شغلت الأحداث الجارية على مدار ثلاثة شهور متتالية فى الشرق الأوسط جميع الصحف العالمية التى اهتمت باستعراض مخاطر ذلك الصراع على المنطقة، وعلى رأس هذه الصحف الجارديان البريطانية التى لفتت إلى مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة فى الشرق الأوسط فيما اتفقت صحيفة الفايننشيال تايمز فى افتتاحيتها أمس مع الرأى نفسه تحت عنوان البارود المشتعل فى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه نتاج الهجوم الذى تشنه إسرائيل على قطاع غزة والذى خلق حالة من التوترات على الحدود المجاورة.


وأشارت الصحيفة إلى أن هجوم المسلحين المدعومين من إيران فى العراق وصل إلى أكثر من 100 هجوم على القوات الأمريكية فى المنطقة، فضلاً عن هجمات المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران فى اليمن أكثر من عشرين هجوماً على السفن التجارية فى البحر الأحمر. وتبادلت جماعة حزب الله اللبنانية، الحليف الأكثر أهمية لإيران فى المنطقة، إطلاق النار يومياً مع القوات الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة: حتى الأسبوع الماضى، كانت الاشتباكات محصورة داخل كل مسرح للأحداث، وبشكل كبير ضمن خطوط حمراء غير رسمية. وربما بدأ ذلك يتغير ما يرفع المخاطر إلى مستويات جديدة مثيرة للقلق.
ولفتت الصحيفة إلى أن الصراع بدأ يشتد مع حدوث غارة بطائرة دون طيار الثلاثاء الماضى فى بيروت أدت إلى استشهاد مسئول كبير فى حماس، صالح العارورى، وستة أعضاء آخرين فى الجماعة الإسلامية. ولم تؤكد إسرائيل أو تنكر وقوفها وراء الهجوم، لكنها لم تخف هدفها المتمثل فى قتل قادة حماس أينما كانوا بعد الهجوم الذى شنه المسلحون الفلسطينيون فى السابع من أكتوبر.
وترى الفايننشال تايمز أن تلك الضربة التى وقعت فى جنوب بيروت، معقل حزب الله، اعتبرت بمثابة استفزاز تعهدت الجماعة اللبنانية بالرد عليه.
وقالت فايننشال تايمز: «فى أماكن أخرى، حذرت الولايات المتحدة و11 من حلفائها المتمردين الحوثيين من أنهم سيواجهون عواقب إذا لم يتراجعوا عن وقف تعطيل التجارة البحرية العالمية. وسرعان ما تحدى الحوثيون التحذيرات، وفجروا سفينة دون ربان فى البحر الأحمر، رغم أنهم لم يلحقوا أضراراً بالسفن.
فيما أوضحت أن الولايات المتحدة كانت تستخدم التحذيرات والردع لمنع نشوب صراع أوسع نطاقاً، ومنعت إسرائيل من شن ضربة استباقية ضد حزب الله فى الأيام التى تلت هجوم حماس فى السابع من أكتوبر، فضلاً عن استعراض إيران عضلاتها من خلال وكلائها، وتقول إنها لا تريد أن توسع الصراع فى غزة.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تجد نفسها منجذبة على نحو متزايد إلى هذه الأزمة، حيث تتعرض قواتها للهجوم فى العراق، كما أدى دعمها لإسرائيل إلى تدمير سمعتها فى مختلف أنحاء العالم العربى الغاضب بسبب الدمار الذى لحق بغزة. وتسببت الحرب الإسرائيلية فى غزة بالفعل فى دمار كارثى، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 22500 شخص، وفقاً لمسئولين فلسطينيين، وأثار شبح المجاعة فى القطاع المحاصر بحسب الفايننشيال تايمز.
وقالت: ينبغى على واشنطن مضاعفة الجهود لتهدئة التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وهى الجبهة الأكثر عرضة لإشعال صراع شامل. ويحاول المسئولون الأمريكيون التوصل إلى اتفاق بين حزب الله وإسرائيل من أجل التنفيذ المناسب لقرار مجلس الأمن الدولى الذى تم التوصل إليه فى أعقاب حرب عام 2006 بين الطرفين. ومن شأن تنفيذه أن يؤدى إلى قيام حزب الله بسحب قواته من الحدود، ووقف إسرائيل للتوغلات الجوية داخل لبنان وحل الخلافات القائمة منذ فترة طويلة بشأن الأراضى المتنازع عليها.
فيما اختتمت الصحيفة افتتاحيتها بأن الحل الدبلوماسى ليس مضموناً على الإطلاق، ولكنه يستحق كل هذا الجهد. ومع ذلك، الحقيقة القاسية هى أن مخاطر نشوب حرب أوسع نطاقاً لن تتضاءل ما دامت إسرائيل تصر على قصف غزة.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشرق الاوسط الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي قصف غزة حزب الله إسرائيل حزب الله

إقرأ أيضاً:

إيران: سنهاجم القواعد الإمريكية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع

طهران, 11-6-2025 (أ ف ب) - أكدت إيران اليوم أنها قد تستهدف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع في وقت يستعد البلدان الخصمان لجولة مباحثات نووية جديدة في ظل الخلاف بشأن تخصيب اليورانيوم.

وقال وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده ردا على التهديدات الأمريكية بالتحرك عسكريا إذا فشلت المفاوضات "نحن نأمل أن تصل المفاوضات الى نتيجة ولكن إذا لم يحقق ذلك وفرض علينا صراع، فلا شك أن خسائر الطرف الآخر ستكون بالتأكيد أكبر بكثير من خسائرنا".

وتابع "لدينا القدرة على الوصول إلى كل قواعدها (الولايات المتحدة). سنستهدفها كلها من دون تردد في البلدان المضيفة لها" مضيفا "وفي هذه الحالة، ستضطر أميركا إلى مغادرة المنطقة".

وتملك الولايات المتحدة العديد من القواعد العسكرية في دول مجاورة لإيران، كبراها في قطر حيث مقر القيادة العسكرية الوسطى الأميركية (سنتكوم).

وعقدت طهران وواشنطن اللتان قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل أكثر من أربعة عقود، خمس جولات من المحادثات منذ أبريل، بوساطة من سلطنة عُمان.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان الثلاثاء إنه "من المقرر عقد الجولة المقبلة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأحد المقبل في مسقط.

ولم يصدر تعليق بعد من السلطنة التي استضافت بعض الجولات السابقة، في حين قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين إن المحادثات قد تعقد الخميس.

وفي حديث مع "نيويورك بوست" نشر الأربعاء، قال ترامب "أصبحت أقل ثقة بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق" مع إيران حول الملف النووي.

وأضاف الرئيس الأمريكي الذي هدد مرارا باللجوء إلى عمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية "يبدو أنهم يماطلون".

ويسعى الطرفان للتوصل الى اتفاق جديد بشأن الملف النووي بدلا من اتفاق العام 2015 الذي انسحبت الولايات المتحدة منه. وتريد واشنطن والأطراف الغربيون ضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، وهو ما تنفي طهران بشدة سعيها إليه، وتطلب في المقابل رفع العقوبات التي تشلّ اقتصادها.

وتتباين مواقف البلدين بشأن قضية احتفاظ طهران بالقدرة على تخصيب اليورانيوم. ففي حين تطالب الولايات المتحدة إيران بالتخلي عن هذه النشاطات، تعتبرها الجمهورية الإسلامية "حقا" لها غير قابل للتفاوض، تكفله معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقّعتها.

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة أسلحة نووية التي تُخصّب اليورانيوم إلى مستوى عالٍ (60%)، ما يتجاوز بكثير حد 3,67% الذي حدده اتفاق 2015 بين طهران والقوى الكبرى.

وكانت جولات التفاوض الخمس التي عقدها الطرفان أعلى مستوى من الاتصال بين البلدين منذ سحب ترامب بلاده من اتفاق العام 2015 خلال ولايته الأولى، معيدا فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وبعد الجولة الخامسة في 31 مايو، قالت إيران إنها تلقت "عناصر" من اقتراح أمريكي للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي، لكنها اعتبرت أنه يحتوي على "الكثير من الالتباسات".

ولفتت إيران الاثنين إلى أنها ستقدم بدورها مقترح اتفاق إلى الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة.

ولم يُشر النص الأميركي الذي لم يُكشف نصه بعد، إلى مسألة رفع العقوبات التي جعلتها طهران أولوية، بحسب رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف. في غضون ذلك، تقدمت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، بمشروع قرار ضد إيران أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية الثلاثاء.

ويدعو القرار إيران الى أن "تعالج بشكل عاجل عدم احترامها" التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.

ومن شأن تبني القرار الذي يلوح برفع ملف إيران الى مجلس الأمن الدولي في حال عدم اتخاذها مبادرات خلال الاسابيع المقبلة، أن يمنح الدول الأربع إمكان تفعيل "آلية الزناد" التي تسمح بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وهو بند مُضمن في اتفاق 2015، بذريعة مخالفتها بنوده. وتنتهي صلاحية هذا البند في أكتوبر.

وكانت إيران لوّحت بتقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال اعتماد قرار في هذا الاتجاه.

أُبرم اتفاق عام 2015 بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (الصين والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا) بالإضافة إلى ألمانيا.

لكن في عام 2018، سحب ترامب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات أمريكية على إيران التي ردت بعد عام من ذلك، ببدء التراجع تدريجا عن معظم التزاماتها الأساسية بموجبه.

مقالات مشابهة

  • هل ستعقد جولة جديدة من المفاوضات النووية وسط تصاعد التوتر بالشرق الأوسط؟.. مصدر أمريكي يجيب لـCNN
  • أسعار النفط تقفز 4% لأعلى مستوى في شهرين إثر تزايد التوتر بالشرق الأوسط
  • ساعات حرجة قبل العاصفة.. كيف تدفع إسرائيل نحو حرب شاملة مع إيران؟
  • مصادر تكشف لـCNN كواليس نقل أمريكا للموظفين غير الأساسيين من الشرق الأوسط وسط مخاوف أمنية
  • التوترات تتصاعد.. إخلاء موظفي سفارات أميركية بالشرق الأوسط
  • البنتاغون يُجيز المغادرة الطوعية للأفراد العسكريين بعد توترات متنامية بالشرق الأوسط
  • البيت الأبيض: ترامب على علم بحركة الأفراد الأمريكيين بالشرق الأوسط
  • إيران: سنهاجم القواعد الإمريكية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع
  • %32 حصة الإمارات من إنفاق السياح بالشرق الأوسط في 2025
  • مسؤول بصندوق النقد: التوترات التجارية تخلق طبقات جديدة من التعقيد بالشرق الأوسط