الخليج الجديد:
2025-05-21@13:39:17 GMT

هل هزيمة حماس ممكنة؟

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

هل هزيمة حماس ممكنة؟

هل هزيمة حماس ممكنة؟

«إسرائيل لا تقترب من تحقيق نصر حاسم، كما أنها ستجد صعوبة في تحقيقه مستقبلاً في ظل الظروف التي خلقتها».

«حركة حماس لن تستسلم ومن الصعب هزيمتها، والجيش الإسرائيلي لا يقترب من تحقيق الأهداف التي حددها لهذه الحرب».

إسرائيل فشلت في القضاء على حماس، واستمرارها في الحرب ليس سوى محاولة من نتنياهو لإنقاذ مستقبله السياسي فقط، وليس أملاً في تحقيق أهدافه.

«احتلال الجزء الشمالي من قطاع غزة، وتوسيع العملية للمناطق الوسطى والجنوبية من القطاع، ألحقا أضرارا جسيمة بحماس ومعاناة إنسانية شديدة لسكان قطاع غزة».

حرب يومية شرسة تستهدف مدنيين أبرياء بالمستشفيات أو نازحين في المدارس، أو باحثين عن لقمة طعام على أبواب مراكز وكالة الغوث، وهذه الحرب ليست سوى عملية انتقامية بحتة يُراد منها التدمير والانتقام والتشفي.

* * *

مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون، ومحللون وصحافيون وكتّاب في تل أبيب وواشنطن، يستبعدون نجاح إسرائيل في سحق حركة حماس أو إلحاق الهزيمة بها، وهذه الأحاديث تزايدت في الأيام والأسابيع الأخيرة، بعد أن تجاوزت الحرب المئة يوم، واقتربت من إكمال شهرها الرابع، من دون أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من اصطياد ولو قيادي واحد من حماس، كما لم يتمكن من تحرير ولو أسير إسرائيلي واحد من غزة بالقوة.

في نهاية العام الماضي، أي بعد شهرين فقط على الحرب، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت مقالاً في جريدة «هآرتس» العبرية قال فيه، إن «هزيمة حماس ما زالت بعيدة المنال وليست سهلة».

وأضاف أولمرت: «كانت احتمالات تحقيق القضاء التام على حماس معدومة، منذ اللحظة التي أعلن فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن ذلك هو الهدف الرئيسي للحرب».

وتابع: «حتى في ذلك الوقت كان واضحاً لكل من فكر في الأمر أن التدمير الكامل للمنظمة مجرد أُمنيات غير قابلة للتطبيق عسكرياً، حتى في ظل ظروف غير تلك الموجودة في قطاع غزة».

أولمرت ليس وحده الذي يتبنى هذا التقدير، بل هناك الكثيرون الذي يشاطرونه الرأي، وينظرون الى نتنياهو على أنه مجرد مغامر مهووس، فقد كشفت جريدة «واشنطن بوست» قبل أيام، أن الكثير من قادة الجيش الإسرائيلي يتبنون هذا الرأي، وهو الاعتقاد السائد لدى صانعي القرار في الولايات المتحدة أيضاً، وملخصه «أن إسرائيل بعيدة عن هزيمة حماس».

المحلل الاسرائيلي المعروف عاموس هارئيل كتب أيضاً في جريدة «هآرتس» يقول أن «حركة حماس لن تستسلم ومن الصعب هزيمتها، والجيش الإسرائيلي لا يقترب من تحقيق الأهداف التي حددها لهذه الحرب».

واعتبر هارئيل أن «احتلال الجزء الشمالي من قطاع غزة، وتوسيع العملية الآن إلى المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع، ألحقا أضرارا جسيمة بحماس». وأضاف أن ذلك «أدى كذلك إلى معاناة إنسانية شديدة بين جميع سكان قطاع غزة، لكن إسرائيل لا تقترب من تحقيق نصر حاسم، كما أنها ستجد صعوبة في تحقيقه مستقبلاً في ظل الظروف التي خلقتها».

كثيرون من صانعي القرار والمحللين والصحف والبرلمانيين وغيرهم في تل أبيب وواشنطن يبدون اعتقاداً متزايداً بأن إسرائيل فشلت في الهدف الرئيس الذي وضعته لنفسها والذي يتمثل في هزيمة حماس والقضاء عليها، والاعتقاد السائد اليوم هو أن هذه الحرب لو استمرت لسنوات مقبلة فلن تؤدي إلى سحق حماس وإنهاء وجودها، حتى لو أدت الى إضعافها، أو أدت الى إسقاط حكمها في غزة.

ما تفعله إسرائيل اليوم هو حرب يومية شرسة تستهدف المدنيين الأبرياء من القابعين في المستشفيات أو النازحين في المدارس، أو الباحثين عن لقمة طعام أمام شاحنات الإغاثة، أو على أبواب مراكز وكالة الغوث، وهذه الحرب ليست سوى عملية انتقامية بحتة يُراد منها التدمير والانتقام والتشفي.

ولا يُمكن أن تؤدي الى إنهاء حركة حماس، خاصة مع استمرار مقاتلي الحركة في إطلاق الصواريخ، التي تصل إلى تل أبيب، ومع استمرارهم في إشعال جبهات متعددة للقتال، بما في ذلك في مناطق شمال القطاع، وهو ما يعني بالضرورة أن قدرتهم على توجيه الضربات ما زالت موجودة، بل إن ترسانة الأسلحة التي يمتلكونها ما زالت ممتلئة، ولم يتمكن الإسرائيليون من الوصول إلى مخازنها، رغم اجتياحهم القطاع من شماله إلى جنوبه وتوجيه الضربات براً وبحراً وجواً.

واقعُ الحال هو أنَّ اسرائيل فشلت في القضاء على حماس، واستمرارها في الحرب ليس سوى محاولة من نتنياهو لإنقاذ مستقبله السياسي فقط وليس أملاً في تحقيق أهدافه، إذ ما دامت الحرب قائمة فهو يبيع الأمل لناخبيه ويطلب منهم الانتظار على أمل أن يأتي اليوم الذي تتحقق فيه أهدافه.

وثمة العديد من الشواهد التاريخية المماثلة، فقد سبق أن اجتاحت اسرائيلُ بيروت في عام 1982 بهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، فلم تنتهِ المنظمة، وإنما اضطرت إسرائيلُ إلى الاعتراف بها في عام 1993، كما خاضت إسرائيلُ حرباً، بل حروباً شرسة من أجل القضاء على حزب الله اللبناني فإذا بالحزب ما زال صامداً، بينما اضطرت القوات الإسرائيلية للانسحاب من جنوب لبنان في عام 2000.

المؤكد اليوم أن الحرب على غزة فشلت، ولم يحقق الإسرائيليون أهدافهم، والحل الوحيد للمشهد هو وقف هذه الحرب، والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى تُنهي هذه الأزمة، ومن ثم المضي فوراً في مفاوضات للحل الشامل تضع في الاعتبار حق الفلسطينيين في الحياة، وحقهم في إقامة دولة فلسطينية طبيعية ومنطقية وقابلة للحياة، حالهم في ذلك حالُ غيرهم من شعوب المنطقة.

*محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل الفشل هزيمة حماس أهداف الحرب صفقة تبادل أسرى الحرب على غزة الجيش الإسرائيلي القضاء على هزیمة حماس حرکة حماس من تحقیق فی تحقیق قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: بيان بريطانيا وكندا وفرنسا يشجع حماس لارتكاب المزيد من الفظائع

أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رفضه الشديد للبيان المشترك الذي صدر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، والذي طالب إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري، ملوّحين بإمكانية اتخاذ "إجراءات ملموسة" ضد إسرائيل إذا لم تلتزم بالمطالب. 

وأثار البيان موجة انتقادات إسرائيلية حادة، وتوترًا متزايدًا في العلاقات بين تل أبيب وحلفائها الغربيين.

في بيان رسمي، قال نتنياهو إن دعوات هذه الدول الثلاث لوقف إطلاق النار دون استكمال الأهداف العسكرية لإسرائيل "تشكل تشجيعًا لحماس على ارتكاب المزيد من الفظائع". وأضاف: "المطالبة بوقف حرب عادلة ووجودية ضد إرهاب حماس، والمطالبة بإقامة دولة فلسطينية بعد مذبحة 7 أكتوبر، هو بمثابة مكافأة للإرهاب، ودعوة للمزيد منه". وأكد أن إسرائيل "لن ترضخ للضغوط"، وستواصل عمليتها العسكرية حتى تحقيق ما وصفه بـ"الانتصار الكامل" على حماس.

نتنياهو: إسرائيل تقبل رؤية الرئيس ترامب وتتمسك بشروطها لوقف الحربعضو بالتحرير الفلسطينية: نتنياهو يفاوض تحت النيران لفرض شروطه على حماس

البيان الصادر عن قادة بريطانيا (ريشي سوناك)، وفرنسا (إيمانويل ماكرون)، وكندا (جاستن ترودو)، عبّر عن "قلق عميق" من الأوضاع في قطاع غزة، خاصة في رفح، ودعا إسرائيل إلى وقف الهجوم والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود. واعتبر القادة أن استمرار الهجوم على القطاع "سيعرّض علاقات إسرائيل الدولية للخطر"، مطالبين بالتزام القانون الدولي الإنساني، واتخاذ خطوات جدية نحو حل الدولتين.

وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس وصف البيان بأنه "انحياز سافر للإرهاب"، محذرًا من أن تل أبيب "لن تقبل بإملاءات دولية تهدد أمنها". كما أيدت المعارضة موقف الحكومة، وسط إجماع سياسي داخلي على ضرورة مواصلة الحرب حتى القضاء على تهديد حماس.

تأتي هذه المواقف الغربية في سياق الضغط المتزايد على إسرائيل بعد تجاوز عدد القتلى في غزة 53,000 وفق مصادر وزارة الصحة في القطاع، ووسط تحذيرات منظمات دولية من "كارثة إنسانية". وأشارت الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن مليون شخص أصبحوا نازحين، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.

تسلط التصريحات المتبادلة بين نتنياهو والقادة الغربيين الضوء على الانقسام الدولي بشأن الحرب في غزة. ففي حين تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية، تزداد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب، وهو ما ينذر بأزمة دبلوماسية قادمة قد تعيد تشكيل العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والغرب.

طباعة شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بريطانيا فرنسا كندا إسرائيل قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • أطباء بلا حدود: المساعدات القليلة التي سمحت “إسرائيل” بدخولها غزة مجرد ستار لتجنب اتهامها بالتجويع
  • غالانت: بعد 591 يوما من الحرب لا زالت حماس تسيطر على غزة.. فشل صارخ
  • إعلام إسرائيلي: صبر ترامب على نتنياهو بدأ ينفد والجيش غير قادر على هزيمة حماس
  • نتنياهو: بيان بريطانيا وكندا وفرنسا يشجع حماس لارتكاب المزيد من الفظائع
  • محللون: عربات جدعون لن تحقق أهداف إسرائيل والاغتيالات لن تضعف حماس
  • ‏نتنياهو: حماس لن تستطيع الوصول للمساعدات التي تدخل قطاع غزة
  • تفاصيل مقترح الـ60 يوما بشأن غزة.. هذا موقف إسرائيل وحماس
  • إسرائيل “منفتحة” على إنهاء الحرب في غزة بشروط
  • إسرائيل منفتحة على إنهاء الحرب في غزة بشروط
  • خط أحمر لحماس.. مصدر إسرائيلي يكشف شرط إسرائيل لـإنهاء الحرب في غزة