مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «24»
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
لما تقدم، فإنه تنبغي العودة إلى أفلام شبه منسيَّة، أو مفقودة حرفـيَّا فـي حالات، ومجازا فـي حالات أخرى (تجدر الإشارة هنا إلى ما هو حقيقة معروفة وقد تكون مثيرة لدهشة البعض، وهي أن من 70٪ إلى 90٪ من الأفلام الأمريكية الصَّامتة -خاصة تلك التي أنتجت قبل عام 1929- مفقود من الإرشيف السِّينمائي لأسباب متعددة، وليس هذا مقام الخوض فـيها)، أو غائبة عن النَّقد، بما فـي ذلك العديد من «أفلام الشَّيخ» التي أُنتجت فـي عشرينيَّات القرن الماضي مثل «حُب عربي» [Arabian Love] (جيروم ستورم Gerome Storm، 1922[، و«رمال حارقة» [Burning Sands] (جورج مِلفورد George Melford، 1922)، و«تحت عَلمين» [Under Two Flags] (تود براوننغ، Tod Browning، 1923)، و«ليلة واحدة مسروقة» [One Stolen Night] (روبرت إنزمِنجر Robert Ensminger، 1929)، وأيضًا فـيلم آخر بنفس العنوان: «ليلة واحدة مسروقة» (سْكوت آر دَنلاب Scott R.
وسأعيد القول هنا انه فـي وقت مبكِّر من تاريخ السِّينما الأمريكيَّة (أعني تاريخ إصدار فـيلم «الشَّيخ»)، فإن «السرديَّات الشَّيخيَّة»، فـي طاعتها الخنوع لمقتضيات ومتطلَّبات الاستشراق، إنما كانت تعمل بوصفها استجابة لأنواع القلق المحلي، والدَّاخلي، الأمريكي. ولا شك أن العزف المشترك لأسئلة العِرق والجندر بوصفها مقولات للهويَّة والرَّغبة هو المظهر الأكثر بروزا فـي تلكم السرديَّات الشَّيخيَّة؛ فكما يحاجج دانييل بِرنانردي Daniel Bernardi فـي الأنثولوجيا المهمة التي حرَّرها عن البياض فـي السِّينما الهوليووديَّة الكلاسيكيَّة فإن «العِرق» هو «أداء يتعلَّق بالظُّهور» (1). إن السرديَّات الشَّيخيَّة.
كما تقدمها أفلام الشَّيخ فـي عشرينيَّات القرن الماضي (وحتَّى، بدرجات متفاوتة ومتباينة، ما بعد ذلك التَّاريخ) تعرض علينا طيفاً واسعاً من «التَّجريبيَّات» مع العِرق، والجندر، والرَّغبة، وذلك من خلال الشَّخصيَّات وأفراد الجمهور معاً؛ فالجندر، على سبيل المثال، يتبدَّى باعتباره ليس أقل ولا أكثر من مقولة مبدئيَّة، وتفاوضيَّة، ومتحوِّلة يجري تعقيدها، واللعب بها، بصورة نموذجيَّة، عبر تقنيَّات وأحابيل سرديَّة من قبيل التَّنكُّر، ونشر وتداول الأمكنة والأسماء، والمطاردات، وعمليَّات الإنقاذ الحَرِج التي تحدث فـي اللحظة الأخيرة أمام جمهور محبوس الأنفاس. وفـي هذا السِّياق، فإن الأنثى الغربيَّة تظهر باعتبارها مختلفة بصورة واضحة عن مثيلتها العربيَّة، وهذا ما ينبغي تحليله. ولذلك فإنه يجدر تفكيك أفلام من قبيل «بلاد العَرَب» [Arabia] الذي يُعرَف أيضا بعنوان «توم مكس فـي بلاد العرب» [Tom Mix in Arabia] (لِن رِنولدز Lynn Reynolds، 1922)، و«خِيام الله» [The Tents of Allah] (تشارلز أي لوغ Charles A. Logue، 1923)، و«خادمة فـي المغرب» [Maid in Morocco] (تشارلز لامونت Charles Lamont، 1925) و«سيِّدة الحريم» [The Lady of the Harem] (راؤول وولش Raul Walsh، 1926)، و«إنَّها شيخ» [She›s a Sheik] (كلارِنس جي باجر Clarence G. Badger، 1927).
وحين نتتبَّع الأمر بدقَّة، فإننا سنجد انه حتى فـي «الاستكتشات» البصريَّة الخام، بسبب بدائيَّة التَّعبير السِّينمائي عهدذاك، التي سبقت الظُّهور الأسطوري العارم لفـيلم «الشيخ»، فإن السرديَّات الشيخيَّة قد تضمنت بصورة نموذجيَّة حكايات وحكايات عن كل نوع من أنواع الاستعباد تقريبا. بمعنى معيَّن، أصبح «الشَّيخ» الشخصيَّة التي تُسقَط عليها، ويُتَفاوض من خلالها مع الإرث المشين للعبوديَّة فـي التَّاريخ الأمريكي نفسه، وذلك فـي نوع من «إعادة السَّيْقَنَة» (recontextualization) الأيديولوجيَّة والانتشار الاستراتيجي ثقافـيَّا، ولذلك فإنه ينبغي التَّركيز فـي الدِّراسة، مَثلاً وليس حصرا، على عمل مثل السِّلسلة الفـيلميَّة «المدينة المفقودة» [The Lost City] (هيري جي رِفَر Harry J. Revier، 1935)، والذي تدور أحداثه فـي داخل أفريقيا. يدور سرد الفـيلم حول تاجر عبيد، وهو شيخ عربي بالتَّأكيد، يستعبد ويعذِّب ضحاياه الأفارقة. وهذا الجزء من السرديَّات الشيخيَّة يتضمن أيضا أفلاما مثل «فـيلق الرجال المفقودين»Legion of Missing Men] [ (هاملتُن مكفادِن، Hamilton MacFadden، 1937)، و«انتقام طرزان» [Tarzan›s Revenge] (ديفد روس لِدرمن، 1938)، و«الرَّجل الأسد» [The Lion Man] (جون بي مكارثي John P. McCarthy، 1937)، و«الطَّريق إلى زنجبار» [Road to Zanzibar] (فِكتُر شرزنغر Victor Schertzinger، 1941).
عندما نُشرت رواية «الشَّيخ»، وكذلك عندما حوِّلت إلى فـيلم سينمائي، كانت الجزائر، موقع الأحداث، ترزح تحت نير الاستعمار الفرنسي، ولكن هذه الحقيقة السياسيَّة والتاريخيَّة البسيطة يغفلها سرد العملين بطريقة مباشرة (وكذلك يفعل استقبالهما لدى القرَّاء والجمهور).
فـي الحقيقة، كلا العملين يرمنسان الكولونياليَّة، وفـي أفلام الشَّيخ العربي اللاحقة (خاصة تلك التي أُنتجت فـي الثلاثينيَّات والأربعينيَّات من القرن الماضي)، ازداد اعتبار الشَّيخ باعتباره «مواطنا» (national) (بالمعنى السيئ للمفردة) وليس مجرد شخصيَّة «رومانسيَّة»، ويتضمن عدد معتبَر من أفلام الشَّيخ العربي مواجهات عسكريَّة مباشرة بين أفراد أو بلدان عربية من ناحية، وأفراد أو قوى غربية من ناحية أخرى، ولذا فإنه تنبغي دراسة فـيلم «مغامرة فـي العراق» [Adventure in Iraq] (ديفِد روس لِدرمَن David Ross Lederman، 1943) بصورة مستفـيضة، فأنا أعتقد بأهميته بكل معاني الكلمة، ومن كافة النَّواحي.
كما أن بعض الاهتمام البحثي ينبغي أن يُمنح أيضا للسرديَّة الشَّيخيَّة فـي أفلام «مواجهة» أخرى مثل «تحت علمين» [Under Two Flags] (فرانك لويد Frank Lloyd، 1936)، و«الرَّجل الأسد» [The Lion Man] )جون بي مكارثي، 1937)، و«مُغِيرو الصَّحراء» [Raiders of the Desert] (جون راولنس John Rawlins، 1941)، و«يانكيٌّ فـي ليبيا» [A Yankee in Libya] (ألبرت هِرمَن Albert Herman، 1924)، و«حرب فـي بلاد العرب» [Action in Arabia] (ليونِد مغوي Leonide Moguy، 1944).
---------------------
(1): Daniel Bernardi, “Introduction: Race and the Hollywood Style,” Classical Hollywood, Classical Whiteness (Minneapolis: University of Minnesota Press, 2001), xxi.
عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ات الش
إقرأ أيضاً:
الموسم الأقوى ينتظر الجمهور.. أفلام عيد الأضحى 2025 تتصدر التريند
ينتظر الجمهور ومحبو شاشة السينما، عرض أفلام عيد الأضحى 2025، حيث وصفه البعض بأنه الموسم الأقوى، والذي يشهد مواجهة قوية بين الأكشن والكوميديا والأحداث التاريخية، كما يجمع بين كبار الفنانين ونجوم الشباك.
أفلام عيد الأضحى 2025وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص الخدمة بالخطوات وكيفية تنفيذها وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
فيلم أسديشارك محمد رمضان في قائمة أفلام عيد الأضحى 2025، بفيلمه الجديد «أسد»، هو من نوعية الأعمال الأكشن التاريخية، وتدور أحداثه حول في عصر المماليك وتناول ثورة العبيد ضد الجيش العباسي.
يضم فيلم أسد في بطولته بجوار رمضان كل من ماجد الكدواني، رزان جمال، كامل الباشا، علي قاسم، أحمد عبد الحميد، إسلام مبارك، ومحمود السراج، تأليف وإخراج محمد دياب، وتم تصوير عدد من مشاهدة في استديوهات الحصن بالسعودية.
فيلم المشروع Xينتمي فيلم «المشروع X» لفئة أفلام التشويق والمغامرة، حيث يجسد النجم كريم عبد العزيز شخصية يوسف الجمال، عالم المصريات الذي ينطلق في رحلة خطيرة ومليئة بالتحديات، تبدأ من مصر مرورًا بالفاتيكان وأمريكا اللاتينية، وصولًا إلى أعماق البحار، في محاولة لإثبات نظرية مثيرة للجدل: هل بُني الهرم الأكبر ليكون مقبرة فعلًا.
ويعد فيلم «المشروع X» قصة بيتر ميمي وسيناريو وحوار بيتر ميمي وأحمد حسنى، وإخراج بيتر ميمي ومن بطولة كريم عبد العزيز، ياسمين صبري، إياد نصار، أحمد غزي، مريم الجندي، وضيفا الشرف، النجمة هنا الزاهد، والنجم ماجد الكدواني.
فيلم أحمد وأحمدوتدور أحداث فيلم أحمد وأحمد في إطار لايت لا يخلو من التشويق، إذ يجسد أحمد فهمي دور مهندس ديكور بينما يجسد أحمد السقا دور خاله الذي يشبهه كثيراً، وتنضم لهما جيهان الشماشرجي التي تلعب دور حبيبة أحمد فهمي، وفجأة يقع الثلاثي في ورطة ويصبحون مطاردين من عصابة، وخلال رحلتهم في الهروب من هذه العصابة يتعرضون للعديد من المواقف والمفارقات الكوميدية.
يشارك في بطولة فيلم أحمد وأحمد، الفنان أحمد فهمي والفنان أحمد السقا، بجانبهما كل من: جيهان الشماشرجي، طارق لطفي، علي صبحي، محمد لطفي، رشدي الشامي، وحاتم صلاح، إلى جانب ظهور خاص لعدد من ضيوف الشرف منهم أوس أوس وإبراهيم حجاج. الفيلم من تأليف أحمد درويش ومحمد عبد الله، وإخراج أحمد نادر جلال.
فيلم ريستارتتدور أحداث فيلم ريستارت في إطار اجتماعي كوميدي، وينتاول مشاكل السوشيال ميديا، والأضرار السلبية لها، ويشارك في بطولة العمل بجانب تامر حسني كل من هنا الزاهد، محمد ثروت، باسم سمرة، ميمي جمال، رانيا منصور، وتأليف أيمن بهجت قمر وإخراج سارة وفيق، ويشارك في العمل العديد من ضيوف الشرف منهم إلهام شاهين، شيماء سيف، محمد رجب، أحمد حسام ميدو.
اقرأ أيضاًأفلام عيد الأضحى 2025.. تفاصيل «الجواهرجي» لـ محمد هنيدي
أفلام عيد الأضحى 2025.. موعد طرح فيلم «ريستارت»
منافسة شرسة بين النجوم.. القائمة الكاملة لـ أفلام عيد الأضحى 2025