نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تحقيقا مطولا عن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. تحدثت فيه الصحيفة العبرية عن الوضع الميداني والوضع الاقتصادي والعالمي بعد السابع من أكتوبر.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية واسعة الانتشار إن الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر في غزة هي الحرب الأعلى كلفة على إسرائيل.

ولفتت يديعوت أحرونوت إلى أن النازحين من بلداتهم لا يرون في الأفق العودة إلى منازلهم في الجنوب والشمال.

وأضافت "لقد مرت ثلاثة أشهر بالضبط منذ اندلاع الحرب، والتي تؤثر على إسرائيل بشكل لا يمكن التعرف عليه في مجموعة متنوعة من المجالات: الأمن الشخصي والاقتصاد والمجتمع وغير ذلك. ونتيجة لأحداث 7 أكتوبر، تواجه إسرائيل صعوبات لم تواجهها من قبل. وهذه صورة الوضع بعد ثلاثة أشهر من اندلاع الحرب".

  الواقع العسكري

وبشأن الواقع العسكري، قالت الصحيفة إنه "لا يوجد حتى الآن أي التزام بأهداف الحرب التي أعلنت سابقا".

 وفيما تتراكم في العملية البرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي أواخر أكتوبر، الإنجازات التكتيكية كل يوم، لكنها لم تجعل إسرائيل قادرة على تحقيق أهداف الحرب، وتفكيك قدرات حماس كقوة عسكرية وعودة الرهائن.

 وأضافت "عمليًا، لم تتجدد المفاوضات للتوصل إلى اتفاق منذ ذلك الحين، وفشلت محاولة ميدانية لإنقاذ المختطفين أحياء. ويقدر الجيش أن عددا كبيرا منهم ما زالوا على قيد الحياة ولكنهم مختبئون تحت الأرض. الهدف الآخر الذي تم وضعه للجيش ولم ينجح بعد هو القضاء على كبار مسؤولي حماس: نحو نصف صفوف النواب والجنرالات أصيبوا أو أحبطوا، لكن معظم الألوية لا تزال نشطة في حماس، كما وهم رؤساء القيادة العسكرية محمد الضيف ومروان عيسى والشقيقان محمد ويحيى السنوار".

  الاقتصاد

تظهر الحسابات المحدثة لعطلة نهاية الأسبوع الماضي أن تكلفة الحرب ارتفعت بالفعل إلى نحو 217 مليار شيكل (الدولار=  3.7 شيكل)، وتشمل هذه التكلفة كلا من الميزانية القتالية للجيش والمساعدات الواسعة للاقتصاد في جميع المجالات.

ووفق التقرير، فقد بلغت تكلفة اليوم القتالي للجيش الإسرائيلي في أكتوبر، بما في ذلك خدمة الاحتياط الأولية لنحو 360 ألف جندي تم تجنيدهم بموجب الأمر 8، مليار شيكل.

 وبسبب التسريح الجماعي لعشرات الآلاف من الجنود في الأيام الأخيرة، تبلغ التكلفة حاليًا نحو 600 مليون شيكل يوميًا. في حين تقرر الاستمرار في دفع مبلغ 300 شيكل يوميا لكل جندي احتياط يتم تجنيده حتى نهاية عام 2024. فقط هذه المدفوعات ارتفعت حتى الآن إلى نحو تسعة مليارات شيكل، وفق "يديعوت أحرونوت".

 التعليم

بعد وباء كورونا الذي عطل الروتين المدرسي للطلاب الإسرائيليين بشكل كامل، أوقفت الحرب في غزة العام الدراسي مرة أخرى، وبقي العديد من الطلاب في جميع أنحاء الدولة العبرية في المنازل.

 تم إجلاء 48.000 طفل وصبي تتراوح أعمارهم بين الولادة والصف الثاني عشر من منازلهم. وتم وضع بعضهم في أماكن في مجتمعات آمنة، بينما يدرس آخرون في الفنادق التي انتقلوا إليها مع عائلاتهم.

 واليوم، يعمل ما مجموعه 466 مركزًا للرعاية النهارية ورياض الأطفال في 285 مركزًا تم إنشاؤها للأطفال الذين تم إجلاؤهم. ويعمل 1000 من أعضاء هيئة التدريس في أماكن مخصصة، إلى جانب أعضاء هيئة التدريس والمتطوعين. وحتى الإصدار الأخير لقوات الاحتياط، كان هناك نحو 2500 معلم خدموا في قطاع غزة والحدود الشمالية.

تفكك المجتمع

 وتقول الصحيفة واسعة الانتشار، إنه وبعد ثلاثة أشهر على إجلاء سكان غلاف غزة، فقد تحولت الفنادق إلى "طنجرة ضغط اجتماعي"، في وقت تخشى فيه السلطات الإسرائيلية تفكك المجتمعات.

 تم إجلاء سكان غلاف غزة من منازلهم عندما اندلعت الحرب، ومنذ ذلك الحين انقلبت حياتهم رأسًا على عقب. وعلى الرغم من توفير فنادق راقية نسبيًا لهم، إلا أن قضاء ثلاثة أشهر بعيدًا عن المنزل - مع وجود أطفال في غرف صغيرة - أصبح أمرًا صعبًا وكان لذلك عواقب بعيدة المدى. لقد تغير روتين الحياة، ويلتحق الأطفال بمدارس مؤقتة، ويعاني السكان من صعوبات عقلية.

 كما تم إجلاء عشرات الآلاف من سكان الجليل وتوزعوا بين الفنادق والشقق التي استأجروها.

 وفي الأسابيع الأخيرة، تزايد هجر السكان للفنادق والمنازل، بعد أن أدركوا أنهم لن يعودوا إلى المستوطنات في الأشهر المقبلة. إنهم يبدأون حياة جديدة، لا تزال مؤقتة، مع أنظمة تعليمية وأماكن عمل مختلفة. وبطبيعة الحال، تأمل المجالس المختلفة أن يعودوا أخيرًا إلى ديارهم في الشمال.

 تغيرات على الصعيد الدولي

 وعلى الصعيد الدولي،  تقول الصحيفة، إنه وبعد 7 أكتوبر والحرب التي تلتها حدثت تغيرات جذرية على الجبهة السياسية:  أزيلت الأقنعة عن وجوه الفاعلين الدوليين المشاركين في المشهد. اليوم أصبح من الأسهل بكثير معرفة من هو صديقنا (الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبريطانيا وفرنسا) ومن هو عدونا (روسيا والصين).

ووفق تقرير الصحيفة، تضاءل الدعم العالمي لإسرائيل بسبب المأساة التي يعيشها سكان غزة،  في الوقت نفسه الذي تتزايد فيه معاداة السامية بشكل كبير. وتسببت المنظمات اليسارية المتطرفة، إلى جانب أنصار الفلسطينيين، الذين قادوا الخطاب على شبكات التواصل الاجتماعي، في اندلاع الكراهية تجاه إسرائيل واليهود في العديد من المدن حول العالم.

وأضافت "كل هذا تستغله الصين وروسيا اللتان تعملان على إضعاف الغرب. الروس بشكل عام يحتفلون لأنه منذ أسابيع لم يعد هناك حديث عن غزو أوكرانيا. والمشكلة الجديدة الآن هي المحاكمة في جنوب إفريقيا في لاهاي. كلما سمحت إسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتنكرت لكلمات أعضاء الائتلاف اليميني المتطرف، كلما أصبح من الأسهل التعامل مع هذه المزاعم".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قطاع غزة إسرائيل وحماس صحيفة يديعوت أحرونوت السابع من أكتوبر ثلاثة أشهر

إقرأ أيضاً:

هآرتس: حملة إسرائيل الجديدة على غزة محكوم عليها بالفشل

سلطت صحف إسرائيلية وعالمية الضوء على آخر تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والملفات الإقليمية المرتبطة فيها، إلى جانب تصاعد التوتر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ورأت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها أن حملة إسرائيل العسكرية الجديدة على غزة محكوم عليها بالفشل، وتفتقر إلى الشرعية كما أنها عديمة الجدوى.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه "حان الوقت لمطالبة الحكومة والجيش مجددا بوقف إطلاق النار فورا، وإنهاء هذه الحرب والإفراج عن الرهائن (الأسرى) عبر اتفاق".

وقبل أيام، صدق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" على توسيع الحرب والعملية البرية في غزة، كما أصدر جيش الاحتلال أوامر استدعاء لعشرات الآلاف من قوات الاحتياط.

ترامب ونتنياهو

بدوره، وجه الكاتب توماس فريدمان رسالة لترامب قال فيها إن "عدم وجود خطط لك لمقابلة نتنياهو في جولتك المقبلة إلى المنطقة، يوحي بأنك بدأت تدرك حقيقة جوهرية مفادها أن هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تتصرف بطرق تهدد المصالح الأميركية الأساسية في المنطقة، وأن نتنياهو ليس صديقنا".

وأكد فريدمان -في مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية- أن الحقيقة المرة تتمثل في أن إسرائيل قتلت الأطفال في غزة، "وعلينا أن نصحو، وألا نغض الطرف، ونصرخ بأعلى صوتنا: أوقفوا الحرب".

إعلان

وخلص تحليل في صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن الإحباط والقلق يسودان في إسرائيل بسبب سياسة ترامب "الملتوية"، التي بلغت ذروتها بقراره المفاجئ وقف الضربات على الحوثيين دون تنسيق مع تل أبيب.

ووفق التحليل، فإن ترامب يفضل مصالح أميركا على التزاماتها تجاه إسرائيل، مما يستدعي تحركا لضمان توافق المصالح بين الجانبين.

وبعنوان "كيف تفوق الحوثيون على أميركا؟"، رأى مقال في مجلة فورين أفيرز الأميركية أن واشنطن كانت بحاجة إلى مخرج، في إشارة إلى الاتفاق الذي تم بين الجانبين ويتضمن وقف استهداف سفن البحر الأحمر.

ولفت المقال إلى أن المحير في إعلان الإدارة الأميركية عن الاتفاق يتمثل في أن موقف الحوثيين لم يتغير جوهريا، إذ ما زالوا قادرين على تعريض الاقتصاد العالمي للخطر.

وسيكون التوصل إلى اتفاق مع إيران يتضمن التزام طهران بوقف إمداد الحوثيين بأسلحة متطورة مفيدا -حسب المقال- كما أن وقف إطلاق النار في غزة سيوفر فرصة لاختبار التزام الحوثيين بوقف هجماتهم في البحر الأحمر.

من قتل شيرين؟

من جانبه، قال ديون نيسنباوم المنتج المنفذ للفيلم الوثائقي "من قتل شيرين؟" إن الصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة كانت بالنسبة لمعظم العالم صوت فلسطين وصحفية شجاعة ومحنّكة في قناة الجزيرة، وخاطرت بحياتها مرارا وتكرارا لتغطية الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.

وأضاف نيسنباوم -في مقال له نشرته صحيفة غارديان البريطانية- أن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن خذلت شيرين، مشيرا إلى أن مصدرا موثوقا أخبره بأن الولايات المتحدة سمحت لإسرائيل بالإفلات من العقاب على جريمة قتل شيرين.

ويرى أن غياب المحاسبة سيؤدي إلى مقتل مزيد من الصحفيين والمدنيين الأبرياء على يد الجيش الإسرائيلي.

وفي موضوع منفصل، أفاد تقرير في صحيفة واشنطن بوست الأميركية بأنه أصبح من الصعب التنبؤ بمسار الصراع بين الهند وباكستان، إذ يرى محللون أن الضغط الشعبي يتزايد في باكستان للقيام بعمل انتقامي ضد الهند.

إعلان

وكذلك، يتفاقم القلق في الهند نتيجة إغلاق 21 مطارا في شمال البلاد، في حين انقطعت الكهرباء ليلة الخميس عن مناطق عدة في شمال الهند وغربها، وتم وقف التعليم في أجزاء من كشمير.

مقالات مشابهة

  • حزام ناري غير مسبوق.. إسرائيل تريد العودة إلى أجواء الحرب!
  • رويترز : طائرات اليمنية التي استهدفتها إسرائيل لم يكن مؤمناً عليها 
  • دراسة: تصنيع السيارات بالمغرب الأقل كلفة في العالم
  • هآرتس: حملة إسرائيل الجديدة على غزة محكوم عليها بالفشل
  • يديعوت: دول الخليج تطالب ترامب بإنهاء حرب غزة وسط قلق إسرائيلي
  • متلازمة غزة.. اضطرابات ما بعد الصدمة تضرب إسرائيل وجنودها
  • غزة - إسرائيل ألقت 100 ألف طن متفجرات منذ بدء الحرب
  • يديعوت تكشف آلية التوزيع الجديدة للمساعدات في غزة
  • في ذكراها الـ80.. الحرب العالمية الثانية مأساة التاريخ المعاصر الأكثر دموية
  • مصر أكتوبر يقترح تمديد مدة تحرير العلاقة الإيجارية ودعم الأكثر تضررًا