نصب تذكاري ومعلم أثري تاريخي بالهند؛ جمع بين المعمار المغولي والإسلامي والهندي والفارسي، أمر ببنائه الإمبراطور المغولي شاه جهان في القرن الـ17 الميلادي ليكون ضريحا لزوجته "ممتاز محل" تخليدا لذكراها. بات رمزا أسطوريا من رموز الحب والوفاء. أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ضمن لائحة التراث العالمي سنة 1983.

الموقع والمساحة

بُنِيَ قصر تاج محل بمدينة أغرة، عاصمة إمبراطورية المغول الإسلامية في العصور الوسطى قديما، وعاصمة ولاية أوتار برادش حديثا، جنوب العاصمة الهندية نيودلهي، والتي تبعد عنها بحوالي 200 كيلومتر.

تبلغ مساحته 170 ألف متر مربع، ويتكون من مسجد ومضافة والعديد من المباني الأخرى، إضافة إلى الضريح الرئيسي الذي يعتبر سبب بناء هذا الصرح الكبير.

التسمية

يذهب بعض المؤرخين إلى أن اسم "تاج محل" هو اختصار لاسم الأميرة "ممتاز محل"، في حين يعتقد آخرون أن سكان مدينة أغرة لقبوا الإمبراطورة المتوفية بـ"تاج محل". وفي كل الأحوال، فقد بني لتخليد ذكراها.

سبب البناء

في القرن الـ17 الميلادي تولى شهاب الدين محمد خرام عرش المغول في الهند، وقبل توليه هذا المنصب، كان قد خطب الأميرة محل ممتاز عام 1607، ولكن لم يُسمح لهما بالزواج حتى عام 1612. وما إن جلس على العرش حتى اختارها إمبراطورة للمغول، مطلقا عليها لقب "مليكة جهان" أي "ملكة العالم" أو "ملكة العصر".

كانت مستشارة له في شؤون الحكم والسياسة، إذ وثق بها كثيرا لدرجة منحها ختمه الإمبراطوري وتصديقها على القرارات والمراسيم التي تهم شؤون الإمبراطورية داخليا وخارجيا. كما اصطحبها معه في جميع حملاته العسكرية ورحلاته، وأنجبت له 14 ولدا (8 أبناء و6 بنات) توفي 7 منهم في سن مبكرة.

ويقول المؤرخون إنه جمعهما حب حقيقي، وهو ما كان غير مألوف بالنسبة للهند في الوقت الذي كانت تتم فيه الزواج عادة لتوريث السلالات. وبعد وفاتها عام 1931، حزن الإمبراطور المغولي كثيرا على فراقها، فاعتزل الناس عاما كاملا، وغزا الشيب شعره، وتأثرت صحته من كثرة الحزن والألم الذي اعتصره. وما إن خرج من عزلته، حتى أمر بنقل جثمانها إلى مدينة أغرة عام 1632، وأصدر أمرا ببناء ضريح يضم رفاتها يكون تحفة معمارية يتحدث عنها التاريخ.

تاريخ البناء

انطلق بناء القصر عام 1632، وقد استقدم الإمبراطور مهندسين وبنائين وحرفيين من دول عديدة إسلامية وأوروبية، وجلب 40 نوعا من الأحجار الكريمة لتوضع به. وشارك في البناء أكثر من 20 ألف حرفي وعامل، وتعددت الروايات عن المهندسين والمعماريين الرئيسيين للقصر.

وعندما اكتمل البناء عام 1653 نقل رفات الإمبراطورة إليه. ويروى أن شاه جهان كان ينوي في الأصل بناء ضريح آخر عبر النهر يضم رفاته، يكون متصلا بتاج محل بواسطة جسر، لكن ابنه أورنغزيب خلعه من الحكم بعد مرضه وصراع أبنائه الأربعة على خلافته عام 1658، وفرض عليه الإقامة الجبرية في قلعة أغرة إلى حين وفاته سنة 1666، ثم دفن بجانب ضريح زوجته.

هندسته المعمارية

دمج المعماريون في بنائهم وهندستهم للقصر بين تصاميم متنوعة، منها الفن المعماري الإسلامي والمغولي والهندي والفارسي والفن الحديث كذلك. وعلَّقَ الشاعر الإنجليزي السير إدوين أرنولد على جمال تلك التحفة بقوله "إن ما يميز تاج محل عن أي صرح معماري آخر هو الشغف الذي بُني به، والذي يعكس عشق الإمبراطور لزوجته"، معتبرا أن جمال "تاج محل" وتميزه كان انعكاسا لجمال "ممتاز محل" وموقعها في قلب الإمبراطور العاشق.

يعد قصر تاج محل شبيها بمجمع موحد، يضم بوابة رئيسية وضريحا بقبة مركزية يصل ارتفاعها إلى حوالي 73 مترا، وحديقة ومسجدا بأربع مآذن -يصل ارتفاع الواحدة منها 37 مترا- في كل ركن من الزوايا الأربع للضريح.

واستعمل في البناء الرخام الأبيض الذي يعكس درجات الألوان حسب ضوء الشمس أو ضوء القمر. ويتكون من 22 قبة بارزة ترمز للمدة التي استغرق بناؤه فيها.

ويحتوي الجزء الداخلي من قصر تاج محل قبرين زائفين، أحدهما لشاه جهان الذي توفي بعد عامين من الانتهاء من بناء القصر، والآخر لزوجته التي بنى لها هذا القصر تخليدا لذكراها.

النشاط الثقافي والسياحي

تعرض هذا المعلم التاريخي للإهمال بعد انهيار حُكم المغول، وبقي كذلك إلى أن أمر اللورد كرزون، نائب الملك البريطاني في الهند، بإعادة ترميمه في بداية القرن الـ20 من باب حفظ التراث.

زادت شهرة القصر بعد تصنيف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) له سنة 1983 ضمن مواقع التراث العالمي، إذ بات "تاج محل" بعد ذلك من أهم الوجهات السياحية في العالم.

يحج إليه سنويا ملايين السياح من كل بقاع الأرض، خاصة في أشهر أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني وفبراير/شباط، حيث يكون الجو في الهند معتدلا، ويزوره يوميا نحو 70 ألف زائر حسب الإحصاءات قبل انتشار وباء كورونا (كوفيد-19).

ومن حين لآخر يشوش الصراع الطائفي عليه، بعدما سعت الجماعات القومية الهندوسية لنفي رمزيته الإسلامية، والإصرار على أنه رمز ثقافي هندي خالص، رغم أن الحقيقة على أرض الواقع والمعمار.

فقد طالب الهندوس بالحق في الصلاة في الضريح بحجة أنه بني في موقع حرم قديم مخصص لما يسمونه الإله "شيفا"، وبناء على ذلك قدّم أحد أعضاء حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم التماسا لإجبار وكالة الآثار الهندية على فتح 20 غرفة في "تاج محل" بدعوى احتوائها على تماثيل هندوسية، الأمر الذي رفضته الهيئة والمحكمة معا.

وقد تعرضت بعض معالم الضريح للتغيير في العقود الثلاثة الأخيرة جراء تلوث الهواء الناجم عن الانبعاثات من المسابك والمصانع المجاورة. فبدأ عام 1998 برنامج ترميم لتاج محل حيث تم تركيب آليات لمكافحة التلوث، وإقامة منطقة عازلة حول الضريح وحظر المرور بالقرب منه.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

أخبار الوادي الجديد| حريق بمزارع نخيل بقرية القصر.. والسيطرة على نيران بزراعات نخيل

شهدت محافظة الوادي الجديد عدة فعاليات على مدار يوم الاثنين كان من اهمها:

حريق بمزارع نخيل بقرية القصر في الوادي الجديد

نشب في مزارع النخيل بقرية القصر التابعة لمركز الداخله بالوادى الجديد.

وتم الدفع بمعدات الحماية المدنية للسيطرة  على الحريق بمنطقة مزارع نخيل بقرية القصر، وذلك بعد اشتعال النيران، وارتفاع ألسنة اللهب بسبب نشاط الرياح.


وكان اللواء محمد أبو الليل مدير أمن الوادى الجديد تلقي بلاغا  يفيد نشوب حريق بزراعات نخيل بمنطقة زراعات النخيل بقرية القصر التابعه لمركز الداخلة، مما أسفر عن التهام النيران لعدد كبير من أشجار النخيل وسط محاولات الحماية المدنية للسيطرة على النيران ومنع امتدادها للمناطق المجاورة لها.


وجاري السيطرة علة الحريق وتحرير محضر بالواقعة واخطار النيابة العامه لمباشرة التحقيقات

محافظ الوادي الجديد: السيطرة على حريق بزراعات نخيل على مساحة 2 فدان

أكد اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، السيطرة على الحريق الذي نشب بزراعات نخيل في منطقة بئر 4 بالقصر بمركز الداخلة، وذلك من خلال الدفع بسيارات الحماية المدنية بالمركز وخزانات الإطفاء بالمراكز المجاورة؛ للسيطرة على الحريق و منع إمتداده للمناطق المجاورة بالرغم من نشاط وسرعة الرياح التي تشهدها المحافظة.

وأوضح الزملوط أنه جاري أعمال التبريد وحصر الخسائر بزراعات النخيل على مساحة 2 فدان والوقوف على أسباب الحريق، مؤكدًا عدم وجود خسائر بالأرواح أو الماشية، موجها الشكر لرجال الحماية المدنية بالتعاون مع مسئولي الوحدات المحلية لجهودهم في سرعة السيطرة على الحريق .

كان حريق قد نشب في مزارع النخيل بقرية القصر التابعه لمركز الداخله بالوادى الجديد وتم الدفع بمعدات الحماية المدنية للسيطره  علي الحريق وذلك بعد  اشتعال النيران  وارتفاع السنة اللهب بسبب نشاط الرياح .

وكان اللواء محمد حامد هاشم مدير امن الوادى الجديد تلقي بلاغا  يفيد نشوب حريق بزراعات نخيل بمنطقة زراعات النخيل بقرية القصر التابعه لمركز الداخله  مما اسفر عن التهام النيران لعدد كبير من اشجار النخيل وسط محاولات الحماية المدنية للسيطرة علي النيران ومنع امتدادها للمناطق المجاورة لها.

رفع كفاءة عدة مناطق وأحياء بمركزي الداخلة والفرافرة في الوادي الجديد

أكد اللواء دكتور محمد سالمان الزملوط، محافظ الوادي الجديد، أنه تم  الانتهاء من رفع كفاءة ١٨ ألف متر مسطح طرق ضمن جهود رصف ورفع كفاءة الطرق الداخلية بعدد من الأحياء والمناطق السكنية القديمة بمركزي الداخلة والفرافرة، وذلك في إطار خطة المحافظة للارتقاء بالبنية التحتية وتحسين المظهر الحضاري وجودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأشار المهندس أحمد عبدالرحيم، مدير عام الطرق بالمحافظة، إلى أنه تم تركيب بلاط الإنترلوك على مساحة ١٠ آلاف متر مسطح حتى الآن بمنطقة موط القديمة (دروسه- عين بطور)، بالإضافة إلى تركيب بلاط بفناء مدرسة الأمل للصم والبكم ضمن خطة تطوير أفنية المدارس، بالإضافة إلى الانتهاء من مساحة ٨ آلاف متر مسطح بعدد من مناطق الفرافرة شملت شوارع رئيسية أبرزها (قصر الفرافرة، المسجد العتيق، الشيخ مرزوق)، مؤكدًا استمرار العمل لاستكمال كل المراحل المخطط لها ضمن الجدول الزمني المحدد.


وتشمل الأعمال رصف الطرق وتركيب بلاط الإنترلوك بعدة مناطق حيوية بكل مراكز المحافظة، منها موط القديمة وقصر الفرافرة، بالإضافة إلى تطوير أفنية المدارس، وتُنفذ المشروعات وفق جدول زمني محدد لضمان استكمال جميع المراحل بكفاءة وجودة عالية.

وفي إطار جهود محافظة الوادي الجديد لتحسين البنية التحتية والارتقاء بالمظهر الحضاري للمناطق السكنية، تواصل الأجهزة التنفيذية تنفيذ عدد من مشروعات رفع كفاءة الطرق والأحياء بمركزي الداخلة والفرافرة، وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة شاملة تستهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وخلق بيئة حضارية تتناسب مع التطور العمراني الذي تشهده المحافظة.

تأتي أعمال رفع كفاءة الطرق بمركزي الداخلة والفرافرة ضمن خطة محافظة الوادي الجديد لتحسين البنية التحتية وتجميل المناطق السكنية القديمة، وتهدف هذه الجهود إلى تعزيز المظهر الحضاري وتسهيل الحركة المرورية، بما يواكب التنمية العمرانية وتحسين جودة الحياة والخدمات للمواطنين.

طباعة شارك الوادى الجديد اخبار الوادي الجديد فعاليات المحافظ

مقالات مشابهة

  • حضور كبير بعرض فيلم «الطير المسافر: بليغ.. عاشق النغم» بالثقافة السينمائية
  • مصر.. قال لزوجته «يا بومة» فعاقبته المحكمة
  • بعد زواجهما.. مسلم يوجه رسالة حب لزوجته
  • أنتي كل حياتي.. مسلم يوجه رسالة رومانسية لزوجته
  • أميركا تقبل هدية "القصر الطائر" من قطر.. تعديل شامل ينتظرها
  • جاستن بيبر يعتذر لزوجته علنًا ثم يصدم الجمهور بحذف التعليق
  • عاجل….تفاصيل إعتقال إمبراطور بني ملال أحمد شذا في قضية صفقات بالمليارات
  • الجيش السوداني يعلن تطهير الخرطوم من المتمردين
  • الاعلان عن حدث مهم في القصر الجمهوري بالخرطوم
  • أخبار الوادي الجديد| حريق بمزارع نخيل بقرية القصر.. والسيطرة على نيران بزراعات نخيل