يناقش مجلس الشيوخ، خلال جلسته العامة، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق اليوم الأحد، طلب مناقشة عامة قدمه النائب حازم الجندي، بشأن استيضاح سياسة الحكومة بشأن آليات تحقيق التنمية السياحية المستدامة التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والموروث الثقافي من جانب، وبين تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية للدولة من جانب آخر.

ويناقش المجلس، طلب مناقشة مقدم من النائب جيفارا الجافي وأكثر من عشرين عضوا موجه إلى وزير السياحة والآثار؛ لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن سبل تعزيز الجذب السياحي إلى مصر وتنمية السياحة الداخلية عبر استراتيجيات ترويجية فعالة.

وقال عضو مجلس الشيوخ جيفارا الجافي، في طلب مناقشة عامة، إن السياحة من القطاعات الحيوية في اقتصاد العديد من البلدان، وتلعب دورا هاما في تعزيز التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل، إذ تسهم السياحة بشكل مباشر في تحسين ميزان المدفوعات الخاص بالدولة.

وأضاف: "يتحقق هذا نتيجة تدفق رؤوس الأموال الأجنبية المستثمرة في المشروعات السياحية، والإيرادات التي يتم تحصيلها من جمهور السائحين، فضلاً عن المنافع التي يمكن تحقيقها نتيجة خلق علاقات اقتصادية بين قطاع السياحة والقطاعات الاقتصادية والخدمية الأخرى"، مشيرا إلى أن من أهم العوامل التي تسهم في نجاح القطاع السياحي هو الترويج السياحي، والذي يعتبر جسراً حيوياً يربط بين الوجهات السياحية والزوار المحتملين، ويسهم في بناء صورة إيجابية عن الوجهة، كما يسهم جذب المزيد من السياح.

وتابع: "تبرز أهمية الترويج السياحي في أنه يسهم في تعزيز الوعي بالوجهات السياحية، من خلال حملات التسويق المبتكرة، وتسليط الضوء على جمال وجاذبية الوجهة وتحفيز الزوار المحتملين لاستكشافها، وهو ما ينعكس إيجابا على الاقتصاد القومي".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجلس الشيوخ حازم الجندي الجذب السياحي تنمية السياحة الداخلية

إقرأ أيضاً:

طموحاتنا في مواسم خريف ظفار.. هل ترى النور؟!

 

 

 

د. محمد بن عوض المشيخي **

 

صناعة السياحة في أي بلد واعد وطموح، تحتاج إلى خططٍ استراتيجيةٍ واضحة المعالم؛ وجهود هائلة من الجهات التي تتولى هذا الملف الاقتصادي والثقافي المُهم، والذي يعد رافدًا تنمويًا للدخل الوطني، وقبل ذلك كله العمل على تحسين المرافق السياحية التي رصدتها الدولة لرؤية "عُمان 2040"، والتي تهدف لأن تتضاعف نسبة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بنهاية سنوات الرؤية، بحيث تسجل 7% من الناتج المحلي، وتنفيذ شبكات الطرق المزدوجة وبعض الجسور التي أصبحت ضرورية لحل مشكلة الاختناقات المرورية في مدينة صلالة، والتي سبق الإعلان عن بعضها في الفترة الأخيرة.

لقد حان تنفيذ هذه المشاريع بأسرع وقت، وعلى وجه الخصوص مشروع ازدواجية شارع السلطان قابوس، الذي يُفترض أن يكون قد تم إنجازه أو على الأقل البدء في العمل بالمشروع الذي رُصدت له مُخصَّصات مالية معروفة ونافذة بأوامر وتوجيهات سامية قبل سنوات، والأهم من ذلك كله الترويج والتعريف الصحيح بالمزايا التي تتميز بها ظفار، ببيئاتها الثلاث: السهول والجبال والبوادي؛ وذلك من خلال زيادة إقامة المعارض الترويجية في المدن الخليجية، ونشر إعلانات قصيرة عبر الصحف والقنوات العربية والخليجية والمنصات الرقمية ذات الانتشار الواسع والمشاهدات العالية، بهدف كسب أكبر عدد ممكن من الزوَّار للمحافظة في الأوقات المناسبة كل عام؛ فمعظم الذين يُخطِّطُون للسفر يحسمون قراراتهم للبلدان والمدن التي يستهدفونها بالزيارة، وذلك قبل بضعة أشهر من الآن، والمدة الزمنية التي يُفترض أن تهدف لها الخطة الترويجية 6 أشهر على الأقل قبل بداية فصل الخريف من كل عام.

ويعد موسم الخريف في محافظة ظفار- الذي تفصلنا أيام عن حلوله- واحدًا من أهم الوجهات السياحية الخليجية والمحلية الواعدة التي تتميز بقربها الجغرافي للسياح في دول مجلس التعاون الخليجي، بالمقارنة بالوجهات السياحية الأخرى البعيدة وما فيها من مخاطر صحية، وتكاليف مالية إضافية؛ مثل دول شرق آسيا وجمهوريات آسيا الوسطى وأوروبا. ولعل الأمن والاستقرار وكرم الضيافة العُمانية الأصيلة والأسعار التنافسية في السكن، من أبرز القيم المُضافة لزوار المحافظة، في هذا الجزء الغالي من سلطنتنا الحبيبة عُمان؛ فالأجواء التي تتميز بها هذه المنطقة عن غيرها من المناطق في شبه الجزيرة العربية استثنائية؛ حيث سقوط الأمطار الموسمية من 21 يونيو وحتى 21 سبتبمر من كل عام، وامتداد البساط الأخضر من صرفيت غربًا إلى مرتفعات سمحان شرقًا على امتداد أكثر من 350 كيلومترًا في أبهى صور الطبيعة الخلابة؛ حيث الشلالات التي تتساقط في العديد من المناطق الجبلية كدربات وكور وعين وجوجب.. كُل ذلك جعل من ظفار تستقطب العام الماضي "موسم 2023" حوالي مليون سائح خلال ثلاثة أشهر فقط. ومن الإيجابيات التي نُفِّذَت الموسم الماضي- وهي مستمرة في المواسم التالية- خفض أسعار التذاكر للمواطنين إلى 54 ريالًا ذهابًا وعودة من مسقط إلى صلالة، كما يطمح الكل أن تَفتح الجامعات والمدارس أبوابها بالتزامن مع نهاية فصل الخريف، وليس في شهر أغسطس كما حصل العام الماضي؛ حيث أربك ذلك الحركة السياحة في ظفار، بينما تتكاتف الجهود لتشجيع السياحة الداخلية بين محافظات وولايات السلطنة.

كذلك يتعين توعية الجميع من المقيمين والزائرين بضرورة المحافظة على الطبيعة والبئية والمراعي الخضراء التي تشكل واحدًا من الكنوز الطبيعية، لضمان استدامة مستقبل السياحة في السلطنة، وعلى الجهات المختصة والتي تهمها استمرارية وصيانة الأشجار والنباتات والمواقع السياحية، أن تنخرط في تشكيل فرق مشتركة من وزارة التراث والسياحة وبلدية ظفار وشركة بيئة وهيئة البيئة، لتنفيذ الحملات التوعوية اللازمة ميدانيًا مع بدء وصول الأفواج السياحية إلى محافظة ظفار، وكذلك الاستعانة بالفرق التطوعية العاملة في هذا المجال مثل (فريق أتين التطوعي) للمحافظة على البيئة، لا سيما المساحات الخضراء، على أن يتم العمل في توزيع هؤلاء الأشخاص في المناطق ذات الكثافة مثل وادي دربات ومرتفعات أتين وسهولها، وفي مرتفعات سمحان وافتلقوت بالقرب من المغسيل. علاوة على تمكين هؤلاء المتطوعين والموظفين من استخدام وسائل الإعلام الحكومية منها والخاصة لتذكير الجميع بأهمية المحافظة على البئية الريفية وكذلك السهول الخضراء.

ولا شك أن مقترح مشروع طريق "المغسيل- ضلكوت" الساحلي الذي يبلغ طوله 60 كيلومترًا، سوف ينقل السياحة في السلطنة نقلة نوعية، إذا ما رأى النور؛ فهناك العديد من الشواطئ الجميلة ذات المناظر الخلابة التي تأسر ألباب الناظرين وتسحرهم في مختلف فصول السنة، خاصة الفزائح وحوطة الشيخ عثمان ورخيوت، والتي تعد بالمجمل مواقع مثالية لإقامة مُنتجعات سياحية وشاليهات لاستقبال الأفواج السياحة من مختلف دول العالم. ويمكن تحويل موقع خيصة (خرفوت) الذي أصبح محمية إلى متحف طبيعي بعد ترميم المباني القديمة المطلة على بحر العرب؛ إذ لا يمكن الوصول إلى هذه المنطقة التي يأتي المغامرون من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لزيارتها مشيًا على الأقدام أو عن طريق البحر نظرًا لأهمية (خرفوت) وموقعها الاستراتيجي الفريد في كتابات الرحالة والمستكشفين الجغرافيين عبر التاريخ. لقد تابعنا طوال السنوات القليلة الماضية زوار خريف صلالة من دول مجلس التعاون وخاصة رواد وسائل التواصل الاجتماعي الذين يحظون بمئات الآلاف من المتابعين، عند نقلهم المشاهد والصور الرائعة والتي لا مثيل لها في أي مكان في العالم، وذلك من مرتفعات (شعت ورأس ساجر) في جبل القمر التابع لولاية رخيوت، حيث تعانق أمواج المحيط الهادرة الخلجان الرملية والجبال الخضراء الشامخة التي تتجاوز سويسرا أوروبا في جمال طبيعتها الأخاذ.

في الختام.. نوجِّه نداءً عاجلًا إلى القائمين على هذا الحدث المُهم عبر هذه النافذة الإعلامية: الرسالة الأولى: لا شك أن دربات هي أقونة السياحة في ظفار والمكان الابرز لمرتادي موسم الخريف؛ فالازدحام والاختناق المروري في الطريق إلى الوادي أصبح لا يُطاق، وعليه من الضروري فتح طريق جديد من الجهة الغربية لدربات أو تنفيذ ازدواجية طريق دربات طاقة الحالي.

الرسالة الثانية: تتعلق بالفعاليات المصاحبة لهذا الموسم 2024 بأن تتمحور حول الندوات الثقافية والدينية والمؤتمرات العلمية؛ وذلك لنجعل من خريف ظفار ساحة فكرية تضيف بصمة ثقافية وبُعدًا إبداعيًا لكل مُرتادي المحافظة في هذا الوقت من السنة.

** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • نحو سياحة مُستدامة
  • مشروع دولي لتحقيق الأمن الغذائي وتحسين مستويات المعيشة لسكان الريف
  • طموحاتنا في مواسم خريف ظفار.. هل ترى النور؟!
  • "بسبب التقارب الثقافي".. خبير: زيادة 54٪ في نسبة السياحة العربية لمصر
  • خبير: سياحة العائلات ركيزة أساسية للنهوض بالقطاع في مصر (فيديو)
  • دول الجنوب الأفريقي تخطط لتوسيع التأشيرة السياحية الخاصة
  • مدير "القومي للتنمية المستدامة": الحوكمة أداة رئيسية لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030
  • الجزائر وتونس توقعان إتفاقية إطار للتعاون في مجال السياحة
  • «التضامن»: 2800 جمعية تعمل على قضايا البيئة.. ونقدم الدعم المالي والفني
  • أم القيوين.. نسب إشغال تاريخية للفنادق خلال الربع الأول تؤكد نجاح جهود الارتقاء بالقطاع السياحي