عقد الجامع الأزهر الشريف، الندوة الأسبوعية تحت عنوان: "قدوات نسائية من كتاب الله"، وحاضر فيها د. رحاب زناتي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، ود. منال مصباح، أستاذ مساعد بقسم البلاغة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، وأدارت الندوة د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.

 

استهلت د. رحاب الزناتي، حديثها ببيان مكانة المرأة في القرآن الكريم، وعددت أسماء النساء اللاتي ورد ذكرهن في القرآن الكريم للاقتداء بهن وأخذ العبرة من قصصهن، وذكرت قصة ابنتي شعيب عليه السلام ، مؤكدة أن العفة والحياء يعتبران أسمى وأجمل ما يزين المرأة، حيث ظهر ذلك جليلا في قول الله تعالى عن ابنتي شعيب عليه السلام، ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾.

 

وعددت الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، الكثير من الفوائد والعبر من هذه القصة ومنها: تجنب مزاحمة الرجال، وبيان حق المرأة في العمل بالشروط الشرعية، والاختصار في الكلام مع الرجال، والدفاع عن النفس من أي ظن ممكن يطرأ بشأنها، ومراعاة كبر الأب والحرص على إثبات رقابته، ومساعدة الضعيف، وعدم انتظار الجزاء أو الشكر بعد أداء المعروف، وملازمة الذكر والدعاء، وطمأنة الخائف، ومصارحة الفتاة لأبيها بما تفكر فيه، وأخذ آراء بناتنا بعين الاعتبار، والذكاء والفراسة، وجواز عرض زواج الابنة على الرجل الصالح، والتيسير في المهور.

 

من جانبها تحدثت د. منال مصباح، عن السيدة آسية زوجة فرعون، والسيدة البتول مريم ابنة عمران، وبلقيس ملكة سبأ، فكانت السيدة آسية سيدة مصر الأولى تضرب مثلا طيبا للمرأة المؤمنة الصالحة في البيئة الفاسدة، المرأة التي واجهت الإغراءات والمساومات والترغيب والترهيب والتعذيب، بصبر وثبات فارتقت إلى أعلى الدرجات ولفضلها ورفعة مقامها في الدنيا والآخرة، عدّها رسول الله ﷺ من النسوة الكاملات.

 

وأضافت: أما السيدة مريم البتول فكانت سيدة نساء العالمين ولها مكانتها الخاصَّة في القرآن الكريم، ولعلو شأنها لم يذكر القرآن الكريم سورة باسم امرأة غيرها، فقد اصطفاها الله وطهرها، لتقوم بمهمة الأمومة في سياق المعجزة الإلهية، فكان لها الدور العظيم في محور الأحداث حتى رسالة نبي الله عيسى عليه السلام، وأما عن الملكة بلقيس رضي الله عنها فقد كانت نموذجا للقائدة الحكيمة، والمفكرة الرشيدة التي تطبق بعزم وإصرار نظام الشورى في كل أمور الحكم، ثم تختار ما تراه مناسبا لمصلحة المملكة كما تتمتع بفكر رشيد، وآراء صائبة، وحكمة في مواجهة المستجدات.

من جانبها ، قالت د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر، إن الإِسلام أَكرَمَ المَرأَةَ وَرَفَعَ شَأنَهَا وأَعلَى مَقَامَهَا، وجعل الإِحسَانِ إِلَيهَا مِن أَرجَى الأَعمَالِ الَّتي يُتَوَقَّى بها مِنَ النَّارِ، وصُوَرُ إِكرَامِ المَرأَةِ في الإِسلامِ تتعددُ حَتى تَصعُبَ عَلَى الحَصرِ وَتَضِيقَ عَنِ العَدِّ.

 

وتابعت: لقد خلد القرآنُ الكريم عددا من  النساءِ الصالحات وهن جميعًا جديراتٌ بأن تَتَّخِذهنَّ المسلماتُ قدوةً لهن في أعمالهن الصالحة ومواقفِهن العظيمة، فما أحوجنا إلى قدواتٍ من نساء فقهن دينهن ووعين دورهن في المجتمع، ما أحوجنا إلى قدوات في العبادة والخلق، وطرائق التفكير والتربية والتعليم ورائدات في مختلف المجالات والميادين، موضحة أن القدوة ليست بالكلماتٍ بل هي أفِعالٌ وأحوال ، تلك القدوُة التي تُصلح ولا تُفسد، القدوة التي تَبْنى ولا تهدم، وإذا غابت القدواتُ الصالحةُ كانت النتيجةُ ظهورَ قدواتٍ فاسدةٍ، وأجيالٍ تافهةٍ في التفكير والاهتمامات.

 

جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإ سلام حق المرأة المراة الجامع الازهر القرآن الکریم ة التی

إقرأ أيضاً:

بئر غرس بالمدينة المنورة.. ماء أحبه الرسول الكريم وأوصى بالغسل منه

على أطراف المدينة المنورة، وبين الأزقة الهادئة التي تشهد عبق التاريخ، تقف بئر قديمة، لم ينجح الزمن في طمس ملامحها ولا في إطفاء روحها.. إنها بئر غرس، المكان الذي شرب منه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأوصى أن يُغسَّل من مائها بعد وفاته. 

حين تقف أمام بئر غرس، لا ترى أمامك مجرد حفرة في الأرض، بل نافذة مفتوحة على زمن النبوة. ويُقال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب ماءها، ويشرب منه بانتظام، بل أوصى أن يُغسل جسده الطاهر بمائها، وكأنّه يُشير إلى نقاء هذا المورد، وصفائه، وارتباطه العميق بذكريات لا يعرفها إلا من عايش المدينة المنورة في بداياتها.

وتقع البئر في حي العوالي، جنوب شرقي المسجد النبوي الشريف، ولا تزال محافظة على موقعها الأصلي، وإن غيّر الزمن ملامح ما حولها.

وما يجعل بئر غرس استثنائية ليس عمقها ولا هندستها، بل تلك اللحظة التي شرب فيها النبي من مائها، وقال عنها:“نِعْمَ البِئْرُ غَرْسٌ، هيَ مِن عُيُونِ الجَنَّةِ، وَمَاؤُهَا أَطْيَبُ المَاءِ”.

وبدأت مشاريع تطويرية لتأهيل الموقع، منها تنظيف البئر، وتزويدها بلوحات تعريفية، وتسهيل الوصول إليها للزائرين.

بئر غرس اليوم محاطة بأسوار بسيطة، ومبان حديثة تطوّقها من كل جانب، لكنها ما زالت تحتفظ بذلك الهدوء الذي يشبه السكون الذي يسبق الدعاء. 

وحين تزورها، تشعر بشيء داخلك يُهدهدك، كأنك تقف عند بوابة من الزمن، ويخطر ببالك: “هل شرب النبي من هنا؟ هل نظر إلى هذه المياه كما أنظر إليها الآن؟”.

ويقول الناس الذين يعرفونها إنك إذا تأملت البئر طويلاً، ستسمع حكاياتها، ستشعر أن الحجر يتحدث، وأن الماء يحمل رسائل لا تُقال بالكلمات إذ إنها بئر تنبض بالمعنى، بالبساطة، بالتواضع، وبالحبّ النبوي.

سنوات طويلة مرّت، كانت فيها بئر غرس منسية، مغطاة بالتراب، لا يزورها أحد إلا بعض المحبين أو الباحثين في السيرة. لكنها اليوم بدأت تستعيد بعضًا من اهتمامها، ضمن جهود المملكة العربية السعودية لإحياء المعالم النبوية إذ تم تنظيف البئر، وتزويدها بلوحات تعريفية، وتهيئة المنطقة المحيطة بها لتكون مزارًا روحانيًا لمن أراد أن يعيش لحظة قُرب من النبي صلى الله عليه وسلم، ولو من بعيد.

بئر غرس ليست معلمًا أثريًا فقط، إنها قلب صغير ما زال ينبض في أطراف المدينة، يشهد على حبّ النبي للحياة، وللطبيعة، وللماء..ومن يزورها لا يخرج منها كما دخل، بل يعود بشيء من النور النبوي.

طباعة شارك النبي بئر غرس المدينة

مقالات مشابهة

  • بئر غرس بالمدينة المنورة.. ماء أحبه الرسول الكريم وأوصى بالغسل منه
  • علي جمعة: السنة النبوية وحي محفوظ كالقرآن الكريم
  • أحكام المرأة في الحج.. الأزهر للفتوى يوضحها
  • جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم تطلق دورتها الـ28 بجوائز 12مليون درهم
  • المستشارة أمل عمار تفتتح وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة بني سويف
  • لقاء موسع بالمجلس القومي حول استراتيجية تمكين المرأة 2030
  • رئيس جامعة الأزهر يتفقد لجان امتحانات كلية القرآن بطنطا
  • الأزهر يطلق مشروعه الصيفي لحُفّاظ القرآن بمناطق الجمهورية
  • ليس مجرد سفر..ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش فلسفة عبادة الحج
  • هل يجوز للمرأة لبس الحرير والحلي في الحج؟.. الإفتاء تجيب