الخليج الجديد:
2024-06-12@03:05:41 GMT

فلسطين ليست للبيع أو المصادرة

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

فلسطين ليست للبيع أو المصادرة

فلسطين ليست للبيع أو المصادرة

لم يعد الأمر يتعلق بالقضاء على حماس، بل أصبح هدفهم المعلن الحصول على غزّة بدون أهلها.

هل هناك، بعد هذا من ينفي تهمتي الإبادة الجماعية والتهجير القسري اللتين تمارسهما دولة الاحتلال على أرض الواقع؟

هكذا يتبين أن القضية اليوم باتت قضية وجود شعب تريد الدولة العبرية التخلص منه بأي ثمن، وتساعدها على ذلك أميركا بكل الطرق.

يعلن اليمين الإسرائيلي أن الوقت حان للتخلّص من شعب فلسطين، وأن يقسموا المسألة لمراحل فالأولوية الآن لسكان غزّة ثم يأتي دور سكّان الضفة الغربية والقدس.

عندما استعمروا فلسطين التاريخية زعموا أنها "أرض بلا شعب"، أما اليوم فهم يعملون على اختطاف بقية فلسطين عنوة، ويطلبون من الآخرين تنفيذ طلباتهم نيابة عنهم.

قتل المدنيين المتواصل والمتعمّد، وتجويع مليوني فلسطيني، وتحويل غزّة إلى مدينة غير قابلة للحياة معطيات خطة شيطانية لأجل القضاء على الفلسطينيين جسديا خلال أشهر قليلة.

* * *

تخلى اليمين الديني الصهيوني عن أسلوب المناورة والخداع، وأصبحت تصريحاتُ زعمائه صريحة ومباشرة. هم يعلنون، بوضوح، أنه قد حان الوقت للتخلّص من شعب فلسطين برمته، لكنهم على استعدادٍ لأن يقسموا المسألة إلى مراحل. الأولوية الآن لسكان غزّة، ثم سيأتي دور سكّان الضفة الغربية والقدس. لم يعد ذلك خافياً على أحد.

تذرّعوا في البداية بالهجوم الصاعق لـ"7 أكتوبر". لكن الموضوع الآن لم يعد يتعلق بالقضاء على حركة حماس، وإنما أصبح هدفهم المعلن الحصول على غزّة بدون أهلها، فعندما استعمروا فلسطين التاريخية زعموا أنها "أرض بلا شعب"، أما اليوم فهم يعملون على اختطاف بقية فلسطين عنوة، ويطلبون من الآخرين تنفيذ طلباتهم نيابة عنهم.

كانت خطتهم في البداية تقوم على مصادرة منازل الفلسطينيين وهدمها وبناء مستوطنات سريعة، مع تحويل الأحياء الفلسطينية إلى جحيم. ونجحوا في ذلك بنسبة عالية، حيث حشر أصحاب الأرض في حوالي 17% من فلسطين.

وهذه المرّة يريدون استغلال التطورات الأخيرة للقيام بقفزة في الهواء للسيطرة على شريط غزّة نهائيا. وكان اقتراحهم الأول الدفع بالغزّيين نحو مصر أولا والأردن ثانيا. ومارسوا ضغوطا كبيرة على الدولتين لقبول الصفقة الجديدة، وعدوهما بتصفية ديونهما وتحويل سيناء إلى منطقة لجوء للفلسطينيين.

النقاش داخل إسرائيل متواصل بقوة بشأن كيفيّة التخلص من الفلسطينيين بأي ثمن وبأي طريقة، مهما كانت ساذجة وخيالية. تقول وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية: "جرّبنا حلولا مختلفة عديدة: الانسحاب (من المستوطنات في قطاع غزّة)، وإدارة النزاع، وبناء جدران عالية على أمل إبعاد وحوش حماس عن إسرائيل".

لقد فشلت جميعها.. وتنتقد الوزيرة غملئيل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قائلة "بدلا من إرسال الأموال لإعادة إعمار غزّة أو إلى أونروا الفاشلة، يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد في تمويل إعادة التوطين ومساعدة الغزّيين على بناء حياتهم الجديدة في بلدانهم المضيفة الجديدة".

عندما فشلوا في ذلك، تحوّل الإسرائيليون نحو أفريقيا، ظنّا منهم بأن الأوضاع الصعبة التي هي عليها بعض دول القارّة السمراء من شأنها أن تجعلها تقبل بفتح أراضيها لمئات آلاف الفلسطينيين، وبذلك يغلق الملف. لكن المحاولة فشلت وسقطت الفكرة في الماء المالح.

انتقل أحد وزرائهم إلى إغراء الفلسطينيين بالانتقال إلى أحد البلدان الاسكندنافية، حيث سيكونون أكثر سعادة واستقرارا.

لم يتراجعوا عن الفكرة وواصلوا جهودهم في البحث عن وطنٍ بديل للفلسطينيين، فالوزير اليميني المتطرّف سموتريتش، الذي يتولى قيادة حزب الصهيونية الدينية، أكّد بوضوح على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع "بلدان ترغب في استقبال سكان غزّة، معلنا عن كونه "يشجّع على إحداث تغيير جذري في القطاع".

وصل خيالهم المريض إلى اقتراح بناء جزيرة اصطناعية، وذلك على لسان كاتس، الذي اقترح على الأوروبيين إنشاء جزيرة اصطناعية تبعد خمسة كيلومترات عن ساحل قطاع غزّة، بينهما جسر رابط، ووضع شرطا مسبقا على ذلك "أن تتحكم إسرائيل بكل ما يدخل أو يخرج من هذه الجزيرة".

وذلك كله من أجل رفض فكرة الدولتين التي تحولت هذه الأيام إلى سجال عالمي منذ طرحها الرئيس الأميركي، بايدن، في سوق المزايدات العالمية. ورغم أن الفكرة ليست لها مقوّمات عملية في مستوى تنفيذها على أرض الواقع، إلا أنها أرعبت الإسرائيليين وأثارت مخاوفهم.

هل هناك، بعد هذا الجدل العلني والصريح، من ينفي تهمتي الإبادة الجماعية والتهجير القسري اللتين تمارسهما دولة الاحتلال على أرض الواقع؟ قتل المدنيين المتواصل والمتعمّد، إلى جانب تجويع أكثر من مليوني فلسطيني، وتحويل غزّة إلى مدينة غير قابلة للحياة. كل هذه المعطيات خطة شيطانية من أجل القضاء على الفلسطينيين جسديا خلال أشهر قليلة.

هكذا يتبين أن القضية اليوم باتت قضية وجود شعب تريد الدولة العبرية التخلص منه بأي ثمن، وتساعدها على ذلك أميركا بكل الطرق.

*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط تونسي في المجتمع المدني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة حماس تجويع 7 أكتوبر أونروا الإبادة الجماعية جزيرة اصطناعية التهجير القسري قتل المدنيين اليمين الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

حماس ليست داعش

#حماس ليست #داعش

د. #خالد_حسنين

الثلاثاء 11/6/2024م

منذ خطاب بايدن، الذي تضمن مبادرته لوقف الحرب في غزة، وحتى اليوم لم تنقطع المطالبات الأميركية والعربية والغربية لحماس بالموافقة على الخطة (الاسرائلية) لوقف الحرب مؤقتا وتبادل الأسرى، والدخول في مفاوضات لبقية مراحل الصفقة، وجاء قرار مجلس الأمن رقم 2735 يوم أمس ليحول خطة بايدن/نتنياهو إلى قرار أممي لدفع حماس نحو الموافقة.

مقالات ذات صلة تصنيف جامعاتنا عالمياً وعربياً على QS لآخر اربع سنوات…! 2024/06/11

ما لفت انتباهي في كل هذا الحراك ليست الأفخاخ التي وضعها الصهاينة في الخطة، وإنما الاعتراف العالمي الضمني بحركة حماس كحركة سياسية، يتم التعامل معها كطرف مقابل الاحتلال الصهيوني، على الرغم من أنها مصنفة كحركة إرهابية لدى معظم الدول التي تناشدها اليوم للموافقة على الصفقة.

لقد أثبتت الوقائع على الأرض أن تصنيف حركة حماس كحركة إرهابية كان جزءا من النفاق العالمي (والعربي) للزعيم الأميركي، فمقاومة الاحتلال (أي احتلال) هو حق مشروع لكافة الشعوب، وبمختلف الوسائل السلمية والعسكرية، وبخاصة في ظل فشل كافة الحلول والتسويات السلمية التي تم تبنيها من قبل الجامعة العربية، وكان الاحتلال على الدوام هو السبب الرئيس في ذلك الفشل.

كما أن حركة حماس حصرت عملها منذ نشأتها داخل حدود فلسطين المحتلة، ولم تمارس أي نشاط عسكري خارجها، كما أن عنوانها السياسي وقيادتها كانت على الدوام معروفة ومحددة، وتمارسها نشاطها في العلن، مما جعل دولا كبرى مثل روسيا والصين تتعامل معها كحركة تحرر فلسطينية، وترفض تصنيفها كحركة إرهابية.

تبقى المعضلة الحقيقية لحركة حماس مع العديد من الدول العربية المتحالفة مع أميركا، والتي ما زالت مصرة حتى اليوم على التعامل مع حماس كحركة إرهابية، وفيما عدا الوسطاء (قطر ومصر) تمتنع معظم الدول العربية عن مخاطبة حماس مباشرة، ودعوتها بالاستجابة لأي مبادرة أو رفضها، وتجاوزت بذلك مواقف أميركا نفسها، ونأت بنفسها عن ما يمكن أن يعرضها للانتقاد الأميركي.

العرب في معظمهم يتعاطون مع جريمة الإحتلال في غزة من الجانب الإنساني فقط، وفي جلساتهم المغلقة يشتمون حماس ويدينون ما قامت به، وإذا أرادوا التحدث مع الفلسطينيين فإنهم لا يجدون أمامهم سوى سلطة رام الله، التي تقف من حماس موقفا أسوأ من المواقف العربية جميعها، مع أن حماس (بجريمتها المزعومة) ساهمت في إحياء كافة المقولات العربية، وجددت الأحلام الفلسطينية في دولة مستقلة، وجذبت للفكرة مزيدا من المؤيدين، وجعلتها اليوم أقرب إلى التحقق.

في بداية المعركة، وبعد المشهد الاسطوري الذي حدث يوم 7 اكتوبر، قلنا لو تمت إبادة حماس كاملة مقابل كسر صورة العدو، لكان ذلك ثمنا مقبولا، وبداية لنهاية المشروع الصهيوني، وقلت يومها إن هذه العملية تمثل عملية استشهادية لحماس كتنظيم، وليس كفكرة ملهمة للأجيال، ولكن ما حدث خلال الأشهر الثمانية الماضية هو معجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والصمود الذي حصل واستمرار المقاومة في المواجهة إلى اليوم، والقدرة على الاحتفاظ بالأسرى بالرغم من كل الأسلحة والإجرام هو دليل على أن معجزة تحصل، وخارجة عن نطاق القدرة البشرية على التحليل والتفسير، ولكن يبدو أن هذه المعجزة لم تستطع هداية قيادة السلطة والعديد من الزعماء العرب الذين ما زالوا إلى اليوم تبعون الأنبياء الكذبة في واشنطن وتل أبيب، وما زال بعض إعلامهم يعقد المقارنات بين حماس وداعش.

بعد ثمانية أشهر من الصمود الأسطوري، وبعد هذه الملحمة التاريخية بين الحفاة المحاصرين من جهة وبين الجيوش التي لا تقهر من جهة أخرى على الزعماء العرب أن يعيدوا زيارة ضمائرهم مرة أخرى، وأن يرفعوا أصواتهم لمرة واحدة وأخيرة أمام الصلف الصهيوأميركي، ومندوبه بلينكن الذي يتجول بين أظهرنا ويتسوّل على حسابنا بناء مملكة جديدة للصهاينة على أرض فلسطين، كي تعاود مرة أخرى ممارسة القهر والإذلال لكافة القيادات والشعوب العربية، إنها فرصة تاريخية لبناء موقف عربي جديد يرفض هذا العبث الذي يتيح مواصلة حرب الإبادة عبر شراء الوقت، والاعتراف بأن الحفاة التي يزحفون داخل الأنفاق هم من يحافظون على بقية الكرامة العربية، والقيام بالواجب تجاههم، ليس بالاعتراف بهم فحسب، بل ودعمهم بكل ما نملك، من فوق الطاولة ومن تحتها.

مقالات مشابهة

  • موريتانيا: نهاية مأساة الفلسطينيين مرهونة بحل عادل لقضيتهم
  • شقق للبيع في مصر
  • "الصحفيين" توقّع بروتوكول مع نظيرتها الفلسطينية لتقديم الدعم للزملاء القادمين من غزة
  • حماس ليست داعش
  • محمود عباس يطالب بالإفراج عن الأموال الفلسطينية المصادرة من قبل إسرائيل
  • أسامة كمال: تحرير إسرائيل 4 رهائن “فيلم أكشن بطعم الإبادة الجماعية”
  • حماس ليست المسألة
  • ضابط أمريكي سابق: إسرائيل تمارس الإرهاب ضد الفلسطينيين وحماس ليست هي القضية
  • حماس ليست هي المشكلة – عودوا إلى تاريخ إسرائيل!
  • ضابط سابق في المخابرات الأمريكية: حماس ليست هي القضية.. والإرهاب بدأ مع إسرائيل