساعدة جماعات معارضة مثل "مجاهدي خلق". حاولت تل أبيب إحداث فوضى شاملة داخل إيران على أمل تقويض النظام من الداخل.
لكن ما لم تحسبه إسرائيل جيدا هو استعادة طهران، وبسرعة لافتة، زمام القيادة والسيطرة. جاء الرد الأولي مساء اليوم نفسه بإطلاق صواريخ دقيقة استهدفت تل أبيب وحيفا، في عملية أطلق عليها "الوعد الصادق 3″. بذلك، خرجت إيران من حالة الصدمة إلى توازن تكتيكي أولي، ثم إلى إعادة تشكيل إستراتيجيتها بالكامل.
فُرضت الحرب على إيران بأبعاد ثلاثة تخللها سوء تقديرات إسرائيلية أسهمت في تدارك إيران الوضع:
البعد العسكري: باستهداف القيادات والمنظومات والأهداف العسكرية ومنظومة القيادة والسيطرة داخل إيران وهو ما استمر دون انقطاع رغم تراجع الإنجازات الإسرائيلية مع مضي الأيام الأولی من الحرب، وانتقال إيران من خانة رد الفعل إلی الفعل. البعد التخريبي: باستخدام سلاح خفيف ومسيّرات استهدفت شخصيات عسكرية ونووية ومضادات جوية، واستمرت في إشغال منظومات الدفاع الجوي في الأيام التالية. واستطاعت طهران تحييد الكثير من تلك القدرات طيلة الأسبوع الأول من الحرب. بعد محاولة إسقاط النظام: کان الأمل في إثارة بلبلة في الشارع الإيراني وتحريكه لمواجهة النظام وضرب التماسك الاجتماعي، إلا أن التماسك الداخلي والالتفاف حول العَلَم بدا واضحا منذ اليوم الأول وازداد مع استمرار الحرب. إعلان من "ضبط النفس" إلى "التناسب الإستراتيجي"على مدى سنوات، اتبعت إيران سياسة "ضبط النفس" في مواجهاتها مع إسرائيل حتى في ظل ضربات موجعة طالت مصالحها وحلفاءها في المنطقة. لكن العدوان الإسرائيلي في يونيو/حزيران 2025 أجبر طهران على التخلي عن هذا النهج، والانتقال إلى ما وصفه الخبراء بـ"التناسب الإستراتيجي"، أي الرد بالمثل على الضربات من حيث الأهمية والتأثير الإستراتيجي.
استهدفت الصواريخ الإيرانية في الأيام التالية منشآت حساسة في إسرائيل، بما في ذلك مصفاة حيفا ومواقع استخباراتية تابعة للموساد، إضافة إلى مراكز أبحاث متقدمة مثل معهد وايزمان. وكان هذا التحول يعني أن إيران لم تعد تضع سقفا لتصعيدها، بل تركت لتل أبيب وواشنطن مسؤولية تحديد حجم المواجهة، مع احتفاظ طهران بحق الرد الكامل.
رد أميركي محسوب ورسالة سياسيةفي 22 يونيو/حزيران الماضي، دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة بشن ضربة محدودة استهدفت 3 مواقع نووية إيرانية. ورغم التهويل الإعلامي المصاحب للهجوم، فإن ما كُشف عنه لاحقا أن الضربة كانت منسقة مسبقا، وأُبلغت طهران بها، مما أتاح إخلاء المواقع وتقليل الأضرار.
فهمت طهران الرسالة: لا رغبة أميركية في حرب شاملة. وظهر ذلك جليا في ردها، الذي لم يستهدف القواعد الأميركية في المنطقة مباشرة، بل نفّذت هجوما صاروخيا جديدا ضد أهداف إسرائيلية، واستخدمت صاروخ "كاسر خيبر" البعيد المدى لتوجيه ضربة رمزية إلى حيفا.
بهذه المعادلة، أصبح واضحا أن المواجهة محصورة إسرائيليا إيرانيا، وأن واشنطن لن تنجر إلى معركة شاملة رغم دعمها السياسي والعسكري لتل أبيب.
أدرك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن واشنطن لن تحارب عنه، وأنه أمام خيارين:
الاستمرار في ضرب طهران وتلقي ردودها المتناسبة مع ضرباته. التراجع دون تحقيق أهداف حربه وقبول وقف إطلاق نار مع عدوه اللدود.ومساء رد طهران العسكري على واشنطن واتضاح التموضع الأميركي، قررت الحكومة المصغرة لنتنياهو قبول وقف لإطلاق النار. وظهرت الموازنة الجديدة بين إيران وإسرائيل القائمة علی موازنة التهديد.
حديث المكاسب
كانت الصورة السائدة عن إيران في الدول الغربية والمنطقة قبل بدء الحرب الإسرائيلية توحي بضعف إيران وحلفائها. تغيرت تلك الصورة نتيجة 3 تطورات:
أولا: انتقلت طهران من "ضبط النفس" إلی "التناسب الإستراتيجي"، مما ترك رسم حدود المواجهة لإسرائيل والولايات المتحدة. وكانت الضربات الإيرانية تنتقي الأهداف المتناسبة مع تلك التي تستهدفها إسرائيل في إيران. تلك معادلة لم تكن قائمة قبل الحرب وفرض موازنة تهديد أجبرت إسرائيل علی القبول بوقف إطلاق النار دون تحقيق أهدافها المرجوة، وبموقف إستراتيجي أمام إيران أدنی مما كانت عليه قبل بدئها الحرب.
ثانيا: بإظهار إيران القوة والدقة في استهدافاتها للأهداف المنتقاة في إسرائيل، تراجع خطاب وسياسة واشنطن في معاداة طهران ومطالبتها بالاستسلام غير المشروط. وبنأي ترامب الولايات المتحدة عن الحرب بين الجانبين إلا بشكل غير مباشر، اتضح أن علی إسرائيل تحمل أعباء المواجهة بمفردها والأمل بتغيير موازنة التهديد مع إيران أو القبول بوقف إطلاق نار.
إعلانثالثا: ومع تحقيق توازن التهديد ونأي واشنطن بنفسها، بدت طهران أكثر ميلا لجرّ إسرائيل لحرب استنزاف مؤلمة بدت واضحة في ضرباتها الأخيرة علی حيفا وتل أبيب وبئر السبع بصواريخ أقل عددا وأكثر فتكا.
إيرانيا، لم تكن الحرب في هذه المرحلة خيارا لو لم تُجبَر طهران علی خوضها. أتت الحرب علی إيران بالكثير من الأثقال؛ فقد خسرت عددا مهما من قادتها العسكريين وعلمائها النوويين، كما راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين. كما خسرت طهران جزءًا مهما من قدراتها الدفاعية إثر استهدافات إسرائيلية أو عمليات تخريب داخلية.
رغم التكاليف الباهظة التي دفعتها إيران، فإن الحرب جلبت لها مكاسب إستراتيجية مهمة يمكن تلخيصها في التالي:
تعزيز الردع الهجومي: أظهرت طهران دقة وقدرة صاروخية عالية، أجبرت إسرائيل على التراجع، وقبول وقف إطلاق النار بشروط لم تكن في مصلحتها. تحسين الوضع التفاوضي النووي: فشلت الضربات في إيقاف البرنامج النووي الإيراني، مما يمنح طهران أوراق قوة إضافية على طاولة التفاوض مع القوى الغربية. توحيد الصف الداخلي: ظهر الالتفاف الشعبي حول القيادة بوضوح، مما يمنح النظام دعما سياسيا نادرا أمام أي تسويات مستقبلية. اكتساب خبرة قتالية جديدة: خاضت إيران معركة ذات طابع تكنولوجي معقّد ضد خصم عالي التسليح، مما وفر لها خبرة عسكرية نوعية. الصمود الإستراتيجي: رغم كل الخسائر، لم تنهَر منظومات القوة الأساسية في إيران: الصواريخ، والبرنامج النووي، وشبكة الردع الإقليمية. ما بعد الحرب.. الطريق السياسيالمرحلة القادمة ستكون حاسمة لإيران. فهي مطالبة بترجمة المكاسب العسكرية إلى إنجازات سياسية، سواء في مفاوضات الملف النووي، أو في تعزيز علاقاتها الإقليمية والدولية. بالمقابل، من المرجح أن تحاول إسرائيل عرقلة هذه الخطوات عبر الدبلوماسية، أو من خلال خروقات محتملة لوقف إطلاق النار، مما سيُبقي احتمالات التصعيد قائمة.
في هذا السياق، تبدو إستراتيجية "التناسب الإستراتيجي" التي أرستها طهران باقية كأداة ردع جديدة، تضع حدودا واضحة لأي عدوان عليها، وتُعيد رسم العلاقة مع إسرائيل، ليس فقط في ميدان المعركة، بل على مستوى معادلات الأمن الإقليمي برمته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
غريتا ثونبرغ.. السويدية التي تثير هستيريا إسرائيل
شابة تبلغ من العمر 22 عاما مصابة بمتلازمة أسبرجر (شكل من أشكال التوحد عالي الأداء) تحاول تقديم المساعدة لشعب يعاني من إبادة جماعية، تعرضت لتعذيب ومعاملة مهينة بإجبارها على الزحف وتقبيل علم الاحتلال أثناء احتجازها من سلطات الاحتلال الإسرائيلي مع طاقم "أسطول الصمود العالمي" أثناء تواجده في المياه الدولية لفك الحصار عن قطاع غزة، وفق الناشط والصحفي التركي أرسين تشليك، الذي كان ضمن الأسطول.
ويتطابق هذا مع ما ذكره الصحفي لورنزو داغوستينو، الذي كان من المشاركين في الأسطول بعد وصوله إلى إسطنبول، حيث أكد أن الإسرائيليين "لفوا علم الاحتلال حول غريتا واستعرضوا الأمر كما لو كان جائزة".
اكتسبت غريتا ثونبرغ (تونبرغ) شهرتها العالمية كواحدة من أشهر الناشطين في مجال مكافحة تغير المناخ والاحتباس الحراري في العالم، ونسب إليها الفضل في رفع مستوى الوعي العام، وخاصة بين الشباب. وشكلت الحرب الإسرائيلية الانتقامية على قطاع غزة، مرحلة فارقة في مسيرتها، فقد تحولت من المناخ إلى دعم الشعب الفلسطينيين دون توقف.
ولدت غريتا عام 2003 بالعاصمة السويدية ستوكهولم، لأسرة عالية الثقافة فوالدها هو الممثل سفانتي ثونبرغ، والدتها هي مغنية الأوبرا ميلينا إيرنمن، أما جدها فهو الممثل والمخرج أولوف تونبرغ.
وسيكون عام 2018، بداية ظهورها في المشهد السويدي والعالمي في الإضراب المدرسي الأول للمناخ خارج مبنى البرلمان السويدي بعد أن قررت، وكانت آنذاك في الصف التاسع، عدم الالتحاق بالمدرسة حتى الانتخابات العامة بعد موجات الحر وحرائق الغابات في السويد. واحتجت بالجلوس خارج البرلمان كل يوم خلال ساعات الدوام المدرسي.
بعد الانتخابات العامة، واصلت الإضراب فقط يوم الجمعة، واكتسبت انتباه العالم، وحظيت الاحتجاجات بتغطية واسعة النطاق، وانضم مئات الآلاف من الشباب في جميع أنحاء العالم إلى أضربها الذي أطلقته تحت شعار "أيام الجمعة من أجل المستقبل".
إعلانوفي نفس العام أعلن بأنه قد "تم تشخيصها بمتلازمة أسبرجر، والوسواس القهري، والطفرات الانتقائي"، وتتميز هذه الحالة بصعوبات كبيرة في التفاعل الاجتماعي والتواصل غير اللفظي إضافة إلى أنماط مقيدة ومتكررة من السلوك والاهتمامات وهم غالبا لا يقابلون النظرات بنظرات مباشرة، ويفوتهم الكثير من لغة الجسد الواضحة للغير.
وبين عامي 2019 و2020 توقفت ثونبرغ عن الدراسة كي تركز على نشاطها المناخي، واشتهرت بخطاباتها الحماسية لقادة العالم.
وفي العام التالي أبحرت من إنجلترا إلى نيويورك، بالولايات المتحدة، في يخت سباق يعمل بألواح شمسية وتوربينات تحت الماء. وحضرت قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي في مدينة نيويورك، وألقت كلمة أمام مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، كما دعيت للتحدث في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وفي ذلك العام تأسست "مؤسسة غريتا ثونبرغ " التي تقدم الدعم للمشاريع والجماعات العاملة من أجل إيجاد عالم عادل ومستدام عن طريق التبرع بالجوائز وأموال الإتاوات المتأتية من نشاط غريتا.
في عام 2019، اختارت مجلة "تايم" الأميركية ثونبرغ، وكان عمرها وقتها 16 عاما، شخصية العام بعد أن تحولت إلى مصدر إلهام لملايين الأطفال والشباب حول العالم والانخراط في الدفاع عن كوكب الأرض.
سخر منها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "إكس" عندما فازت بجائزة مجلة "تايم"، قائلا "على غريتا أن تعمل على حل مشكلة التحكم في غضبها، اهدئي يا غريتا، اهدئي". ووصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بأنها "مراهقة طيبة، لكنها تفتقر إلى المعرفة".
وفي 2019 فازت بجائزة سبل العيش الصحيحة، المعروفة باسم جائزة نوبل البديلة، وجائزة سفيرة الضمير لمنظمة العفو الدولية، وأدرجتها مجلة "فوربس" كواحدة من أقوى 100 امرأة في العالم. ولاحقا أصدرت أول منشوراتها "كتاب المناخ"، الذي يحتوي على مقالات من 100 عالم وكاتب وناشط حول كيفية مكافحة أزمة المناخ. تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام 3 مرات بين عامي 2019 و2023.
كانت الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة محطة فاصلة في حياتها، ودخلت بعدها في تغير مسار حياتها حيث دعت إلى التضامن مع الفلسطينيين بدلا من الإضراب من أجل مواجهة تغير المناخ.
وتعرضت ثونبرغ لانتقادات فورية لعدم إدانتها هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنها في اليوم التالي، نشرت "لا داعي للقول -أو هكذا اعتقدت- أنني ضد الهجمات المروعة التي تشنها حماس. وكما قلت، يجب على العالم أن يتحدث ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والعدالة والحرية للفلسطينيين وجميع المدنيين المتضررين". ردت وزارة ما يسمى التعليم الإسرائيلية على تصريحات ثونبرغ بإزالة الإشارات في المناهج التعليمية التي تقدم ثونبرغ كقدوة ومصدر إلهام للشباب.
ولاحقا نشرت ثونبرغ، بالإضافة إلى 3 باحثين وناشطين تابعين لمنظمة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" مقال رأي في صحيفة "الغارديان" بعنوان "لن نتوقف عن التحدث علنا عن معاناة غزة.. لا عدالة مناخية بدون حقوق الإنسان".
إعلاناعتقلت الشرطة السويدية ثونبرغ في 2024 لمشاركتها في احتجاج مؤيد للفلسطينيين خارج ساحة مالمو التي كانت تستضيف مسابقة الأغنية الأوروبية، وأصدرت بعد ذلك بيانا يعارض مشاركة دولة الاحتلال في المسابقة، وفي نفس العام، ألقت الشرطة الدنماركية القبض عليها خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين في كوبنهاغن، وتم احتجازها مع آخرين، بعد أن سدوا مدخل مبنى في جامعة كوبنهاغن.
بعد أقل من أسبوع، تم إخراجها من مكتبة جامعة ستوكهولم من قبل الشرطة بعد مشاركتها في معسكر داخل المكتبة. ووصفت رد الشرطة بأنه "قمع". لم تتراجع غريتا عن مواقفها فأثناء إلقائها كلمة في تجمع مؤيد لفلسطين في مدينة مانهايم الألمانية، صرخت "اللعنة على ألمانيا واللعنة على إسرائيل".
وواصلت غريتا الدعم بزخم لم يتوقف فأعادت نشر صورة لضحايا غزة من الأطفال والنساء نشرتها صفحة الأمم المتحدة على منصة "إكس" تؤكد أن "خبراء الأمم المتحدة يشيرون إلى أدلة على وجود إبادة جماعية في غزة تستخدم أساليب الحرب في القرن 21".
كانت ثونبرغ تخطط للصعود على متن أسطول الحرية لغزة في ميناء بمالطا في مايو/أيار الماضي وألغيت الخطط بعد أن تعرضت إحدى السفن لهجوم بطائرة مسيّرة في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا. وفي يونيو/حزيران الماضي، أطلق تحالف أسطول الحرية مهمة مساعدات جديدة إلى غزة على متن السفينة مادلين، بهدف تحدي الحصار البحري الإسرائيلي وتوصيل الإمدادات الإنسانية وستكون غريتا على متن السفينة.
وكما هو متوقع، قامت القوات الإسرائيلية بالصعود على متن السفينة "مادلين" والاستيلاء عليها في المياه الدولية قبل وصولها إلى غزة، وفي اليوم التالي تم ترحيل غريتا خارج الأراضي المحتلة.
لكن ذلك لم يوقف غريتا عن محاولات فك الحصار، فقد انضمت إلى أسطول الصمود العالمي، الذي يعتبر من أكبر الجهود المدنية لكسر الحصار عن غزة، ويضم الأسطول أكثر من 50 سفينة.
ومرة أخرى سيطر الجيش الإسرائيلي على سفن الأسطول واحتجز المشاركين في ظروف قاسية ومهينة ارتقت إلى التعذيب وفقا لشهادات متطابقة من المشاركين الذي تم ترحيلهم إلى تركيا.
ودعم ذلك تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، ذكرت فيه أن الناشطة السويدية تتعرض لمعاملة سيئة للغاية من السلطات الإسرائيلية التي تحتجزها، وذكر الصحيفة أنها اطلعت على رسالة إلكترونية من وزارة الخارجية السويدية إلى مقربين من غريتا بشأن ظروف احتجازها.
ونقل التقرير عن الرسالة أن مسؤولا من السفارة السويدية زار غريتا في مكان الاحتجاز، مضيفا أنها "تتلقى كميات غير كافية من الماء والطعام، وذكرت أنها أصيبت بطفح جلدي، معربة عن اعتقادها بأن السبب وراء ذلك يعود إلى حشرات الفراش". وأضافت الرسالة أن غريتا ذكرت أنها أبقيت جالسة مدة طويلة على أرض صلبة.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول أن "أحد المحتجزين الآخرين أبلغ مسؤولا آخر أنهم شاهدوا السلطات الإسرائيلية تجبر غريتا على التصوير وهي تحمل أعلاما (إسرائيلية)".
تثير غريتا ثونبرغ هستيريا اللوبي الصهيوني وحلفائه في جميع أنحاء العالم، فهي صوت محترم ويحظى بشعبية وثقة كبيرة وتعاطف عالميا خصوصا من جيل الشباب و"جيل زد" المستهدف حاليا من قبل دول تريد خنق صوته.
لم تضع غريتا أي إستراتيجيات بيئية محددة، إلا أنه ينسب إليها الفضل في رفع مستوى الوعي العام بشأن تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، وها هي أيضا ترفع نسبة الوعي العالمي والشبابي بما يجري في قطاع غزة التي وصفتها عدة تقارير أممية ودولية بـ"الإبادة الجماعية".
إعلانوكثرا ما رددت الناشطة السويدية إنها "ليست جزءا من أي منظمة. أنا مستقلة تماما، وأفعل ما أقوم به مجانا وبشكل مطلق"، غريتا المحتجزة حاليا في ظروف غير إنسانية، أصبحت هي الحدث الأكثر انتشارا على المنصات وفي وسائل الإعلام بعد أن أكدت تقارير وشهادات متطابقة تعرضها للتنكيل والإساءة.
وبحسب شخصيتها يتوقع أن تعاود غاريتا المشاركة، بعد ترحيلها، بقوافل فك الحصار القادمة إلى أن تفتح جميع المعابر أمام قوافل المساعدات إلى غزة