ينتقد تحليل نشره معهد "تشاتام هاوس" قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعادة تصنيف الحوثيين في اليمن كجماعة إرهابية، معتبرا أنه يعكس استمرار عدم اتساق سياسات الإدارة الأمريكية تجاه اليمن - أو بالأحرى الغياب الكامل لهذه السياسة.

ويرى التحليل، الذي كتبه فارع المسلمي، وترجمه "الخليج الجديد"، أن التصنيف الجديد لن يقنع الحوثيين بالتفكير مرة أخرى، ويعزز "لعبة الأنا" والتي يلعبونها بالفعل مع الولايات المتحدة.

كما أنه سيعيق العمليات الإنسانية في اليمن ويزيد من تدهور مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

ويقول المسلمي إن تصنيف بايدن للحوثيين إرهابية يسمح لهم بالتباهي بانتصار كبير على الولايات المتحدة، تم تحقيقه دون إطلاق رصاصة واحدة.

اقرأ أيضاً

قلق خليجي من الضربات العسكرية لليمن.. والسعودية تخشى انهيار الهدنة مع الحوثيين

ويضيف أن فرض العقوبات على الحوثيين يجعلهم يبدون الآن وكأنهم يعاقبون بسبب وقوفهم إلى جانب فلسطين - وليس بسبب "الاعتداء على التجارة الدولية، أو جرائمهم بحق الشعب اليمني"، كما يقول.

الآثار المحتملة

ولن يغير التصنيف الجديد سلوك الحوثيين أو يردعهم، وما سيحققه فقط هو المزيد من تآكل التصورات الإقليمية للولايات المتحدة باعتبارها الضامن الأمني في الشرق الأوسط، وهو الموقف الذي تعرض لتشويه شديد في السنوات الأخيرة بسبب الانسحاب من أفغانستان، ودعمها شبه غير المشروط لإسرائيل في حرب غزة.

كما أنه سيعقد دور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، الذي كان يتولى بالفعل واحدة من أصعب الوظائف في العالم.

وتم تأجيل خطط استئناف محادثات السلام بين أطراف الحرب الأهلية الطويلة في اليمن إلى أجل غير مسمى.

كما سيتم إحباط جهود وكالات الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية.

اقرأ أيضاً

الحوثي تدعو العالم العربي والإسلامي لموقف موحد ضد تصنيفها جماعة إرهابية

وسوف تصبح الجهود الإقليمية لتسهيل السلام موضع شك. وكجزء من اتفاق السلام، تعهدت السعودية بدفع رواتب القطاع العام في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين. ومن المفترض أن هذا التصنيف الجديد سيجعل ذلك مستحيلا.

وتتضمن الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن اتفاقًا قائمًا لتسيير رحلات جوية بين الأردن والمطارات التي يسيطر عليها الحوثيون.

وهذه الهدنة الهشة بالفعل يمكن أن تكون مهددة أيضًا، كما يقول المسلمي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التصنيف الإرهابي سيعقد العلاقة الصعبة بالفعل بين البنوك داخل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، ويضر بالعملة اليمنية، ويؤثر سلبًا على ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على التحويلات المالية من أقاربهم في الشتات.

لن تفيد بايدن انتخابيا

ويرى الكاتب أنه من غير الواضح ما إذا كانت خطوة كهذه يمكن أن تفعل أي شيء لتلبية احتياجات بايدن السياسية المحلية.

ويشعر العديد من الناخبين الأمريكيين الشباب بالاستياء بالفعل بسبب التحركات التي يعتبرونها جزءاً من التحالف الأمريكي غير البناء مع إسرائيل في حرب غزة.

اقرأ أيضاً

إعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.. ماذا يعني؟

ما ينبغي أن يتم

يقول الكاتب إن الولايات المتحدة تحتاج إلى التوقف عن التصرف بشكل أحادي في اليمن والعمل من خلال تفويضات الأمم المتحدة وآلياتها وقراراتها.

وينبغي لها أيضاً أن تضغط على الحلفاء الإقليميين الذين يعانون من الهجمات على البحر الأحمر، مثل عمان ومصر والأردن والسعودية، لاستخدام نفوذهم مع الحوثيين.

والأهم من ذلك كله، أنه يتعين على الولايات المتحدة، من أجل تعزيز السلام، أن تنظر إلى الحرب في غزة.

وبالنسبة للكثيرين في المنطقة، فإن غزة هي ما يضفي الشرعية على أعمال الحوثيين، يقول الكاتب.

ويضيف: إن غزة هي ما يستنزف الدعم للسياسة الأمريكية، والأهم من ذلك كله أن غزة هي الصراع الذي أراده الحوثيون وأمثالهم منذ سنوات.

ويختم قائلا: إن دفع السلام إلى الأمام في غزة هو وحده الكفيل بإعادة الحوثيين إلى طاولة المفاوضات - وربما إنقاذ شيء من مكانة الولايات المتحدة في المنطقة.

المصدر | فارع المسلمي / تشاتام هاوس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الحوثيين اليمن إرهابية تصنيف البحر الأحمر غزة الولایات المتحدة الأمم المتحدة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة ترفع العقوبات عن الغابون



رفعت الولايات المتحدة العقوبات التي كانت قد فرضتها على الغابون عقب الانقلاب الذي شهدته البلاد عام 2023، وجاء ذلك بعد إجراء الدولة الواقعة في وسط إفريقيا انتخابات رئاسية.

وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية ماركو روبيو "أبلغ الكونغرس وأكد له أن حكومة منتخبة ديمقراطيا قد تولت السلطة في الغابون".

وأشار المتحدث الأمريكي إلى أنه نتيجة لذلك "رفعت العقوبات التي فرضت عام 2023".

ويلزم القانون الأمريكي وزارة الخارجية بوقف المساعدات عن الدول التي يتولى الجيش فيها السلطة، على الرغم من أن واشنطن قد غضت النظر أحيانا عن هذه القاعدة مع بعض شركائها.

وكان الجيش الغابوني قد عزل في أغسطس 2023 الرئيس علي بونغو الذي حكمت عائلته الدولة الغنية بالنفط لأكثر من نصف قرن.

لكن قائد الانقلاب الجنرال بريس أوليغي نغيما وعد بإعادة البلاد إلى الحكم المدني في غضون عامين.

وفاز الجنرال بريس أوليغي نغيما في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 أبريل بعد حصوله على 94،85% من الأصوات.

ولم يشر المراقبون الدوليون إلى حصول أي مخالفات جسيمة، كما رفع الاتحاد الإفريقي أيضا العقوبات عن الغابون.

ولم تكن الغابون في يوم من الأيام من الدول الرئيسة التي تتلقى مساعدات أمريكية، كما أن الرئيس دونالد ترامب قلص المساعدات الخارجية بشكل كبير منذ عودته إلى البيت الأبيض

مقالات مشابهة

  • اليمن: واثقون في الدعم الدولي لإنهاء الانقلاب «الحوثي»
  • موقع أمريكي: إسرائيل تشعر بتداعيات وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب مع الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • رئيس هيئة الأركان: أمن اليمن والمنطقة مرهون بهزيمة الحوثيين وقطع التدخلات الإيرانية
  • مسؤول أمريكي: لا نهاية لهجمات الحوثيين على إسرائيل وواشنطن توقف المواجهة
  • بين التأييد والنقد.. تصريحات العليمي عن الحوثيين وطائرات اليمنية تُثير الجدل في اليمن
  • الولايات المتحدة ترفع العقوبات عن الغابون
  • العليمي: اليمن عازم اليوم أكثر من أي وقت مضى لإسقاط مشروع الحوثيين
  • مجلة أمريكية: إسرائيل لا تمتلك ورقة رابحة ضد الحوثيين سوى قصف ما تبقى من بنية تحتية في اليمن (ترجمة خاصة)
  • تقرير أمريكي: طرابلس ساحة فوضى.. والوضع الراهن في ليبيا “وهم خطر”
  • البنتاغون يبدأ تجهيز “الهدية القطرية” لترامب