الوحدة نيوز:
2025-05-26@03:47:55 GMT

حتى “الفلسطيني الميت” لا يسلم من الانتقام

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT

حتى “الفلسطيني الميت” لا يسلم من الانتقام

أحمد العبد :

حتّى الميت في فلسطين لا ينجو من يد الإرهاب الإسرائيلية، إلى حد بهتت معه المقولة الصهيونية القديمة: «الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت»، بعدما أضحى الميت الفلسطيني نفسه محور سياسة الانتقام الإسرائيلية، إذ كما مارست إسرائيل ضد الفلسطينيين الأحياء القتل والتهجير والتدمير والاعتقال والتعذيب، لم تستثنِ من ممارساتها تلك الشهداء الذين تُنتهك حرمة أجسادهم، إما باحتجازها في ثلاجات المستشفيات ومقابر الأرقام السرية، أو بالتمثيل بها، وذلك على غرار ما جرى قبل أيام في طولكرم، حيث هشّمت إحدى الدوريات العسكرية رأس شهيد بعد اغتياله.

ووصلت هذه السياسة الانتقامية، في بعض الأحيان، إلى حدّ سرقة أعضاء الأجساد والإتجار بها، أو تحويلها للدراسة في كليات ومعاهد الطب الإسرائيلية.والواقع أن احتجاز جثامين الشهداء ليس جديداً، بل هو سياسة منهجية مؤطّرة بغطاء قانوني وتنظيرات أيديولوجية تقوم على مبدأ «جمع الجثث».

 وقد جرى تكثيف العمل بها منذ عام 2015 – بعد توقف لعدة سنوات -، مع بدء موجة من العمليات الفدائية في الضفة الغربية، بينما أقرّتها محكمة الاحتلال العليا رسمياً في عام 2019، لاستخدامها ورقة مساومة في المستقبل، عبر مبادلة الجثث مع أسرى إسرائيليين تحتجزهم حركة «حماس» في قطاع غزة منذ عام 2014.

وسجّلت هذه السياسة قفزة كبيرة جديدة منذ السابع من أكتوبر، حيث تحتجز إسرائيل مذّاك 51 شهيداً من الضفة الغربية، ليرتفع عدد الشهداء المحتجزين في مقابر وثلاجات الاحتلال إلى 455 (256 في مقابر الأرقام، و198 منذ عودة سياسة الاحتجاز عام 2015).

ومن بين هؤلاء 18 أسيراً ارتقوا داخل سجون الاحتلال، و22 طفلاً تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً، و6 شهيدات (4 في مقابر الأرقام)، علماً أن تلك الأرقام لا تشمل الشهداء المحتجزين في غزة، لعدم توافر معلومات دقيقة حولهم.

وفي السياق، يقول منسّق «الحملة الوطنية لاستعادة جثامين الشهداء»، حسين شجاعية، إن «عام 2023 شهد تصاعداً كبيراً في احتجاز جثامين الشهداء، هو الأكبر منذ عام 2015، حيث احتجزت إسرائيل نحو 101 شهيد، بقي منهم 79 محتجزاً»، مشيراً إلى أن ذلك «جاء انعكاساً لقرارات “الكابينت” ومحاكم الاحتلال، بالتزامن مع تصاعد عمليات القتل والاعتقال والتنكيل التي ترتكبها إسرائيل».

ويؤكّد شجاعية، في حديث إلى «الأخبار»، أن «التحكم بالحزن وما بعد الموت والحرمان من التشييع والدفن اللذين يليقان بالشهداء، كان يجري قبل 7 أكتوبر»، مستدركاً بـ«(أننا) رأينا أخيراً (بعد 7 أكتوبر) مشاهد أكثر انتقاماً ووحشية ودموية بحق الشهداء، والتنكيل بجثامينهم والتمثيل بها، وسحل جثامينهم بالآليات العسكرية ودهسها، وتشويه معالمها وتهشيمها، والإساءة إليها وإهانتها، وتركها لفترات زمنية في أماكن مفتوحة».

ولا يقتصر ذلك المشهد على الضفة، بل يمتد بصورة أكثر وحشية إلى قطاع غزة، الذي استغلّت إسرائيل عدوانها عليه لنقل جثامين مئات الشهداء، من المقابر إلى جهات مجهولة. وأثير هذا الملف أخيراً بعد أن أكّدت مصادر محلية وجود تغييرات في الجثامين تدلّل على سرقة الاحتلال للأعضاء، إذ اتهم «المكتب الإعلامي الحكومي» في غزة، العدو، بسرقة أعضاء من جثامين شهداء قتلهم شمالي القطاع، وهو ما تبيّن بعد أن سلّم الاحتلال جثامين 80 فلسطينياً كان احتجزهم لفترة خلال عمليته البرية.

وقال المكتب، في بيان: «بعد معاينة الجثامين، تبيّن أن ملامح الشهداء مُتغيّرة بشكل كبير»، مضيفاً أن الاحتلال سلّم «الجثامين المجهولة الهوية، ورفض تحديد أسماء أصحابها، كما تحديد الأماكن التي سرقها منها».

من جهته، يقول شجاعية إن «الاحتلال سلّم مجموعتين من جثامين الشهداء في غزة؛ الأولى تضم 11 شهيداً في خانيونس، والأخرى تضم 80 شهيداً في رفح، وقد بدت عليهم ملامح تدل على سرقة أعضائهم». وإذ أوضح أن تأكيد ذلك «بحاجة إلى توثيق من خلال تشريح الجثامين»، فقد ذكّر بـ«وجود سوابق لدى الاحتلال في سرقة جثامين الشهداء، وهناك اعترافات لمسؤولين إسرائيليين بذلك».

وكان «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان» قد دعا إلى تشكيل «لجنة تحقيق دولية مستقلة»، وذلك بعد معاينة أطباء في غزة لبعض الجثث، وإفادتهم بسرقة أعضاء منها مثل قرنية العين وقوقعة الأذن والكبد والكلى والقلب، مشيراً إلى أن «لدى إسرائيل تاريخاً حافلاً في احتجاز جثث الفلسطينيين، إذ تحتجز في برادات خاصة جثث 145 فلسطينياً على الأقل، إضافة إلى حوالي 255 في مقابر الأرقام و75 مفقوداً ترفض الاعتراف باحتجاز جثثهم».

وذكر «الأورومتوسطي» أنه سبق أن «رصد تعمّد السلطات الإسرائيلية الإفراج عن جثث شهداء من سكان الضفة الغربية بعد مدة من احتجازها في درجة قد تصل إلى أربعين تحت الصفر، مع اشتراط عدم تشريح الجثث وهو ما قد يخفي وراءه سرقة بعض الأعضاء».

والجدير ذكره، هنا، أن إسرائيل تواجه اتهامات سرقة الأعضاء، منذ عقود، وذلك استناداً إلى شهادات وعدة معلومات، من بينها ما كشفته الطبيبة الإسرائيلية، مئيرة فايس، عن سرقة أعضاء من جثث فلسطينيين وزرعها في أجساد مرضى يهود، واستعمالها في كليات الطب في الجامعات الإسرائيلية لإجراء الأبحاث عليها. كما أقرّ يهودا هس، وهو المدير السابق لـ«معهد أبو كبير للطب الشرعي في إسرائيل»، الذي تجري فيه عمليات التشريح، بـ«سرقة أعضاء بشرية وأنسجة وجلود لشهداء فلسطينيين في فترات زمنية مختلفة، من دون علم أو موافقة ذويهم».

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي جثامین الشهداء مقابر الأرقام سرقة أعضاء فی مقابر فی غزة

إقرأ أيضاً:

“سلام”: جهود دبلوماسية للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان

لبنان – أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، امس السبت، إن بيروت تسعى باستمرار مع الولايات المتحدة، وفرنسا في إطار جهود دبلوماسية للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، والانسحاب من أراضي البلد العربي.

جاء ذلك في تصريح صحفي نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية خلال زيارته مقر وزارة الداخلية، لمواكبة العملية الانتخابية بعد إقفال صناديق الاقتراع بالانتخابات المحلية.

وصباح السبت، انطلقت المرحلة الرابعة والأخيرة من الانتخابات المحلية اللبنانية (البلدية والاختيارية) في محافظتي الجنوب والنبطية.

ويعد هذا الاستحقاق الانتخابي الأول الذي يشهده لبنان منذ نحو 10 سنوات، حيث أجريت آخر انتخابات بلدية واختيارية عام 2016، وأرجأت فيما بعد لثلاث مرات، على خلفية الأزمات السياسية والأمنية المتلاحقة التي عاشها البلد العربي.

ومنذ 2019 يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية حادة صنفها البنك الدولي واحدة من بين 3 أشد أزمات شهدها العالم، أدت إلى انهيار مالي وتدهور معيشي وشح بالوقود والطاقة.

وأشار سلام، في حديثه للصحافيين، إلى الجهود الدبلوماسية، التي تمارسها حكومته باستمرار مع “الولايات المتحدة، وفرنسا، وأصدقاء لبنان للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، والانسحاب من الأراضي اللبنانية”.

ولفت إلى اللقاء الذي عُقد في واشنطن منذ أسبوعين، والذي خُصص لمسألة إعادة الإعمار، وقال إنه “تم جمع مبلغ أولي لهذا الهدف”، دون مزيد من التفاصيل.

كما أكد سلام، أن “الحكومة مستمرة في العمل مع البنك الدولي وسائر الجهات المانحة والدول الشقيقة لتأمين الدعم اللازم لإعادة إعمار المناطق المتضررة (من الحرب الإسرائيلية)”.

وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

ورغم بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ارتكبت إسرائيل مئات الخروقات التي خلفت أيضا 204 قتلى و501 جريح على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يعمق جرائم الإبادة في غزة وإسبانيا تدرس فرض عقوبات على “إسرائيل”
  • خريجو “طوفان الأقصى” في الحديدة يجسدون روح التعبئة بمناورات ومسيرات ميدانية
  • مناورة ومسيرات راجلة في الحديدة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” وطلاب المدارس الصيفية
  • “سلام”: جهود دبلوماسية للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان
  • آلاء النجّار ” أمّ الشهداء “
  • صافرات الإنذار في القدس والبحر الميت بعد إطلاق صاروخ من اليمن
  • الدوريات الأمنية تواصل تأمين ميدان الشهداء ومكتب البحث الجنائي يضبط متورطين في قضايا سرقة
  • مصادر مطلعة:السوداني “يفاوض” ميليشيا كتائب حزب الله الحشدوية لإطلاق سراح الإسرائيلية المختطفة تسوركوف
  • الرسالة الأخيرة لمنفذ عملية إطلاق النار بواشنطن:فظائع “إسرائيل” ودعم أمريكا سبب عمليتي
  • “إيهود باراك”: احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه مجرد أوهام ستزيد عزلة إسرائيل