الأسبوع:
2024-06-02@05:53:17 GMT

روسيا و"الناتو".. بين غزة وأوكرانيا

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

روسيا و'الناتو'.. بين غزة وأوكرانيا

يعلمنا التاريخ أن نربط الأحداث بسياج منطقي إذا تعلق الأمر بأحداث سياسية ساخنة، ولا سيما في حالة اندلاع الحروب، وهو ما نحاول رصده في موقفي روسيا، وحلف شمال الأطلسي "الناتو" بقيادة الولايات المتحدة من حربي أوكرانيا وغزة.

يوم الثلاثاء المنقضي (23 يناير)، أطلق "ينس ستولتنبيرج" أمين عام حلف "الناتو" تصريحًا مهمًّا بالقول: "أصبحت الحرب في أوكرانيا معركة ذخيرة"، وذلك على هامش مراسم توقيع عقد بقيمة 1.

2 مليار دولار بمقر الحلف في بروكسل لشراء مئات الآلاف من قذائف المدفعية لتزويد أوكرانيا ببعضها، بعدما اشتكت من نقص الذخيرة!!.

وفي اليوم التالي مباشرةً (الأربعاء 24 يناير)، بدأ "الناتو" أكبر مناورة عسكرية يجريها منذ الحرب الباردة، مع مغادرة سفينة حربية أمريكية الولايات المتحدة لعبور المحيط الأطلسي إلى أراضي "الحلف" في أوروبا، حيث تستهدف هذه المناورة الكبرى- والمسماة "المدافع الصامد 24"- اختبار دفاعات الحلف في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا، وذلك بمشاركة نحو 90 ألف جندي، ونحو 50 سفينة، و80 طائرة، وأكثر من 1100 عربة قتالية.

وتأتي المناورة، وهي الأكبر منذ مناورة "ريفورجر" خلال فترة الحرب الباردة في عام 1988م، لمحاكاة رد من "الناتو" (يضم 31 دولة) على هجوم من قِبل خصم مثل روسيا، وتضمنت سلسلة مناورات أصغر منفردة من أمريكا الشمالية وصولاً إلى الخاصرة الشرقية للحلف قرب الحدود الروسية.

ويأتي صراخ الذخيرة والمناورة لدى "الناتو" عاكسًا وبقوة لمأزق الحلف جراء الحرب الإسرائيلية البربرية على غزة، والذي صبّ في صالح روسيا التي استفادت من حرب غزة على أكثر من محور: الأول.. إدانة الولايات المتحدة عند الرأي العام العربي بسبب دعمها المطلق لإسرائيل، وهو ما يُعد مكافأة مجزية لروسيا، إذ يرى الرئيس "بوتين" أن حرب غزة طريقة فاعلة لإلحاق الضرر بمكانة أمريكا في الشرق الأوسط.

والمحور الثاني.. يتمثل في أن حرب غزة تصرف انتباه الغرب- وعلى رأسه أمريكا- عن الصراع المستمر في أوكرانيا، وتجبر الحكومات الغربية على اتخاذ قرارات صعبة حول كيفية توجيه مواردها المحدودة عسكريًا بين حليفتين محتاجتين للدعم العاجل والمستمر: إسرائيل، وأوكرانيا!!.

فيما يتمثل المحور الثالث (والأخير) في طرح روسيا لنفسها كوسيط دولي موثوق به من العرب، خصوصًا بعد إدانتها الصريحة للضربات العسكرية الإسرائيلية الغاشمة على المدنيين في غزة، واستقبالها لوفد من حركة "حماس" في موسكو، فضلاً عن تصريحاتها المستمرة عن أن "حل الدولتين" (قيام الدولة الفلسطينية) هو الكفيل بإنهاء الصراع بالمنطقة.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: الغرب لن يسمح لروسيا بالانتصار في أوكرانيا

قال الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي مهند العزاوي إن الضوء الأخضر الأميركي والألماني لأوكرانيا باستخدام أسلحة استراتيجية في مهاجمة الأراضي الروسية، يعني أن الحرب في أوكرانيا دخلت مرحلة جديدة.

وأضاف العزاوي في تصريح للجزيرة نت أن الضوء الأخضر الغربي جاء نتيجة للتقدم الميداني النسبي الذي أحرزته القوات الروسية في أوكرانيا، ولاسيما في خاركيف وإقليم دونباس شمال شرق أوكرانيا وفي نفس الوقت في محور زاباروجيا (جنوب)، نتيجة انشغال الولايات المتحدة الأميركية بالحرب الإسرائيلية على غزة.

وأردف قائلا "روسيا كانت تستبق الأحداث بالتقدم أكبر قدر ممكن داخل الأراضي الأوكرانية، قبل الوصول المحتمل للمرشح الجمهوري دونالد ترامب للسلطة في أميركا، والذي أشار في برنامجه الانتخابي إلى ضرورة وقف الحرب، وذلك من أجل استخدام هذه الانتصارات كأوراق ضغط عند العودة لطاولة المفاوضات".

وتابع العزاوي "إذا أخذنا في الاعتبار أن الاستراتيجية العسكرية لأميركيا وحلف الناتو كانت تؤكد دائما على أن روسيا هي الخطر الحقيقي، فإن الغرب لن يسمح بانهيار الدفاعات العسكرية الأوكرانية أو يسمح لروسيا بالانتصار في الحرب".

وشدد على أن هذه الأسلحة الاستراتيجية كانت متوفرة لدى الجانب الأوكراني، ولكن كان هناك قيود غربية على استخدامها.

خارطة أوكرانيا – خاركيف (الجزيرة)

وأضاف في الوقت الحالي هناك اختلاف في معايير القوة على الأرض، لأن روسيا تستخدم كل الأسلحة ومعايير القوى، وكل الأراضي الأوكرانية هي مسرح عمليات للقوات الروسية، في المقابل فإن أوكرانيا فمقيدة حيث تمنعها أميركا وحلف الناتو من مهاجمة الأراضي الروسية وعدم توسعة الحرب.

ولفت العزاوي إلى أن السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة استراتيجية وصواريخة بعيدة المدى لقصف العمق الروسي، يعني الدخول في مرحلة جديدة من الحرب، وربما تتوسع الهجمات الأوكرانية لتشمل المناطق الشمالية لروسيا القريبة من دول البلطيق.

وحول تداعيات هذه الخطوة أجاب الخبير العسكري، "روسيا منخرطة في مستنقع أوكرانيا، لأن هناك حلف من 40 دولة وهو حلف الناتو يدعم كييف عسكريا، واعتقد أن موسكو ستكون في مأزق أمام هذا التطور، وربما يسمح استخدام أوكرانيا للأسلحة الجديدة في استعادة التقدم الميداني على حساب الجيش الروسي".

وأمس الخميس، منحت الولايات المتحدة وألمانيا الإذن لأوكرانيا بضرب روسيا بالأسلحة الأميركية والألمانية قرب منطقة خاركيف (شمال شرق)، في حين دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ إلى السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل روسيا.

يذكر أن روسيا أطلقت ما سمتها "عملية عسكرية خاصة" على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، مما دفع عواصم غربية -في مقدمتها واشنطن– إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.

مقالات مشابهة

  • لافروف: الولايات المتحدة تغفر لنظام كييف كل تصرفاته
  • ثاني أكبر جيش في الناتو يرفض مشاركة الحلف في حرب أوكرانيا
  • بوساطة إماراتية جديدة.. تبادل 150 أسيراً بين روسيا وأوكرانيا
  • خبير عسكري: الغرب لن يسمح لروسيا بالانتصار في أوكرانيا
  • روسيا تحذر من حرب نووية: الأراضي الأمريكية ستصبح أهدافا مشروعة
  • الولايات المتحدة والناتو يؤكدان الالتزام الدائم بدعم أوكرانيا
  • «الناتو»: روسيا فشلت في تخويفنا.. وعازمون على اختصار طريق أوكرانيا لعضوية الحلف
  • اجتماع للناتو على وقع ضغوط للسماح لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية
  • الصين قد تنظم مؤتمر سلام بشأن أوكرانيا وروسيا تلوح بالردع النووي
  • لافروف: الصين يمكن أن ترتب مؤتمر سلام بين روسيا وأوكرانيا