الكثير من النجوم الكبار، بدأت مسيرتهم الفنية عن طريق الصدفة، لم يكن التمثيل يومًا في بالهم، وستجد هذه الحالة متكررة كثيرًا ضمن صفوف نجوم الزمن الجميل، إذ كانت بدايات السينما ويبحث صناعها عن وجوه جديدة، وتأتي واحدة من بين هؤلاء النجمات الكبار التي بدأن مشوارهن عن طريق الصدفة الفنانة مريم فخر الدين.

مريم فخر الدين والتي تحل اليوم ذكرى ميلادها، وحسب روايتها في برنامج «ساعة صفا»، مع النجمة صفاء أبو السعود، فهي ولدت في محافظة الفيوم لأب مصري، يعمل مهندس ري، وأم مجرية، وكانت تعاني مريم من شدة طبع والدها الذي كان مُنغلقا بشكل كبير، يرفض خروجها من المنزل، ويرفض حتى أن تذهب إلى استوديوهات الفوتوغرافيا لالتقاط صورة، لكن كانت الأم منفتحة بعض الشيء نظرًا لتأثرها بالتربية الأوروبية، لهذا حينما طلبت منها الفتاة المُراهقة مريم، أن تلتقط صورة تذكارية استجابت لها أمها، لكن طلبت أن يكون الأمر سرًا، دون أن يعرف والدها أو يوسف شقيقها الأصغر.

صدفة وراء دخولها التمثيل

وبالفعل في الاستوديو، عرض عليها المصور خيارين؛ الأول أن يلتقط لها الصورة مقابل خمس جنيهات أو يلتقطها مجانًا مقابل أن يضع الصورة ضمن ألبوم مجلة الإيماج الصادرة عن مجلة الكواكب، وهنا قررت الأم توفير الخمس جنيهات، والموافقة على التقاط الصورة مجانًا، لكن بشرط أن تُنشر ضمن صور لفتيات أخريات كثيرات كي لا يراها أحد، وبالفعل حدث.

لكن ربما سوء أو حسن الحظ، جعل الفتاة الصغيرة مريم فخر الدين، تحصد لقب نجمة الغلاف لأجمل وجه في هذا الشهر، وتنشر المجلة صورتها على الغلاف، ومن ثم ينهال على منزلهم في الفيوم عدد كبير من الصحفيين، يريدون التقاط صورًا لها، وإجراء أحاديث صحفية معها، فيعلم بالأمر والدها، فيغضب بشدة، لكن يزداد غضبه حينما تنهال عليها العروض السينمائية، ما أبهر الصحفيين وصناع السينما وقتها ليس شكل مريم الجميل فقط، لكن إجادتها لسبع لغات، والعزف على البيانو أيضًا، وكان يوميًا يأتي مخرجون لمنزلهم أيضًا يحاولون إقناع والدها.

شرط والدها للموافقة على دخولها الوسط الفني

وطرد والدها أنور وجدي وحسين صدقي، وعدد كبير من أهم صناع السينما، لكن لم يستطع أن يقتنص هذه الفرصة سوى المُخرج أحمد بدرخان، الذي جعل والدها يوافق على هذه التجربة، خاصة أنه قرأ الرواية التي ستلعب بطولتها وهي رواية «اللقيطة»، واشترط أن يكون أول مشهد لها وهي تصلي، وهكذا قرر أن يقدمها للسينما، ومن بعدها تنطلق مريم في التمثيل، وتصبح نجمة كبيرة في أشهر قليلة، وتحصل على أدوار بطولة مع أهم المخرجين.

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مريم فخر الدين مريم فخر الدين يوسف فخر الدين فيلم السينما أحمد بدرخان مریم فخر الدین

إقرأ أيضاً:

مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «24»

لما تقدم، فإنه تنبغي العودة إلى أفلام شبه منسيَّة، أو مفقودة حرفـيَّا فـي حالات، ومجازا فـي حالات أخرى (تجدر الإشارة هنا إلى ما هو حقيقة معروفة وقد تكون مثيرة لدهشة البعض، وهي أن من 70٪ إلى 90٪ من الأفلام الأمريكية الصَّامتة -خاصة تلك التي أنتجت قبل عام 1929- مفقود من الإرشيف السِّينمائي لأسباب متعددة، وليس هذا مقام الخوض فـيها)، أو غائبة عن النَّقد، بما فـي ذلك العديد من «أفلام الشَّيخ» التي أُنتجت فـي عشرينيَّات القرن الماضي مثل «حُب عربي» [Arabian Love] (جيروم ستورم Gerome Storm، 1922[، و«رمال حارقة» [Burning Sands] (جورج مِلفورد George Melford، 1922)، و«تحت عَلمين» [Under Two Flags] (تود براوننغ، Tod Browning، 1923)، و«ليلة واحدة مسروقة» [One Stolen Night] (روبرت إنزمِنجر Robert Ensminger، 1929)، وأيضًا فـيلم آخر بنفس العنوان: «ليلة واحدة مسروقة» (سْكوت آر دَنلاب Scott R. Dunlap، 1929)، و«أغنية الحُب» [The Song of Love] (فرانسِس ماريون Frances Marion، 1923)، و«ابن صحارى» [The Son of the Sahara] (إدوِن كيروEdwin Carewe ، 1924).

وسأعيد القول هنا انه فـي وقت مبكِّر من تاريخ السِّينما الأمريكيَّة (أعني تاريخ إصدار فـيلم «الشَّيخ»)، فإن «السرديَّات الشَّيخيَّة»، فـي طاعتها الخنوع لمقتضيات ومتطلَّبات الاستشراق، إنما كانت تعمل بوصفها استجابة لأنواع القلق المحلي، والدَّاخلي، الأمريكي. ولا شك أن العزف المشترك لأسئلة العِرق والجندر بوصفها مقولات للهويَّة والرَّغبة هو المظهر الأكثر بروزا فـي تلكم السرديَّات الشَّيخيَّة؛ فكما يحاجج دانييل بِرنانردي Daniel Bernardi فـي الأنثولوجيا المهمة التي حرَّرها عن البياض فـي السِّينما الهوليووديَّة الكلاسيكيَّة فإن «العِرق» هو «أداء يتعلَّق بالظُّهور» (1). إن السرديَّات الشَّيخيَّة.

كما تقدمها أفلام الشَّيخ فـي عشرينيَّات القرن الماضي (وحتَّى، بدرجات متفاوتة ومتباينة، ما بعد ذلك التَّاريخ) تعرض علينا طيفاً واسعاً من «التَّجريبيَّات» مع العِرق، والجندر، والرَّغبة، وذلك من خلال الشَّخصيَّات وأفراد الجمهور معاً؛ فالجندر، على سبيل المثال، يتبدَّى باعتباره ليس أقل ولا أكثر من مقولة مبدئيَّة، وتفاوضيَّة، ومتحوِّلة يجري تعقيدها، واللعب بها، بصورة نموذجيَّة، عبر تقنيَّات وأحابيل سرديَّة من قبيل التَّنكُّر، ونشر وتداول الأمكنة والأسماء، والمطاردات، وعمليَّات الإنقاذ الحَرِج التي تحدث فـي اللحظة الأخيرة أمام جمهور محبوس الأنفاس. وفـي هذا السِّياق، فإن الأنثى الغربيَّة تظهر باعتبارها مختلفة بصورة واضحة عن مثيلتها العربيَّة، وهذا ما ينبغي تحليله. ولذلك فإنه يجدر تفكيك أفلام من قبيل «بلاد العَرَب» [Arabia] الذي يُعرَف أيضا بعنوان «توم مكس فـي بلاد العرب» [Tom Mix in Arabia] (لِن رِنولدز Lynn Reynolds، 1922)، و«خِيام الله» [The Tents of Allah] (تشارلز أي لوغ Charles A. Logue، 1923)، و«خادمة فـي المغرب» [Maid in Morocco] (تشارلز لامونت Charles Lamont، 1925) و«سيِّدة الحريم» [The Lady of the Harem] (راؤول وولش Raul Walsh، 1926)، و«إنَّها شيخ» [She›s a Sheik] (كلارِنس جي باجر Clarence G. Badger، 1927).

وحين نتتبَّع الأمر بدقَّة، فإننا سنجد انه حتى فـي «الاستكتشات» البصريَّة الخام، بسبب بدائيَّة التَّعبير السِّينمائي عهدذاك، التي سبقت الظُّهور الأسطوري العارم لفـيلم «الشيخ»، فإن السرديَّات الشيخيَّة قد تضمنت بصورة نموذجيَّة حكايات وحكايات عن كل نوع من أنواع الاستعباد تقريبا. بمعنى معيَّن، أصبح «الشَّيخ» الشخصيَّة التي تُسقَط عليها، ويُتَفاوض من خلالها مع الإرث المشين للعبوديَّة فـي التَّاريخ الأمريكي نفسه، وذلك فـي نوع من «إعادة السَّيْقَنَة» (recontextualization) الأيديولوجيَّة والانتشار الاستراتيجي ثقافـيَّا، ولذلك فإنه ينبغي التَّركيز فـي الدِّراسة، مَثلاً وليس حصرا، على عمل مثل السِّلسلة الفـيلميَّة «المدينة المفقودة» [The Lost City] (هيري جي رِفَر Harry J. Revier، 1935)، والذي تدور أحداثه فـي داخل أفريقيا. يدور سرد الفـيلم حول تاجر عبيد، وهو شيخ عربي بالتَّأكيد، يستعبد ويعذِّب ضحاياه الأفارقة. وهذا الجزء من السرديَّات الشيخيَّة يتضمن أيضا أفلاما مثل «فـيلق الرجال المفقودين»Legion of Missing Men] [ (هاملتُن مكفادِن، Hamilton MacFadden، 1937)، و«انتقام طرزان» [Tarzan›s Revenge] (ديفد روس لِدرمن، 1938)، و«الرَّجل الأسد» [The Lion Man] (جون بي مكارثي John P. McCarthy، 1937)، و«الطَّريق إلى زنجبار» [Road to Zanzibar] (فِكتُر شرزنغر Victor Schertzinger، 1941).

عندما نُشرت رواية «الشَّيخ»، وكذلك عندما حوِّلت إلى فـيلم سينمائي، كانت الجزائر، موقع الأحداث، ترزح تحت نير الاستعمار الفرنسي، ولكن هذه الحقيقة السياسيَّة والتاريخيَّة البسيطة يغفلها سرد العملين بطريقة مباشرة (وكذلك يفعل استقبالهما لدى القرَّاء والجمهور).

فـي الحقيقة، كلا العملين يرمنسان الكولونياليَّة، وفـي أفلام الشَّيخ العربي اللاحقة (خاصة تلك التي أُنتجت فـي الثلاثينيَّات والأربعينيَّات من القرن الماضي)، ازداد اعتبار الشَّيخ باعتباره «مواطنا» (national) (بالمعنى السيئ للمفردة) وليس مجرد شخصيَّة «رومانسيَّة»، ويتضمن عدد معتبَر من أفلام الشَّيخ العربي مواجهات عسكريَّة مباشرة بين أفراد أو بلدان عربية من ناحية، وأفراد أو قوى غربية من ناحية أخرى، ولذا فإنه تنبغي دراسة فـيلم «مغامرة فـي العراق» [Adventure in Iraq] (ديفِد روس لِدرمَن David Ross Lederman، 1943) بصورة مستفـيضة، فأنا أعتقد بأهميته بكل معاني الكلمة، ومن كافة النَّواحي.

كما أن بعض الاهتمام البحثي ينبغي أن يُمنح أيضا للسرديَّة الشَّيخيَّة فـي أفلام «مواجهة» أخرى مثل «تحت علمين» [Under Two Flags] (فرانك لويد Frank Lloyd، 1936)، و«الرَّجل الأسد» [The Lion Man] )جون بي مكارثي، 1937)، و«مُغِيرو الصَّحراء» [Raiders of the Desert] (جون راولنس John Rawlins، 1941)، و«يانكيٌّ فـي ليبيا» [A Yankee in Libya] (ألبرت هِرمَن Albert Herman، 1924)، و«حرب فـي بلاد العرب» [Action in Arabia] (ليونِد مغوي Leonide Moguy، 1944).

---------------------

(1): Daniel Bernardi, “Introduction: Race and the Hollywood Style,” Classical Hollywood, Classical Whiteness (Minneapolis: University of Minnesota Press, 2001), xxi.

عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني

مقالات مشابهة

  • المنار اسليمي لـRue20 : قضية الصحراء دخلت مرحلة الحسم النهائي بعد الدعم البريطاني
  • استقبال الأنبا باخوميوس بمقر دير السيدة العذراء مريم المُحرق بالقاهرة
  • دنيا سامي تكشف كواليس دخولها مجال التمثيل
  • مريم: تزوجني صالونات لإرضاء والدته وعايز يتجوز في الخليج
  • مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «24»
  • في ذكرى ميلادها.. مارلين مونرو أسطورة الجمال التي هزّت هوليوود ورحلت في غموض
  • تأجيل النظر في دعوى منع سعد الدين الهلالي من الفتوى والظهور الإعلامي لـ15 يونيو
  • من الإسكندرية .. تعرف على بدايات السينما في مصر
  • وزير الصحة: لم يتم رصد أية حالات كوليرا دخلت من السودان إلى مصر
  • فى ذكرى ميلاده.. وصية يونس شلبي ومأساته مع أسرته