في ذكراه.. قصة خلاف يحيى العلمي مع سعاد حسني
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
تحل اليوم الجمعة 19 يناير، ذكرى رحيل المخرج الراحل يحيى العلمي، الذى ولد في 5 يوليو عام 1941، ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2002، عن عمر يناهز الـ 60 عاما.
قدم يحيى العلمي عددا من الروائع الفنية التى تعد أيقونات خالدة فى أذهان وعقول عشاق الدراما الوطنية والاجتماعية فلا أحد ينسى رأفت الهجان ودموع فى عيون وقحة ونصف ربيع الآخر وغيرها من الأعمال الأيقونية.
حياة يحيى العلمي
ولد يحيى العلمي في يوليو 1941 بالزقازيق، ودرس الإخراج الدرامي بلندن عقب تخرجه من كلية الحقوق، وبدأت مسيرته الاحترافية بإخراج البرامج التلفزيونية، خاصة التعليمية والثقافية منها "عالم الفن" و"قصة المسرح" و"كتاب وقصة" وغيرها.
حصل يحيى العلمى على جائزة الدولة التشجيعية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة 1982، وجائزة الإنتاج من التليفزيون 1982، جائزة مهرجان التراشيل الألماني واتحاد الإذاعات الأفريقية 1985، توفي يحيى العلمي في 19 يناير 2002 عن عمر يناهز 61 عاما بعد صراع مرير استمر بضعة أشهر مع إصابة في القلب.
أعمال يحيى العلمى
أخرج يحيى العلمي في حياته الفنية ثلاثين فيلما تقريبا أبرزها "خائفة من شيء ما" و"طائر الليل الحزين" و"تزوير في أوراق رسمية". من أهم أعماله في التليفزيون مسلسل رأفت الهجان بطولة محمود عبد العزيز الذي تجاوز عدد حلقاته الستين حلقة تطرق فيها لحياة رجل مخابرات مصري تم زرعه في إسرائيل وكان له دور هام في حرب 1973، وكانت شوارع القاهرة تبدو خالية في توقيت عرض المسلسل. كذلك مسلسل "لا" للكاتب مصطفى أمين ولطه حسين مسلسل الأيام.
يحيى العلمى وخلافه مع سعاد حسني
وكشفت سعاد حسنى فى تصريحات سابقة لها عن قصة خلافها ومعاناتها فى العمل مع المخرج يحيى العلمى أثناء تصوير مسلسل "هو وهى"، حيث اتهمته بأن إيقاعه فى العمل بطىء للغاية، وعدم التجهيز الجيد رغم الإمكانيات الضخمة التى وفرها التليفزيون له كجهة منتجة للعمل، مشيرة إلى أن يحيى العلمى تجاهل استعراضاتها الراقصة وغنائها.
وقالت سعاد حسنى إن مخرج العمل يحيى العلمي، تفرغ لمهاجمتها أثناء التصوير، مضيفة «المخرج يعمل 4 ساعات، ثم يتفرغ لتصريحات الهجوم علي»، وكشفت سعاد حسنى انها اعتذرت عن 25 سيناريو من أصل 70 عرض عليها بسبب ارتباطها بتصوير حلقات «هو وهي» التى تعانى فى تصويرها من تباطؤ المخرج يحيى العلمى.
وتزوج الراحل يحيى العلمي من الفنانة تهاني راشد التي اشتركت معه في مسلسل "رأفت الهجان"، وأنجبت منه ابنة واحدة اسمها "شيرين" بعد قصة حب بدأت بينهما في المسرح.
وقالت تهاني راشد في لقاء تلفزيوني سابق لها، إن علاقتها بالراحل يحيى العلمي بدأت بـ"خناقة"، بسبب بكائها أثناء تقديم مسرحية "قنديل أم هاشم" وانتقاده لدموعها المفرطة.
وأوضحت أنها لم تعمل معه إلا بعد مرور 20 عاما على زواجهما، بسبب رفضه عملها معه حتى تصبح نجمة كبرى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يحيى العلمي سعاد حسني یحیى العلمی
إقرأ أيضاً:
عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم.. بين السياسة والوفاء لمصر
عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، اسم يرن في تاريخ مصر السياسي والدبلوماسي كرمز للنزاهة والجدية والتفاني في خدمة الوطن. ولد في مدينة الإسكندرية عام 1876، في بيت معروف بالتجارة والثقافة، حيث كان والده أحمد يحيي من كبار تجار القطن، ينتمي منذ بداياته إلى حزب الوفد، وكان له موقف راسخ في خدمة وطنه.
عبدالفتاح يحيى نشأ في بيئة تجمع بين العمل التجاري والاجتماعي، ما أكسبه فهما عميقا للاقتصاد والمجتمع المصري، كما ورث عنه حب الوطن والانتماء الوطني الذي سيصنع لاحقا مسارا سياسيا غنيا بالعطاء والإنجازات.
في حياته العملية، تجسد دور عبدالفتاح باشا في شتى مناحي السياسة والدبلوماسية، فقد تقلد مناصب عديدة بداية من وزارة العدل، مرورا بمجلس الشوري، وصولا إلى رئاسة وزراء مصر.
لم يكن مجرد سياسي تقليدي؛ بل كان رجلا يرى في السياسة وسيلة لخدمة المواطنين وتحقيق العدالة، خلال توليه وزارة العدل، حرص على تطوير النظام القضائي وتعزيز استخدام اللغة العربية في المحاكم المختلطة، مؤمنا أن اللغة ليست وسيلة للتواصل فحسب، بل هوية وطنية يجب الحفاظ عليها ودعمها.
وقد برز اسمه بشكل أكبر عندما تولى رئاسة مجلس الوزراء بين عامي 1933 و1934، حيث شكل حكومة كان هدفها خدمة الشعب المصري وتعزيز الاستقلال السياسي للبلاد.
كان في هذه المرحلة محوريا في سن نظام أداء اليمين القانونية للوزراء أمام الملك، خطوة رائدة عززت من شفافية العمل الحكومي ونظام المساءلة داخل الدولة.
لم يقتصر دوره على الجانب السياسي الداخلي، بل امتدت بصماته إلى السياسة الخارجية، حيث احتفظ أثناء رئاسته للوزارة بمنصب وزير الخارجية، ما أتاح له أن يمثل مصر في المحافل الدولية ويثبت مكانتها بين الأمم.
عبدالفتاح باشا لم يكن بعيدا عن هموم المواطن البسيط، فقد أصدر قرارا بتخفيض إيجار الأطيان الزراعية عام 1932 بمقدار ثلاثة أعشار قيمتها، وهو قرار يعكس اهتمامه المباشر بمصالح الفلاحين والطبقة العاملة في الريف، ويبرهن على حبه لبلده وحرصه على العدالة الاجتماعية.
كما كان له موقف حاسم من مؤسسات الإدارة المحلية التي لم تكن تعكس تطلعات المصريين، حيث قام بحل مجلس بلدي الإسكندرية الذي كان ذا صبغة دولية وأعضاؤه أجانب، مؤكدا أن مصر للأهالي وأن قراراتها يجب أن تخدم مصالح الشعب المصري أولا.
إضافة إلى ذلك، عمل على تنظيم وزارة الخارجية بشكل دقيق، محددا اختصاصات إداراتها، وهو ما ساعد على تعزيز كفاءة العمل الدبلوماسي، وفتح الطريق أمام جيل من الدبلوماسيين الذين يتطلعون لبناء مصر على أسس متينة.
كل هذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة لرؤية وطنية واضحة وإيمان راسخ بأن مصر تستحق قيادة واعية ومخلصة تعمل بلا كلل من أجلها.
حين نتحدث عن عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، نتحدث عن رجل جمع بين الصرامة والنزاهة والحكمة والإنسانية، رجل لم ينس جذوره ولم يبتعد عن هموم شعبه، رجل جعل من السياسة أداة لخدمة الوطن والناس على حد سواء.
إن تاريخه يذكرنا بأن القيادة الحقيقية ليست مجرد منصب، بل مسؤولية تجاه الوطن والمواطن، وأن الحب الحقيقي لمصر يظهر في القرارات الصغيرة والكبيرة، في العدالة الاجتماعية، وفي الدفاع عن هوية البلاد ومصالحها.
عبدالفتاح باشا ترك إرثا عميقا في الذاكرة المصرية، ليس فقط كسياسي ودبلوماسي، بل كمواطن عاش وحلم وعمل من أجل مصر، وعلمنا أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تمارس يوميا، وأن الالتزام بحقوق الناس هو السبيل لبناء وطن قوي وكريم.
وبالرغم من مرور السنوات، يظل اسمه محفورا في صفحات التاريخ، مثالا للنزاهة، للحكمة، وللإخلاص، وللحب الحقيقي لمصر، حب يتجاوز الكلمات ويصل إلى الأفعال، لتبقى مصر دائما في المقدمة، ولتبقى ذكراه مصدر إلهام لكل من يحب وطنه ويعمل من أجل رفعتها.