الإنسان هو الخير كله أو الشر كله
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
بعد الحمد لله الذي لا يحمد سواه والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أقول إن الإنسان هو الخير كله والإنسان هو الشر كله والإنسان هو الحل كله والإنسان هو المشكلة كلها هذا هو عنوان حديثي، قد يتساءل البعض فيقول” كيف”؟. أقول له لو نظرت إلى قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة سوف تجد الخير كله في رجل واحد هو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وستجد الشر كله في العالم كله ومصدره الإنسان في الخير والشر وإذا نظرت في القريب المشاهد أو المسموع عنه تجد الشر كله في المصانع التي تنتج الموت لقتل البشرية وستجد الشر كله رأي العين أو تسمع عنه في فلسطين بصفة عامة وفي غزة بصفة خاصة سوف تجد الشر يقتل آلاف الأطفال وآلاف النساء وآلاف الطاعنين في السن وستجد الشر يهدم المساكن على رؤوس ساكنيها، وسوف تجد الشر كله يحبس الطعام والشراب والدواء على من بقي على قيد الحياة في غزة وستجد الشر يهدم المساجد على رؤوس المصلين فيها ويهدم المستشفيات على رؤوس مرضاها ويجرف المخيمات ويقتل من فيها وينسف أرض غزة ومن فيها، أوليس هو الإنسان وسوف تجد الخير كله في القسام وأخواتها تتصدى للشر وأعوانه ويضرب المثل الأعلى وسوف تجد في لبنان من يناطح السماء بشموخه ويسحق الشر كله ويقطع أوصاله ويحرق دباباته ومصفحاته ويضرب المثل الأعلى أوليس هو نصر الله أليس هو إنسان أوليس القسام وإخوانه إنسان أوليس الخير كله إنساناً والشر كله إنساناً؟
أليس الذي صنع أدوات الموت ليدمر العالم أوليس الذي أرسل مدمراته وحاملات طائراته وسفنه البحرية إلى البحر لقتل البشرية هو إنسان؟
أوليس الذي نشر الفساد في البر والبحر والجو إنساناً؟
أوليس الذي فجر الحروب في العالم وقتل آلاف البشر وأهلك الحرث والنسل هو إنسان أوليس الذى حارب الله وكفر برسله وحارب الإسلام و المسلمين هو إنساناً؟
هذا هو المشكلة وهذا هو الشر كله ونعود إلى الخير وإلى الحل ابتداء من رجال الله القسام وإخوانه ومن السيد حسن نصر الله وحزبه أوليس هو إنساناً؟
والذي يدفع الشر ومحطم أدواته هو إنسان، أوليس المضحي بنفسه والذي باع نفسه من الله وقاتل الظالمين والكافرين والفاسدين والمنافقين إنسان؟ أوليس الذي وقف كالطود الأشم في وجه اليهود في بيروت ولمدة تسعين يوما حتى أرهب الكفر العالمي وعلى رئيسهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل أوليس هو نصر الله؟
أوليس هو إنساناً: ألم يهتز الكفر العالمي وترتجف قلوب المنافقين والموالين لليهود والنصارى من اليمن الذي كان نسيا منسيا ومن زعامته التي ارتجف من هيبته الكفر العالمي أوليس عبدالملك بن بدر الدين الحوثي إنساناً.
نلخص من هذا كله أن الإنسان هو المشكلة وهو الحل وأن الإنسان هو الخير وهو الشر، ونحن نسأل: أين تقف أيها الإنسان في ذات اليمين أو ذات الشمال؟ هل تقف مع الخير تفتح لك السماء أبوابها وتفتح لك الجنة أبوابها وتقول لك ولإخوانك الملائكة طبتم فادخلوها بسلام؟
وإن اخترت أيها الإنسان أن تكون من ذات الشمال، فتفتح لك النار أبوابها وتكون مع الأحجار وقودها وماعليك من بئس إن تكبرت وتنمرت وقتلت النفس التي حرم الله وافسدت في الأرض، فهذا هو مصيرك وسوف تقول ربي رجعوني لعلي أعمل صالحا فيجاب عليك كلا وسوف تقول عندما ترى مصيرك المظلم ياليتني كنت ترابا وسوف تسمع صوتاً يخاطب الملائكة يقول لهم ((خذوه فغلوه)) ((ثم الجحيم صلوه)) ((ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه. ))(إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ))((ولا يحض على طعام المسكين ))((فليس له اليوم هاهنا حميم)) .
هذا هو أنت يا من حاربت الله وكفرت برسله وحسبنا في اليمن أن لنا قيادة تقودنا إلى الخير وإلى صراط الله المستقيم، ونشكر الله الذي هدانا والذي أوجد فينا محبته ومحبة رسله ومحبة كتبه المنزلة ونحمد الله أننا نعمل بالأسباب التي توجب عليه نصرة المؤمنين.
وحسبنا أن الله أوجب على نفسه نصرنا إن نحن نصرناه( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، هذا هو الإنسان في البر والبحر ولا يفلت أحد من قبضته ممن خلق في الحساب.
قد يقول قائل وأين مصير الجن؟ نقول له: اقرأ سورة الرحمن توضح لك أن الجن شأنهم شأن الإنس، فيهم الخير وفيهم الشر وسوف تقرأ فيها(( سنفرغ لكم أيها الثقلان)) والثقلان هما الجن و الإنس وستقرأ فيها(( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )).
سبحانك ربنا جل شأنك لم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا جئت بها لتعلم بها عبادك لئلا يقول المبطلون لا علم لنا بذلك فتكون حجة عليك جل شأنك، فلك الحمد ولك الشكر ولك الركوع ولك السجود والحمد لله رب العالمين.. أخيرا أقول لشباب اليمن توجهوا إلى الحديدة وتعلموا السباحة والغوص في البحر، التحقوا بشباب الله إخوانكم المرابطين في البحر الأحمر وفي باب المندب .. أنتم أيها الشباب الذين تصنعون المعجزات وتكونون مع إخوانكم المرابطين في البحر وإخوانكم الشهداء الذين قال الله فيهم (رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر).
وأحفادي قد سبقوكم إلى الجنة وآخرون هم في طريقهم وسوف تجدونهم في البحر يغوصون وهكذا فليتنافس المتنافسون.
وسقوط الكافرين إن شاء الله يكون على أيديكم، بارك الله فيكم إن استجبتم لنداء والدكم محمد بن محمد المطاع.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلاميَّة: الإيمان والعِلم طريقان متكاملان
ألقى الأستاذ الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لـ مجمع البحوث الإسلامية، كلمةً خلال افتتاح فعاليَّات الأسبوع الثاني عشر للدعوة الإسلاميَّة، الذي تعقده اللجنة العُليا للدعوة في جامعة (بنها) تحت عنوان: (الإيمان أولًا)، برعايةٍ كريمةٍ مِنْ فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف، وبحضور: فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وأ.د. ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها، وأ.د. جيهان عبدالهادي، نائب رئيس جامعة بنها، ود. حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العُليا لشئون الدعوة بالمجمع، ووفد من المنطقة الأزهريَّة ومديري منطقة الوعظ بالقليوبيَّة.
وفي كلمته قال الدكتور محمد الجندي: إنَّ الإيمان أولًا؛ لأنه الفطرة التي فطر الله الناس عليها، والفطرة السليمة لا تحتاج إلى دليلٍ معقَّد؛ بل إلى قلبٍ نقيٍّ صادقٍ يبحث عن الحقيقة، مضيفًا أنَّ كل إنسان يُولَد على الفطرة طاهرًا نقيًّا، ثم تعبث به مؤثِّرات البيئة والواقع، فتكدِّر صفاءه، وتزحزحه عن بساط النور الذي وُلِدَ عليه.
وأكَّد الدكتور الجندي أنَّ الإيمان حقٌّ ظاهر، لا يُصنع ولا يُكتسب؛ لأنه مغروس في أعماق الإنسان، بينما الإنكار طارئ زائل، موضِّحًا أنَّ الإيمان والعِلم طريقان متكاملان لا متعارضان، فالعِلم دليل على الإيمان، والدِّين لا يُقصِي العِلم، والعلم لا يُلغي الدِّين؛ فكلاهما يكشفان عن جمال الخلق ودقَّة النظام الكوني الذي يدلُّ على وجود الخالق سبحانه وتعالى، وأنَّ الإشكال الحقيقي ليس بين الدِّين والعِلم؛ وإنما بين الجهل بالدِّين وسوء فَهم العِلم.
وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة إلى أنَّ المنكِرين للإيمان يزعمون أن الكون بلا خالق، وأنَّ المادَّة أزليَّة، وأنَّ الإنسان مجرَّد كتلة ماديَّة تخضع لقوانين الطبيعة، غير أنَّ علماء التجريب أنفسهم انتهوا إلى ضرورة الإيمان بوجود الخالق، ومنهم عالِم الطبيعة البيولوجيَّة (فرانك ألن)، الذي قرَّر أنَّ نشأة العالَم لا يمكن أن تكون مصادفة، بعد أن تأمَّل تركيب البروتينات المعقَّدة التي يبلغ عدد ذرَّاتها في الجزيء الواحد 40 ألف ذرَّة منتظمة بدقَّة مدهشة، تدلُّ على إرادة خالقة، لا على صدفة عمياء.
ولفت فضيلته إلى أنَّ العالِم (روبرت بيج) أثبت في مقاله (اختبار شامل) أنَّ اختبار صحَّة أيِّ فرض يستلزم التسليم المبدئي بصحَّته، مبيِّنًا أنَّ وجود الله لا يُختبَر بالأدوات الماديَّة؛ لأنَّ الإله لا ينتمي لعالَم الحسِّ، لكنَّ الإنسان إذا توجَّه بقلبه وعقله إلى الله بصدق انكشف له وجه الحقيقة وغمره نور الإيمان.
وتابع أنَّ العالِم الفيلسوف (ميريت ستانلي) أكَّد أنَّ الإيمان سابق والإنكار لاحق، وأنَّ العلماء عندما يدرسون ظواهر الكون فإنهم لا يفعلون أكثر من ملاحظة آثار قدرة الله في خَلْقه، مشدِّدًا على أنَّ العلوم الماديَّة مهما بلغت فلن تستطيع أن تنفي وجود الله؛ بل تشهد له في كلِّ ذرَّة من ذرَّات الكون، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}، وقوله سبحانه: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا}.
الفطرة دليل أصيل على الإيمانوأردف الدكتور محمد الجندي أنَّ الفطرة دليلٌ أصيلٌ على الإيمان؛ إذْ يلجأ الإنسان إلى خالقه في أوقات الشدَّة، سواء أكان مؤمنًا أم منكِرًا، مصداقًا لقوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا}، مشيرًا إلى أنَّ هذا النِّداء الفطري هو أصدق برهان على أنَّ الإيمان مغروس في النفْس البشريَّة منذ البدء.
وبيَّن الدكتور الجندي أنَّ المعرفة إذا انقطعت عن الفطرة أصابها ما يُشبه هشاشة العظام؛ فلا تقوم بها عقيدة ولا تُبنَى عليها رؤية، لافتًا إلى أنَّ النصوص الشرعيَّة دلَّت على وجود هذا المكوِّن الفطري؛ كما في قوله تعالى: {فِطْرَة اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}، وقوله سبحانه: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً}، وحديث النبي ﷺ: «ما مِن مولود إلا يُولَد على الفطرة»، وأنَّ هذه الفطرة قد يعرض لها أحيانًا ما يشوهها، فيلزم حينها النظر والاستدلال، واستخدام الأدلة كافة التي تسوق صاحب النزعة المادية إلى القناعة الحسية والعقلية بوجود الله تعالى.
كما أشار إلى أنَّ دلالة الفطرة على وجود الله -تعالى- تتجلَّى في عدة مستويات؛ أولها: المبادئ العقليَّة الأوليَّة التي تقرِّر أنَّ لكل مسبب سببًا ولكل حادث محدثًا، وثانيها: النزعة الأخلاقيَّة التي تحمل الإنسان على إدراك قيمة العدل والخير كقيم مطلقة لا نسبيَّة، وثالثها: الجانب الغريزي الذي يوجِّه المخلوقات فطريًّا لما ينفعها؛ كغريزة الأمومة وحبِّ البقاء، ورابعها: الشعور بالغائيَّة الذي يدفع الإنسان إلى التساؤل عن الغاية مِن وجوده ومصيره، وهو تساؤل لا يجد جوابه إلَّا بالإيمان بخالق حكيم.
وأوضح الدكتور محمد الجندي أنَّ الإنسان يولد مفطورًا على الإيمان بالله؛ كما شهد على نفْسه في الميثاق الأول بقوله تعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}، وهي شهادة باقية في أصل الخَلْق، وقد أكَّد ابن كثير أن الله استخرج ذريَّة بني آدم من أصلابهم شاهدين على ربوبيَّته، مضيفًا أنَّ هذه الحقيقة النقليَّة والعقلية صارت اليوم حقيقة عِلميَّة بعد أن أثبت عِلم الوراثة انتقال الصِّفات عبر الأجيال؛ ممَّا يدلُّ على وجود البشر في صُلْب آدم -عليه السلام- منذ الخَلْق الأول.
واختتم الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة كلمته بتأكيد أنَّ الدِّين –بمقتضى العقل والنَّقل والعِلم– حقيقةٌ فطريَّةٌ مغروسةٌ في النَّفْس الإنسانيَّة، ومسجَّلة في الجينات البشريَّة، وأنَّ كل مظاهر الكون والعقل والعِلم تصدح في النهاية بعبارة واحدة: «الإيمان أولًا».