السيسي: نتائج الأربع شهور الماضية أنهكت الجميع
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
كتب- محمد أبو بكر:
قال الإعلامي مصطفي بكري، موجهًا حديثه للرئيس عبدالفتاح السيسي، الحقيقة مصر في تاريخها المعاصر والقديم لم تواجه تحديات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية كما تواجه الآن، وآخر مشكلة هي مشكلة أرض الصومال، وسيادتك تحدثت عنها بشكل واضح لأنها تمس أمن مصر القومي وأمن دولة عربية عضو بالجامعة العربية.
وأضاف "بكري"، خلال لقاء الرئيس السيسي عدد من المسؤولين والإعلاميين على هامش الاحتفال بعيد الشرطة الـ72، أنه في نفس الوقت ما زالت الأزمة السودانية تراوح مكانها والصراع مستمر، والليبيين رغم ان سيادتك وجهت أكثر من اتجاه ما زالت حتى الآن الفرقة موجودة، وحضرتك اتكلمت في القمة العربية الإسلامية وحذرت من توسعة الحرب؛ لأن ذلك سيغير المعادلة نهائيًا بالمنطقة، أين نحن الآن؟.
وأجاب الرئيس السيسي، قائلًا:" توسيع الحرب احنا بنبذل جهد كبير جدًا لأن بطبيعة الحال مش من مصلحة المنطقة بتاعتنا أبدًا تدخل اقتتال في أي حتة، سواء ليبيا أو السودان أو أي حتة تانية، وشوفتوا نتائجها بتكون عاملة ازاي علينا كلنا، فاحنا بطبيعة الحال حريصين على أن نكون عامل يعمل دائمًا على إطفاء الحرائق وليس إشعالها، وتوسيع الحرب نسعى دائمًا ألا يتم".
وأوضح السيسي، أن النتائج الخاصة بالأربع شهور أنهكت الجميع، وقاسية على الجميع، ونرسل رسائل للجميع مضمونها عدم خروج الأمور عن السيطرة أكثر من ذلك، في السودان نبذل جهدنا وفي ليبيا نبذل جهدنا، وفي الصومال احنا قولنا ايه؟.. هفكركم باللي أنا قولته، ياجماعة احنا مع أي عمل دبلوماسي واتفاق بين إثيوبيا والدول الجوار، اللي هما الصومال وإريتريا وجيبوتي وكينيا، كل الدول دي ليها موانع سواء على المحيط أو البحر الأحمر، وبتصدر وبتستورد، فادخلوا في اتفاقات من دي، والسنين اللي فاتت دي شغالين ازاي، ما هما شغالين كدا".
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية حصاد 2023 أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 الرئيس عبدالفتاح السيسي السيسي الإعلامي مصطفي بكري الاحتفال بعيد الشرطة طوفان الأقصى المزيد
إقرأ أيضاً:
محنة التعريفات الجزئية الملتبسة..
مهدي رابح
حسبو محمد عبد الرحمن، القيادي في المؤتمر الوطني، نائب رئيس الحركة الإسلامية ونائب رئيس الجمهورية واللواء في جهاز الأمن.. كل ذلك سابقاً طبعاً، وحاليا احد قيادات الدعم السريع وعقولها المدبرة.
هذه الشخصية المفصلية في الأزمة الحالية لن تجد لسيرتها أثرا تقريبا في الخطاب السائد من كلا طرفي الحرب، بل لن تجد لها أثرا حتي في الخطاب الذي يناهض استمرارها ويسعى لإيقافها..
والسؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا؟
في تقديري لأن ذلك يتناقض مع السرديات التبسيطية السائدة حاليا، ويكشف حجم التعقيد الذي تتسم به ازمتنا وصعوبة تعريفها تعريفا صحيحا، بكافة مستوياتها..
وبذلك أعني، وفي المستوى الأول، أن الحرب الحالية هي دون شك صناعة إسلاموية بامتياز بدأت منذ استيلاء الاسلامويين على الحكم بانقلاب عسكري عام 1989م، وبناءهم لنظام سياسي قائم على الاستبداد والقمع والفساد والافلات من العقاب، ثم نهبهم لثروات السودان وتدمير وتسييس مؤسساته وعلي راسها القطاع الامني والعسكري والعمل علي زرع الفتنة بين مكونات المجتمع المختلفة بتزكية الدوافع الاثنية والجهوية، وانشائهم لقوي مسلحة موازية أبرزها الدعم السريع نفسه.
وهو ما يفسر الوجود القوى للاسلامويين في صفوف الأخير وان كان أقل تأثيرا من وجودهم في الجانب الآخر، اي اصطفافا مع الجيش.
أي أن هذه الحرب هي صناعة إسلاموية لم تبدأ باطلاقهم الرصاصة الأولي في 15 ابريل 2023 ولن تنتهي غدا صباحا.
المستوي الثاني هو أن أحد عناصر هذه الحرب الاساسية هي تقاطع المصالح المادية و الصراع على الثروات بين مجموعات محدودة من النافذين. فهي نتاج لانفجار التناقضات والتنافس المتصاعد داخل الكارتيل الاحتكاري اللصوصي، الذي انقلب على ثورة ديسمبر بانقلاب أكتوبر 2021… والذي ضم بجانب بعض الانتهازيين من المدنيين، قيادات الجيش والدعم السريع والاسلامويين وبعض الحركات المسلحة، التي انضمت لهذا لكارتيل بعد الثورة..
اما المستوى الثالث فهو التدخل الخارجي، وبالاخص لدول الجوار الإقليمي، والذي اتخذ طابعا سافرا ظهرت ملامحه منذ عام 2019م، وما نتج عنه من مجزرة بشعة ضد المعتصمين أمام القيادة العامة وما تلي ذلك من انقلاب ثم تمويل ودعم طرفي الحرب حتى اليوم.. فهو صراع غير معلن بين قوى إقليمية تسعى استراتيجيا للسيطرة على السودان عبر وكلائها – ابرزها بالطبع قيادات الجيش والدعم السريع – من أجل تأمين نصيبها من تدفق مياه النيل وتعظيمه أو وضع يدها على منافذ تطل على البحر الأحمر أو على الثروات الطبيعية الهائلة التي تعج بها هذه البلاد المكلومة، او بالمقابل، وفي حال بع الدول الجارة، منع الدول المنافسة لبلوغ الأهداف المذكورة أعلاه.
إن التعريف الصحيح للأزمة يساهم في إيجاد الحلول الصائبة والمستدامة، أي تلك التي تتجاوز الوقف المؤقت والهش للقتال إلى آفاق بناء الدولة.. تلك الدولة التي لم تحظى بها الشعوب السودانية اصلا منذ الاستقلال، اي الدولة التي توفر الأمن والاستقرار والحرية والكرامة لكافة أفرادها بالتساوي.
وذلك يتطلب أن نحدد كل العناصر التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق ذلك – أي الوصول إلى سلام مستدام يمهد لبناء الدولة المنشودة – علي رأسهم الاسلامويين كعنصر مشترك ثابت، لكن أيضا قيادات الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة وتجار الحرب من جهة ومن الجهة الأخرى القوي الاقليمية التي تتحمل وزر هذه المأساة بنفس القدر.
ان اي مقاربة للحل لا تتضمن كيفية التعامل مع العناصر الأخرى لمعادلة الدمار التي تحدث في السودان يعني تطاول أمد الحرب وتعمّق آثارها الإنسانية المروِّعة .
بإستعارة مقولة غرامشي الشهيرة يمكننا أن نختم بالقول إن
“السودان القديم انتهى والسودان الجديد تأخّر في الظهور … وما بين العتمة والضوء تولد الوحوش.”
وهي في حقيقة الأمر وجوه أو رؤوس متعددة لوحش واحد، ظل يتغذى علي الجهل والفقر والعنف والفساد والظلم الاجتماعي لمدى ستة عقود. ولن يقضي عليه قطع رأس واحدة لأنه سينمو في مكانه رأس جديد كما التنين في الأسطورة السومرية القديمة.