الدرونز.. إليك كيف قلبت اللعبة وغيرت وجه الحرب
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
غيّرت الطائرات بدون طيار (الدرونز) وجه الحرب خلال العقد الماضي وقلبت اللعبة، إذ كان لها دور مهم ومفصلي في العديد من الحروب والمعارك، حيث استخدمتها دول وتنظيمات وحركات في هجماتها ودفاعاتها.
وفيما يلي نظرة على بعض الطرق التي أعادت فيها الطائرات بدون طيار تشكيل الحرب، بحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
نطاق العمليات
تعمل الطائرات بدون طيار على توسيع خط رؤية المقاتلين ومجال إطلاق النار، وهي تعمل على تحسين دقة الأسلحة التي يتم إطلاقها من بعيد، مثل المدفعية.
كذلك يمكنها المساعدة في تحديد مواقع الشبكات اللوجستية واستهدافها، مما يزيد من خطوط إمداد العدو ويعقد العمليات.
وتعمل الطائرات بدون طيار بعيدة المدى على إدخال المناطق المدنية البعيدة عن خط المواجهة لعملياتها من دون المخاطرة بتعريض الطيارين للخطر.
عملية ولا تتعب
إلى ذلك تجعل الطائرات بدون طيار الحرب لا هوادة فيها ومنتشرة، على عكس الجنود، الطائرات بدون طيار لا تأكل أو تنام أو تتعب، وهي قابلة للاستهلاك بشكل متزايد.
ومن خلال اتصالها بشبكة، يمكنها مشاركة المعلومات بشكل فوري مع وحدات التحكم ومع بعضها البعض.
كذلك تحد عيونها التي لا ترمش من الملاذ الآمن في ساحة المعركة، مما يجبر القوات على أن تكون على أهبة الاستعداد باستمرار، وهو أمر مرهق.
استقلالية
في موازاة ذلك تتعلم هذه الطائرات التعرف على الأهداف والعمل بشكل مستقل.
ويؤدي تفويض بعض المهام إليها، مثل رسم خرائط التضاريس أو تحديد مواقع العدو، إلى تخفيف عبء العمل على المشغلين البشريين وتحريرهم للتركيز على المهام ذات الترتيب الأعلى.
ويظل من غير المؤكد ما إذا كان هذا الاستقلال الذاتي يقلل أو يزيد من خطر الضربات الخاطئة.
تكلفة منخفضة
إلى ذلك يساعد سعرها المنخفض وتوفرها على تكافؤ الفرص بين الجيوش الكبيرة والصغيرة. إذ انتقلت طائرات Battlefield بدون طيار من الأنظمة المتطورة إلى سلعة مستهلكة مثل الصواريخ.
ويتم تكييف الطائرات التجارية بدون طيار للاستخدام القتالي. وانتشارها يجبر الجيوش الأكبر على التركيز على التقنيات المتقدمة المضادة للطائرات بدون طيار للحفاظ على تفوقها.
كما أنها تدفعهم نحو الإنتاج الضخم لجيوش الطائرات بدون طيار.
تأثيرها جبّار
وتحل المسيرات محل الصواريخ باهظة الثمن في بعض الضربات فانتشارها النوع بعيد المدى منها ذات الحمولات الكبيرة يتطلب من الجيوش والحكومات نشر أنظمة دفاع جوي أقوى في المزيد من المواقع.
وأدت التطورات التكنولوجية السريعة إلى سباق تسلح لتطوير التدابير المضادة والتدابير المضادة.
براعة في الاستهداف
كذلك يمكن أن تساعد براعتها في تقليل الأضرار الجانبية، ويمكن للطائرات الصغيرة منها الدخول إلى المباني أو المناطق الأخرى، مما قد يحد من الدمار اللازم لضرب الهدف.
ويمكن أن يساعد ذلك الجيوش على استهداف قيادة العدو بشكل أكثر فعالية.
الذكاء الاصطناعي
وفي المستقبل القريب، ستعمل أعداد كبيرة منها بالتنسيق مع بعضها البعض، مسترشدة بالذكاء الاصطناعي حيث سيعطي المشغلون عن بعد للسرب أهدافاً، مثل ضرب هدف محدد أو منع العدو من تحقيق الهدف.
وسيقوم الذكاء الاصطناعي بتعيين المهام لكل طائرة بدون طيار، والتي ستتعاون كوحدة واحدة، تماماً كما تفعل أسراب الطائرات المقاتلة الآن.
العربية نت
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الطائرات بدون طیار
إقرأ أيضاً:
مجاهدو غزة يقلبون موازين الحرب… ويكتبون تاريخ الأمة من جديد
يمانيون../
في زمن التخاذل والصمت العربي الرسمي، وفي عالم يغرق في ازدواجيته الأخلاقية، تبقى غزة عنوانًا للفداء، وصوتًا ناطقًا باسم الحق، وبوصلة لا تحيد في مواجهة الطغيان. لم تعد غزة مجرد مدينة أو قطاعًا محاصرًا منذ سنوات، بل غدت رمزًا لمشروع مقاومة راسخ، يتجاوز حدود الجغرافيا ليعيد تعريف الكرامة والحرية والرجولة في أمة أُريد لها أن تركع.
لقد أذهل صمود المجاهدين في غزة العالم، فوقف العدو قبل الصديق مندهشًا أمام هذا الثبات الاستثنائي، الذي لا تفسره موازين القوى المادية، بل موازين الإيمان والوعي والبصيرة. هؤلاء ليسوا جنودًا عاديين، ولا مقاتلين مأجورين، بل حملة مشروع، ومجاهدون يحملون راية الأمة، ويقاتلون نيابة عن كرامة شعوب صمتت حكوماتها، وتنكرت لها أنظمتها.
{فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى}
من يظن أنه سيُخضع هؤلاء فهو واهم، بل مجنون؛ فهم الذين خرجوا من أزقة المخيمات وتحت الحصار، وصاغوا ملحمة ستتحدث عنها الأجيال. هم فتيةٌ آمنوا بربهم، فزادهم هدى، وثباتًا، وبصيرة لا تضاهى. يواجهون العدو الصهيوني المدجج بأعتى الأسلحة والمدعوم من قوى الغرب، لكنهم لم يهتزوا، ولم يتراجعوا، بل يسطرون أروع فصول البطولة والإيمان.
ازدواجية دولية وتخاذل عربي
في مقابل هذه الملحمة البطولية، يتجلى المشهد الدولي والعربي في أقبح صوره: أنظمة عربية تُطبع مع العدو وتغض الطرف عن مجازره، فيما دول كبرى تكتفي بتعاطف إعلامي، وتقدّم الغطاء السياسي والعسكري للقاتل. لم يعد الغرب بحاجة إلى إخفاء نفاقه؛ فصوته يعلو دفاعًا عن “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، بينما تُنتشل جثث الأطفال من تحت الأنقاض، ويُباد شعب بأكمله على مرأى من العالم.
أما الموقف العربي الرسمي، فهو مشلول، عاجز، بل ومشارك أحيانًا بصمته وتواطئه. ومع ذلك، لا يزال هناك أمل متجدد في الشعوب الحيّة، التي خرجت تهتف لفلسطين، وتضغط من أجل موقف أخلاقي يعيد شيئًا من التوازن لصوت عربي غائب عن المؤسسات الرسمية.
اليمن… موقف في زمن التخاذل
وحدها جبهة اليمن المقاوِمة، وعلى رأسها السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وقفت بوضوح وقوة إلى جانب فلسطين. كانت المواقف صريحة، والأفعال تسبق الأقوال. أطلقت صنعاء صواريخها وطائراتها المسيّرة نحو العدو، لا لتغير معادلة ميدانية فحسب، بل لتعلن للعالم: إن أمة ما زالت حيّة، تقف مع مظلوميها، وتقاتل دفاعًا عن قضاياها العادلة.
الحق لا يُهزم… والمشروع القرآني باقٍ
ما يجري في غزة اليوم ليس معركة حدود، بل مواجهة بين مشروعين: مشروع الهيمنة الصهيونية الأمريكية الساعي لإخضاع الشعوب ونهب مقدراتها، ومشروع قرآني تحمله قوى المقاومة، يبشّر بعالم جديد قوامه العدل والكرامة والحرية.
مجاهدو غزة ليسوا مجرد مقاتلين، إنهم طليعة أمة، وصفوة رجال، ومشروع مستقبلي يُكتب بالدم والإيمان، تاريخًا مختلفًا عن سجل الهزائم المتراكمة. وكل شهيد يسقط، وكل بيت يُقصف، يزيد جذوة هذا المشروع اشتعالًا، ويُقرب لحظة النصر الحتمية التي لا شك فيها.
تقرير | عبدالمؤمن جحاف