شركة M42 تتعاون مع هيئة البيئة – أبوظبي لاستكمال مشروع «الخريطة الجينية لشجرة الغاف»
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
نجحت شركة M42، بالتعاون مع هيئة البيئة – أبوظبي وبناءً على سلسلة من البحوث التي أجراها مركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية، في إنشاء التسلسل الجيني لشجرة الغاف وتحليله، وهي الشجرة الوطنية لدولة الإمارات الشهيرة بقدرتها على النمو في البيئات القاحلة.
ويهدف مشروع M42 الجيني إلى فهم السمات الجينية التي تمكِّن الكائنات الحية من النمو والازدهار في أكثر البيئات الطبيعية قساوة.
وتلعب شجرة الغاف، المعروفة علمياً باسم الغاف الرمادي، دوراً مهماً في استقرار رمال الصحراء ومنع تضرُّرها، وتوفِّر ملاذاً آمناً للعديد من الكائنات الحية الصحراوية. وتعيش شجرة الغاف 120 عاماً في المتوسط. وكانت تُستخدَم لإطعام الماشية، ويُستفاد من خصائصها الطبية. وأعلن عن شجرة الغاف في عام 2008 شجرةً وطنيةً لدولة الإمارات العربية المتحدة، لأهميتها التراثية والثقافية.
واستخدم فريق M42 الذي يضمُّ خبراءَ في علم البيئة، بقيادة الدكتور وائل الأمين، المدير الطبي في الشركة، منصات متقدِّمة من شركة «أكسفورد نانوبور تيكنولوجيز» لوضع التسلسل الجيني الكامل عالي الجودة لشجرة الغاف. وأثبتت الدراسة الجودة العالية للبيانات المستخلصة منها، مع معدل تخطيط جيني تجاوز 99% وتغطية جينية أكثر بـ 240 مرة من مرجع الجينوم الموجود.
وأتاحت هذه المنهجية التعرُّف على الملايين من المتغيرات الجينية في الشجرة، ما وفَّر معلومات قيِّمة عن وظائف الجينات وأنماط التعبير الجيني والصفات الوراثية الفريدة. وتمهِّد هذه النتائج الطريق نحو مساعٍ أكفأ للحفاظ على الطبيعة، إلى جانب تطوير فصائل أكثر مرونة وقدرة على التكيُّف مع الظروف البيئية المتنوعة.
ويدعم هذا العمل الجهود المبذولة لإنشاء دليل موثوق للمتغيرات الجينية التي تقدم معلومات قيّمة عن وظائف الجينات وأنماط التعبير الجيني والسمات الوراثية الفريدة. وتقدم التقنية التي استخدمتها M42 معلومات المثيلة لتسلسل الحمض النووي. وتمهد نتائج الدراسة الطريق نحو تعزيز جهود الحفاظ على البيئة، وفهم الخصائص الحيوية المقاومة للجفاف، وتطوير أشجار أكثر قدرة على التكيف مع الظروف البيئية المتنوعة، إضافة إلى بناء القدرات لحلول الجينوم الزراعية في المنطقة وخارجها.
وقال الدكتور فهد المرزوقي، نائب الرئيس التنفيذي للعمليات للمجموعة في M42: «ترتبط صحة البشر بشكل وثيق بسلامة البيئة المحيطة بنا، وهو أمر لم يعد يخفى على أحد في العالم. وفي ضوء العلاقة الوثيقة بين الصحة والتكنولوجيا والاستدامة، تلتزم M42 بمعالجة التحديات الصحية على المستويين المحلي والعالمي، بالاعتماد على أحدث حلول التقنيات الصحية. وتأتي مبادرتنا لوضع التسلسل الجيني لشجرة الغاف، بهدف تحسين فهمنا للسمات الجينية لهذه الشجرة الفريدة التي منحتها قدرة استثنائية على التكيُّف والعيش حتى في أصعب الظروف البيئية، ومكَّنتها من التحوُّل لأيقونة طبيعية تحمي وتزيِّن الإرث الطبيعي الوطني في دولة الإمارات. وتنطوي هذه الدراسة أيضاً على أهمية إضافية، في الوقت الذي يبذل فيه العالم جهوداً حثيثة للتصدي لتداعيات ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناجمة عن التغيُّر المناخي».
وتساعد مبادرة شركة M42 هذه في الحفاظ على شجرة الغاف وحمايتها، لأنها تحمل أهمية تاريخية وتراثية كبيرة لدولة الإمارات ما يرسِّخ مكانة الشركة في ريادة جهود الابتكار والبحث العلمي القائمة على التكنولوجيا، وتندرج في إطار التزامها الجاد بمعالجة التحديات التي تعترض مساري الاستدامة والصحة على مستوى العالم. وسيتم نشر نتائج هذه الدراسة في إحدى المجلات العلمية المرموقة.
وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي: «تسعدنا الشراكة مع M42 لتنفيذ هذا المشروع الطموح لتحليل جينوم شجرة الغاف وتحديد تسلسله، ما ينسجم مع رسالتنا المتمثلة بمراقبة الفصائل النباتية في إمارة أبوظبي والحفاظ عليها. ويتمحور هدفنا الرئيسي في الهيئة حول تكوين أفضل فهم ممكن لشجرة الغاف عبر إجراء البحوث العلمية لتطوير سياسات وأطر عمل تدعم جهود الحفاظ على البيئة، وتضمن استدامة الفصائل الحيوية لأجيال المستقبل والحفاظ على الإرث الطبيعي في دولة الإمارات العربية المتحدة».
ويمكن استخدام تقنية التسلسل الجيني لشركة M42 في أيِّ مكان في العالم لأغراض دراسة الفصائل النباتية والحيوانية والحفاظ عليها.
يُشار إلى أن الإعلان عن هذا الإنجاز جاء على هامش فعاليات معرض ومؤتمر «آراب هيلث» 2024، المنعقد في دبي من 29 يناير إلى 1 فبراير 2024. وتشارك M42 في الحدث بوصفها شريكة الصحة العالمي، التي تواصل جهودها لاستشراف مستقبل الصحة المستدامة. وتكشف الشركة عبر منصتها الواقعة في القاعة 6 في المعرض والمؤتمر عن تقنياتها الصحية المتقدمة وإمكاناتها العالية.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: التسلسل الجینی شجرة الغاف
إقرأ أيضاً:
«الثقافة والسياحة - أبوظبي» تُطلق مشروع «المسارات الثقافية في العين»
أبوظبي (الاتحاد)
أطلقت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، مشروع «المسارات الثقافية في العين»، وهو مسار استكشافي تفاعلي يأخذ الزوار في رحلة غامرة عبر واحتَي الجيمي والقطارة التاريخيتين في مدينة العين. ويهدف المسار إلى تعزيز الفهم للطابع الثقافي الأصيل لمدينة العين وترسيخ مكانتها كوجهة ثقافية رائدة.ويُتيح هذا المسار المُقرر استمراره حتى 31 ديسمبر 2025، تجارب ثقافية متنوعة تعكس روح العين وثراءها الحضاري على طول امتداده البالغ 1.4 كيلومتر. وعلى طول الطريق، يمكن للزوّار التوقّف عند محطات تجريبية وتفاعلية متعددة لاستكشاف جوانب الثقافة والتاريخ والبيئة الطبيعية في المدينة. وهناك، يعيش الزائر أيضاً تجربة الانغماس في التراث الحي الغني للمدينة من خلال برامج ثقافية غامرة، وزيارة بيوت ومساجد تاريخية ما زالت تنبض بالحياة، حيث تُروى الحكايات وتُصان التقاليد كما تناقلها الأجداد عبر الأجيال.
يُقام مشروع «المسارات الثقافية في العين» بالتزامن مع معرض «منار أبوظبي»، حيث سيكون متاحاً للزوار خلال فترة انعقاد معرض التركيبات الفنية المعتمدة على الضوء. ويُعد المسار امتداداً للتجربة الغامرة التي يُقدمها المعرض، حيث يتوغل داخل الواحة ليُعمق ارتباط الزوار بالطابع الثقافي الفريد لمدينة العين. وفي الوقت ذاته، يدمج المسار التركيبات الفنية المعتمدة على الضوء الخاصة ب «منار أبوظبي» في المشهد الطبيعي للعين، ليُدرجها ضمن الخريطة الفنية العامة على مستوى الإمارة.
وكجزء من هذه الرحلة الثقافية، يمتدّ مسار القطارة الثقافي لمسافة 1.4 كيلومتر ويربط بين سبعة مبانٍ تاريخية، من بينها مسجد بالحايطة الدرمكي المميز. أما مسار واحة الجيمي الثقافي فيمتد لمسافة كيلومتر واحد، ليصل بين خمسة مبانٍ تاريخية، من أبرزها بيت عبدالله بن أحمد الظاهري، وتمت مراعاة ترابط المسارين بسلاسة يتيح للزوار الاستمتاع بخوض تجربة ثقافية أصيلة ومتكاملة.
وفي قلب هذا المشهد الثقافي المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، يكشف المسار عن قصص المجتمعات والإبداع والثقافة، ليحوّل الزيارة إلى تجربة حسيّة تفاعلية فريدة لا تُنسى، تمزج بين سحر البيئة الطبيعية وعبق التراث.
ويُسهم إطلاق المسارات الثقافية في تعزيز مكانة مدينة العين كعاصمة للسياحة الخليجية لعام 2025، بناءً على قرار وزراء السياحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي. كما يسلّط هذا الإنجاز الضوء على الدور الريادي الذي تضطلع به أبوظبي ودولة الإمارات في مجال السياحة الإقليمية والتبادل الثقافي.
وتتميز الفعاليات المُقامة في واحتي القطارة والجيمي بمجموعة متنوعة من المبادرات القادمة من مختلف أنحاء الخليج، تشمل منطقة للأسواق والمطاعم ومحلات الأكلات الشعبية، ومنطقة مخصصة لسوق التمور والعسل، وتجربة حيّة لمدبسة التمور بالطرق التقليدية المتوارثة من الأجداد، إلى جانب جلسات للسرد القصصي التفاعلي يقدّمها مرشدون إماراتيون، ومركز القطارة، ومجموعة من عروض الأداء والأمسيات التقليدية الخليجية والجلسات تصاحبها آلات موسيقية تراثية. الدخول إلى «المسار الثقافي في العين» مجاني من الساعة 8:00 صباحاً حتى 12:00 منتصف الليل.