الأمم المتحدة: اليمن على حافة مجاعة غير مسبوقة ومليون طفل مهددون بالموت جوعًا
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
أطلق توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، تحذيرًا شديد اللهجة من تسارع تدهور الأمن الغذائي في البلاد، مشيرًا إلى أن اليمن يقترب بسرعة من حافة مجاعة كارثية قد تطال الملايين، وسط انهيار التمويل الإنساني وتراجع الاستجابة الدولية.
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، قال فليتشر إن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يعانون حاليًا من الجوع، ومن المرجّح أن يرتفع العدد إلى 18 مليونًا بحلول سبتمبر المقبل، ما يضع اليمن في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية عالميًا.
كما أشار المسؤول الأممي إلى أن أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم، محذرًا من إمكانية ارتفاع الرقم إلى 1.2 مليون طفل بحلول مطلع 2026، وهو ما ينذر بعواقب جسدية وعقلية دائمة لهؤلاء الأطفال.
وأوضح فليتشر أن محافظات حجة، والحديدة، وعمران تسجّل معدلات انزلاق خطيرة نحو حالة تشبه المجاعة، في ظل تراجع حاد في التمويل الإنساني، مما يحدّ من قدرة الوكالات الدولية على تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، ويُعطل تقديم خدمات حيوية مثل الصحة والتغذية والحماية.
وحذّر من أن 6.2 مليون امرأة وفتاة يواجهن تهديدات متزايدة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، في ظل غياب الدعم الكافي لبرامج الحماية.
بصيص أمل من تعز
ورغم قتامة المشهد، لفت فليتشر إلى بعض التطورات الإيجابية، مشيرًا إلى اتفاق مشترك في محافظة تعز بين السلطات على جانبي خطوط التماس لإدارة شبكات المياه، ما مكّن عشرات الآلاف من الأسر من الوصول إلى مياه الشرب للمرة الأولى منذ سنوات.
وأوضح أن صندوق اليمن الإنساني استثمر مليوني دولار لربط نحو 90 ألف شخص، بينهم نازحون، بشبكات مياه موثوقة، مع خطة لتوسيع المشروع ليشمل أكثر من 600 ألف شخص في المحافظة خلال المرحلة المقبلة.
كما أشار إلى إعادة فتح طريق رئيسي بين عدن وصنعاء، الأمر الذي ساهم في تخفيف معاناة التنقل بين المدينتين، وربط المجتمعات المحرومة بالخدمات الأساسية.
دعوة لتحرك دولي عاجل
واختتم فليتشر إحاطته بدعوة صريحة لمجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل، مطالبًا بـ: زيادة فورية في التمويل لتوسيع نطاق الدعم الغذائي والتغذوي، والإفراج غير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المحتجزين، وضرورة تعزيز حماية المدنيين والعاملين الإنسانيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وفقًا للقانون الدولي الإنساني.
وأكد أن الموقف في اليمن “لم يكن بهذا السوء منذ ما قبل هدنة الأمم المتحدة في 2022″، محذرًا من أن الوقت ينفد، وأن ملايين الأرواح باتت في الميزان.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الحرب الحوثيون المجاعة اليمن
إقرأ أيضاً:
17 مليون شخص في اليمن يواجهون الجوع
أحمد عاطف (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلةقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، أمس، إن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يعانون الجوع، بينهم أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة يعانون «سوء تغذية حاد يهدد حياتهم».
وأضاف فليتشر، في إفادته أمام مجلس الأمن الدولي، بأن أزمة الأمن الغذائي في أفقر دول العالم العربي تتفاقم منذ أواخر عام 2023، وحذر من أن عدد الجوعى قد يرتفع إلى أكثر من 18 مليون شخص بحلول سبتمبر المقبل، في حين قد يزداد عدد الأطفال المصابين بسوء تغذية حاد إلى 1,2 مليون مطلع العام المقبل، ما يعرض الكثيرين منهم لخطر ضرر دائم في القدرات الجسدية والذهنية.
وبحسب الخبراء الذين يضعون «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي»، وهو من أبرز المراجع الدولية في تقييم مستويات الجوع، فإن أكثر من 17 ألف يمني يصنفون ضمن أسوأ ثلاث مراحل من انعدام الأمن الغذائي، مرحلة الأزمة أو ما هو أسوأ.
وأوضح فليتشر أن «الأمم المتحدة لم تشهد هذا المستوى من الحرمان منذ ما قبل الهدنة التي رعتها المنظمة الدولية في أوائل عام 2022».
وأشار إلى أن «هذه الأزمة تتزامن مع تراجع حاد في تمويل المساعدات الإنسانية على مستوى العالم، ما يعني خفض أو قطع المساعدات الغذائية».
ووفقاً للأمم المتحدة، لم تتلق خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2024، والتي تبلغ قيمتها 2,5 مليار دولار، سوى 222 مليون دولار فقط حتى منتصف مايو، أي نحو 9% فقط من التمويل المطلوب.
بدورها، حذرت نائبة منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن «أوتشا»، إيمان شنقيطي، في تصريح خاص لـ «الاتحاد» من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، في ظل انهيار البنية التحتية، وغياب الأمن الغذائي، وانتشار الأوبئة، مشيرة إلى أن 3.5 مليون طفل وامرأة حامل أو مرضعة يعانون سوء تغذية حاداً، مما يُنذر بعواقب صحية وخيمة قد تمتد لأجيال قادمة.
وأوضحت شنقيطي، أنه وفقاً للخطة الأممية، فإن أكثر من 17 مليون يمني يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، من بينهم 5 ملايين في مراحل متقدمة من الجوع.
وأشارت إلى أن القطاع الصحي يُعاني تدهوراً كبيراً، إذ إن 40 % من المرافق الصحية خارج الخدمة، في حين تراجعت تغطية برامج التلقيح إلى أقل من 50 %، مما أسهم في تسجيل اليمن أحد أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة.
وقالت المسؤولة الأممية، إن «ما نراه ليس مجرد أرقام، بل معاناة يومية لأطفال لا يجدون قوتهم، ونساء يعانين الهزال، وسط غياب الرعاية الصحية والخدمات الأساسية».
وأضافت أن أوضاع النازحين داخلياً تُعد من أكثر جوانب الأزمة تعقيداً، حيث بلغ عددهم 4.8 مليون شخص، مما يضع اليمن ضمن الدول الـ5 الأعلى عالمياً في هذا المؤشر، موضحة أن نحو 93% من حالات النزوح المسجلة خلال العام الماضي كانت ناجمة عن صدمات مناخية، مثل الفيضانات والجفاف.
وناشدت شنقيطي المجتمع الدولي للتحرك العاجل من أجل إنقاذ ملايين اليمنيين، مشددةً على حاجة اليمن إلى التزام دولي لا يقتصر على المساعدات الطارئة، بل يمتد إلى دعم مستدام يمكن السكان من استعادة كرامتهم وبناء مستقبل أفضل.
وبحسب التقديرات الأممية، فإن نحو 40% من مواقع النزوح في اليمن تواجه مخاطر متعددة، من بينها الحرائق والفيضانات، في ظل غياب المرافق الأساسية والمأوى الآمن، إضافة إلى معاناة النازحين من أوضاع صحية كارثية، إذ تم تسجيل أكثر من 253 ألف إصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد، في العام الماضي، نتج عنها 670 حالة وفاة، وسط نقص حاد في الأدوية والكادر الطبي داخل المستشفيات.