الرستاق- خالد بن سالم السيابي

التقى معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية، بسعادة المهندس مسعود بن سعيد الهاشمي محافظ جنوب الباطنة، حيث تم استعراض الخطة الاستراتيجية ومستهدفات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لهذا العام بما يتواءم مع المحاور الأساسية لرؤية عمان 2040 والإنجازات التي حققتها الوزارة خلال العام 2023م.

عقد اللقاء في مكتب سعادة المحافظ، بحضور سعادة الدكتور يحيى بن سليمان الندابي والي الرستاق وعدد من المعنيين بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية والمعنيين بمحافظة جنوب الباطنة.

وأكد سعادة المهندس محافظ جنوب الباطنة أهمية اللقاء في تعزيز التعاون والتكامل بين المحافظة ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

واستعرض معالي الدكتور وزير الأوقاف والشؤون الدينية عددا من المحاور المتعلقة بالعمل الوقفي والشؤون الدينية وجهود الوزارة في مجال تعزيز الثقة بينها والمجتمع، من خلال حوكمة الإجراءات ونتائجها، وفلسفة الوزارة في إدارة المساجد علاوة على استعراض خطة الوزارة ومستهدفاتها لتحقيق رؤية عمان 2040.

كما تم استعراض خطط قطاعات الوزارة التفصيلية وخدماتها الإلكترونية، والوقوف على المشاريع المنجزة خلال الفترة الماضية ضمن الخطة الخمسية للوزارة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سعادة لا تُشترى!

 

 

ريم الحامدية

[email protected]

 

لم يعد السؤال اليوم: ماذا تحب؟ بل أصبح كيف ستحول ما تحب وتسعد به إلى مشروع؟

لم تعد لحظات السعادة والمتعة كافية بذاتها، ولا يكفي الشغف وحده لتبرير الوقت الذي ينفق في الهوايات، ولم تعد الهواية مساحة برئية خارج دوائر الجدوى والربح، ففي زمن تغلب عليه ثقافة الانتاج الدائم، صار كل شي مطالبا بأن يثمر وكل موهبة مطالبة بأن تتحول؛ بل إن لحظة من المتعة باتت تحتاج إلى مبرر اقتصادي.

صوتك جميل.. لماذا لا تُطلق بودكاست؟ طبخك لذيذ.. لماذا لا تفتح مطعمًا؟

تصويرك ملفت؟ لماذا لا تجعل حسابك عامًا؟ خواطرك عميقة؟ لماذا لا تكتب كتابًا؟

أسئلة تبدو في ظاهرها دعمًا وتشجيعًا، لكنها تحمل في داخلها ضغطًا غير مرئي، يلاحق الإنسان حتى في أكثر مساحاته خصوصية وهي مساحات اللعب، والراحة، والهواء الخفيف الذي نتنفسه بعيدًا عن منطق السوق.

لقد تحوّلت الهوايات من ملاذ إلى مشروع، ومن مساحة حرّة إلى خطة عمل، ومن لحظة صدق إلى فرصة تسويق، لم نعد نرسم لنفرِّغ قلوبنا؛ بل لنبيع اللوحة، ولم نعد نكتب لأننا نختنق إن لم نبوح بما يختلج صدورنا، ولكن لنحصد إعجابات وانتشار على المنصات الرقمية، ولم نعد نصوِّر لأن الضوء يُدهشنا وجمال اللقطة تُنعش قلوبنا؛ بل لأن الخوارزمية تحتاج محتوى جديدًا!

إننا في زمن الثقافة التي تُسلِّع كل مُتعة وتحوِّل كل جمال إلى فِعل مادي، وكل شغف إلى أرقام ومؤشرات.

هذه الثقافة لا تكتفي بأن تدفعنا للإنتاج؛ بل تُشعرنا بالذنب إن لم نفعل، تُشعرنا بأننا متأخرون إن لم نحوّل ما نحب إلى إنجاز ملموس، وكأن الحياة باتت سباقًا لا يتوقف، ومن يهدأ قليلًا يُتّهم بالكسل أو الهروب.

المشكلة ليست في العمل، ولا في تحويل الموهبة إلى مشروع؛ بل في الإكراه الخفي الذي يتسلل إلى أرواحنا، أن تشعر بأن متعتك غير شرعية ما لم تُدرّ مالًا، وأن راحتك ترف لا تستحقه، وأن الهواية بلا جمهور هي فرصة ضائعة.

هناك أشياء خُلقت لتُحَب فقط، أشياء لا تقبل أن تُحوَّل إلى منتج، ولا تليق أن تُختزل في أرباح، أشياء نمارسها لأننا نختنق بدونها، لا لأننا نريد أن نبيعها.

أن نطبخ لأن رائحة البيت تحتاج دفئًا، أن نكتب لأن الصدر امتلأ بالكلمات، أن نصوِّر لأن اللحظة خافتة ونخشى أن تضيع، أن نمشي بلا هدف؛ لأن أرواحنا تحتاج مساحة بلا اتجاه.

لست ضد الفائدة ولا ضد الرزق حين يأتي متناغمًا مع رغبة الإنسان واستعداده، لكننا ضد شعور الذنب، وضد مطاردة الإنسان بأسئلة التوسّع والانتشار والسبق، وكأن الهدوء خطيئة، والبساطة فشل، والرضا خسارة.

لقد دفعنا هذا العصر إلى أن نعامل أنفسنا كمشاريع، لا كبشر، أن نقيس أعمارنا بالإنتاجية، وأيامنا بالإنجازات، وقيمتنا بما نعرضه أمام الآخرين، ربما آن الأوان أن نتوقف قليلًا، أن نسأل أنفسنا بصدق متى كانت آخر مرة فعلنا شيئًا لمجرّد أننا نحبه؟ بلا جمهور، وبلا مردود، بلا ضغط.

نحتاج أن نستعيد حقّنا في الأشياء التي لا تُوظَّف، ولا تُحوَّل، ولا تُستثمَر.

نحتاج أن نحمي مساحاتنا الصغيرة من ضجيج السوق، أن نعيد تعريف النجاح، لا ككمية ما نبيع؛ بل كمساحة ما نشعر.

ولعلّ أجمل ما يمكن أن نقاوم به هذه الثقافة، هو أن نحب شيئًا ولا نُعلن عنه، وأن نمارسه في الخفاء، ونحرسه من أن يتحوّل إلى واجب.

ربما لم نُخلق لنكون علامات تجارية، ولا لنحمل أرواحنا إلى السوق.

وربما أخطر ما يحدث لنا اليوم… أننا بدأنا نصدّق ذلك.

فما الذي سنحتفظ به لأنفسنا، قبل أن يُعاد تسعيرنا بالكامل ويصبح لكل فرد فينا "باركود"؟!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تتويج جنوب الباطنة في ختام بطولة "خزنة" للمناظرات الطلابية
  • سعادة لا تُشترى!
  • جنوب الباطنة تعلن قرب طرح مناقصة طريق قرية وكان في نخل
  • 140 ألف ريال لتمويل وتنفيذ متنزه الرميس في بركاء
  • الإعلان عن تفاصيل النسخة الرابعة من مهرجان صحار
  • استعراض أثر البرامج والمبادرات الاجتماعية في شمال الباطنة
  • قريبًا... طرح مناقصة الطريق المؤدي إلى قرية وكان بولاية نخل
  • إدارة ترامب تخطط بهدوء لما قد يحدث في حال الإطاحة بمادورو في فنزويلا
  • استعرض مع رئيس إندونيسيا مجالات التعاون.. ولي العهد والرئيس السوري يبحثان جهود تعزيز الأمن
  • استعراض نسبة الإنجاز بمشروع "العنونة" في جنوب الباطنة