الجديد برس:

أكد نائب وزير الخارجية بحكومة صنعاء، حسين العزي، أن صنعاء تتعاطى مع ما تفعله الولايات المتحدة، وليس مع ما تقوله، في إشارة إلى تناقض الإدارة الأمريكية في حديثها عن أنها لا تريد الحرب مع اليمن، بينما هي مستمرة في هجماتها الجوية.

وقال حسين العزي، في تغريدة على حسابه بمنصة (إكس): “واشنطن تقول بأنها لا تريد الحرب، لكننا نتعاطى مع الأفعال وليس الأقوال”.

وأوضح العزي أن “صنعاء أيضاً لا تريد الحرب”، مؤكداً في الوقت نفسه أنها ستقابل خفض التصعيد بالمثل، حيث قال: “وبلا شك فإن خفض التصعيد سيقابله من جانبنا خفض للتصعيد”.

وأشار إلى أن حكومة صنعاء تسعى إلى تحقيق السلام بالطريقة التي يختارها خصومها، قائلاً: “نحن باستمرار نقاتل فقط من أجل السلام، ونسعى لتحقيقه بالطريقة التي يختارها الخصم”.

كما لفت إلى أن من مصلحة الولايات المتحدة التعامل بجدية مع ما وصفها بالمصداقية العالية لصنعاء، بقوله: “مصداقيتنا عالية حرباً وسلماً، ومن الجيد إدراك ذلك”.

واختتم العزي حديثه بتأكيد وضوح موقف صنعاء من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأنه موقف إنساني بحت، موضحاً: “موقفنا واضح وثابت وراسخ، لا إبحار نحو موانئ فلسطين المحتلة، إلا بعد وقف العدوان الوحشي على غزة وهذا موقف إنساني بامتياز”.

وكانت قوات صنعاء أعلنت، الإثنين، في بيان تلاه المتحدث الرسمي باسمها، العميد يحيى سريع، أنها استهدفت سفينة شحن عسكرية أمريكية في خليج عدن، ورغم نفي الولايات المتحدة لما ورد في بيان سريع، إلا أنها شنت عدداً كبيراً من الغارات الجوية على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، وقال مسؤولون عسكريون إنها الأعنف من بدء الهجمات الأمريكية البريطانية على مناطق حكومة صنعاء، خصوصاً العاصمة.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

الإعلام الرياضي السعودي وخدمة الخصوم: جرس إنذار

أحدثت رؤية السعودية 2030 تحولًا جذريًا تجاوز حدود التنمية المحلية، لتصل بصداها إلى العالم أجمع، حيث باتت الدول المتقدمة تراقب وتنبهر بثمارها المتحققة قبل حلول موعدها. وفي قلب هذا التحول، برزت الرياضة كأداة استراتيجية تعكس طموح المملكة، لا سيما بعد إعلان استضافتها المرتقبة لكأس العالم 2034. هذا التقدم اللافت لم يمر مرور الكرام، بل دفع بعض الخصوم لتكثيف حملاتهم ومحاولاتهم لتشويه الصورة، مما يُبرز الحاجة الملحة إلى إعلام رياضي متزن وواعٍ. إعلام لا يكتفي بنقل الأحداث، بل يشارك في صياغة رواية وطنية تحفظ المكتسبات، وتعيد رسم دور الإعلام الرياضي، لا من زاوية مهنية فحسب، بل كضرورة للأمن الإعلامي والوطني في آنٍ معًا.

سواء رضينا بذلك أم لا، فقد أصبح الإعلام الرياضي اليوم سلاحًا ذا حدّين. من جهة، هو أداة قوية يمكنها توحيد الصف الوطني، ورفع الوعي الرياضي، ودعم الأندية والنجوم، والارتقاء بالحوار الرياضي نحو آفاق أوسع وأكثر نضجًا. ومن جهة أخرى، قد يتحول إلى منصة تهدم ما تبنيه المملكة من إنجازات رياضية وتنموية، حين يُستغل من قبل خصوم الوطن في بثّ التشويش والتشكيك. فالخطر الأكبر يكمن في أن أعداء السعودية باتوا يستشهدون بما يقوله بعض إعلامنا الرياضي، ويقدّمونه للعالم على أنه دليل داخلي ضد المشروع الرياضي الوطني، فيقولون: لسنا نحن من نشكك، بل هم من يفعلون ذلك. وهنا تحديدًا تكمن الخطورة.

أصبح من الواضح أن بعض الأصوات في الإعلام الرياضي السعودي لا تهدف لخدمة الرياضة أو الجمهور، بل تسعى وراء مكاسب ضيقة مثل زيادة المشاهدات، تصدر الترند، وتحقيق أرباح إعلانية، حتى لو كان الثمن إثارة الجدل والمشاكل المفتعلة. الأسوأ أن بعضهم أدمن هذا الأسلوب، وكأن النجاح لا يُصنع إلا وسط الصراعات والشتائم والسخرية. بل وتجاوز الأمر ذلك، فأنشأ البعض حسابات وهمية لتضخيم آرائهم، مدعومين بجماعة تروّج لهم وتساندهم في كل ما يثيرونه من فوضى. وهنا تصبح الحاجة ملحّة لتدخل الجهات المختصة، لإعادة توجيه بوصلة الإعلام الرياضي نحو مهنية مسؤولة ومنضبطة.

يقول بعضهم: “هذه الرياضة وهذه عمايلها”، وكأن كل فوضى مبررة، لكن بنظرة الخبير تدرك أن ما يحدث ليس مجرد فوضى مهنية، بل تهديد حقيقي. هذه الفوضى تتيح لخصوم مشروعنا الرياضي استغلال المحتوى داخليًا وخارجيًا، وبناء روايات تسيء لهذا المشروع. حقا، إن ما تحققه السعودية اليوم من نجاحات في استقطاب النجوم، وتحقيق البطولات سواء على مستوى الأندية والمنتخبات ليس إنجازًا عابرًا، بل مكسبًا استراتيجيًا يستحق الحماية لا الهدم، خصوصًا من الداخل من خلال بعض الأصوات التي تنتهج خطابا انفعاليت أو إعلام غير منضبط. ولذا، تبرز الحاجة إلى “ضبط” الإعلام الرياضي، ليس بمنع الرأي أو خنق الأصوات، بل بوضع معايير تميّز بين النقد الحقيقي وبين الاستعراض لأجل الترند. معايير تُبعد من يتاجرون بالصوت العالي، وتدعم من يقدّم المصلحة العامة على مكاسبه الشخصية. إعلامنا الرياضي يجب أن يكون جزءًا من المسيرة، داعمًا لا مثقلًا، شريكًا لا خصمًا.

أعلم أن هناك الكثير من البرامج تم إطلاقها لكنها تحتاج لمتابعة وتفعيلها للارتقاء بالمحتوى والمسؤولية. ومن ذلك إعادة النظر اعتماد الإعلاميين الرياضيين، وتنظيم برنامج تطوير المحللين والمقدّمين مع جهات عالمية،  وتطوير عمل مراكز رصد المخالفات الإعلامية، وإطلاق منصة أخلاقيات الإعلام الرياضي بميثاق شرف ملزم. إنه من الضروري أيضًا دعم صناعة محتوى بديل ومهني يُركّز على التحليل والوعي، وإطلاق برنامج لتأهيل الشباب الجامعي للعمل الإعلامي باحتراف. وأخيرًا، تنظيم منتديات حوار دورية تجمع الإعلاميين بالمسؤولين لرسم مستقبل مشترك. هذه المبادرات لا تضبط الإعلام فقط، بل تمكّنه ليواكب تطلعات الرياضة السعودية ويعكس صورتها الطموحة بمهنية ومسؤولية عالية.

بقي القول، إن الإعلام الرياضي السعودي يقف اليوم أمام مسؤولية وطنية تتجاوز حدود الترفيه والتحليل الفني والمناكفات، ليصبح جزءًا من مشروع نهضة شاملة تقوده المملكة في مجالات عديدة. كما أن نجاح الأندية والبطولات والنجوم يجب أن يوازيه نضج في الطرح الإعلامي، وانضباط في الخطاب، وتحرر من منطق الإثارة لأجل الحضور. نحن بحاجة إلى إعلام يعزز الوحدة، ويرتقي بالذوق العام، ويعبّر عن وطن طموح يستثمر في الرياضة كقوة ناعمة. ولأكون أكثر وضوحا. فنحن نحتاج ضبط لهذا الإعلام وهذا لا يعني تكميمه، بل توجيهه نحو دوره الحقيقي في أن يكون صوتًا واعيًا، وواجهةً مشرّفة لمشروع بحجم رؤية السعودية ٢٠٣٠.

الإعلام الرياضي السعوديقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • هل تريد إدارة ترامب استسلاما أوكرانيا أمام روسيا؟
  • الإعلام الرياضي السعودي وخدمة الخصوم: جرس إنذار
  • عربي21 تنشر نص المقترح الجديد بشأن هدنة الـ60 يوما في غزة.. ما موقف حماس؟
  • “الخارجية”: المملكة تدين التصريحات الإسرائيلية التي تدعو لفرض السيادة على أراضي الضفة الغربية
  • المملكة تدين وتستنكر التصريحات الإسرائيلية التي تدعو لفرض السيادة على أراضي الضفة الغربية
  • حماس: نسعى لاتفاق يضمن إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة
  • القطاع التربوي بمحافظة صنعاء يحيى ذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • إعلام إسرائيلي: حماس تريد وقف إطلاق النار لتحقيق أهدافها بالتعافي وتنفيذ هجوم آخر
  • "برمان" يكشف ملابسات وقضية هروب الفتاة الأمريكية من أصول يمنية إلى الولايات المتحدة
  • فعالية خطابية لعدد من المكاتب التنفيذية في صنعاء بذكرى استشهاد الإمام الحسين