رعب إسرائيلي وتوجس أمريكي من اتساع رقعة المواجهات العسكرية
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
◄ تنسيق مستمر بين جبهات المقاومة في الشمال والجنوب والشرق
◄ "حزب الله" يستهدف المواقع العسكرية لجيش الاحتلال
◄ تأثر الاقتصاد الإسرائيلي بسبب العمليات العسكرية في البحر الأحمر
◄ أكثر من 120 عملية استهداف للقواعد الأمريكية في العراق وسوريا
الرؤية- عبدالله الشافعي
توهّم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حربه الغاشمة على قطاع غزة ستكون سهلة وسريعة، لكنه غاص بأقدامه في رمال القطاع المحاصر، واستطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية تلقينه درسًا عسكريًا قاسيًا، وقتلت وأصابت الآلاف من جنوده.
وإلى جانب المقاومة في غزة، فقد توحدت جبهات المقاومة في الشمال والجنوب والشرق، لتجد إسرائيل نفسها في أزمة حقيقية وتخشى توسع العمليات العسكرية ضدها في هذه الجبهات.
توحيد الجبهات
ومع بدء هذه الحرب في السابع من أكتوبر، أعلن حزب الله اللبناني مساندة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة عبر استهداف المواقع والمستوطنات الإسرائيلية وجنود الاحتلال على الحدود الجنوبية للبنان.
كما قررت جماعة أنصار الله في اليمن استهداف أي سفينة إسرائيلية أو متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية في البحر الأحمر، كما أن حركة المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف باستمرار القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة.
تنسيق مستمر
وفي خطابه الأخير، قال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أنهم تلقوا رسائل من جبهات المقاومة تفيد بتوسيع العمليات العسكرية في الأيام المقبلة، وهو ما يؤكد وجود التنسيق المتواصل بين هذه الجبهات.
كما وجه أبو عبيدة رسالة إلى هذه الجبهات قائلا: "نحيي الأيدي الضاربة الوفية من مقاتلي أمتنا في لبنان العطاء والبطولة، وفي يمن الحكمة والإيمان، وفي العراق، وفي كل ساحات أمتنا، وننعى إلى أمتنا شهداء ونبارك جهدهم وعطاءهم، والعالم يرى كيف هرعت قوى الظلم وكيف شكلت التحالفات واستدعت زبانية النفاق والغطرسة لضرب وتهديد من ينصر شعب غزة بعد أن عبروا عن تضامنهم ونصرتهم بما يمليه واجب الأخوة الإسلامية والعربية والإنسانية".
جبهة لبنان
قال حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني إن جبهة المقاومة في لبنان هدفها وقف العدوان على غزة، مضيفا: "فليتوقف العدوان على غزة، وعند ذلك في ما يتعلق بلبنان لكل حادث حديث".
وحذر نصر الله إسرائيل من شنّ حرب على لبنان، مشيرا إلى أن القتال سيكون "بلا ضوابط" وذات تكلفة باهظة، مؤكدا أن حزب الله وباقي الفصائل في المنطقة تتّخذُ قراراتها بنفسِها، وأوضح: "هذا المسار إذا استمر سواء في غزة أو الضفة الغربية أو لبنان واليمن والعراق، سوف يوصل إلى نتيجة واضحة، وهي أن حكومة العدو لن تجد أمامها سبيلا آخر سوى القبول بشروط المقاومة في غزة، وبالتالي الوصول إلى نقطة إعلان وقف للعدوان على غزة والذهاب إلى التفاوض".
وحول الأوضاع في مختلف جبهات المقاومة المساندة للمقاومة في قطاع غزة، أكد الأمين العام لحزب الله أنّ "الأميركيين والعديد من الدول الغربية عملوا على مدى 100 يوم على إسكات هذه الجبهات، وإخضاعها وإحباطها، لكنهم فشلوا".
وتتسبب ضربات حزب الله في بقاء آلاف الإسرائيليين في الملاجئ، ممن يسكنون المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع لبنان، بالإضافة إلى مقتل وإصابة العديد من جنود الاحتلال وتدمير عدد من الآليات والبنى العسكرية في المواقع الحدودية.
جبهة اليمن
أما في الجنوب، فقد أكدت جماعة أنصار الله مواصلة استهداف السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي لحين إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية وفك الحصار.
وقررت العديد من شركات الشحن العالمية وقف عملياتها في البحر الأحمر، لحين انتهاء الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، كما اتخذت بعض الشركات الأخرى طريق رأس الرجاء الصالح لتفادي استهدافات اليمنيين.
وتصاعدت الأحداث في البحر الأحمر بعدما استهدفت الطائرات والسفن الحربية التابعة للتحالف الدولي الذي شكلته أمريكا، عددا من المواقع في الأراضي اليمنية، في محاولة لوقف استهداف السفن في البحر الأحمر.
وعلى الرغم من ذلك، لم تتوقف هذه العمليات، وبالأمس قال الجيش الأمريكي إن صاروخا باليستيا مضادا للسفن أطلقته جماعة أنصار الله اليمنية أصاب سفينة حاويات تمتلكها وتديرها شركة أمريكية وترفع علم جزر المارشال.
وقال القيادي في جماعة أنصار الله، نصر الدين عامر: "يكفي أن تكون السفن أمريكية حتى نستهدفها، والولايات المتحدة على أعتاب أن تفقد أمنها الملاحي".
ولقد نتج عن هذه الموقف اليمني تأثر الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير، إذ قال الرئيس التنفيذي لميناء إيلات الإسرائيلي، غدعون غولبر: "إن نشاط الميناء تراجع 85% منذ تكثيف الحوثيين في اليمن هجماتهم على السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر".
وتابع: "لسوء الحظ، إذا استمر الأمر فسنصل إلى وضع عدم وجود سفن في ميناء إيلات".
جبهة العراق
ودخل على خط المقاومة ما يسمى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، والتي تعلن باستمرار استهداف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط ردا على الدعم غير المشروط من قِبَل الولايات المتحدة لإسرائيل منذ بداية الحرب.
وتلقت القواعد العسكرية في العراق وسوريا أكثر من 120 هجوما بمختلف الأسلحة، تبنتها المقاومة الإسلامية في العراق، والتي نشرت العديد من المققاطع المصورة لإطلاق الطائرات المسيرة باتجاه هذه القواعد.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إن سقطت ايران فإنتظروا الإذلال الكبير!
لقد كان المخطط “الصهيوامريكي” محبوكا منذ عقود والهدف طبعا توفير الأمن والسلام لدويلة الكيان، التي تم غرسها في الجسم العربي المترهّل عام 1948م بتدبير “صهيوبريطاني” ودعم أمريكي غربي، فهم يدركون أنه لا يمكن لهذا الكيان الغاصب الغريب من العيش والبقاء في محيط قومي عربي رافض، ولذلك تم التعامل مع دويلات الطوق العربي بعناية مركزة، حيث تم إحتواء الأردن بربطها بالتاج البريطاني مباشرة أما السعودية فقد تفاهموا على تحييدها مقابل دعم وتثبيت حكم اسرة آل سعود، ولبنان نجحوا في تفكيكها الى طوائف متصارعة فبقت لبنان رهينة لميليشيات طائفية ودينية.
كان هاجسهم الكبير من مصر الجارة القوية بجيشها وشعبها، ولذلك سعوا الى تحييدها من خلال اتفاقية كامب ديفيد عام 1978م لينفردوا بسوريا وحدها تحت المراقبة المباشرة، كانت هناك مجموعة من الدول العربية المقاومة خارج نطاق الطوق الجغرافي مثل العراق وليبيا واليمن والجزائر ما يعني ان تأثيرها ليس مباشرا لبعدها عن فلسطين، ولكن لأن كل من العراق وليبيا سعى نظاميها لإكتساب السلاح النووي، كان لزاما التخلص منهما وهذا ما حدث بالفعل فقد غزت امريكا وحلفائها العراق واسقطت نظامه عام 2003م
ثم استثمر الأعداء انتفاضات ما سمي بالربيع العربي عام 2011م التي كانوا لها متربصين فدعموا إسقاط الأنظمة في كل من تونس ومصر واليمن وسوريا وكان تدخلهم عسكريا من خلال الناتو في ليبيا، فأسقطوا النظام فيها وحُلّ الجيش ، وتبين جليا انه في كل ماجرى في العراق وليبيا واليمن وسوريا كان الهدف الأساسي هو حل الجيوش العربية التي كانت عادة تحمل عقيدة رفض الكيان وضرورة تحرير فلسطين، لقد كان استهدافا بنيويا ايديولوجيا لتحل محلهم ميليشيات منفلته لا تحمل تلك العقيدة وبالتالي ضمان التجريد من القوة التي قد تشكل تهديدا للكيان وقد نجحوا في ذلك مع الأسف.
رغم تعاطفي الشديد مع ايران الدولة المسلمة، التي رفعت لواء معاداة امريكا واسرائيل منذ ثورتها الخمينية (1978- 1979م) ، والتي اثبتت فعلا تبنيها لمسار المقاومة ضد الصهاينة، بدعمها لحزب الله في لبنان الذي استطاع طرد الغزاة وتحرير الجنوب عام 2000م، ثم دعمها لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس” داخل الأرض المحتلة، رغم ذلك فإني اخشى على ايران من هذه الحرب التي بدأها الكيان، بدعم امريكي وغربي والهدف طبعا القضاء على القوة العسكرية لإيران التي صارت تشكل خطرا على اسرائيل، فايران هي اضحت بمواقفها آخر الحصون الإسلامية أمام الزحف الصهيوني المتجبّر.
بكل واقعية وتجرّد، إنه بعد القضاء على قيادات حزب الله في لبنان واسقاط النظام في سوريا، اصبح ميزان القوة يميل واضحا لصالح الكيان، فهو مدعوم من اكبر قوة في العالم، فلقد صار هدفهم المعلن الى جانب منع ايران من امتلاكها السلاح النووي هو اسقاط النظام، الذي يحمل عقيدة المقاومة وتحرير فلسطين وهو ما يرفضه الكيان وحلفاؤه بحزم، إنهم سيعملون على ذلك بكل قوة وهمجية مثل ما حدث للعراق ، ليدخلوا ايران في فوضى عارمة لا تسمح بتكوين قوة مؤثرة من جديد واذا ما حدث ذلك فإن الكارثة العظمى قد حلت بالمسلمين والعرب وستصبح بلداننا مجرد ولايات ضعيفة تحت العلم الأمريكي والنجمة السداسية.
نعم سيندم الجميع من الذين يقفون الآن متفرجين من حكام العرب والمسلمين على ما يحدث في ايران من اعتداء وحشي غادر غير مبرر من قبل الصهيونية وحلفائها وستطلق يد اسرائيل كوكيل اساسي لأمريكا في منطقتنا العربية لتعربد فيها كيفما تشاء، ولتذيقنا مزيدا من الإذلال والقهر والطغيان ، اقول لحكام العرب ستندمون وتدركون ولكن بعد فوات الآوان انكم أكلتم يوم أكل الثور الأبيض ، وبسقوط ايران انتظروا الإذلال الكبير.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.