حكم قضائي يقلص حظوظ حزب عمران خان في انتخابات باكستان
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
خسر حزب رئيس الوزراء الباكستاني السابق المسجون عمران خان معركة أساسية في المحكمة العليا في البلاد للاحتفاظ برمزه الانتخابي وهو مضرب الكريكيت، في انتخابات الشهر المقبل.
وتنظّم الدولة التي يتخطى عدد سكانها 240 مليون نسمة انتخابات عامة في الثامن من فبراير/شباط المقبل، ولطالما استخدم حزب "حركة إنصاف" المنتمي إليه خان نجم الكريكيت الدولي السابق مضرب الكريكيت رمزا انتخابيا لتمكين الناخبين من الاقتراع له في بلد يبلغ فيه معدل الإلمام بالقراءة والكتابة لدى البالغين 58% فقط، وفق بيانات البنك الدولي.
وقال مايكل كوغلمان، مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون ومقره واشنطن في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الحكم يلحق واحدة من أكبر النكسات الانتخابية حتى الآن لحزب يرجّح أنه حاليا الأكثر شعبية في البلاد".
وتابع "في بلد ترتفع فيه معدلات الأمية، سيكافح كثر لمعرفة لمن يصوتون بدون رمز المضرب"، في إشارة إلى مضرب الكريكيت، محذرا من "جهد ممنهج" تبذله المنظومة السياسية لتهميش "حركة إنصاف".
ومنعت لجنة الانتخابات الحركة من استخدام الرمز في ديسمبر/كانون الأول بعد أن قضت بأن الانتخابات الداخلية للحزب التي أمرت بها لم تجر وفق قانون الانتخابات مما أدى إلى طعون قانونية متعددة انتهى بها المطاف في المحكمة العليا هذا الأسبوع.
تأييد للحظروأيد رئيس المحكمة العليا الباكستانية القاضي فائز عيسى الحظر في حكم بثه التلفزيون. وقال إن لجنة الانتخابات الباكستانية دعت حركة إنصاف لأول مرة إلى إجراء انتخابات في العام 2021 عندما كانت الحزب الحاكم، مضيفا "لذلك، لا يمكن القول إن لجنة الانتخابات تستهدف حركة إنصاف".
وبات يتعين على مرشحي حركة إنصاف اختيار رموز فردية، ووصف المتحدث باسم الحزب زلفي بخاري القرار القضائي بأنه "يوم حزين للديمقراطية".
وصعد نجم خان على الساحة السياسية في باكستان الشغوفة بلعبة الكريكيت بعدما قاد المنتخب الوطني للفوز على إنجلترا في نهائي كأس العالم 1992، وقد استخدم هذا الانتصار لإطلاق أعماله الخيرية التي أفسحت المجال له بعد ذلك لخوض معترك السياسة.
وواجه خان سيلا من الشكاوى القضائية منذ أن أطيح به من الحكم في أبريل/نيسان 2022 على أثر خلافه مع كبار الضباط العسكريين في البلاد، وهو لا يزال محتجزا بسبب عدد كبير من الاتهامات الموجّهة له، من بينها الفساد إلى تسريب برقيات دبلوماسية.
ويعتبر رئيس الوزراء السابق نواز شريف المرشح الأوفر حظا في الانتخابات، وعاد شريف من المنفى الاختياري وقد ألغيت أحكام الإدانة الكثيرة الصادرة بحقه.
ويقول محللون إن هذا الأمر يشكل مؤشرا يدل على أن شريف هو المرشح المفضل لكبار الضباط. وتقول لجنة حقوق الإنسان في باكستان إن الانتخابات شابها بالفعل "تزوير سابق للاستحقاق" باستبعاد خان وحزبه من السباق.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
انتخابات مبكرة على وقع أزمة سياسية.. صرب البوسنة ينتخبون رئيسهم خلفًا لدوديك
يتصدر السباق سينيسا كاران، المدعوم من ميلوراد دوديك، في مواجهة برانكو بلانوسا المدعوم من المعارضة، فيما يُتوقع أن تنحصر المنافسة بينهما رغم وجود ستة مرشحين.
يستعد سكان جمهورية صرب البوسنة (صربسكا) في البوسنة والهرسك اليوم الأحد لانتخاب رئيس جديد خلفًا لميلوراد دوديك، الذي قاد الكيان لنحو عقدين قبل أن يُبعده القضاء المحلي إثر أزمة سياسية حادة.
وسيتمكّن نحو 1.2 مليون ناخب مؤهّل من الإدلاء بأصواتهم حتى الساعة 7 مساءً، ومن المتوقع صدور النتائج الجزئية في وقت متأخر من يوم الأحد.
ومن المرتقب، أن يبقى الرئيس الجديد في منصبه لعام واحد فقط، إذ لا تؤثر هذه الانتخابات المبكرة على الانتخابات العامة المقررة في أكتوبر/تشرين الأول 2026.
ويتنافس على المنصب ستة مرشحين، إلا أن معظم التقديرات تشير إلى أن المنافسة الفعلية ستتركز بين اثنين من أبرزهم. الأول هو سينيسا كاران، البالغ من العمر 63 عاما، وهو وزير داخلية سابق يعد الأوفر حظا ويُعرف بقربه من ميلوراد دوديك. أما الثاني فهو برانكو بلانوسا، أستاذ الهندسة الكهربائية البالغ 56 عاما، والذي يُعد شخصية أقل شهرة، لكنه يدخل المعركة مدعوما من عدد كبير من أحزاب المعارضة.
وتُعدّ صربسكا، إلى جانب الاتحاد الكرواتي المسلم، أحد الكيانين ذوي الحكم الذاتي في البوسنة والهرسك. ويناط برئيس الجمهورية تعيين رئيس الوزراء وإصدار القوانين، لكن صلاحياته تبقى محدودة في غياب أغلبية برلمانية.
Related زعيم صرب البوسنة يعتزم تقليد بوتين "وسام الجمهورية"شاهد: احتفالات ضخمة وعرض عسكري لصرب البوسنة في "العيد المحظور"شاهد: صرب البوسنة يحتلفون بعيد الغطاس بالسباحة في نهر درينا المتجمدوتأتي هذه الانتخابات في ظل اضطرابات سياسية وصراع على السلطة بين دوديك، الحليف المقرب من موسكو، والممثل الأعلى للشؤون الخارجية المسؤول عن مراقبة اتفاقية السلام الموقعة عام 1995، ما أدى إلى أزمة سياسية منذ انتهاء الحرب.
ويتمتع الممثل الأعلى بصلاحيات واسعة تشمل تعديل القوانين وإقالة المسؤولين المنتخبين.
وكان دوديك قد صدر بحقه حكم بالسجن لمدة عام في أغسطس/آب الماضي، قبل أن يتم تحويله إلى غرامة مالية، كما مُنع من تولي أي منصب عام لمدة ست سنوات لعدم امتثاله لقرارات المبعوث الدولي. وبعد فترة من التحدي، قبل أخيرًا انتخاب خلف له قبيل رفع واشنطن العقوبات المفروضة عليه منذ نحو عشر سنوات بسبب سياساته الانفصالية.
وخلال الحملة الانتخابية، أكد دوديك أن التصويت للمرشح كاران يعني التصويت له ولسياساته، معتبرًا أن البوسنة "دولة مستحيلة" وأن صربسكا "دولة" يجب أن "تنتظر" الاعتراف الدولي بها.
ومن جانبه، اعتبر بلانوسا أن صربسكا "مهددة" بسياسات خصمه، متهمًا إياه بإذلال المؤسسات لخدمة مصالحه الشخصية.
ولم تُنشر أي استطلاعات رأي حديثة، فيما يصف المؤرخ والدبلوماسي سليبودان سويا السياسة المحلية بأنها "معادية للشعب وأنانية وغير مسؤولة"، مؤكدًا أن لا فرق أيديولوجيًا كبيرًا بين الأحزاب الحاكمة والمعارضة.
ورغم ذلك، يظل دوديك لاعبًا سياسيًا مؤثرًا، ويعتقد سويا أن نفوذه سيزداد مع مرور الوقت بفضل قيادته لحزبه، رغم تقييد بعض صلاحياته.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة