المكتب الإعلامي.. رسالة هادفة من الشارقة إلى العالم
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
يواصل المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، برامجه وأهدافه التطويرية المنبثقة عن رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إضافة إلى العديد من المبادرات والفعاليات السنوية التي عملت على تطوير قطاعَي الإعلام والاتصال الحكومي، أبرزها المنتدى الدولي للاتصال الحكومي والمهرجان الدولي للتصوير والمجلس الرمضاني، إضافة إلى العديد من الأنشطة والفعاليات المختلفة التي نظمها المكتب خلال العام الماضي 2023، نرصدها في التقرير التالي.
قدم المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، الدعم للعديد من الجهات والمؤسسات الحكومية في الإمارة، وتغطية فعالياتها، وهو الدور الذي يضطلع به المكتب لمواصلة الخطى نحو تعزيز الإنجازات، بما فيه خدمة إمارة الشارقة ونقل رسالتها وترسيخ مكانتها الإعلامية على الخريطة العالمية.
الصورةوأكد طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب، إلى أنه يجري سنوياً، مراجعة برامج المكتب ومخرجاته ليتم بناء الخطط المستقبلية، ووضع المزيد من الأهداف والرؤى التي تحاكي القفزات النوعية لإمارة الشارقة، وأهدافها الإعلامية.
155 جلسة
خلال العام الماضي 2023، نظم المكتب، من خلال فعالياته المختلفة، أكثر من 155 جلسة عمل تناولت آخر المستجدات في قطاعَي الإعلام والاتصال الحكومي، وكذلك القضايا المجتمعية بمشاركة أصحاب الاختصاص والخبرة من مختلف دول العالم.
ونفذ المكتب الدورة الثانية عشرة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي تحت شعار «موارد اليوم.. ثروات الغد»، بمشاركة نحو 250 متحدثاً من مختلف دول العالم، أثروا الحضور من خلال 90 جلسة، رئيسية وجانبية، والخطابات الملهمة والفعاليات الاستباقية والملتقيات والبرامج المتنوعة.
وفي دورته الأخيرة، استقطب المنتدى نحو 4638 لحضور فعالياته، لكونه من أهم الفعاليات، المحلية والدولية، لمناقشة موضوعات الاتصال الحكومي والتعريف بدوره وأهميته ونشرِ ثقافة الاتصال الحكومي وتعزيز أهميته.
الصورةجائزة الاتصال الحكومي
نجحت جائزة الشارقة للاتصال الحكومي في ترسيخ مكانتها دولياً، بعد أن عملت على توسيع نطاق فئاتها إلى العالمية في دورتها العاشرة، ما نتج عنه استقطاب 1530 مشاركة، عربية وعالمية، من 37 دولة.
كما تمت إعادة هيكلة الجائزة لتوسيع نطاقها نحو العالمية ب11 فئة، من أصل 22 فئة، لمواصلة أهدافها الرامية نحو تعزيز منافسة قطاع الاتصال الحكومي وتطويره، وترسيخ أفضل الممارسات المهنية على مستوى المنطقة والعالم.
مهرجان التصوير
حققت الدورة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر»، التي نظمها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، العديد من النتائج الإيجابية، بعد أن استقطبت ما يزيد على 100 من أشهر المصورين والمخرجين، عرضوا 1800 صورة، توزعت على 68 معرضاً، فردياً وجماعياً.
وناقش المهرجان العديد من الموضوعات والطروحات ضمن 41 ندوة وجلسة نقاشية، و53 ورشة عمل ومجموعة متكاملة من الأنشطة والفعاليات.
وكان للمهرجان مشاركة فعالة في القضايا البيئية، حيث شهدت الدورة السابقة، تنظيم القمة البيئية بحضور نخبة من أبرز المصورين في العالم، الذين اشتهروا بأعمالهم المهتمة بالبيئة، لنقل رسالتهم من الشارقة إلى العالم لمناصرة البيئة وحمايتها، من خلال نقل طروحاتهم، وخلاصة تجاربهم عبر ندوات وجلسات القمة البيئية، ويستعد المهرجان لتنظيم نسخته الثامنة وفق أهدافه الرامية للتأكيد على أهمية الصورة، ودورها التنموي.
جاليري
استمراراً لمشروعه الداعم للصورة، يستضيف المعرض الدولي الدائم للتصوير الفوتوغرافي (Gallery X)، مجموعة من أبرز الأعمال الفوتوغرافيةِ لكبار المصورين الإماراتيين والعرب والأجانب، لمنح الجمهور فرصة الاطلاع على صورٍ استثنائية، التقطها محترفون من مختلف أنحاء العالم.
ويعد المعرض إحدى المبادرات المبتكرة المنبثقة عن المهرجان الدولي للتصوير الذي يتخذ من مسرح المجاز مقراً دائماً له، يستضيف شهرياً أبرز الأعمال الفوتوغرافية من مختلف دول العالم
الصورةالشارقة للصحافة
يواصل المكتب مسيرته بدعم القطاع الإعلامي عبر مبادراته المنبثقة عن نادي الشارقة للصحافة، إحدى إداراته التي تتولى تعزيز التواصل المهني والتطويرِ المعرفي المستمر للعاملين في مجال الصحافة والإعلام وصقل وتبادل الخبرات الإعلامية.
ونظم النادي خلال عام 2023 العديد من المبادرات والأنشطة المتخصصة والجلسات المتنوعة والهادفة، وتابع النادي برامجه السنوية بتنظيم النسخة الثانية عشرة من المجلس الرمضاني، والنسخة الخامسة من برنامج إثمار للتدريب الإعلامي للأطفال والنشء، بمشاركة 25 متدرباً تلقوا 44 ساعة تدريبية من قبل 16 مدرباً من ذوي الكفاءة والخبرة.
وأسفرت مخرجات النادي عن: 148 عضواً جديداً في مختلف الفئات، و90 متدرباً، و15 موضوعاً تدريبياً، و100 ساعة تدريبية، و31 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، و7 فعاليات، 9 جلسات حوارية، و570 تغطية إخبارية، و610,000 رؤية المنشورات في منصات التواصل الاجتماعي، و11 جهة تعاون.
المجلس الرمضاني
نظم نادي الشارقة للصحافة النسخة الثانية عشرة من المجلس الرمضاني السنوي، تضمن جلسات نقاشية بمشاركة نخب ثقافية وفنية ورياضية، عربية وعالمية، أبرزها نجم الكرة البرازيلية ريكاردو كاكا، ولاعب أرسنال الحالي محمد النني، وكذلك المخرج محمد دياب، مخرج المسلسل الأمريكي (Moon knight)، والكاتبة البريطانية شراباني باسو، إضافة إلى عدد من الفعاليات المصاحبة متنوعة المجالات.
ويستهدف المجلس تعزيز الروابط الاجتماعية وتوطيد العلاقات وتبادل الآراء والخروج بمقترحات تخدم القطاعات الثقافية والفنية والرياضية.
أما مسرح المجاز، فيعمل على مواصلة برامجه وأهدافه التي يستكمل بها مشروع الشارقة الثقافي، ونظم العديد من الحفلات الفنية والفعاليات والبرامج المتنوعة التي استقطبت آلاف الزوار.
الصورةفعاليات الشارقة
واصل المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة آلية دعمه للإمارة بتنظيمه الدورة الثالثة من مهرجان فعاليات الشارقة في مسرح المجاز بمشاركة العديد من الدوائر والمؤسسات الحكومية والجهات الخاصة للتعريف بالفعاليات وأجندتها السنوية.
واستقطب المهرجان نحو 20 ألف زائر بدورته الثالثة، استمتعوا بالعروض الترفيهية والفنية وورش العمل والمسابقات التي عكست النهج الحضاري والثقافي والإنساني للإمارة، ورسخت رؤية الشارقة بأن تكون وجهة جاذبة للعائلات، وأفراد المجتمع، للاستمتاع بجمال معالمها وأجوائها الترفيهية، إضافة إلى أنها بيئة مثالية للإقامة والاستثمار.
كما شهد المهرجان إطلاق أجندة الفعاليات التي تنظمها دوائر وهيئات الشارقة في عام 2024 بمشاركة فعالياته أكثر من 30 هيئة ومؤسسة حكومية، وشبه حكومية، وخاصة في الإمارة.
مشاركات
شهد العام الماضي مشاركات مؤثرة للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، منها المشاركة في النسخة الثانية من معرض ومؤتمر الكونغرس العالمي للإعلام، الذي تنظمه مجموعة «أدنيك» بالشراكة مع وكالة أنباء الإمارات «وام»، بمشاركة نخبة من رواد صناعة الإعلام والمتخصصين والمؤثرين العالميين، إضافة إلى الأكاديميين والشباب وطلبة الجامعات.
ونظم المكتب خلال منصته المشاركة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، 16 جلسة عمل ضمن أجندة حافلة بالطروحات التي تحاكي أهمية الحدث العالمي.
كما شارك المكتب في النسخة الثانية من المنتدى السعودي للإعلام في العاصمة السعودية الرياض، ضمن جلسة «جيل الإعلام الجديد: المتغيرات والفرص»، التي نظمها نادي الشارقة للصحافة، واستعرضت جهود الإمارة في رعاية الأطفال والنشء وبناء الإنسان في شتى المجالات واستراتيجية الإمارة.
مهرجان ويلرز
استقطب المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة عشاق السيارات، ومحبّي رياضة قيادة الدراجات، وهواة المغامرات والسرعة، ضمن النسخة الثالثة من مهرجان «ويلرز للسيارات» لممارسة شغفهم وسط أنشطة تفاعلية وترفيهية للتعريف بعالم السيارات والاحتفاء بمحبيها.
أما الموقع الإخباري الإلكتروني «الشارقة 24»، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، فقد حصد العديد من الجوائز خلال العام الماضي، أبرزها جائزة التميز العالمي في مجال الويب والعالم الرقمي، وتسلم الموقع خلال 2023 العديد من الدروع والشهادات التقديرية.
ويواصل موقع «الشارقة 24» وفق رؤيته الإعلامية أهدافه للارتقاء بمنتج الشارقة الإعلامي والمساهمة في إيصال رسالتها إلى العالم، حيث تمكن من تحقيق 5 ملايين مشاهدة خلال الربع الأخير من العام نفسه، ووصل عدد التغطيات الكلية للموقع إلى 1036 تغطية.
التدريب والتطوير
انطلاقاً من مسؤوليته المجتمعية وحرصه على دعم التدريب لتطوير الكفاءات، يتبنى المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة برنامج الظل الوظيفي لنقل خبرات الكفاءات العاملة في المكتب، باعتماد الممارسة العملية للمتدربين والتطبيق على الأنظمة والقوانين والاطلاع عن قرب على آلية سير العمل.
ووصل عدد الدورات التدريبية التي نظمها المكتب ضمن برنامج الظل الوظيفي وإداراته، إلى نحو 270 ورشة تدريبية حضورياً، وعن بعد، بمشاركة ما يزيد على 3000 مشارك من الطلبة ومختلف الجهات المعنية والمتطوعين.
وتبنّى المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة برنامج المتحدث الرسمي، الذي يتضمن برامج تدريبية متكاملة وشاملة، عملية ونظرية، مخصصة لإعداد لمتحدثين الرسميين في مؤسسات حكومة الشارقة لتأهيلهم لأداء دور المتحدث الرسمي بشكل محترف.
وشارك في البرنامج 60 موظفاً من العاملين في إدارات الاتصال من مختلف دوائر ومؤسسات حكومة الشارقة، خضعوا لبرامج تدريبية متكاملة وشاملة لمدة ستة أشهر لإعداد المتحدثين الرسميين وفق أفضل الممارسات العالمية.
الدبلوم المهني
نفذ المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة النسخة الثانية من برنامج الدبلوم المهني في الاتصال الحكومي الاستراتيجي، الذي يركز على الجانبين، الأكاديمي والعملي، من خلال تدريس أحدث نظريات الاتصال الحكومي وتحليل دراسات الحالات، وقصص نجاح، أو إخفاق الاتصال الحكومي حول العالم.
وبينما للشارقة حضارتها الضاربة في التاريخ ومسيرتها التي تستحق السرد، أخذ المكتب على عاتقه نقل رحلة إمارة الشارقة على صفحات الإعلام الدولي عبر مجلة حضارة التي يواصل إصدارها بالتعاون مع شركة «أركيميديا لندن»، ليطّلع المجتمع الدولي على حكاية الإمارة وإنجاز قطاعاتها.
فيما نظم المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، الدورة الثالثة من ملتقى الشارقة لمراكز الاتصال، تحت شعار «خدمات تفاعلية.. قنوات شاملة»، لتقديم رؤى تخصصية ومستقبلية للارتقاء بجودة خدمات مراكز الاتصال، حيث شهد مناقشات بين نخبة من أبرز المسؤولين والمستشارين أسفرت عن مخرجات وتوصيات تطويرية.
مدرج خورفكان
ومن الشارقة إلى مدينة خورفكان، عروس الساحل الشرقي، يتولى المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة إدارة مدرج خورفكان، الأيقونة الاستثنائية التي تستوحي تصميمها من الحضارة الإسلامية والمدرجات الرومانية، وتجمع ما بين فنون العمارة وفنون الموسيقى والمسرح، ليقدم تجربة متكاملة ومتفردة.
ونظم المدرج العديد من الفعاليات الترفيهية والأنشطة التي استقطبت الحضور من داخل، وخارج دولة الإمارات العربية.
كما نظم المدرّج المهرجان التسويقي الترفيهي «دكاكين» للمرة الأولى خلال شهر رمضان المبارك، لتعزيز الفعاليات الاجتماعية المختلفة وتشجيع مشاريع رواد الأعمال ودعم الأُسر المنتجة.
فيما شهدت بطولة «سبارتن خورفكان 2023» التي نظمها المدرج، العلامة الأبرز لسباقات العقبات والتحمل، وتخطّي الحواجز في العالم، مشاركة ما يقرب 2250 شخصاً من جنسيات مختلفة، واستمتع المتسابقون بالمغامرة والتشويق وسط الطبيعة الساحرة والمعالم السياحية الخلابة ل «عروس الساحل الشرقي».
الإصدارات
أطلق المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة خمسة إصدارات جديدة في الاتصال الحكومي، وثلاث دراسات متخصصة، تستهدف الإعلام والاتصال الحكومي، وتواكب توجهات إمارة الشارقة الداعمة للثقافة والعلم والصديقة للكتاب.
مركز الاتصال
يواصل مركز الشارقة للاتصال خدماته الداعمة لكل الدوائر والمؤسسات، حيث يتولى الرد على استفسارات العملاء ويعمل على مدار الساعة ويشكل قاعدة معلومات لأكثر من مئة جهة حكومية في الشارقة متضمنة الخدمات والفعاليات والمواقع السياحية في إمارة الشارقة.
ويصل عدد الخدمات المعتمدة المقدمة للجمهور المتوفرة بنظام المركز 11665 خدمة، وعدد الجهات الحكومية التي يقدم عنها المركز معلومات للجمهور 474 مع الأفرع، فيما بلغ إجمالي المكالمات الواردة لمركز الشارقة للاتصال 77822 مكالمة.
الإعلام الذكي
ضمن المشروع الإعلامي لإمارة الشارقة، يتبنى المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة منصة الإعلام الذكي التي توفر أدوات عمل ذكية وفق أعلى معايير الجودة وتمثل شبكة متكاملة من الدوائر الحكومية ووسائل الإعلام.
وحققت المنصة العديد من الإنجازات العام الماضي، وهي وفقاً للأرقام: 42.116 عدد الأخبار والقصاصات الصادرة عن المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة التي تم تداولها عبر وسائل الإعلام، و815,186 قصاصة رصدتها منصة الإعلام الذكي للدوائر والجهات المدرجة فيها، و4,049 خبراً أرسل للإعلام من خلال المنصة، إضافة إلى رفع 336 ملف على المركز الإعلامي بأرشيف الصور والفيديو، وتسجيل 11,637 دخولاً على المنصة بمعدل شهري بلغ 388 مرة، وتدريب 13 دائرة على كيفية استخدام المنصة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات المکتب الإعلامی لحکومة الشارقة الاتصال الحکومی النسخة الثانیة العام الماضی التی نظمها إلى العالم إضافة إلى العدید من من مختلف من خلال
إقرأ أيضاً:
التضليل الإعلامي .. حرب على القيم والهوية والأمن والاستقرار
تعاني المجتمعات والدول حول العالم، من تزايد المحتويات الإعلامية المضللة، التي تنشر الأكاذيب وتزور الحقائق، وتروج لأجندات تستهدف ضرب الهوية والقيم وأمن واستقرار المجتمعات، ونمو اقتصادها وازدهارها، وتحاول عبر تضليل الرأي العام النيل من قيم التلاحم والتعاضد، الذي بدوره يجر الدول إلى ويلات الدمار والفوضى وفقدان الأمن.
وتقف خلف وسائل الإعلام المضللة دول ومنظمات، هدفها نشر الفوضى والحروب والفرقة، مما يستوجب تحصين المجتمعات وتعريفها بخطورة المحتوى الإعلامي المضلل، والاستعداد لمجابهة تلك المحتويات بإظهار الحقيقة كما هي، وبث الوعي المجتمعي، خاصة في ظل التقنيات والذكاء الاصطناعي.
وأكد مختصون أن الإعلام المضلل يعد واحدًا من أبرز المخاطر التي تتعرض لها الدول اليوم، وتضاهي في خطورتها الحروب المسلحة، موضحين بأن تحصين المجتمع والاستعداد المؤسسي يجب أن يكون ضمن الأولويات.
الدكتور محمد بن عوض المشيخي، أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري، أكد بأن الكثير من الشعوب حول العالم دفعت أثمانًا باهظة بسبب التضليل الإعلامي، خاصة من قبل الشبكات التلفزيونية العابرة للقارات؛ التي تملك جيوشًا من المراسلين ينتشرون في كل ركن من أركان الكرة الأرضية؛ مما جعلها تسيطر على أكثر من 90% من مصادر الأخبار المتداولة في العالم. ونتيجة لهذا التفوق المعلوماتي، تقوم هذه الوسائل بممارسة التضليل الإعلامي، وذلك من خلال استخدام المصطلحات المضللة، وغرس المفاهيم الخاطئة التي يحرص الإعلام الدولي الموجه على غرسها في عقول وأذهان الملايين من البشر.
وأوضح بأن هناك إمكانية لتضليل الناس وخداعهم قبل ظهور الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي، خاصة إذا عرفنا أن نظرية "دوامة الصمت" تؤكد على أهمية وسيطرة وسائل الإعلام على المشهد الإعلامي بلا منافس، ومحاصرة الجمهور من خلال هيمنتها على مصادر المعلومات، كذلك تجانس وتشابه العاملين في وسائل الإعلام بسبب القيم والخلفيات العلمية والتدريب، مما ينعكس على المحتوى الإعلامي الذي يقدم في الرسائل الإعلامية.
وأوضح المشيخي ضرورة تبني نهج إعلامي قوي ورصين يُظهر الحقائق، وتكثيف الاهتمام بالإعلام والمحتوى الإعلامي الذي يُظهر الحقائق؛ لكي يبتعد المجتمع عن تصديق المحتويات المضللة، خاصة في ظل تطور وسائل الإعلام والتقنيات المستخدمة.
الحرب الإعلامية
وقال عيسى المسعودي، كاتب صحفي: تؤكد الأحداث أن الحرب الحالية والقادمة ستكون حربًا إعلامية بحتة، بحيث تتخذ بعض وسائل الإعلام أجندة معينة تقف خلفها منظمات ودول، تُحوّل الحقائق والأكاذيب إلى واقع وبطرق مختلفة.
وقال: من خلال التضليل الإعلامي تستطيع بعض وسائل الإعلام أن تُحوّل المنتصر إلى خاسر، والخاسر إلى منتصر، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الأكاذيب يتم تداولها بصور وأساليب متنوعة، تظهر وكأنها صحيحة، بينما هي مجرد أكاذيب وافتراء وتضليل للرأي العام والمجتمعات.
وأوضح بأن وسائل الإعلام التي تتبنى أجندة مضللة تحاول أن تروج للرأي العام لظاهرة معينة، عبر تركيزها على دول وشخصيات ومؤسسات معينة، حتى تلفت الأنظار لتلك المؤسسات، بشكل سلبي.
وقال: كنا نتابع الكثير من التحليلات عبر العديد من وسائل الإعلام، حسبناها في البداية بأنها حقائق، ولكن مع مرور الوقت تبين زيفها وتضليلها، مؤكدًا بأن ذلك يأتي في إطار سعي تلك المؤسسات الإعلامية لقلب الحقائق.
وأوضح المسعودي بأنه من الضروري أن يكون الفرد والمجتمع على وعي تام لمثل هذه الرسائل الإعلامية المضللة، وأن يُحصن نفسه بالوعي؛ لأن المواطن دائمًا هو الخط الأول للدفاع، لذلك فإن الإدراك والحس الوطني الذي يجب أن يغرسهما الشخص في نفسه تجاه أي محاولات مضللة، يبقى هو السبيل الوحيد الذي يجنب الشخص الانجراف خلف المعلومة المضللة، مشيرًا إلى أن ليس كل ما يُكتب أو يُذاع أو يُبث عبر الوسائل الإعلامية المضللة صحيح.
تقنيات التضليل
من جانبه قال حسن بن علي العجمي، استشاري أمن معلومات وإدارة الكوارث: مع النمو المطّرد لخدمات الإنترنت وكثرة الاعتماد على الإنترنت والتقنية وظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، تزداد فرص التضليل والتزييف بشكل كبير عبر مختلف المنصات، خصوصًا مع ازدياد الحروب الجيوسياسية في مناطق مختلفة من العالم، الأمر الذي زاد من استخدام تقنيات التضليل والتزييف.
وأوضح العجمي كيفية استخدام التقنية (والذكاء الاصطناعي) في التضليل الإعلامي، وقال: تُستخدم التقنية في صناعة الصور والفيديوهات المزيفة (Deepfakes)، بحيث يتم توليد مقاطع فيديو أو صوتيات لشخصيات معروفة وهي تقول أو تفعل أمورًا لم تحدث في الأساس، مما يخلق واقعًا زائفًا ويؤثر على الرأي العام.
كما يتم التحكم في الخوارزميات عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، بحيث تُظهر المحتوى بناءً على تفاعل المستخدم، أو حسب الأجندات الخاصة بتوجيه الرأي العام، وذلك من خلال التلاعب بالخوارزميات لدفع محتوى مضلل إلى الواجهة.
وأشار إلى أن (البوتات) والحسابات الوهمية تُستخدم أيضًا لإيجاد موجة زائفة من الرأي العام، أو نشر أخبار كاذبة بسرعة وانتشار كبير. بالإضافة لما سبق، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في توليد الأخبار، كأدوات توليد النصوص (مثل شات GPT) لإنشاء مقالات وأخبار كاذبة مقنعة تبدو حقيقية، مما يساهم في التضليل الإعلامي والتزييف العميق للحقائق.
وبيّن الاستشاري في أمن المعلومات أن تحريف السياق يعد واحدًا من أخطر الطرق التي تستخدمها الصحف والحسابات الإعلامية لجذب الأنظار والمشاهدات والمتابعات، وذلك من خلال اقتطاع مقاطع أو جمل من سياقها الحقيقي واستخدامها في اتجاه مغاير لتوجيه رسائل مضللة تخدم مصلحة معينة.
وأكد العجمي على ضرورة تعزيز الوعي الإعلامي من خلال تعليم الأفراد كيفية التحقق من الأخبار، وتمييز المصادر الموثوقة، وتحليل المحتوى نقديًا، ورفع مستوى الثقافة والوعي بما يدور حولهم من متغيرات.
كما بيّن أهمية التربية الرقمية والمواطنة الرقمية، من خلال مناهج تعليمية تركز على الوعي الرقمي والمواطنة الرقمية، خاصة للأجيال الشابة، لفهم كيفية عمل المنصات التقنية وأساليب التضليل.
وأوضح أهمية الرقابة الذاتية والتمحيص قبل النشر من خلال غرس ثقافة "توقّف، تحقق، ثم شارك"، هذا الأمر يُعد خط الدفاع الأول على الإنترنت، وتعزيز وسائل الإعلام المستقلة والموثوقة، ومكافحة الحسابات والمواقع الإخبارية الوهمية.
الشك النقدي
من جانبها قالت الإعلامية مديحة بنت سعيد السليمانية: يمثل التضليل الإعلامي وتشويه صورة البلدان تحديًا كبيرًا، خاصة مع التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي ووسائل الإعلام الرقمية.
وقالت: إن المحتوى المضلل يحمل في طياته مخاطر جسيمة على عدة مستويات، من بينها المساس بالسمعة والمكانة الدولية، حيث يمكن للمعلومات المضللة أن تضر بالصورة الإيجابية للبلدان على الساحة الدولية، مما يؤثر على العلاقات الدبلوماسية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وحتى السياحة، فالتقارير غير الدقيقة أو المشوهة قد تخلق انطباعًا سلبيًا غير مستحق.
كذلك على المستوى الاقتصادي، فعندما تتأثر سمعة البلد، يتأثر معها المناخ الاستثماري والسياحي، فالمحتوى المضلل قد يثير الشكوك حول الاستقرار أو البيئة الاقتصادية، مما يؤدي إلى تردد المستثمرين وتراجع أعداد السياح، وبالتالي خسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة.
كما بيّنت السليمانية خطورة التضليل الإعلامي في زعزعة الثقة الداخلية وتشويه الوعي العام، موضحة بأنه على الصعيد الداخلي، قد يؤدي التضليل الإعلامي إلى زعزعة الرأي العام، ونشر معلومات مغلوطة بين المجتمع، يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الثقة في المؤسسات الوطنية وتؤدي إلى تفسيرات خاطئة للأحداث والتطورات الجارية في البلاد.
وأضافت: التضليل الإعلامي قد يهدد النسيج المجتمعي، ففي بعض الحالات يمكن أن يستهدف التضليل الإعلامي قضايا حساسة في المجتمع، مما يؤجج الخلافات أو يثير النعرات.
وأكدت أن تحصين المجتمع من التضليل الإعلامي يبدأ من الفرد نفسه، من خلال تعزيز الوعي النقدي والحيطة عند التعامل مع المحتوى الرقمي.
وفي ختام حديثها، بيّنت السليمانية أهمية تحصين المجتمع من التضليل الإعلامي، وقالت: إن هذا الأمر مسؤولية مشتركة تتطلب وعيًا فرديًا وجهودًا جماعية من قبل المؤسسات الإعلامية والتعليمية والحكومية، من خلال تعزيز ثقافة الشك النقدي والتحقق.
الوعي المجتمعي
من جانبه قال عبد العزيز بن أحمد المعمري من جمعية الاجتماعيين العمانية:
تكمن الخطورة في اقتطاع سياق أي معلومة، أياً كان نوعها صحية، قانونية، اجتماعية، سياسية، في تبعاتها من عدم اليقين؛ الذي بدوره سيؤدي لخلق فوضى حول المادة الإعلامية ومحتواها. كما أن التضليل ليس في كل الأحوال أسلوبًا موجهًا ومقصودًا، ففي بعض الأحيان يكون لسبق النشر أو التفاعل حول المعلومة.
وأكد على أهمية الوعي المجتمعي؛ لأن المجتمع هو المستهدف بالمعلومة في جميع اتجاهاتها ويعطيها سلطة الانتشار، فالقانون أو التقنيات قد تكون في مقدمة الحلول، مع أهميتها كأدوات مساعدة.
وقال المعمري: يتعزز الوعي المجتمعي بامتلاك مهارات التفكير الناقد والتحليل بمستوياته، واستقصاء المصادر الموثوقة، وعدم التسرع. وعلى الرغم من صعوبة تطبيق ذلك عمليًا لكل فرد، لارتباط جذوره بالتنشئة الاجتماعية والتعليم والعولمة والعديد من العوامل، فمن الضروري نشر وسائل الوعي، لتكون خطوط المواجهة للتضليل الإعلامي، من تفكيك المفاهيم إلى تفنيد الأفكار.