الأزهر: العفة والحياء أجمل زينة للمرأة في عصرنا الحالي
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر الشريف، الندوة الأسبوعية تحت عنوان: "قدوات نسائية من كتاب الله"، وحاضر فيها د. رحاب زناتي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، ود. منال مصباح، أستاذ مساعد بقسم البلاغة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، وأدارت الندوة د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.
استهلت د. رحاب الزناتي، حديثها ببيان مكانة المرأة في القرآن الكريم، وعددت أسماء النساء اللاتي ورد ذكرهن في القرآن الكريم للاقتداء بهن وأخذ العبرة من قصصهن، وذكرت قصة ابنتي شعيب عليه السلام ، مؤكدة أن العفة والحياء يعتبران أسمى وأجمل ما يزين المرأة، حيث ظهر ذلك جليلا في قول الله تعالى عن ابنتي شعيب عليه السلام، ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾.
وعددت الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، الكثير من الفوائد والعبر من هذه القصة ومنها: تجنب مزاحمة الرجال، وبيان حق المرأة في العمل بالشروط الشرعية، والاختصار في الكلام مع الرجال، والدفاع عن النفس من أي ظن ممكن يطرأ بشأنها، ومراعاة كبر الأب والحرص على إثبات رقابته، ومساعدة الضعيف، وعدم انتظار الجزاء أو الشكر بعد أداء المعروف، وملازمة الذكر والدعاء، وطمأنة الخائف، ومصارحة الفتاة لأبيها بما تفكر فيه، وأخذ آراء بناتنا بعين الاعتبار، والذكاء والفراسة، وجواز عرض زواج الابنة على الرجل الصالح، والتيسير في المهور.
من جانبها تحدثت د. منال مصباح، عن السيدة آسية زوجة فرعون، والسيدة البتول مريم ابنة عمران، وبلقيس ملكة سبأ، فكانت السيدة آسية سيدة مصر الأولى تضرب مثلا طيبا للمرأة المؤمنة الصالحة في البيئة الفاسدة، المرأة التي واجهت الإغراءات والمساومات والترغيب والترهيب والتعذيب، بصبر وثبات فارتقت إلى أعلى الدرجات ولفضلها ورفعة مقامها في الدنيا والآخرة، عدّها رسول الله ﷺ من النسوة الكاملات.
وأضافت: أما السيدة مريم البتول فكانت سيدة نساء العالمين ولها مكانتها الخاصَّة في القرآن الكريم، ولعلو شأنها لم يذكر القرآن الكريم سورة باسم امرأة غيرها، فقد اصطفاها الله وطهرها، لتقوم بمهمة الأمومة في سياق المعجزة الإلهية، فكان لها الدور العظيم في محور الأحداث حتى رسالة نبي الله عيسى عليه السلام، وأما عن الملكة بلقيس رضي الله عنها فقد كانت نموذجا للقائدة الحكيمة، والمفكرة الرشيدة التي تطبق بعزم وإصرار نظام الشورى في كل أمور الحكم، ثم تختار ما تراه مناسبا لمصلحة المملكة كما تتمتع بفكر رشيد، وآراء صائبة، وحكمة في مواجهة المستجدات.
من جانبها ، قالت د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر، إن الإِسلام أَكرَمَ المَرأَةَ وَرَفَعَ شَأنَهَا وأَعلَى مَقَامَهَا، وجعل الإِحسَانِ إِلَيهَا مِن أَرجَى الأَعمَالِ الَّتي يُتَوَقَّى بها مِنَ النَّارِ، وصُوَرُ إِكرَامِ المَرأَةِ في الإِسلامِ تتعددُ حَتى تَصعُبَ عَلَى الحَصرِ وَتَضِيقَ عَنِ العَدِّ.
وتابعت: لقد خلد القرآنُ الكريم عددا من النساءِ الصالحات وهن جميعًا جديراتٌ بأن تَتَّخِذهنَّ المسلماتُ قدوةً لهن في أعمالهن الصالحة ومواقفِهن العظيمة، فما أحوجنا إلى قدواتٍ من نساء فقهن دينهن ووعين دورهن في المجتمع، ما أحوجنا إلى قدوات في العبادة والخلق، وطرائق التفكير والتربية والتعليم ورائدات في مختلف المجالات والميادين، موضحة أن القدوة ليست بالكلماتٍ بل هي أفِعالٌ وأحوال ، تلك القدوُة التي تُصلح ولا تُفسد، القدوة التي تَبْنى ولا تهدم، وإذا غابت القدواتُ الصالحةُ كانت النتيجةُ ظهورَ قدواتٍ فاسدةٍ، وأجيالٍ تافهةٍ في التفكير والاهتمامات.
جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإ سلام حق المرأة المراة الجامع الازهر القرآن الکریم ة التی
إقرأ أيضاً:
الصين تكتب فصلًا جديدًا في رحلة تمكين المرأة العالمية
تشو شيوان **
يعيش العالم اليوم لحظة فارقة في مسيرة النضال من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين، وهذه اللحظة تتشكل في قاعات المؤتمرات بالعاصمة الصينية بكين؛ حيث احتضنت الصين على مدار يومي 13 و14 أكتوبر 2025 "اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة"، وهذا التجمع الدولي الرفيع ليس مجرد فعالية دبلوماسية؛ بل هو إحياء للذكرى الثلاثين للمؤتمر العالمي الرابع للمرأة الذي انعقد في بكين عام 1995، وأطلق آنذاك إعلان وخطة عمل بكين، اللذان ما زالا يمثلان الوثيقة التوجيهية الأهم لتنمية المرأة على الصعيد العالمي. وأجد أن عودة العالم إلى بكين بعد ثلاثة عقود تحمل رسالة ثقة عميقة بالدور الذي تلعبه الصين كلاعب رئيسي في صياغة مستقبل المرأة حول العالم.
وخلال كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ، دعا إلى تعزيز تمثيل المرأة في السياسة والحكومة، معتبرًا أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تضمن «ترسيخ المساواة بين الجنسين بشكل حقيقي» داخل المجتمع، كما أكد على أن البلدان بحاجة إلى «توسيع القنوات أمام النساء للمشاركة في السياسة وصنع القرار، وتعزيز مشاركة المرأة على نطاق واسع في الحوكمة الوطنية والاجتماعية»، مشيرًا إلى أن السلام والاستقرار يشكلان شرطين أساسيين لتحقيق التنمية الشاملة للمرأة، وهذه الرؤية لا تنفصل عن الإيمان الراسخ بأن للمرأة دورًا حاسمًا في إرساء «اتجاه جديد للأسرة»، خاصة في ظل مواجهة العالم العديد من التحديات في هذا الجانب.
من وجهة نظري أنَّ المكانة التي وصلت إليها المرأة في الصين اليوم هي ثمرة لسنوات من السياسات الممنهجة والاستثمار في طاقاتها، فقد أحرزت الصين تقدمًا ملحوظًا في مجال تعليم النساء اللاتي أصبحن يشكلن نحو 50 في المائة من طلاب التعليم العالي، ونحو 43 في المائة من إجمالي القوى العاملة في البلاد، وهذا التقدم التعليمي والمهني هو الأساس الذي تقوم عليه أي استراتيجية حقيقية لتمكين المرأة، واسترشادًا بروح مؤتمر بكين التاريخي، لم تتردد حكومتي في إعلان تدابير ملموسة جديدة لتعزيز هذه المكانة، حيث ستتبرع الصين في السنوات الخمس المقبلة بمبلغ آخر بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وتخصص حصة قدرها 100 مليون دولار أمريكي في صندوق التنمية العالمية والتعاون بين بلدان الجنوب لتنفيذ مشاريع تنموية للنساء والفتيات، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على إيمان راسخ بأن استثمار دول الجنوب في المرأة هو استثمار في تنمية البشرية جمعاء.
لا يمكن لأحد أن يُنكر أن رحلة تمكين المرأة في العالم تشهد تحديًا بارزًا على مستوى التمثيل السياسي في أعلى المستويات، وهو تحدد تدركه الصين وتعمل على معالجته في إطار سعيها الدؤوب للتطوير، لكني أجد أن النجاح الحقيقي يُقاس أيضًا بالمشاركة الواسعة في سوق العمل والتعليم، وبوجود أطر قانونية وخطط عمل وطنية تحمي مكاسب المرأة، وقد استطاعت الصين زيادة مشاركة النساء في القوى العاملة بشكل ملحوظ، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به عالميا، وحتى أنها نموذجًا للدول العربية التي عبر ممثلوها، مثل معز دريد المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، عن حرصهم على "الاستفادة من تجارب الصين وخبراتها"، وهذا الإشهاد الدولي هو خير شاهد على صحة النهج الذي تتبناه الصين في مسيرة تمكين المرأة.
في النهاية.. أجد أن هذا الاجتماع العالمي في بكين يقدم دفعة قوية لمضاعفة الجهود والاستثمارات نحو تسريع خطط عمل بكين، وهو يجسد الدور الجيوسياسي المتعاظم الذي تلعبه الصين كجسر للتعاون وتبادل الخبرات بين دول العالم، خاصة بين دول الجنوب، والدعم الصيني الذي سيصل إلى 1000 مشروع لكسب الرزق الخاص بالنساء، إضافة دعوة 50 ألف امرأة إلى الصين للمشاركة في برامج التبادل والتدريب، وإنشاء مركز عالمي لبناء قدرات المرأة كل هذه إجراءات عملية تثبت أن الصين لا تقدم الشعارات؛ بل تُقدِّم حلولًا ملموسة تساهم في كتابة فصل جديد من فصول تمكين المرأة حول العالم، فصل تقوده كفاءة وخبرة ودعم غير محدود من دولة مثل الصين تضع التنمية البشرية الشاملة في صلب أولوياتها، ومن هنا يمكننا القول إنَّ الصين تُمارس دورها المسؤول تجاه القضايا العالمية؛ بما فيها قضايا المرأة والمجتمع.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصر