تلقت السلطات التركية اليوم الثلاثاء مقترحا من أوكرانيا بشأن استئناف العمل باتفاقية تصدير الحبوب، في حين حذرت موسكو السفن من مخاطر أمنية، مشددة على أنه لا يمكن إقرار شيء من دون موافقتها.

ونقلت وكالو ريا نوفوستي الروسية عن مصدر دبلوماسي تركي قوله إن أنقرة تلقت مقترحا من كييف لاستئناف صفقة الحبوب "من دون موسكو".

من جانبها، قالت الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف ونظيره التركي بحثا بدائل لمبادرة البحر الأسود لتصدير الحبوب لا تعتمد على كييف والغرب.

لكن الكرملين أصدر تحذيرا مبطّنا لسفن تصدير الحبوب الأوكرانية بقوله إنها ستواجه "مخاطر أمنية" إذا واصلت عبور البحر الأسود، غداة انسحاب موسكو من الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا ورعته الأمم المتحدة وسمح بمرور آمن لسفن التصدير خلال 12 شهرا الماضية.

وقال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحفيين "في غياب ضمانات أمنية مناسبة تظهر مخاطر معيّنة. إذا تمّ إقرار أيّ شيء من دون روسيا فيجب أن تؤخذ هذه المخاطر في الاعتبار".

كذلك، اتّهم بيسكوف كييف باستخدام الممرّ البحري المخصّص لتصدير الحبوب الأوكرانية "لأغراض عسكرية". وقال "لم يعد الأمر سرّا. نظام كييف يستخدم هذه المنطقة لأغراض عسكرية وهذه حقيقة واضحة". وأضاف "هذا جانب مهمّ للغاية لا ينبغي نسيانه أيضاً".


موقف مخز

ووصف المتحدّث باسم الكرملين موقف الدول الأوروبية بأنه "مخز" لأنّها لم تلتزم ببنود الاتفاق 7 المتعلقة بروسيا، الأمر الذي أدّى إلى انسحاب موسكو منه. وحسب بيسكوف فإن "هذا ليس خطأ" الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش.

وتقول روسيا إن الاتفاقية نصّت على إزالة العقبات والعقوبات التي تعرقل صادراتها من الحبوب والأسمدة، لكنّ هذا الأمر لم يحصل.

وشدّد المتحدث باسم الكرملين على أن بلده مستعد "من دون أدنى شك" لتصدير حبوبه مجّانا إلى الدول الأفريقية التي هي بأمس الحاجة إليها.

ولفت إلى أن هذا الاقتراح سيكون مدار بحث مع الشركاء الأفارقة للكرملين خلال القمة الروسية-الأفريقية المقرر عقدها في نهاية يوليو/تموز الجاري في سانت بطرسبورغ (شمال غربي روسيا).

من جانبه، قال وزير الزراعة البولندي روبرت تيلوس إن روسيا تستخدم الحبوب سلاحا، وذلك تعليقا على انهيار الاتفاق الذي استمر عاما وتوسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وحث تيلوس الاتحاد الأوروبي على المساهمة في تحسين الخدمات اللوجستية المتعلقة بنقل الحبوب، إذ من المقرر أن يبدأ تدفق المزيد من الحبوب الأوكرانية عبر الحدود بعد الحصاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحبوب الأوکرانیة من دون

إقرأ أيضاً:

جولة مفاوضات جديدة بين موسكو وكييف قريبًا.. وروسيا تصر على “حياد كييف”

البلاد – موسكو

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، أن التحضيرات جارية للإعلان عن جولة جديدة من المفاوضات مع أوكرانيا، في وقت تتكثف فيه الانتقادات الغربية لموسكو بسبب ما يُوصف بـ”رفضها التجاوب الجاد” مع جهود السلام.

وقال لافروف، في كلمته خلال الاجتماع الدولي المعني بقضايا الأمن، إن روسيا ستشارك في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا قريبًا، مؤكدًا أن “بلاده ستصرّ خلال الجولة المقبلة على إلغاء كافة القوانين الأوكرانية التمييزية”، والتي تعتبرها موسكو موجهة ضد المتحدثين بالروسية والأقليات في أوكرانيا.

وشدد الوزير الروسي على أن الحياد النووي والسياسي لأوكرانيا لا يزال مطلبًا أساسيًا لموسكو، مضيفًا: “مهما كانت صيغة الحل، يجب تلبية مطالب روسيا بجعل أوكرانيا دولة غير نووية ومحايدة”.

في سياق متصل، عبّر لافروف عن قلق بلاده من التحركات العسكرية الغربية، قائلاً إن روسيا تتابع عن كثب الحشود العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) قرب حدودها، معتبرًا أن هذه الخطوات تزيد من تعقيد المشهد الأمني الإقليمي.

بالموازاة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف لا تزال تنتظر تسلّم “مذكرة رسمية” من الجانب الروسي تتضمن المطالب المرتبطة بالتوصل إلى اتفاق سلام.

وأوضح زيلينسكي، في تصريحات نشرت الأربعاء، أن روسيا تعهّدت بإرسال مذكرة مكتوبة، مضيفًا: “سنطّلع على تلك المقترحات فور وصولها، وسنقدّم ردّنا الرسمي”.

كما اقترح زيلينسكي عقد لقاء ثلاثي يجمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مسعى لإيجاد أرضية مشتركة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد وجه انتقادات حادة للرئيس الروسي، معتبرًا أن بوتين “فقد رشده” ويرفض فرص السلام، رغم ما قال إنه استعداد أميركي للوساطة. وأضاف ترامب أن موسكو تواصل التصعيد العسكري في حين يتعطل المسار الدبلوماسي.

من جانبها، أكدت الإدارة الأميركية أنها ما زالت تعمل على وساطة فعّالة لوقف الحرب بين كييف وموسكو، حيث قام المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، بأربع زيارات إلى روسيا خلال الأشهر الماضية التقى خلالها الرئيس بوتين وعددًا من المسؤولين الروس.

ورغم هذه الجهود، لا تزال موسكو ترفض المقترح الأميركي الأوروبي المشترك بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، معتبرة أن “مثل هذا الاتفاق لا يمكن تحقيقه قبل الاتفاق على الإطار السياسي الكامل لإنهاء النزاع”.

يُذكر أن آخر لقاء رسمي بين وفدين روسي وأوكراني عُقد في إسطنبول قبل أكثر من أسبوع، حيث جرى الاتفاق على تبادل مئات الأسرى من الجانبين، لكنه لم يسفر عن أي تقدم سياسي يُذكر.

وتستمر الحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير 2022، وتسببت في مقتل وتشريد مئات الآلاف، إلى جانب أزمة إنسانية وأمنية في أوروبا الشرقية. وتتعثر مبادرات السلام وسط خلافات جوهرية تتعلق بمستقبل أوكرانيا السياسي، ووضع الأقاليم الشرقية، وعلاقات كييف مع حلف الناتو.

مقالات مشابهة

  • لافروف وفيدان يناقشان تحضيرات المفاوضات الروسية الأوكرانية المقررة في إسطنبول
  • مدير جي إس إم للدراسات: فرص نجاح جولة المباحثات الروسية-الأوكرانية المقبلة صفر
  • القوات الروسية تدمر مركز قيادة العمليات الخاصة الأوكرانية «يوج» بصاروخ إسكندر
  • إنشاء منطقة عازلة.. هل تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية أم يزيد التصعيد؟
  • دبلوماسي سابق: الأزمة الروسية الأوكرانية تمر بمنعطف خطير وسط تصعيد عسكري غير مسبوق
  • خلافات علنية بين روسيا وأمريكا وسط تصاعد الحرب .. وموسكو تحشد 50 ألف جندي بالقرب من منطقة حدودية
  • محلل إستراتيجي: ترامب يستخدم لغة صادمة للتعبير عن موقفه من الحرب الروسية الأوكرانية
  • خلافات علنية بين روسيا وأمريكا وسط تصاعد الحرب .. وموسكو تحشد 50 ألف جندي بالقرب من منطقة حدودبة
  • روسيا ترفض مقترحا من زيلينسكي وألمانيا تسلح أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى
  • جولة مفاوضات جديدة بين موسكو وكييف قريبًا.. وروسيا تصر على “حياد كييف”