يواجه سكان غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يشكلون 80% من جميع الأشخاص الذين يعانون من المجاعة على مستوى العالم، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ 108 أيام.

ووفق تقارير أممية، فإن الجوع والبرد يودي بحياة الأبرياء في غزة، وربع سكان القطاع يواجهون خطر الأمن الغذائي، فصلا عن أن هناك أطفال ماتوا من الجوع.

كما أن الكثير من النازحين يعانون من الجوع والبرد، ويضطرون للاشتراك في الغطاء الواحد للنجاة.

وأمام ذلك، لجأ الفلسطينيون لأعلاف الحيوانات، بديلا للقمح في صناعة الخبز.

ووفقا لشبكة "قدس" الإخبارية، فإنه بعد نفاد مخزون القمح والأرز من الأسواق، بدأت العائلات الفلسطينية في طحن الحبوب المخصصة لعلف الحيوانات للحصول على الخبز.

يقول محمد أسعد، الذي ينحدر من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ونزح إلى مدينة غزة، إن "عائلته أصبحت تأكل من أعلاف الحيوانات بعد طحنها لتحويلها إلى شيء مشابه للدقيق يمكن أن يتناوله الأطفال".

فيديو | "الفلسطينيون يلجؤون لأعلاف الحيوانات بديلا للقمح في صناعة الخبز"

مراسلة #الإخبارية: الجوع والبرد يودي بحياة الأبرياء في غزة وربع سكان القطاع يواجهون خطر الأمن الغذائي #عين_الخامسة pic.twitter.com/xMwKam8GwA

— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) January 21, 2024

اقرأ أيضاً

إيكونوميست: المساعدات الخارجية غير كافية لتفادي المجاعة بغزة

ويضيف، أن "عائلته لم تتناول أي نوع من اللحوم منذ أكثر من شهر، وكانت تكتفي بتناول وجبة واحدة من الخبز وبعض الزيتون الذي صنعوه قبل الحرب".

ويشير إلى أن سعر كيس الدقيق بوزن 25 كيلوجراماً، وصل إلى أكثر من 500 شيكل (130 دولاراً)، مضيفاً "مع الأسف لم نعد نمتلك النقود لنشتريه بهذا السعر، ولا الدقيق أصبح متوفراً أصلاً حتى لو بسعر باهض".

أما الخمسيني نبيل عيسى، فيقول إنه بات يخشى على عائلته من الموت، بعد أن أصبحت العائلة مضطرة لتناول أطعمة غير صحية تماماً، لمواجهة أزمة الجوع المستفحلة في شمال غزة.

ويضيف: "في بداية الحرب، كنا نجد بعض الطعام من الخضراوات والبرتقال التي نقطفها من بيارات مزروعة في مناطق شمال قطاع غزة، لكن الآن كل هذه الخيارات نفدت تماماً".

ويتابع: "حتى طعام الحيوانات الذي كنا نأكله نفد"، مشيراً إلى أن عدم توفر الأدوية أيضاَ شكّل تحدياً إضافياً أمام حياة سكان مناطق شمال غزة.

ومنذ شنت إسرائيل هجومها على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أدت الحملة العسكرية إلى سحق قسم كبير من الأراضي، وتشريد أكثر من 80% من سكان القطاع الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

مشهد لا يمكن تصوره.. الجوع يُجبر أهالي شمالي غزة على طحن أعلاف الحيوانات لصناعة الخبز وسدّ رمقهم. pic.twitter.com/tHuziGLRkA

— TRT عربي (@TRTArabi) January 21, 2024

اقرأ أيضاً

نازحو غزة.. ظروف معيشية مميتة وسط مجاعة مستمرة

ولم يسمح الحصار الإسرائيلي إلا بدخول قدر ضئيل من المساعدات إلى غزة، وأدى إلى انتشار الجوع وتفشي الأمراض، وفقًا لمسؤولين في الأمم المتحدة.

وأمام ذلك، قامت مؤسسة "عطايا الخيرية" بخبز آلاف الأرغفة في مدينة رفح، حيث قامت الفرق بتجميعها وتوزيعها على الأشخاص الذين يعيشون في مخيمات النزوح.

وقال مدير المؤسسة إبراهيم عسيفان، إن الفكرة وراء مشروع توزيع الخبز، هي مساعدة أولئك الذين نزحوا بسبب الصراع.

وأضاف: "أنشئت الحملة لخدمة أهلنا النازحين في الملاجئ والخيام. نقوم بجمع التبرعات والدعم يوميًا لاستمرارية تشغيل هذا المخبز، ونهدف إلى زيادة الكمية لخدمة عدد أكبر من النازحين".

حاليًا، ينتج المخبز الذي أنشأه الفريق في رفح حوالي 2200 رغيف خبز يوميًا.

وقال عسيفان إنهم يخططون لفتح موقع جديد بهدف مضاعفة الكمية التي يمكنهم إنتاجها، مشيرًا إلى أن المشروع يحظى بدعم من عدة دول منها تركيا والإمارات العربية المتحدة وفرنسا.

المجاعة تجتاح قطاع غزة لا ماء ولا طحين ولا رز ولا أي شيء أصبح الناس هناك يطحنوا أعلاف الحيوانات ويأكلوها، وكل هذا يحدث أمام أنضار 57 دولة عربية وإسلامية..!!!!
ألا لعنة الله على اليهود ومن يواليهم أو يسكت على جرائمهم ولا يحرك ساكناً. pic.twitter.com/Iy8g8Q76PD

— عبدالقادر المرتضى (@abdulqadermortd) January 21, 2024

اقرأ أيضاً

ذا إيكونوميست: غزة في طريقها لدخول مجاعة عنيفة ويجب وضع استراتيجية لدخول المساعدات

وأعرب النازحون الفلسطينيون في المدينة عن صعوباتهم في العثور على الطعام.

وقال أحمد النشوي بعد حصوله على كيس خبز من المتطوعين: "الوضع صعب.. صعب للغاية، إنها مجاعة".

وفي وقت سابق، طالبت 3 وكالات تابعة للأمم المتحدة، إسرائيل السماح بالوصول إلى ميناء أسدود (شمال غزة) لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.

جاء في بيان مشترك صادر عن برنامج "الأغذية العالمي" و"يونيسف" ومنظمة "الصحة العالمية"، بأن إيصال المواد الغذائية والإمدادات إلى سكان شمال غزة المحاصرين الذين يواجهون خطر المجاعة بشكل متزايد، يعتمد أيضا على فتح طرق جديدة لإدخال المساعدات.

وأفاد البيان بأن استخدام أسدود الواقعة على بعد حوالي 40 كيلومترا شمال حدود غزة "سيسمح بشحن كميات أكبر بكثير من المساعدات ليتم بعد ذلك إدخالها على متن شاحنات إلى المناطق الشمالية من غزة الأكثر تضررا والتي لم تنجح غير بضع قوافل في الوصول إليها".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأحد نحو 25 ألفا و105 شهداء، و62 ألفا و681 مصابا، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 ملايين شخص، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً

الآباء تبيع ممتلكاتها لشراء الغذاء.. الصحة العالمية ويونيسيف تحذران من مجاعة في غزة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: القمح مجاعة غزة حرب غزة سکان القطاع اقرأ أیضا شمال غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: اليمن على حافة مجاعة غير مسبوقة ومليون طفل مهددون بالموت جوعًا

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أطلق توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، تحذيرًا شديد اللهجة من تسارع تدهور الأمن الغذائي في البلاد، مشيرًا إلى أن اليمن يقترب بسرعة من حافة مجاعة كارثية قد تطال الملايين، وسط انهيار التمويل الإنساني وتراجع الاستجابة الدولية.

وفي إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، قال فليتشر إن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يعانون حاليًا من الجوع، ومن المرجّح أن يرتفع العدد إلى 18 مليونًا بحلول سبتمبر المقبل، ما يضع اليمن في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية عالميًا.

كما أشار المسؤول الأممي إلى أن أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم، محذرًا من إمكانية ارتفاع الرقم إلى 1.2 مليون طفل بحلول مطلع 2026، وهو ما ينذر بعواقب جسدية وعقلية دائمة لهؤلاء الأطفال.

وأوضح فليتشر أن محافظات حجة، والحديدة، وعمران تسجّل معدلات انزلاق خطيرة نحو حالة تشبه المجاعة، في ظل تراجع حاد في التمويل الإنساني، مما يحدّ من قدرة الوكالات الدولية على تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، ويُعطل تقديم خدمات حيوية مثل الصحة والتغذية والحماية.

وحذّر من أن 6.2 مليون امرأة وفتاة يواجهن تهديدات متزايدة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، في ظل غياب الدعم الكافي لبرامج الحماية.

بصيص أمل من تعز

ورغم قتامة المشهد، لفت فليتشر إلى بعض التطورات الإيجابية، مشيرًا إلى اتفاق مشترك في محافظة تعز بين السلطات على جانبي خطوط التماس لإدارة شبكات المياه، ما مكّن عشرات الآلاف من الأسر من الوصول إلى مياه الشرب للمرة الأولى منذ سنوات.

وأوضح أن صندوق اليمن الإنساني استثمر مليوني دولار لربط نحو 90 ألف شخص، بينهم نازحون، بشبكات مياه موثوقة، مع خطة لتوسيع المشروع ليشمل أكثر من 600 ألف شخص في المحافظة خلال المرحلة المقبلة.

كما أشار إلى إعادة فتح طريق رئيسي بين عدن وصنعاء، الأمر الذي ساهم في تخفيف معاناة التنقل بين المدينتين، وربط المجتمعات المحرومة بالخدمات الأساسية.

دعوة لتحرك دولي عاجل

واختتم فليتشر إحاطته بدعوة صريحة لمجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل، مطالبًا بـ: زيادة فورية في التمويل لتوسيع نطاق الدعم الغذائي والتغذوي، والإفراج غير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المحتجزين، وضرورة تعزيز حماية المدنيين والعاملين الإنسانيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وفقًا للقانون الدولي الإنساني.

وأكد أن الموقف في اليمن “لم يكن بهذا السوء منذ ما قبل هدنة الأمم المتحدة في 2022″، محذرًا من أن الوقت ينفد، وأن ملايين الأرواح باتت في الميزان.

مقالات مشابهة

  • بسام الدخيل يقترح: الشباب بديلاً للهلال في كأس السوبر.. فيديو
  • اليونيسيف تحذر من تفاقم سوء التغذية الحاد بين الأطفال في دارفور
  • الجعدي يحذر من مجاعة في عدن ويدعو التحالف للتدخل
  • السودان.. اتهامات بجرائم حرب في دارفور وتحذيرات أممية من مجاعة واسعة بين الأطفال
  • ضحايا الجوع والقصف.. الاحتلال يستهدف منتظري المساعدات في رفح الفلسطينية
  • حركة مسلحة تنفذ حملة تجنيد واسعة شمال دارفور
  • مشروع قانون جديد لحماية الحيوانات الضالة والوقاية من أخطارها
  • يونيسف: سكان غزة يتضورون جوعا جراء قصف مراكز المساعدات
  • مجاعة وشيكة في اليمن: أكثر من 17 مليون جائع ومليون طفل يواجهون خطر الموت
  • الأمم المتحدة: اليمن على حافة مجاعة غير مسبوقة ومليون طفل مهددون بالموت جوعًا