يتعايش بدو سانت كاترين المسلمين الذين يخدمون الدير في محبة وود مع رهبان دير سانت كاترين، على مدار التاريخ كلا منهما يؤدي عبادته لله، البدو المسلمين يؤدون صلواتهم داخل المسجد الفاطمي والراهبان يتعبدون في كنيسة الدير .


يقول رمضان الجبالي  حامل مفتاح دير سانت كاترين إن البدو المسلمين الذين يخدمون الدير يعيشون في محبة وسلام مع رهبان الدير رغم أن لكل منهما عقيدته مشيرا إلي أن سانت كاترين أرض السلام والمحبة تخلو من كل مظاهر الجريمة والبغض والكراهية الجميع هنا يصلون معا ويعيشون في سلام .

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية على تميز آثار مصر بالتفرّد والاستثنائية والتى تجسّد تعانق وتواصل الحضارات، ففى الوادى المقدّس طوى جاءت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين لتتبارك بالبقعة المقدّسة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه لتبنى كنيسة فى القرن الرابع الميلادى فى حضن شجرة العليقة الملتهبة، وجاء الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى ليبنى دير طور سيناء فى نفس البقعة ويدخل كنيسة العليقة الملتهبة داخل أسوار الدير وكل من يزورها حتى الآن يخلع نعليه تأسيًا بنبى الله موسى، ثم يتحول اسم الدير إلى دير سانت كاترين بعد العثور على رفات القديسة كاترين على أحد الجبال الذى حمل اسمها ويرتفع 2642 م فوق مستوى سطح البحر، وبعد دخول الإسلام إلى مصر اكتملت منظومة التعانق والتلاقى بين الأديان والحضارات فبنى المسلمون في العصر الفاطمي جامعًا داخل الدير لتلتقى الأديان في بوتقة واحدة.
وكشف  الدكتور ريحان عن سر الصورة المحفوظة فى ذاكرة مصر والعالم والموجودة فى كل الكتب والبروشورات السياحية عن مصر وهى تعانق برج كنيسة التجلى مع مئذنة الجامع الفاطمى عند شجرة العليقة المقدسة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه.


وأوضح أن البرج هو برج الناقوس الذى شيده راهب من سيناء يسمى جريجوريوس عام 1817م، ويشمل 9 أجراس معدنية مهداة من الكنيسة الروسية في العام ذاته، وجرس خشبى قديم يستخدم يوميًا، أمّا الأجراس المعدنية فتستخدم فى الأعياد، وهو البرج الخاص بكنيسة التجلي الكنيسة الرئيسية داخل الدير.


وعن المئذنة أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان أنها مئذنة الجامع الفاطمى الذى شيده داخل الدير الأمير أبو المنصور أنوشتكين الآمرى فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م ناتج العلاقات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين والتى بلغت أوجها فى العصر الفاطمى من خلال منشورات الأمان العديدة بحماية الرهبان وأملاكهم ومصالحهم ليصلى فيه البدو الذين يقومون على خدمة الدير من قبيلة الجبالية، وكذلك المسلمون الذين يسكنون فى ضواحى الدير ويقومون على خدمة الدير من نقل المؤن الخاصة بالدير من ميناء السويس وميناء الطور، وكذلك حماية الرهبان وليصلى فيه الحجاج المسلمون في أثناء زيارتهم الدير مع أشقائهم المسلمين فى طريقهم إلى مكة المكرمة للتبرك بالأماكن المقدسة عند جبل المناجاة، وترك الحجاج المسلمون كتابات تذكارية باقية فى تجويف محراب المسجد حتى الآن.

ونوه الدكتور ريحان إلى أن المئذنة تقع بالركن الشمالى الشرقى من الجامع مبنية من الحجر الجرانيتى غير المنتظم والدبش المتوفر فى المنطقة، مدخلها فى الضلع الغربى من الدورة الأولى ولها درج خشبى من الداخل، ارتفاعها 12م تتكون من دورتين، الأولى 3.50م طولًا، 3م عرضًا تنتهى بشرفة تبرز 50سم عن سمت الحائط الذى يبلغ سمكه 75 سم.
أما الثانية فهى مربعة، طول الضلع فيها 2.55م، وسمك الحائط 45سم، تغطيها قبة ، وتنتمى هذه المئذنة للمآذن ذات الطوابق المربعة المسقط التى عرفت فى العصر الفاطمى ولكنها هنا بشكل أكثر بساطة، وتعتبر أقدم مئذنة باقية من العصر الفاطمى بعد مئذنتا جامع الحاكم بأمر الله بشارع المعز لدين الله.


وأشار الدكتور ريحان إلى وجود أدلة أثرية على بناء الجامع داخل الدير من وجود كرسى شمعدان من الخشب داخل الجامع عليه نص كتابى من عهد الإنشاء فيه اسم منشئ الجامع وهو أبى المنصور أنوشتكين الأمرى، نسبة إلى الخليفة الآمر بأحكام الله الذى بنى هذا الجامع وثلاثة جوامع أخرى، وكذلك وجود نص كتابى محفور على واجهة منبر الجامع بالخط الكوفى يشير إلى بناء الجامع فى عهد الآمر بأحكام الله الموجود اسمه بهذا النص وتاريخ الإنشاء، واسم منشئ هذا المنبر المخصص للجامع وهو الأفضل بن بدر الجمالى عام 500هـ.


تخطيط الجامع مستطيل، جداره الجنوبى 9.88م ، الشمالى 10.28م ، الشرقى 7.37م ، الغربى 7.06م وارتفاعه من الداخل 5.66م، وينقسم إلى ستة أجزاء بواسطة عقود نصف دائرية، ثلاثة عقود موازية لجدار القبلة وأربعة متعامدة عليه ، له ثلاثة محاريب، الرئيسى متوج بعقد ذو أربعة مراكز كالموجود فى الجزء القديم من الجامع الأزهر، وله منبر خشبى آية فى الجمال يعد أحد ثلاثة منابر خشبية كاملة من العصر الفاطمى الأول منبر جامع الحسن بن صالح بالبهنسا ببنى سويف، والثانى منبر الجامع العمرى بقوص كما يشبه المنبر الخشبى بمسجد بدر الدين الجمالى الذى يعود تاريخه إلى 484هـ ، 1091م المنقول من عسقلان إلى الحرم الإبراهيمى بفلسطين.
 

تعانق المسجد والكنيسة FB_IMG_1704613516708 FB_IMG_1704613523618

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المئذنة دير سانت کاترین داخل الدیر الدیر من

إقرأ أيضاً:

إدارات أمن عدد من مديريات إب تحيي ذكرى الولاية

الثورة نت/..

نظمت إدارات أمن مديريات حبيش والقفر والرضمة وفرع العدين والسدة في محافظة إب، فعاليات خطابية وثقافية بمناسبة ذكرى يوم ولاية الإمام علي عليه السلام “عيد الغدير”.

وفي الفعاليات، بحضور قيادات السلطة المحلية والتعبئة العامة ومديري أمن المديريات ، تناولت الكلمات مكانة الإمام علي عليه السلام وقربه من رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، وارتباط شعب الإيمان والحكمة بالإمام علي عليه السلام.

واستعرضت أبرز المحطات والمواقف العظيمة للإمام علي، وصفاته الحميدة وأخلاقه وحكمته وحنكته وعلمه الغزير وإيمانه الصادق وإخلاصه الكامل، وكل خصاله التي أهلته ليكون امتدادًا للولاية الإلهية بعد رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام.

وأوضحت الكلمات أن نهج الولاية الذي أراده الله ورسوله للأمة عند اختيار الإمام علي فيه ضمانة لهذه الأمة من التشتت والاختلاف وولاية الظالمين والأعداء من اليهود والنصارى.

وشددت على أهمية إحياء ذكرى يوم الولاية وتعريف الأجيال بأهمية الولاية، التي تعني الالتزام الصادق والعملي بالرسالة الإلهية في شتى المجالات.

وأشادت الكلمات بالمواقف العظيمة التي انتهجتها القيادة الثورية ومعها الأحرار في هذا الشعب الذين يتولون الإمام علي، فكان لهم هذا الموقف العظيم والمشرف مع الشعب والمقاومة الفلسطينية، والنصرة والإسناد العملي والشعبي لإخوانهم في غزة.

وأكدت الاستمرار في هذا الموقف والثبات عليه لنصرة غزة مهما كانت التحديات والتضحيات، كونه موقفًا إيمانيًا وأخلاقيًا وإنسانيًا لا يمكن المساومة أو التراجع عنه.

تخللت الفعاليات أناشيد وقصائد شعرية عبرت عن أهمية يوم الولاية ومكانة الإمام علي وحاجة الأمة للعودة الصادقة لولاية الله ورسوله الكريم والإمام علي.

مقالات مشابهة

  • شومان: الهجرة قرار رباني مدروس.. ولم تكن خيارا سهلا
  • وفد المجلس الإسلامي زار مطرانية طرابلس للروم الاورثوذكس معزيا بضحايا الكنيسة في دمشق
  • غرفة الشركات السياحية: خسرنا وفودًا لـ سانت كاترين بسبب الحرب على إيران
  • إدارات أمن عدد من مديريات إب تحيي ذكرى الولاية
  • الجامع الأزهر: الهجرة من الباطل أساس نصر الأمة وصلاح المجتمع
  • «جوج وماجوج» وعلاقتهما بحرب إيران.. هل اقتربت الساعة؟ الأزهر يكشف أسرار «النبوءات»
  • البابا خلال افتتاحه فصلا للتعليم الفني بالكاتدرائية: بناء الإنسان وتمكين الشباب من أولويات الكنيسة
  • عاجل- السيسي يحسم الجدل: لا مساس بدير سانت كاترين ومصر ملتزمة بحماية المقدسات
  • الرئيس السيسي: مصر تلتزم بحماية المقدسات الدينية على أرضها وتقدير مكانة سانت كاترين الروحية
  • الكنيسة الأرثوذكسية تُدين العمل الإرهابي داخل كنيسة القديس إلياس في سوريا