فى المقال السابق توقفت عند التحاق الكاتب الكبير "محمد حسنين هيكل" بالكتيبة التاسعة من الفرقه "النيوزيلندية" الثانية...

ثم أشار" الأستاذ "إلى أن  -العلمين- كانت  هي الفاتحة وظلت أطيافها وأجواؤها وحكاياتها وأبطالها معه وظل قادتها يلهبون خياله  وبالذات "مونتجمري" على ناحية الحلفاء و"روميل" على ناحيه المحور والذى كان أسطورة حتى في الجيش الثامن الذي ضم كل قوات الحلفاء، وكان اسمه ملء الدنيا  حينئذ باعتباره قائد الفيلق الافريقي الشهير الذي كان على وشك اقتحام  آخر معاقل الصحراء الى ضفاف النيل.

..

ومن سوء الحظ  أن "روميل" أرغم  على الانتحار قبل ان تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها وبالتالي ضاع على الكاتب احتمال ان يلتقي به في يوم من الايام والى الأبد...

ولكن الماريشال الآخر "مونتجمري" كان ما زال ما بين الاحياء وبالتالي فان احتمال لقائه ظل قائما ينتظر فرصة ملائمه...!
وفي شهر ديسمبر  ١٩٦٦ تلقى  الأستاذ "هيكل" رسالة من صديقه السير "دنيس هاملتون"وكان وقتها رئيس تحرير ال "صنداي تيمس" يعرض عليه اقتراحا وجده مثيرا...

كان اقتراحه أن ذكرى مرور ربع قرن على معركه  العلمين  اوشكت أن تحل قريبا (كان هذا عام ١٩٦٧) وكانت جريدة  
ال "صنداي تيمس" قد فكرت أن تحتفل بهذه الذكرى على نحو جديد...

كانت فكرتها أن تدعو الفيلد ماريشال "مونتجمري"لكي يعود الى أرض  معركته الشهيرة فى -العلمين- فى  تلك المناسبة ثم أن  يستعيد -على الطبيعه والمواقع- قصة المعركة وظروفها وحتى روائحها ثم تتكون من ذلك مجموعه مقالات تنشرها
ال "صنداي تيمس"...

وكان "دنيس هاملتون" فى رسالته يسأله  عن رأيه في هذه  الفكرة أولا ثم يساله عما اذا كان تحقيقها مناسبا في هذه الظروف- وكانت الظروف التي يقصدها ان العلاقات الدبلوماسية بين القاهره ولندن مقطوعة - ثم يسأله  ثالثا  عما إذا كان في استطاعته أن يقوم بجهد يساعد على تحقيق هذه الفكرة...

حمل  الاستاذ "هيكل" رساله "دنيس هاملتون" معه الى الرئيس "جمال عبد الناصر" في أول مقابلة  له فقد كانت "العقدة" فى تنفيذ هذه الفكرة تحتاج قرارا سياسيا على أعلى مستوى فقائد مثل "مونتجمري "  ليس مجرد ماريشال بريطاني يجيء كسائح ثم يمضي ولا يشعر به أحد، وانما هو رئيس سابق لهيئة أركان حرب الامبراطوريه البريطانيه، ثم هو شخصية مرموقة في التاريخ المعاصر، وأخيرا فإن زيارته لمصر في ذكرى معركته الكبرى -العلمين_ سوف تكون مجالا لنشر تصل اصداؤه إلى كل مكان...

وقال الأستاذ "هيكل" للرئيس "جمال عبد الناصر" وهو يعرض عليه خطاب "دنيس هاملتون" انه يتمنى لو وافق  الرئيس على الفكرة وأعطى الاذن للماريشال "مونتجمري" بزيارة مصر لأسباب عديدة شرحها أمامه لكنه أضاف إلى هذه الأسباب  سببا شخصيا وأنه كان منذ زمن طويل يتشوق للقائه وجها لوجه...

وكان رد الرئيس جمال عبد الناصر فوريا ومباشرا:

بأنه  هو الآخر معجب بالماريشال "مونتجمري" ثم إنه كمقاتل قديم لا يستطيع ان يصد حنين مقاتل آخر الى أرض معركته المنتصرة ثم إنه هو ايضا متشوق لكى يسمع منه...

وخرج الأستاذ "هيكل" من مكتب الرئيس "جمال عبد الناصر" ليبعث ببرقية عاجلة إلى  "دنيس هاملتون" مؤداها أنه ليست هناك عقبات سياسية على الإطلاق تمنع "مونتجمري" من المجئ إلى مصر ومن الذهاب الى العلمين...

ومن هذه اللحظة بدأت علاقة الأستاذ "هيكل' بالماريشال "مونتجمري" بعد أن تلقى الاستاذ هيكل أول رسالة من الماريشال مونتجمري 
في  ١٦ يناير ١٩٦٧...

"بِإِذْنِ الله أكمل الأسبوع القادم  الحديث عن العلاقة التى بدأت بين الكاتب والفيلد ماريشال "مونتجمري "

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: محمد حسنين هيكل معركة العلمين جمال عبد الناصر

إقرأ أيضاً:

من معركة التحرير إلى قمة التعاون.. خانكندي الأذربيجانية تستقبل أردوغان

يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غدًا الجمعة، للتوجّه إلى مدينة خانكندي الأذربيجانية للمشاركة في القمة السابعة عشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي (ECO)، في زيارة تحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية، وتُتوَّج بخطاب مرتقب يُنتظر أن يرسم ملامح رؤية أنقرة الإقليمية لمستقبل التعاون المناخي والتنموي.

وأعلن رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، في منشور عبر منصة "إكس"، أن القمة ستُعقد تحت شعار: "رؤية منظمة التعاون الاقتصادي الجديدة لمستقبل مستدام ومقاوم لتغير المناخ"، وهو ما يعكس تحوّلاً لافتًا في أجندة المنظمة من الاقتصاد الصرف إلى تحديات المناخ والتكامل الإقليمي طويل الأمد.

وأوضح ألطون أن الدول الأعضاء ستبحث ملفات التعاون في مجالات حيوية أبرزها: التغير المناخي، التجارة، شبكات النقل، وإصلاح هيكلي للمنظمة. كما سيُشارك في القمة رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء إلى جانب مراقبين وممثلين عن منظمات دولية.

ووفق المصدر ذاته، فإن أردوغان سيلقي خطابًا خلال جلسة القمة، يتناول فيه جملة من التحديات المشتركة ورؤية تركيا لتعزيز التكامل الإقليمي، كما سيعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية مع زعماء دول أعضاء في المنظمة، في سياق يعكس دينامية أنقرة المتواصلة في تفعيل أدوارها داخل آسيا الوسطى وجوارها القاري.

Cumhurbaşkanımız Sayın Recep Tayyip Erdoğan, Ekonomik İşbirliği Teşkilatı’nın 17. Zirvesi’ne katılmak üzere 4 Temmuz 2025 tarihinde Azerbaycan’ın Hankendi şehrini ziyaret edecektir.

“Sürdürülebilir ve İklim Değişikliğine Dayanıklı bir Gelecek için Yeni Ekonomik İşbirliği… — Fahrettin Altun (@fahrettinaltun) July 3, 2025

وتكتسب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى خانكندي أهمية خاصة، إذ تأتي في سياق رمزي يعيد التأكيد على معركة تحرير خانكندي التي شكلت نقطة تحوّل كبيرة في النزاع الإقليمي بين أذربيجان وأرمينيا. فقد استعاد الجيش الأذربيجاني السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية في إقليم قره باغ بعد سنوات من النزاع، في معركة حاسمة دعمتها تركيا بقوة عبر تزويد باكو بالمساعدات العسكرية والتقنية والتدريب.

ويُعتبر الدور التركي في هذه المعركة محورياً، حيث وقفت أنقرة إلى جانب باكو في إطار شراكة استراتيجية متينة، زادت من تعزيز مكانة تركيا في منطقة القوقاز وجعلتها لاعباً إقليمياً فاعلاً في ملف الصراعات الإقليمية. وتأتي زيارة أردوغان إلى خانكندي اليوم، بعد عام على تحريرها، كرسالة دعم سياسي قوي لأذربيجان، وتأكيداً على التزام تركيا بتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي في المنطقة، خاصة عبر منظمة التعاون الاقتصادي التي تضم دولاً من آسيا الوسطى والشرق الأوسط.

وتأتي الزيارة في وقت تكتسب فيه مدينة خانكندي ـ الواقعة في إقليم قره باغ ـ رمزية سياسية مضاعفة، بعد استعادة أذربيجان السيطرة الكاملة عليها العام الماضي، وهو ما يضفي على الزيارة طابعًا استراتيجيًا أيضًا، ويعيد التأكيد على دعم أنقرة الثابت لباكو في ملفات السيادة والتنمية.

وتضم منظمة التعاون الاقتصادي (ECO) عشر دول أبرزها: تركيا، أذربيجان، إيران، باكستان، وأفغانستان، وتعمل منذ تأسيسها على تعزيز التعاون الإقليمي في المجالات الاقتصادية والبيئية والثقافية.


مقالات مشابهة

  • من معركة التحرير إلى قمة التعاون.. خانكندي الأذربيجانية تستقبل أردوغان
  • معركة قانون الانتخاب تُهدّد بتعطيل مجلس النواب!
  • إيداع بلوغر مصرية شهيرة في دار رعاية قبل محاكمتها
  • نتائج معركة البحر الأحمر على اليمن تفرض نفسها في ميزانية الدفاع الأمريكية - شاهد
  • لترويجها أغنية تشهيرية.. دريك يرفع دعوى قضائية ضد شركة إنتاج شهيرة
  • وزير الخارجية الإيراني يؤكد قدرة بلاده على استعادة برنامج التخصيب بسرعة
  • موقف مرعب لمغنية شهيرة خلال حفل جماهيري!
  • مدبولي: لا بد من اتخاذ خطوات عملية وملموسة لاصلاح هيكل الديون العالمية وتنامي الأوضاع الإقتصادية للدول النامية
  • «مدبولي» يؤكد أهمية اتخاذ خطوات عملية لإصلاح هيكل الديون العالمية
  • ماركة أطفال شهيرة تنسحب من تركيا بسبب “الظروف الاقتصادية”