من اسودت صحيفته بالذنوب.. علي جمعة يوصي بـ3 أعمال في رجب تبيضها
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
لا شك أنه في ظل الفتن التي نعيشها تزيد أعداد من اسودت صحيفته بالذنوب ، التي من شأنها أن تقلب حياتك جحيمًا وتزيد عليك المصائب، وحيث إننا في شهر رجب وهو من الأشهر الحُرم ، التي يتضاعف فيها الأجر والثواب وتغلظ فيها العقوبة، لذا فإنه يعد فرصة ذهبية لتوبة ونجاة من اسودت صحيفته بالذنوب ، ولا استثناء لأحد من الانتباه من غفلتنا ، فحالنا جميعًا هو حال من اسودت صحيفته بالذنوب ، والتي لا ينبغي الاستهاونة أو التهاون بها في شهر رجب على وجه الخصوص.
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه قال بعض السلف: السنة مثل الشجرة ؛ وشهر رجب الهجري أيام توريقها، وشعبان أيام تفريعها، ورمضان أيام قطفها ؛والمؤمنون قطافها.
وأوصى «جمعة» من اسودت صحيفته بالذنوب ، أنه لذلك فإنه جدير بمن سود صحيفته بالذنوب أن يبيضها بالتوبة في هذا الشهر، وبمن ضيع عمره في البطالة أن يغتنم فيه ما بقي من العمر، وينبغي علينا أن نستعد إلى شهر رجب الهجري هذا الشهر العظيم، وأن ننتقل من دائرة غضب الله إلى رضاه، ومن معصيته سبحانه وتعالى ومجاهرته بالذنوب ليل نهار إلى أن نسارع إلى مغفرة من ربنا سبحانه وتعالى.
وأضاف أنه يجب علينا أن نتوب إلى الله، والتوبة الصدوق هي التي يعزم فيها الإنسان على ألا يعود للذنوب أبدا، ولكن الله سبحانه وتعالى خلق ابن آدم خطاء يقول فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يعلمنا كيف نربي أنفسنا: «كُلُّ بَني آدَمَ خطاءٌ وَخَيْرُ الخطّائينَ التّوّابونَ» ، (خطاء) (تواب) على وزن (فعال) وهي صيغة تدل على تكرار وقوع الفعل وكثرته؛ فيجب عليك أن تتوب توبة مكررة.
وتابع: وكلما وقعت في الإثم أو المعصية فلا تيأس بل عد إلى الله؛ فإن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبتك «لَلّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاَةٍ. فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ. وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ. فَأَيِسَ مِنْهَا. فَأَتَى شَجَرَةً. فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا. قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ. فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ. فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا. ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ. أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ» سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفتح أمامك الأمل ويأمرك أن تعود إليه سبحانه وتعالى.
أعمال شهر رجبأشار مركز الأزهر العالمي للفتوى، إلى أن هناك أربع طاعات ينبغي على المسلم فعلها والإكثار منها في شهر رجب وخلال الأشهر الحرم بشكل عام، وأول هذه الأمور المستحبة في آخر جمعة في رجب هو: الإكثار من العمل الصالح ، والاجتهاد في الطاعات ، والمبادرة إليها والمواظبة عليها ليكون ذلك داعيًا لفعل الطاعات في باقي الشهور، والثاني من الأمور المستحبة في شهر رجب أن يغتنمَ المؤمنُ العبادة في هذه الأشهر التي فيها العديد من العبادات الموسمية مثل الحج ، وصيام يوم عرفة، وصيام يوم عاشوراء.
وورد من جملة أعمال شهر رجب ، أن العمل الثالث المستحب في شهر رجب أن يترك الظلم في هذه الأشهر لعظم منزلتها عند الله، وخاصة ظلم الإنسان لنفسه بحرمانها من نفحات الأيام الفاضلة، وحتى يكُفَّ عن الظلم في باقي الشهور، والرابع الإكثار من إخراج الصدقات.
شهر رجبيعد شهر رجب هو الشهْر السّابع في التقويم الهجري٬ ولأنّهُ من الأشهرُ الحُرم فهو شهرٌ كريم وعظيم عند الله٬ وهو أحد الشهور الأربعة التي خصّها اللهُ تعالى بالذّكر٬ ونهى عن الظُّلم فيها تشريفاً لها٬ ويتركُ فيه العَرب القتال إحتراماً وتعظيماً لهُ٬ وقد ذكر اللهُ في كتابِهِ العزيز: ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ))[التوبة:36]٬ أمّا الأشهر الحُرم التّي ذُكرت في الآية فهي مُحرَّم٬ وذي الحجَّة٬ وذي القعدة.
و سُمِّيت الأشهُر الحُرم بهذا الاسم لأنّ الله سُبحانهُ وتعالى منع فيها القِتال إلّا أن يبدأ العدو٬ ولتحريم انتهاك المحارِم فيها أشدّ من غيرِهِ من الأشهر.
يُطلقُ على شهر رجب أحياناً اسم "مضر" نسبةً إلى قبيلة مضر؛ حيثُ كانت هذه القبيلة تُبقي وقتَهُ كما هو دون تغيير ولا تبديل مع الأشهر الأخرى على عكس القبائل الأُخرى من العرب الذين كانوا يغيِّرون في أوقات الأشهُر بما يتناسب مع حالات الحرب أو السّلم عندهم٬ كما اقتضت حكمةُ الله أن فضَّل بعض الأيام٬ والشهور٬ واللّيالي على بعض، و يُسمّى أيضاً رجب بالأصم لأنَّه لا يُنادى فيه إلى القتال، ولا يُسمع فيهِ صوت السِّلاح.
فضل رجبيعتبر شهر رجب من الأشهر الهجرية المحرمة التي سميت بذلك بسبب تحريم القتال فيها إلا أن يبادر العدو إليه، كما أنَّ انتهاك المحارم في هذا الشهر أشدّ من غيره من شهور السنة، لذلك نهانا الله تعالى عن الظلم وارتكاب المعاصي في هذا الشهر الفضيل، قال تعالى: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )، والحق والصواب أنَّ شهر رجب ليس له فضيلة أو خصوصية على غيره من الشهور باستثناء أنَّه من الأشهر الحرم، كما أنَّ الروايات التي تفيد بنزول آية الإسراء والمعراج فيه لا تبرر وإن صحّت ابتداع عبادات معينة في هذا الشهر كما يفعل بعض الناس، وذلك أنَّ مثل هذه الأفعال لم تكن على عهد النبي عليه الصلاة والسلام أو عهد الخلفاء الراشدين أو التابعين.
أفضل أدعية شهر رجب اللهم في رجب اسألك يا الله أن تكتب لي الخير ، وأن تجعل أيامي سعيدة.يا ميسر كل عسير و يا مصرف كل الأمور، أتوسل إليك أن تيسر أموري وأن تجعل لي حظاً من رضاك .أسألك يا الله أن تيسر لي رزقي وأن تزيد وتبارك فيه، وأن ترضى عني في كل أموري يا رب العالمين.أسألك يا أكرم الأكرمين على عبادك أن تجعل رجب بداية لكل خير انتظره منك يا رحمن يا رحيم .أسألك اللهم أن ترزق روحي السكينة ونفسي الهدوء وأن تقربني إليك وتبعدني عن كل ما يغضبك .اللهم اكتب لي في رجب ما يرضيك عني ويرضيني .أسألك يا الله أن ترزقني الصحة والعافية والرزق .أسألك يا رب العالمين في هذا اليوم أن ترزقني قوة اليقين بك وحب طاعتك وصدق التوكل عليك .اللهم إني أخاف من تعسير أموري، أسألك يا الله أن تيسرها جميعاً وأن ترزقني حظاً من نعيم الدنيا والآخرة .اللهم ارزقني السعادة والفرح، واجعل القرآن الكريم نوري وهاديني إليك .أسألك يا الله أن تدبر لي جميع أموري، فقد وكلتها إليك وأنت نعم الوكيل .يا من تراني ولا أراك، أسألك أن تمن علي بجميل كرمك وفضل نعمك يا رب العالمين.اللهم اصرف عني كل سوء ولا تقرب مني إلا الخير يا رحمن يا رحيم .يا من لا إله إلا أنت، أسألك أن ترزقني الصحة والعافية في بدني وسمعي وبصري يا رب العالمين .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شهر رجب رجب أعمال رجب رب العالمین سبحانه وتعالى فی هذا الشهر فی شهر رجب من الأشهر فی رجب
إقرأ أيضاً:
الأزهر للفتوى: 4 أعمال بسيطة تعادل أجر الحج كاملا
قالت الدكتورة إيمان أبو قورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، إن فريضة الحج واجبة على المسلم القادر المستطيع، موضحة أن الله سبحانه وتعالى من فضله ورحمته على عباده جعل لمن لم يستطع أداء الحج أجرًا وثوابًا يعادل أجر الحج والعمرة من خلال بعض الطاعات والعبادات.
وبيّنت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن من هذه العبادات العزم الصادق على أداء الحج متى تيسر ذلك، مؤكدة أن النية الصادقة تنال بها الأجور حتى لو منع الإنسان مانع لا حيلة له فيه، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لأصحابه في غزوة تبوك "إن بالمدينة رجالًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم في الأجر لأنهم حُبسوا بالعذر".
وأضافت أن من كانت له عادة في قيام الليل فغلبه النوم كتب له أجر صلاته وكان نومه صدقة من الله عليه، مشيرة إلى أن المسلم إذا نوى بصدق أداء الحج أو العمرة متى تيسر له ذلك كتب له أجر الحاج أو المعتمر.
وأكدت أن النية الصادقة ينبغي أن تكون حاضرة في قلب المسلم من لحظة تكليفه لا ينتظر بها موسمًا معينًا بل يكون دائمًا في قلبه العزم على أداء الفريضة.
وتحدثت عن بعض الطاعات التي وردت في السنة أن أجرها يعادل أجر الحج والعمرة ومنها بر الوالدين، واستدلت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه رجل يشتهي الجهاد فقال له النبي "إن كانت له أم فليبرّها فإن ذلك يعدل أجر الحاج والمعتمر والمجاهد".
وأوضحت أن من الأعمال التي تعادل ثواب الحج والعمرة صلاة الفجر في جماعة، ثم الجلوس لذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلاة ركعتين، وقد ورد في الحديث الشريف: "أن من صلى الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة".
هل المال المدخر لأداء فريضة الحج عليه زكاة؟.. الأزهر للفتوى يجيب
عيد الأضحى قرب.. أفضل 6 أعمال مستحبة في العشر من ذي الحجة
1ـ التهليل والتكبير
والتهليل والتكبير من أفضل الأعمال التي يستحب على المسلم الإكثار منها في 10 الأوائل من ذي الحجة، وقد أخبرنا الرسول عن فضها في الحديث الشريف الذي رواه روي ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.
2ـ كثرة الدعاء
ويعد الدعاء من أكثر العبادات التي يتقرب بها المؤمن إلى ربه وذلك امتثالا لأمر الله تعلى في قوله "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، فالدعاء عبادة مطلوبة وعلى كل مسلم أن يستغل هذه الأيام المباركة بالدعاء.
ويستحب الدعاء بكل ما فيه خير للعبد ولغيره، وأن يدعو الإنسان بما يصلح من شأنه وحاله، وأن يكثر من الدعاء في هذه الأيام المباركة.
3ـ الاستغفار وطلب المغفرة
والاستغفار له فوائد عظيمة ومنه أنه سبب في مغفرة الذنوب كما أنه أنه سبب لتفريج الهموم، وجلب الأرزاق وتكفير السيئات، كما كما قال تعالى "وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً" النساء:110
4 - صلاة العيد
الحرص على أداء صلاة العيد واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم لكسب الثواب العظيم منها بأن يذهب المصلي من طريق ويعود من طريق غيره ويسلم علي كل من يلقاه بتحية الإسلام، وينشر السعادة والبهجة بين الصغار والكبار.
5 - ذبح الأضحية
ذبح الأضحية من بعد صلاة العيد مباشرة وتكون تلك الشعيرة ممتدة من بعد صلاة العيد وحتى آخر ساعة في مغرب آخر أيام عيد الأضحى عملا بقوله تعالى «فصلِ لربك وانحر»، ويستحب التعجيل.
6 - صلة الرحم
متابعة تقسيم الأضحية علي الفقراء وهذا يكون من أسعد وأفضل الأوقات عند كل مسلم شريطة ألا يتخذ من تلك المظاهر ما قد يؤذي غيره من إخوته المحتاجين.