سودانايل:
2025-12-14@03:16:42 GMT

أماني الطويل ما بين الحقائق و الحيرة!!

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

أجرت قناة "الجزبرة مباشر" لقاءا حواريا مع الدكتورة أماني الطويل الباحثة في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية. و في سؤال من القناة هل يمكن أن يكون هناك تحولا جديدا في الحرب في السودان في ظل تحرك سعودي مصري؟.. تعددت إجابات الدكتورة الطويل و حوت عددا من النقاط، تريد الدكتورة الطويل لفت الانتباه إليها، و تجعلها محور التصور.

. حتى لا ينشغل السودانيين بمعلومات مؤكدة.. كان المتوقع أن تتناول الدكتورة أماني الطويل القضية بكلياتها أي من جميع جوانبها، خاصة أن الشعب السوداني يعلم يقينا من يقف وراء الحرب، و من يمولها و يدعم الميليشيا و الذين يؤيدونها، و يعلم دول الجوار التي تسمح بمرور المرتزقة و التشوين و السلاح، هذا هو الدعم الحقيقي الذي يطيل الحرب.. قالت الدكتورة الطويل (قد وصلت إليها معلومة غير مؤكدة أن هناك أطراف من ميليشيا الدعم السريع تقوم بتمول الميليشيا، و أيضا أطراف من المؤتمر الوطني، و الهدف من ذلك هو تطويل الحرب و الاستمرار فيها) الغريب أن الدكتورة الطويل و الباحثة قد أشارت أن هناك معلومة غير مؤكدة و بنت عليها أفتراضات لدراستها، و حتما سوف تصل إلي نتائج خاطئة، و الذي قالته الدكتورة هي إشارات تريد أن تؤكد فيها أن إطالة الحرب بفعل عناصر المؤتمر الوطني، أي ما تروج إليه عناصر الميليشيا التي كانت تتبوأ مقاعد قيادية في المؤتمر الوطني.
الغريب في حديث الدكتورة؛ أنها تحاول أن تهرب من الحقيقة، و تبحث عن معلومات غير مؤكدة لكي تغير بها قناعات الناس. كيف تكون هناك أطراف في الميليشيا تمول الميليشيا و في نفس الوقت تمول أطراف من المؤتمر الوطني، هذا نوع من تغبيش الحقيقة. لا اعتقد أن مصر الدولة العريقة في المنطقة، و لها مؤسسات ذات خبرات واسعة، و ضليعة جدا في الوصول للمعلومة و الحقائق يكون غائب عليها أن دولة الأمارات هي التي تمول ميليشيا الدعم السريع بالمال و السلاح، و الذي ياتي للسودان عبر منافذ تشاد " مطار أمجرس" و من ليبيا حفتر و أفريقيا الوسطى و دولة جنوب السودان. الذين لم تشير إليهم الدكتورة الطويل مطلقا في كل لقاءاتها، و هذا حديث أصبح منشورا و معلوما في الوسائل الإعلامية في دول العالم، إذا كان ذلك في تقرير اللجنة المكلفة من قبل مجلس الأمن و الذي نشر في صحيفة نيويورك تايمز و غيرها من الصحف. لماذا تتجاهل الدكتورة تلك التقارير إذا كانت لا تريد أن تتلقى المعلومة من السودانيين. و تبني تصوراتها على معلومات غير مؤكدة، لا ندري من أي جهة وصلت للدكتورة.
و قبل أن تكمل الدكتورة الطويل الحديث عن معلومتها غير المحقق فيها، ذهبت مباشرة إلي زيارة القائد العام للجيش و رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان للجزائر، و تبرعت بالقول أن الزيارة بهدف الحصول على السلاح، و بررت ذلك.ز ربما تكون دول الخليج و أمريكا قد نصحوا البرهان أن لا يتعامل مع إيران لجلب السلاح، و هي أيضا من الفضاء الافتراضي للدكتورة الطويل.. لآن في تصور الدكتورة أماني أن بحث الجيش عن مصادر للسلاح في حرب تخوضها البلاد من قبل ميليشيا مدعومة من قبل العديد من دول الجوار و دول إقليمية و دولية، تصبح تطويل للحرب و دمار للسودان و بنيته التحتية و ضرر على المواطنين الذين شردوا. لكن دعم الأمارات للميليشيا بالمال و السلاح و دفع لمرتزقة للحرب في السودان، و الذي تسهم فيه العديد من دول الجوار لا تصبح عملية تطويل للحرب و هدم للسودان.
كان المنتظر من الدكتورة الطويل الباحثة في مركز الأهرام للدراسات أن تبني تصورها على الحقائق لكي تصل لنتائج منطقية، لكن أن تبني تصورها على أفتراض حتى الآن هي لا تعلم مدى صحته حسب إفادتها للقناة.. تصبح المسألة عملية تغبيش للوعي، الهدف منها أنها تريد أن ترسل رسائل و إشارات توضح من خلالها إنها تعلم حتى الأجندة التي كانت قد طرحت في لقاء الجزائر. هل تعتقد الدكتورة أن السودان إذا أراد أن يشتري يجب عليه أن يستأذن من أمريكا و دول الخليج؟ و أقول للدكتورة لا تخافي أن الاستنفار الشعبي لن يتحول إلي حرب أهلية، و هو فكرة ولدت من رحم معاناة الشعب الذي دخلت بيوته الميليشيا اغتصبت النساء و سرقت و نهبت و قتلت المواطنين، و ما حدث في غرب كردفان يؤكد تماما أن القبائل السودانية جميعها واعية تماما للفكرة، و هي تحت سيطرة القوات المسلحة تماما. لكن أيضا أقول أن الفكرة سوف تحدث واقعا جديدا في السودان، إن كان في الساحة السياسية، أو في علاقات الدولة بعد الحرب..
أن الحرب الدائرة الآن في السودان قد بينت لكل الشعب السوداني و القوات المسلحة و حتى القوى السياسية لابد من إعادة النظر في مجمل القضايا السياسية داخل السودان، و أيضا في علاقات السودان الخارجية إنطلاقا من مصالحه، حسب قول الدكتورة أماني الطويل أن السودان ذهب يبحث عن السلاح في الجزائر بعد ما رفض الأوصيا عليه عدم التوجه لإيران، لآن البحث عن السلاح سوف يطيل أمد الحرب.. رغم أن القوات المسلحة تقاتل عشرة شهور دون أن يكون هناك مصدرا للتمويل، هذه وحدها تفرض على السودان و القوات المسلحة أن يبحثوا عن علاقات مع دول تستطيع أن تمده بالسلاح عند الحاجة.. ختاما أسأل الدكتورة أماني الطويل هل تعتقدي أن دولة الأمارات وراء دعم الميليشيا بالسلاح و المال و شراء المرتزقة للقتال مع الميليشيا أم هذه مجرد فرية تقال بهدف إطالة الحرب..؟ نسأل الله حسن البصيرة.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المؤتمر الوطنی القوات المسلحة فی السودان غیر مؤکدة

إقرأ أيضاً:

النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!

ابراهيم هباني

في السودان لا يحتاج المرء الى جهد كبير ليفهم ما الذي يجعل الاطراف المتحاربة تتفق بسرعة، وما الذي يجعلها تختلف حتى اخر مدى.

يكفي النظر الى ما جرى في هجليج، وما جرى قبله في الفاشر وبابنوسة، ليتضح ان اولويات الحرب لا علاقة لها بحياة الناس، بل بما فوق الارض وتحتها.

في هجليج، انسحب الجيش السوداني الى جنوب السودان، ودخلت قوات الدعم السريع الحقل بلا مقاومة كبيرة، ثم ظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ليؤمن المنشاة الحيوية التي يعتمد عليها اقتصاد بلاده.

ولم يحتج الامر الى جولات تفاوض او بيانات مطولة. اتفاق سريع، وترتيبات واضحة، وهدوء مفاجئ. السبب بسيط: الحقل شريان لبلدين، وله وزن في حسابات دولية تتابع النفط اكثر مما تتابع الحرب.

لكن الصورة تختلف تماما عندما نعود الى الفاشر. المدينة عاشت اكثر من خمسمئة يوم تحت الحصار. 500 يوم من الجوع والانهيار، بلا انسحاب من هذا الطرف او ذاك، وبلا موافقة على مبادرة لتجنيبها الحرب. سقطت الفاشر لانها ليست هجليج. لا تملك بئرا، ولا انبوبا، ولا محطة معالجة. ولذلك بقيت خارج الحسابات.

وبابنوسة قصة اخرى من النوع نفسه. المدينة ظلت لما يقارب 680 يوما بين حصار واشتباكات وانقطاع، ثم سقطت نهائيا.

وخلال ذلك نزح منها ما لا يقل عن 45 الف شخص. ومع ذلك لم تعلن وساطة عاجلة، ولا ترتيبات لحماية المدنيين، ولا ما يشبه العجلة التي رأيناها في هجليج الغنية بالنفط!

بابنوسة، مثل الفاشر، لا تضخ نفطا، ولذلك لم تجد اهتماما كبيرا.

دولة جنوب السودان تحركت في هجليج لانها تعرف ان بقاءها الاقتصادي مرتبط بانبوب يمر عبر السودان.

والصين تراقب لان مصالحها القديمة في القطاع تجعل استقرار الحقول مسألة مهمة.

اما الاطراف السودانية، فاستجابت بسرعة نادرة عندما تعلق الامر بالبرميل، بينما بقيت المدن تنتظر نصيبا من العقل، او نصيبا من الرحمة.

المعادلة واضحة. عندما يهدد النفط، تبرم الترتيبات خلال ساعات. وعندما يهدد الناس، لا يحدث شيء. هجليج اخليت لانها مربحة. الفاشر وبابنوسة تركتا لان كلفتهما بشرية فقط.

والمؤسف ان هذا ليس تحليلا بقدر ما هو وصف مباشر لما حدث. برميل النفط حظي بحماية طارئة، بينما المدن السودانية حظيت بالصمت.

وفي نهاية المشهد، يبقى الشعب السوداني وحيدا، يواجه مصيره بلا وساطة تحميه، وبلا اتفاق ينقذه، وبلا جهة تضع حياته في اولوياتها.

هذه هي الحكاية، بلا تجميل. النفط يوقع له اتفاق سريع. الشعب ينتظر اتفاقا لم يأت بعد.

الوسومإبراهيم هباني

مقالات مشابهة

  • العقوبات المتراكمة ليست كافية لوقف الحرب في السودان
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • حرب بلا خنادق.. السلاح الفتاك الذي استنزف الجبهات في أوكرانيا
  • أماني حبشي جسر الترجمة الرائق
  • النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
  • المرحلة الثانية من خطة ترامب في غزة.. ترقب فلسطيني وعرقلة إسرائيلية
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • التآمر الناعم
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان
  • على أوتوستراد القلمون.. نفذا عملية سلب بقوة السلاح