قال السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، إن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي غير مؤهل لعمل سلام في ضوء رفضه إقامة دولة فلسطينية، فضلا عن أن أعضاء حكومته يتخذون مواقف عديدة لها طابع عنصري هدام وغير مشروع.

واستعرض فهمي في كلمته بالندوة التي عقدتها لجنة الشؤون العربية في نقابة الصحفيين، نحو 9 مقترحات لحل أزمة قطاع غزة أبرزها وقف إطلاق النار الفوري وإطلاق سراح المحتجزين وإعادة إعمار القطاع، فضلا عن ترتيب «فلسطيني إسرائيلي» لعدم استخدام العنف وإشراف قوات دولية على مراقبة الأوضاع وتدريب كوادر فلسطينية لتولي المهمة.

كما أكد أهمية وجود اتفاق فلسطيني فلسطيني لإدارة قطاع غزة ووضع خطة متكاملة على غرار مشروع مارشيل لدعم دولي وعربي، وإصدار إعلان دولي باعتراف دولة فلسطين تحت الاحتلال.

كما دعا لعقد انتخابات فلسطينية قبل انتهاء 2024، وكذلك تأكيد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على الالتزام بحل سلمي على أساس دولتين ذات سيادة مستقلة.

وشدد السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، أنه يجب ترجمة بيان قمة العرب الأخيرة التي عقدت في الرياض بخصوص العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من أقوال إلى أفعال.

وتناول فهمي في كلمته خلال الندوة التي نظمتها لجنة الشؤون العربية في نقابة الصحفيين تبعات الأحداث الأخيرة في غزة على الوضع الإقليمي والمصري، وقال: «على العرب مواصلة التحرك لتحقيق السلام الشامل والعادل رغم كل الصراخ وترجمة بيان قمة العرب من أقوال إلى أفعال».

وزير الخارجية الأسبق: أي اضطراب في المنطقة يؤثر على الأمن القومي للمصري

ولفت إلى التأثير على المصالح المصرية، خاصة في ظل الحديث عن أن أفضل وسيلة لتحقيق المصلحة المصري هي الابتعاد عن الأزمات، مؤكدا على أنه لا توجد سياسة خارجية لأي دولة وضعها الداخلي غير مستقر، وإنما هناك ظروف لكل دولة تحدد حجم التفاعل بين وضعها الداخلي والخارجي.

وتابع وزير الخارجية الأسبق: «السياسة الخارجية المصرية ليست مسألة اختيارية فنحن دولة نعيش في آسيا وإفريقيا وأي اضطراب في المنطقة يؤثر مباشرة على الأمن القومي المصري وعليه فيجب أن تتبع سياسة خارجية مستقيمة قوية الموقف وثرية الرؤية».

وأشار فهمي إلى أن مصر تأثرت سلبيا بالاضطراب الأمني والسياسي في الشرق الأوسط ووصلت إلى مرحلة عالية الخطورة، خاصة وأنها تعتمد على استيراد جزء كبير من غذائها كما أنه هناك تأثيرات طالت قناة السويس.

وأكد فهمي أن الريادة المصرية عمليا أساساها ريادة فكرية وليست ريادة مادية متلخصة في تقديم مساعدات وفي اعتقادي أن مصر قادرة على استعادة الكثير من ذلك، ولا توجد دولة في الشرق الأوسط لديها العمق للفكري والحضاري كمصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين نبيل فهمي اتفاق فلسطيني لجنة الشئون العربية وزیر الخارجیة الأسبق

إقرأ أيضاً:

العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يفجر أزمة مناخية.. ما القصة؟

تجاوزت انبعاثات البصمة الكربونية للأشهر الخمسة عشر الأولى من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لانبعاثات السنوية لغازات الدفيئة التي تصدرها مئة دولة حول العالم.

وفي تقرير بحثي جديد حصلت عليه صحيفة الغارديان البريطانية ونشرته بشكل حصري، رسمت الدراسة، التي تعد من بين الأدق والأشمل من نوعها، صورة مروعة ليس فقط عن المأساة الإنسانية بل عن الكارثة المناخية التي تخلفها آلة الحرب في الشرق الأوسط.

ونشرت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين البريطانيين والأمريكيين على شبكة أبحاث العلوم الاجتماعية، قدّرت أن التكلفة المناخية الإجمالية لتدمير غزة ثم إعادة إعمارها قد تصل إلى أكثر من 31 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهذا الرقم وحده يتجاوز الانبعاثات الكاملة التي سجلتها دول مثل كوستاريكا وإستونيا في عام 2023.

ما يجعل هذه الأرقام أكثر صدمة هو أن الدول غير مُلزَمة بالإبلاغ عن الانبعاثات الناتجة عن أنشطتها العسكرية إلى هيئات الأمم المتحدة المعنية بالمناخ، مما يترك فجوة ضخمة في جهود التصدي لتغير المناخ.


تفاصيل الانبعاثات: من الجو إلى الأرض
وحسب التقرير، فإن القصف الجوي الإسرائيلي والغزو البري لغزة مسؤولان عن أكثر من 99 بالمئة من إجمالي الانبعاثات البالغة حوالي 1.89 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون خلال الفترة من تشرين الأول / أكتوبر 2023 حتى وقف إطلاق النار المؤقت في كانون الثاني / يناير 2025.

وأضاف الدارسة أن 50 بالمئةمن الانبعاثات ناتجة عن الأسلحة والذخائر الإسرائيلية، بينما لا تتجاوز مساهمة حماس 0.2 بالمئة فقط من الانبعاثات المباشرة، رغم استخدامها للصواريخ والمخابئ.

أما الشحنات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل، والتي بلغت حوالي 50 ألف طن من العتاد، فقد ساهمت وحدها في 30 بالمئة من الانبعاثات خلال تلك الفترة، خاصة بسبب الشحن الجوي من مستودعات الأسلحة في أوروبا.

الطاقة في غزة: من الشمس إلى الديزل
وشهدت غزة، التي كانت تعتمد على الطاقة الشمسية لتوليد ربع احتياجاتها من الكهرباء، تدمير معظم ألواحها الشمسية ومحطتها الكهربائية الوحيدة، وما تبقى من الطاقة ينتج اليوم عبر مولدات ديزل، أطلقت وحدها أكثر من 130 ألف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، أي 7 بالمئة من إجمالي انبعاثات الصراع.


المساعدات: مأساة مزدوجة
ودخلت حوالي 70 ألف شاحنة مساعدات إلى غزة خلال الفترة المذكورة، بحسب التقرير، لكنها ساهمت في أكثر من 40 بالمئة من إجمالي الانبعاثات، رغم أن الأمم المتحدة وصفت هذه المساعدات بأنها "غير كافية على الإطلاق" لتلبية احتياجات 2.2 مليون فلسطيني نازح.

الإعمار: ثمن بيئي باهظ
ويولد إعادة إعمار ما دمرته الحرب حوالي 29.4 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو رقم يعادل انبعاثات أفغانستان طوال عام 2023. ويشمل هذا الرقم تكلفة إزالة 60 مليون طن من الأنقاض السامة وبناء 436 ألف شقة و700 مدرسة ومسجد ومؤسسات أخرى.

انبعاثات النزاعات الإقليمية
الدراسة لم تقتصر على غزة فقط، بل تناولت أيضًا التوترات الإقليمية:
الحوثيون أطلقوا نحو 400 صاروخ على إسرائيل خلال الفترة نفسها، مولدة حوالي 55 طنًا من الانبعاثات، في حين أنتج الرد الإسرائيلي 50 ضعفًا من تلك الانبعاثات.

تبادل الصواريخ بين إسرائيل وإيران ولّد أكثر من 5000 طن من ثاني أكسيد الكربون، 80 بالمئة منها من الجانب الإسرائيلي.

وفي لبنان، أسفرت القذائف الإسرائيلية عن 90 بالمئة من إجمالي انبعاثات الحرب في الجنوب اللبناني، فيما ساهمت صواريخ حزب الله بـ8 بالمئة فقط.

أبعاد إنسانية ومناخية
قالت أستريد بونتس، المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيئة صحية، إن هذا التقرير "يؤكد الحاجة الملحة إلى وقف الفظائع المتصاعدة، وضمان امتثال إسرائيل وجميع الدول للقانون الدولي، بما في ذلك أحكام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية."

وأضافت: "سواء تم توصيف ما يحدث بالإبادة الجماعية أم لا، فإن التأثير الحاصل لا يهدد فقط الحياة في غزة، بل يمتد ليشكل تهديدًا لحقوق الإنسان والمناخ في العالم بأسره."


أبعاد سياسية وصناعية
أشارت زينة آغا، الباحثة في شبكة السياسات الفلسطينية، إلى أن الحرب ليست مسؤولية إسرائيل وحدها، بل تُعتبر أيضًا "حربًا أمريكية وبريطانية وأوروبية"، نظرًا للدعم العسكري غير المحدود الذي تلقته إسرائيل من تلك الدول.

وأكدت أن الاحتلال الإسرائيلي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمجمع العسكري الصناعي الغربي، وأن الكلفة المناخية ليست إلا أحد أوجه الأزمة الشاملة التي يعاني منها الفلسطينيون والعالم.

تغييب المحاسبة
رغم فداحة الأرقام، فإن الغياب التام لأي التزام دولي يُلزم الدول بالإبلاغ عن الانبعاثات الناتجة عن أنشطتها العسكرية، يعني أن هذه الكوارث المناخية تمر دون حساب، وتُبقي الباب مفتوحًا أمام المزيد من الدمار البيئي الممنهج.

مقالات مشابهة

  • عراقجي: تسلمنا مقترحات الجانب الأمريكي عبر وزير الخارجية العماني
  • وزير الخارجية: نضغط بكل قوتنا لإنهاء الحرب على غزة
  • وزير الخارجية: من غير المقبول استخدام الجوع كسلاح ضد الفلسطينيين في غزة
  • صحة غزة: نعمل ضمن خيارات محدودة إثر أزمة توفير الكهرباء للمستشفيات
  • مصر.. وزير الخارجية يجتمع بالسفراء الأوروبيين لعرض أزمة دير سانت كاترين
  • أزمة شمال البصرة.. وزير النفط لشفق نيوز: مستمرون بنقل مياه الشرب
  • العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يفجر أزمة مناخية.. ما القصة؟
  • روسيا تحذر أوكرانيا: خياركم بين التفاوض أو الهزيمة في ساحة القتال
  • وزير الشباب الأسبق: تصفية الحسابات في المنظومة الرياضية مش مقبول
  • خالد عكاشة: الأوضاع في غزة معقدة.. ونتنياهو يستخدم الحرب لتثبيت حكومته