نظمت وزارة الأوقاف 48 ندوة في التثقيف الفقهي والإفتاء عن موضوع الأشهر الحرم فضائل وآداب، أمس، في إطار نشر الفكر الوسطي المستنير، وفي ضوء نشاطها الدعوي والعلمي والتثقيفي.

وأضافت وزارة الأوقاف، في بيان عن الندوات التثقيفية التي عقدت، أنّ الأشهر الحرم هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، ففي الحديث عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان»، وقوله: «ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان، لأن ربيعة كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجباً، وكانت مضر تحرم رجباً نفسه، ولهذا قال النبي (صلى الله عليه وسلم):  «الذي بين جمادى وشعبان» تأكيداً وبياناً لصحة ما سارت عليه مُضر.

 الثواب في شهر رجب 

وتابعت: «أما مضاعفة الثواب والعقاب في هذه الأشهر، فقد صرح بها بعض أهل العلم استناداً لقوله تعالى (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)، فالواجب على الإنسان المسلم أن يغتنم هذه الأشهر بالتقرب إلى الله (عز وجل) باتباع أوامره واجتناب نواهيه»، وقد جاءت الندوات على النحو التالي:

 مجالس الإفتاء 

ففي مديرية أوقاف القاهرة أقيم البرنامج بمسجد الإمام الحسين ( رضي الله عنه)، ومسجد السيدة نفيسة ( رضي الله عنها)، ومسجد السيدة سكينة ( رضي الله عنها)، ومسجد الحافظ، ومسجد حسن الشربتلي، ومسجد المؤمن المهيمن، ومسجد الغوري، ومسجد سيدنا عمرو بن العاص، ومسجد مستورة، ومسجد عمر بن الخطاب بدار السلام، ومسجد عمر بن الخطاب أمام مستشفى السلام، ومسجد قباء، ومسجد الفتح، ومسجد أبو بكر الصديق.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأوقاف الندوات التثقيفية شهر رجب رضی الله الله عن

إقرأ أيضاً:

أيام معدودات من الشعائر والمشاعر

إذا كان سر وجودنا في هذا الكون هو توحيد الله وطاعته، فالواجب يحتم علينا أن نلتزم بما أمرنا به، ونجتنب ما نُهينا عنه، سواء ظهرت لنا الحكمة في ذلك أو خفيت علينا، لأن أوامر الدين الإسلامي ونواهيه جاءت من لدن حكيم عليم: «لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون».

عندما نتحدث عن الركن الأعظم في الإسلام، فإن الحديث يطول عن «الحج» الذي فرضه الله سبحانه، على المسلم المستطيع، بقوله: «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين».

وللحج فضائل كثيرة وعظيمة، فهو من أفضل الأعمال والقربات عند الله، «سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور».

كما أن الحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة، وهو سبب لغفران الذنوب، والإكثار من الحج والعمرة ينفيان الفقر، لأن الحاج وافد على الله، ومن وفد على الله أكرمه الله، وقد قام النبي الأعظم محمد، صلوات الله وسلامه عليه بأداء فريضة الحج مرة واحدة فقط، هي حجة الوداع عام 10 هجرية، وفيها أدى مناسك الحج، كما ألقى خطبته الشهيرة التي أتم فيها قواعد وأساسيات الدين الإسلامي، حيث فُرض الحج في السنة التاسعة للهجرة.

إنها أيام معدودات، يسعى فيها كل مسلم جاء من كل فج عميق، لإقامة شعائر الله، مقرونة بالتلبية: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».

شعائر ومشاعر

«وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ»، حيث إن المسلم بحج بيت الله الحرام وتعظيم شعائر الله، وعقد العزم على طاعة الله، واتباع سنة نبيه تتحقق مصالح المسلمين في الدنيا والآخرة.

في الحج يغفر المولى سبحانه للحجيج، ومبالغة في إكرامهم يلقي في روعهم أنه قد غفر لهم، فيعودون مطمئنين، وقد أزيحت عنهم هموم كالجبال، حيث يلقي الله في روع عباده الذين يؤدون مناسك الحج أنه قد غفر لهم، لذلك يشعر الحاج الصادق بأنه عاد من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

الصفا والمروة

الصفا والمروة اسم لجبلين صغيرين متقابلين، أما الصفا، فرأس نهاية جبل أبي قبيس، وأما المروة فرأس منتهى جبل قُعَيقِعَانَ، وسمي الصفا لأن حجارته من الصفا وهو الحجر الأملس الصلب، وسمي المروة مروة لأن حجارتها من المرو، وهي الحجارة البيضاء اللينة التي توري النار.

وللصفا والمروة أهمية عظيمة في نفوس العرب ومكانة كبيرة في تاريخ المسلمين، بل في تاريخ البشرية كلها، فهما من الآثار العظيمة والمشاعر المقدسة، والذكريات التاريخية التي خلَّدها الإسلام في كتابه العزيز، وفرض على المسلمين السعي بينهما والوقوف عليهما تخليدًا لذكرى وقوف آدم وحواء عليهما، وشكرًا لنعمة الله تعالى على هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام وعلى البشرية من بعدهما، عندما نبع ماء زمزم لهاجر بعد سعيها سبع مرات بين الصفا والمروة.

جبل عرفة

هو جبل يقع على بعد 20 كيلو مترًا شرقي مكة، تقام عنده أهم مناسك الحج، التي تسمى بوقفة عرفة، في يوم التاسع من شهر ذي الحجة، حيث تعد الوقفة بعرفة أهم مناسك الحج كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الحج عرفة»، وقد قيل إن جبل عرفة سمي بذلك لأن الناس يتعارفون فيه، أو لأن جبريل طاف بسيدنا إبراهيم عليه السلام وكان يريه المشاهد فيقول له:«أَعَرَفْتَ؟ أَعَرَفْتَ؟»، فيرد الخليل إبراهيم: «عَرَفْتُ، عَرَفْتُ»، أو لأن سيدنا آدم وسيدتنا حواء «عندما هبطا من الجنة» التقيا فعرفها وعرفته في هذا المكان.

وكلمة عرفة تعني المشعر الأقصى من مشاعر الحج، وهو الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم، كما أنه يعتبر المشعر الذي يقف عليه الحجيج بعد صلاة الظهر من يوم التاسع من ذي الحجة، وهي سهل منبسط محاط بسلسلة من الجبال على شكل قوس كبير، ويطلق على جبل عرفة أسماء أخرى منها القرين، جبل الرحمة، النابت، جبل الآل.

مِنى

المبيت بمشعر مِنى هو أحد واجبات الحج، والمقصود هو المبيت بها ليلتي الحادي عشر والثاني عشر من ذي ‏الحجة بما يُسمى مبيتاً، كأن ‏تبيت هناك من أول الليل إلى ‏منتصفه، أو من منتصفه حتى طلوع الشمس، وذلك تسليماً لأوامر الله تعالى وتقرباً إليه.

والواجب على الحاج مكثه في منى خلال تلك الفترة من دون‏ فرق بين أن يكون راقداً أم ساهراً، كما يجب على الحاج فدية شاة عن كل ليلة ترك فيها المبيت بمنى‏عمداً.

ويستحب البقاء في أيام التشريق بمنى كما يستحب التكبير بالمأثور: «الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لَا إِلهَ إِلَّا الله، وَالله أَكْبَرُ، وَلله‏ِ الْحَمْدُ، الله أَكْبَرُعَلى‏ مَا هَدَانَا، الله أَكْبَرُ عَلى‏ مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ‏ِعَلى‏ مَا أَبْلَانَا»، وهذا شعار أهل منى يرددونه عقيب الصلوات وفي أي محل ‏وزمان شاءوا.

المزدلفة

وادي المزدلفة سمي بذلك لأن الناس يأتون إليه في زلف، أي: ساعات من الليل، ويقال له: جمع لاجتماع الناس به، والمزدلفة من الحرم، والمشعر الحرام جبل بالمزدلفة، وسمِّي بذلك لأن العرب في الجاهلية كانت تُشعِرُ عنده هداياها، والإشعار هو الضرب بشيء حاد في سنام الجمل حتى يسيل الدم، والمبيت بالمزدلفة يكون ليلة النحر بعد الإفاضة والنزول من عرفات، وقد عُرف أن المزدلفة كلها موقف إلا بطن محسر.

الهَديْ

هو كل نعم يهديه الحاج للحرم قرباناً لله تعالى وفداء عن النفس وهو من بهيمة الأنعام التي ذكرها الله تعالى في سورة الأنعام على سبيل الامتنان على بني الإنسان حيث قال سبحانه وتعالى «ومن الأنعام حمولة وفرشًا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين».

والهَدْي واجب على كل حاج متيسر له سواء كان متمتعًا أو مقرنًا لقوله تعالى «فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهَدْي»، وإن لم يجد الهَدْي أو ثمنه فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع هذا إن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام وإلا فلا هَدْي عليه لقوله تعالى «ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام».

أنواع الهَدْي هي الإبل أو البقر أو الغنم (المعز والضأن) لقوله تعالى «ولكل أمة جعلنا منسكًا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام».. وذبح الهَدْي يكون في منى ويجوز في مكة وبقية الحرم إذا كان في حدود وقت الذبح وهو يوم العيد بعد الصلاة وثلاثة أيام بعده، لأن يوم العيد يوم النحر حيث روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال (كل أيام التشريق ذبح) أي وقت للذبح.

الطَّوَاف

يعني الطواف سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة.. ومن حكمة الطواف بالبيت أنه إقامة لذكر الله تعالى وهذه الحكمة قد نصت عليها السنة المطهرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله».

من حكمة الطواف أنه طاعة وقربة لله، وهو الركن الأعظم الذي لا يسقط بحال ومن عجز عنه طِيْفَ فيه محمولاً، «ثم لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ»، كما أن في الطواف حوله تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي طاف حوله، وبيت الله والطواف حوله هو أعظم مكان للتضرع والدعاء، ففيه يلتجئ الطائف إلى حمى الله تعالى ويقرع باب إحسانه يلتمس العفو عن السيئات ويسأله الفوز بالجنات، فهو مكان تسكب فيه العبرات، وتقال فيه العثرات، وتتنزل فيه الرحمة على العباد من الرب الكريم.

الحجر الأسود

يعد أشرف حجر على وجه الأرض، وهو أشرف أجزاء البيت الحرام.. قال صلى الله عليه وسلم «إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب».

مقام إبراهيم

مقام إبراهيم هو الحجر الذي قام عليه نبي الله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين ارتفع بناؤه للبيت، وشق عليه تناول الحجارة، فكان يقوم عليه ويبني، وإسماعيل عليه السلام يناوله الحجارة، كما قام عليه أيضاً «خليل الرحمن» للنداء والأذان بالحج في الناس.

وفي هذا الحجر المكرم أثر قدمي إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، حيث جعل الله تعالى تحت قدميه من ذلك الحجر في رطوبة الطين حتى غاصت فيه قدماه ليكون ذلك آية بينة ظاهرة.

والمقام هو الحجر الذي يعرفه الناس إلى اليوم عند الكعبة المشرفة الذي يصلون خلفه ركعتي الطواف «واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى».

حِجْر إسماعيل

يسمي حِجْر إسماعيل أيضًا بالحطيم, هو بناء على شكل نصف دائرة، أحد طرفيه محاذٍ للركن الشمالي، والآخر محاذٍ للركن الغربي، ويقع شمال الكعبة الشريفة، ويبلغ ارتفاعه عن الأرض 1.30 متر.

اعتبر «الحِجْر» منزلًا لإسماعيل وأمه عليهما السلام, وقد ذكرت بعض الأخبار أن إسماعيل وأمه مدفونان في هذا المكان لهذا سمى بحجر إسماعيل.

ويعد حِجْر إسماعيل في الأساس جزءاً من الكعبة المشرفة, فحين أعادت قريش بناء الكعبة بما لديها من أموال قصر بهم الحال إلى ما هي الكعبة اليوم وأحاطوا باقي المنطقة بجدار مقوس ليطوف المعتمرون من حوله.

وقيل سمي بهذا الاسم؛ لأن إسماعيل عليه السلام قد اتخذ إلى جوار الكعبة حجرًا، وهو عريش من أراك، وهي الشجرة التي يتخذ منها السواك، وقيل سُمِّي بذلك؛ لأن قريشًا في بنائها تركت من أساس إبراهيم- عليه السلام، وحجرت على الموضع ليعلم أنه من الكعبة.

بئر زمزم

يُعَدُّ بئر زمزم أحد المشاعر المقدسة داخل المسجد الحرام، وهي أشهر بئر على وجه الأرض لمكانتها الروحية المتميزة وارتباطها في وجدان المسلمين عامة، والمؤدين لشعائر الحج والعمرة خاصة.

بئر زمزم هي تلك البئر المباركة التي فجرها جبريل عليه السلام بعقبه لإسماعيل وأمه عليهما السلام، حيث تركهما خليل الله إبراهيم عليه السلام في ذلك الوادي القفر الذي لا زرع فيه ولا ماء، وذلك حين نفد ما معهما من زاد وماء، وجهدت السيدة هاجر وأتعبها البحث ساعية بين الصفا والمروة ناظرة في الأفق البعيد علها تجد مغيثًا يغيثها، فلما آيست من الخلق أغاثها الله عز وجل بفضله ورحمته.

ولبئر زمزم من الفضل ما لا يعد ولا يحصى، فهو سيد المياه وأشرفها، وأجلها قدرًا، وأحبها إلى النفوس، وأغلاها ثمنًا، وأنفسها عند الناس.. ماء زمزم لما شُرب له»، و«خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم»، سميت بئر زمزم بهذا الاسم لكثرة مائها، وقيل: لاجتماعها؛ لأنه لما فاض منها الماء على وجه الأرض قالت هاجر للماء: زم زم، أي: اجتمع يا مبارك، فاجتمع فسميت زمزم، وقيل: لأن هاجر زمت بالتراب لئلا يأخذ الماء يميناً وشمالاً، فقد ضمت هاجر ماءها حين انفجرت وخرج منها الماء وساح يميناً وشمالاً، فمنع بجمع التراب حوله.

رمي الجمرات

رمي الجمرات اقتداء بنبي الله الخليل ابراهيم عليه السلام، لما رواه أحمد وابن خزيمة والبيهقي وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «جاء جبريل عليه السلام إلى إبراهيم عليه السلام ليريه المناسك، قال: ثم أتى به منى فعرض له الشيطان عند الجمرة الأولى، فقال له جبريل عليه السلام خذ سبع حصيات فارمه وكبر مع كل حصاة، ففعل ذلك فساخ الشيطان ـ أي دخل الأرض ـ ثم عرض له عند الجمرة الثانية وجمرة العقبة، فأمره بمثل ذلك ففعل فساخ الشيطان».

وبذلك يتبين أن سبب الرمي هو رمي إبراهيم عليه السلام للشيطان الرجيم في هذه المواضع، ثم بقي الرمي منسكاً يتعبد به بعده عليه الصلاة والسلام، وقد شرعه لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله وهو كالسعي.

المواقيت

من حكمة الله تعالى أنه جعل للحج مواقيت، مواقيت مكانية ومواقيت زمانية، فالمواقيت الزمانية أجملها الله بقوله: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ» أي: زمن الحج إنما يكون في أشهر معلومات، معلومات للأمة، أعلمهم بها النبي صلى الله عليه وسلم وعلم بها الناس أيضاً قبل الإسلام مما ورثوه؛ فلذلك لا يصح الإحرام بالحج إلا في أشهره.

وفيما يتعلق بمواقيت الحج المكانية فقد بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بأن لأهل كل جهة ميقات، فمن جاء من نجد وجهة المشرق جعل ميقاتهم قرن المنازل الذي يعرف الآن بالسيل الكبير، ومن جاء من جهة المدينة وجهة الشمال فميقاته من ذي الحليفة، ومن جاء من مصر والشام والمغرب فميقاتهم من الجحفة ومن جاء من جهة الجنوب من اليمن والتهم وتلك الأماكن فميقاتهم من يلملم.

وقد جعل الله تعالى هذه المواقيت محيطة بالحرم من جهاته الأربع، وإن كان هناك جهات لا تمر بالميقات، فإنهم يحاذون أقرب ميقات إليهم ويحرمون منه، فأهل العراق لهم ميقات اسمه ذات عرق، ويعرف الآن بالضريبة، وأهل خراسان وأهل الهند والسند وأهل البلاد الشرقية يحرمون من قرن المنازل.

فهذه المواقيت محيطة بجهات الحرم «الأربع» فمن مر معها وهو قاصد مكة لأجل حج أو عمرة فعليه أن يحرم، ولا يتجاوز الميقات إلا بعدما يحرم، ومن كان من دونها فإنه يحرم من بيته إذا كان منزله أقرب منها.

الأشواط السبعة

حكمة هذا العدد أنه لما كان للوترية أثر عظيم في التذكير بالوتر الصمد الواحد الأحد، وكان للسبعة منها مدخل عظيم في الشرع، الذي جعل تكبير صلاة العيد وترًا، وجعل سبعًا في الأولى لذلك، وتذكيرًا بأعمال الحج السبعة من الطواف، والسعي، والجمار تشريفًا إليها، وتذكيرًا بخالق هذا الوجود بالتفكر في أفعاله المعروفة من خلق السماوات السبع والأرضين السبع وما فيها من الأيام السبع.

التحلل من الإحرام

المقصود بالتحلل هنا الخروج من الإحرام وحل ما كان محظورًا عليه وهو محرم.. وهو قسمان: تحلل أصغر، وتحلل أكبر، ويكون التحلل برمي جمرة العقبة، والنحر، والحلق أو التقصير.. ويحل بهذا التحلل لبس الثياب وكل شيء ما عدا النساء بالإجماع، والطيب عند البعض، والصيد عند المالكية

الحلق والتقصير

الحلق أو التقصير من واجبات الحج والعمرة، «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ»

وشرع الله عز وجل الحلق أو التقصير بعد اكتمال أعمال العمرة؛ ليتحلل به المحرم من إحرامه، ويحل له ما كان محظوراً عليه من قبل إحرامه.

كما شرعه الله بعد غالب أعمال الحج؛ ليتحلل به المحرم من إحرامه بالحج، وإنما عجل به قبل الانتهاء من أعمال الحج خشية الوقوع في محظورات الإحرام إذا طال به أمد المنع، وفيه إشعار بتسليم الرقاب لرب العباد بعد حلاوة الطاعة.

يوم التروية

هو الثامن من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي يذهب فيه الحجاج إلى مِنى للمبيت بها، وسُمي بذلك لأنهم كانوا يتروون من الماء فيه يعدونه ليوم عرفة، وقيل: سُمي بذلك لأن إبراهيم عليه السلام رأى تلك الليلة في المنام ذبح ابنه، فأصبح يروي في نفسه أهو حلم؟ أم من الله؟ فسمي يوم التروية.

 

مقالات مشابهة

  • ندوة توعوية للائمة والوعاظ بوزارة الأوقاف بمياة الإسكندرية
  • وزارة الأوقاف لـرؤيا: تفويج جميع الحجاج الأردنيين إلى مكة المكرمة
  • الحجاج المصريون يشيدون بأداء أئمة وواعظات الأوقاف: يشرحون المناسك بكل يسر وسهولة
  • إنعقاد برنامج البناء الثقافي لأئمة الأوقاف بسوهاج
  • "فضائل قضاء الحوائج وتفريج الكروب" ندوة بأوقاف سوهاج
  • أيام معدودات من الشعائر والمشاعر
  • زراعة الغربية تعقد ندوة إرشادية للحملة القومية للنهوض بمحصول الذرة
  • ندوة تثقيفية للأئمة والواعظات بالبحر الأحمر
  • ندوة تثقيفية للأئمة والواعظات بأوقاف البحر الأحمر
  • في ظلال طوفان الأقصى “77”