الحر تكفيه الاشارة … ؟؟
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
بقلم :- حيدر عبدالجبار البطاط ..
في زمن الاستعمار البريطاني للهند …. قام ضابط بريطانيا بصفع مواطن هندي !!
و على الفور قام المواطن الهندي بصفع الضابط بكل ما يملك من قوة و شجاعة ؟؟
ذهل الضابط و اسرع لطلب المساعدة من قائد الجيش البريطاني لمعاقبة هذا المواطن ؟؟
لكن القائد هدأ من روعه … وأخذه إلى مكتبه … وفتح خزينة ممتلئة بالنقود !!
وقال للضابط … خذ من الخزينة خمسون الف روبية …
واذهب إلى المواطن الهندي واعتذر منه … وأعطه هذه النقود مقابل صفعك لَهُ ؟
جن جنون الضابط وقال مستنكراً … هذه أهانة لي … ولك … و للجيش البريطاني … بل أهانه لصاحبة الجلالة نفسها.
قال القائد للضابط ..
اعتبر هذا أمراً عسكرياً عليك تنفيذه دون نقاش … امتثل الضابط لأوامر قائده … وأخذ المبلغ وذهب إلى المواطن الهندي و اعطاه خمسون الف روبيه هدية مع الاعتذار منه !!
بسبب هذه الاموال و مساعدة الانكليز … اصبح الرجل الهندي من رجال الأعمال و السلطة … ونسي الصفعة … لكن الإنجليز لم ينسوا صفعة الهندي للضابط !!!
وبعد فتره من الزمن استدعى القائد الانجليزي الضابط الذي تم صفعهُ من قبل الهندي … وقال له …. أتذكر المواطن الهندي الذي صفعك ؟؟.
حان الوقت لتذهب وتبحث عنه وبدون مقدمات اصفعه أمام أكبر حشد من الناس …!
امتثل الضابط لأوامر قائده وذهب إلى حيث الهندي
و كان حوله أنصاره وخدمه وحراسه وجمع من الناس !!!!!!!
فرفع الضابط الانكليزي يده وبكل ما يملك من قوة صفع المواطن الهندي على وجهه حتى أسقطه أرضا …؟
لم تبدر من الهندي أي ردة فعل …. حتى أنه لم يجرؤ على رفع نظره في وجه الضابط الانجليزي !!
اندهش الضابط الصغير وعاد مسرعا إلى قائده يساله باستغراب ؟؟
قال القائد الانجليزي لا تستغرب
في المرة الأولى كان يملك كرامه ويراها أغلى ما يملك فدافع عنها
أما في المرة الثانية وبعد ان باع كرامته بخمسين الف روبيه
فهو لن يدافع عن كرامته فلديه ماهو أهم منها المال و السلطة ؟؟
ما يحدث الان هو تطبيق حي ؟؟
و الحر تكفيه الاشارة
حيدر عبد الجبار البطاط
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
لم تكن امرأة عادية
آية السيابية **
وراء كل قائد استثنائي، تقف امرأة استثنائية، تغرس بذور رؤيته وتصقل قياديّته وتُسقيه الحكمة منذ نعومة أظفاره! تغزل بذكاء وبصيرة متّقدة ملامح الشخصية القيادية في عقل ابنها وروحه. امرأة تقود الجنوب حين كان ابنها قائدا للشمال. امرأة تذود عن ابنها ووطنها. متّزنة العاطفة راجحة العقل. نموذج أصيل للمرأة الألمعيّة. ومن قال إن المرأة تُقاد ولا تقود فقد كفر بما أوتيت هذه المرأة من عظَمة! كيف لا! وهي البطن التي حملت السلطان قابوس بن سعيد، القائد الفذ، فقيد عُمان التي امتدّ كمدها في يومها الباكي سماواتها السبع.
عن فتاة في الخامسة عشرة من عمرها تقريباً، حينما علمت بأنها سوف تضعه ذكرا، قررت إنجاب ابنها منفردة في دورة المياه. خشية على وليدها وهو الوريث الأوحد للحكم من أي عملية قتل أو مناورة أو احتيال استبدال الطفل الوليد بأنثى لا تورّث الحكم. فاصطبرت على ما لا يطيقه إلا من أوتي حكمة وبصيرة.
امرأة ورث عنها ابنها الفراسة، وحدة الذكاء والبصيرة، وورثت هي عن أبيها الشيخ أحمد بن علي المعشني، اليقين والتوكل والإيمان الفطري. وقد قيل في الأثر: "إنَّ النَّفس إذا تجرَّدت عن العوائق، صار لها من الفِرَاسَة والكشف بحسب تجرُّدها". تتجلى واقعية هذه المقولة من خلال ما تسرده الطبيبة البريطانية آن كوكسون أو من أصبح اسمها (أمينة) بعد اعتناقها الإسلام، عندما تصف تبسّط السيدة ميزون في مأكلها وحديثها. وما التواضع والتبسّط إلا أعلى درجات الرفعة ورقي المقام.
وعن إسلام طبيبة السيدة الجليلة ميزون، تقول آن كوكسون: أن ما أدهشها هو تعاطي بيبي ميزون للدين بحكمة فائضة ويقين مُتسع.
من جملة الصفات التي أورثتها الأم العظيمة لابنها القائد العسكري والأب الحاني قابوس، هو الانتماء الكبير للثقافة العُمانية. والنأي عن كل طامس لها. كانت السيدة ميزون -كما وصفتها فاطمة بنت ناصر في سرد جميل جمعها بطبيبتها آن كوكسون في لندن- امرأة قوية العزم، فصيحة اللسان والمنطق، ومتقدمة على الكثير من القيادات النسائية في عهدها. كانت قائدة ماهرة، تسعى حباً في التأثير لا في السيطرة ونفي الآخر. تُصغي باهتمام إلى التفاصيل. وهذا ما جعلها تسهم بذكاء متقد في إخماد ثورة ظفار.
يروي كتاب "بيبي ميزون وطبيبتها آن" تفاصيلَ قيّمة في حياة السيدة الجليلة وابنها السلطان قابوس بن سعيد رحمهما الله. ويذكر مواقف مؤثرة بين الطبيبة آن والسلطان قابوس، منها حضورها لاحتفال العيد الوطني الخامس عشر؛ حيث تأثرت بمشهد الأطفال وهم يركضون نحو السلطان هاتفين باسمه، مما جعلها تبكي من شدة التأثر. وهنا تتكشف لنا شخصية القائد الإنسان والأب الحنون.
لم تكن مجرد امرأة عادية! كانت السيدة ميزون بنت أحمد المعشني. ولم تنجب إلّا ابنًا واحدًا. كان ربيب الحكمة فقامت عُمان على أكتافه 50 عامًا.
** كاتبة وروائية عمانية