أعربت السعودية والكويت عن بالغ قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وما يشهده القطاع من حرب وحشية راح ضحيتها الآلاف من المدنيين العزل وتدمير للمنشآت الحيوية ودور العبادة والبنى التحتية نتيجة للاعتداءات "السافرة" لسلطات الاحتلال.


وطالب البلدان في بيان مشترك، صدر اليوم الأربعاء، في ختام زيارة أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد إلى السعودية، بضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية وحماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي، وأكدا أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع الدولي في وضع حد لانتهاكات الاحتلال والضغط عليه لإيقاف عدوانه ومنع محاولات فرض التهجير القسري على الفلسطينيين من قطاع غزة.


وحول التصعيد في منطقة البحر الأحمر، أكد البيان "أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، واحترام حق الملاحة البحرية فيها وفقاً لأحكام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، حفاظاً على مصالح العالم أجمع"، ودعا الجانبان إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث.


وتطرق البيان لملف حقل الدرة المشترك بين البلدين والخلاف حوله مع إيران، مشيراً إلى أنه "يقع بأكمله في المناطق البحرية للكويت، وملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المقسومة، بما فيها الحقل بكامله، ملكية مشتركة بين الكويت والسعودية ولهما وحدهما كامل الحقوق باستغلالها".


وفي حين أكد البيان "الرفض القاطع لأي ادعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر في هذا الحقل أو المنطقة المغمورة المقسومة"، جدد البلدان دعواتهما السابقة لإيران للتفاوض حول الحد الشرقي للمنطقة المغمورة مع البلدين الخليجيين "كطرف تفاوضي واحد".


من جانب آخر، دعا البيان المشترك "العراق للالتزام باتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله، ويرفض إلغاءه بروتوكول المبادلة الأمني الموقع في 2008، وخريطته المعتمدة في الخطة المشتركة لضمان سلامة الملاحة هناك الموقعة بين الجانبين في 2014".


وفيما يتعلق بالمجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، أشاد الجانبان بنمو العلاقات التجارية والاستثمارات الثنائية بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الكويت والمملكة ما يقارب 900 مليون دينار كويتي، عام 2022، ونما حتى شهر يوليو في العام 2023 إلى ما يفوق 490 مليون دينار.
وأكد الجانبان أهمية توسيع آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية بينهما، وتحقيق التكامل بين الفرص المتاحة في البلدين، واستكشاف وتطوير الفرص الاقتصادية في ضوء رؤية الكويت 2035 والمملكة 2030، واتفقا على زيادة التسهيلات التي تسهم في تمكين الاستثمارات السعودية في الكويت في عدد من القطاعات المستهدفة، بما في ذلك القطاع الصناعي، وقطاع الاتصالات، والشراكة اللوجستية، والتقنية المالية، والبنية التحتية، والتطوير العقاري.


وفي جانب الدفاع ومكافحة الإرهاب، أكد البيان المشترك "تعزيز التعاون الدفاعي في جميع المجالات، وتطوير العلاقات والشراكات الاستراتيجية لحماية أمن واستقرار البلدين والمنطقة، ومحاربة التطرف والغلو وخطاب الكراهية والإرهاب، ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح".

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يتبنون إغراق ثاني سفينة متجهة لإسرائيل في أقل من أسبوع

أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، اليوم الأربعاء، مسؤوليتها عن إغراق سفينة الشحن "إترنيتي سي" في البحر الأحمر أمس، مؤكدة أنها أنقذت عددا من أفراد طاقمها، وقدمت لهم الرعاية الطبية ونقلتهم لمكان آمن.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع -في كلمة تلفزيونية- "استهدفنا السفينة إترنيتي سي، التي كانت متجهة إلى ميناء أم الرشراش المحتلة (إيلات) بزورق مسيّر و6 صواريخ ما أدى لغرقها".

وأشار سريع إلى أن استهداف السفينة جاء بعد رفضها نداءات وتحذيرات القوات البحرية اليمنية.

وشدد على أن هذه "العملية العسكرية جاءت انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني وإسنادا لمجاهديه"، مؤكدا استمرار منع حركة الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي.

وتعد هذه السفينة الثانية التي أغرقتها الجماعة في أقل من 4 أيام، بعد أن بث الإعلام الحربي التابع لها أمس مشاهد استهداف وإغراق السفينة "ماجيك سيز"، التي ترفع العلم الليبيري، وتديرها شركة يونانية في هجوم الأحد الماضي قبالة جنوب غرب اليمن.

وذكرت مصادر بشركات أمن شاركت في عملية الإنقاذ أن الهجوم أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإنقاذ 6 آخرين وفقد 15.

وأكدت وكالة "يو كاي إم تي أو" البريطانية للأمن البحري اليوم إنقاذ 5 من أفراد طاقم السفينة، التي قالت إنها أصيبت بأضرار بالغة جراء الهجوم الحوثي وغرقت.

وفي وقت سابق، قالت السلطات في الفلبين إن جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 22 فردا باستثناء واحد فلبينيون.

ونفّذ الحوثيون، الذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن لأكثر من عقد، عشرات الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل وضد سفن في البحر الأحمر أكدوا ارتباطها بإسرائيل، في خطوة أدرجوها في إطار إسنادهم للفلسطينيين.

ويثير استئناف العمليات في البحر الأحمر بالهجوم على "ماجيك سيز"، بعد توقف استمر عدة أشهر، مخاوف حيال عودة الهجمات المتواترة في الممر البحري وانهيار الهدنة مع واشنطن.

إعلان

ونشر الحوثيون فيديو دعائيا لاستهداف "ماجيك سيز"، يظهر مقاتلي الجماعة وهم يوجّهون "نداء تحذير" باللغة الإنجليزية لقائد السفينة طالبين منه إيقافها، قبل تفجيرها لاحقا وغرقها، حسب ما يظهر المقطع.

حركة الملاحة

وأجبرت هجمات الحوثيين السفن على تغيير مسارها، ما أدى إلى تقلص حركة الملاحة عبر قناة السويس، الشريان الحيوي الذي يمر عبره عادة نحو 12 في المئة من حركة الملاحة العالمية، وفق الغرفة الدولية للشحن.

ويسري وقف لإطلاق النار مع الولايات المتحدة أعلن في مايو/أيار بوساطة عُمانية أنهى أسابيع من الضربات الأميركية المكثفة على اليمن، ويهدف إلى ضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر.

ورغم الهدنة مع الأميركيين، أكد الحوثيون في مايو/أيار أن السفن الإسرائيلية ستبقى "عرضة للاستهداف" في الممرات المائية قبالة اليمن، بما فيها البحر الأحمر وخليج عدن، حتى وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وترد إسرائيل على هذه الهجمات بتنفيذ ضربات على مواقع للحوثيين في اليمن، بما فيها موجة هجمات استهدفت الأحد الماضي مدينة الحديدة الساحلية ومناطق مجاورة لها.

مقالات مشابهة

  • موقع إيطالي: ماذا وراء استهداف الصين لطائرة ألمانية بأشعة الليزر؟
  • غوتيريش: هجمات الحوثي تنتهك حرية الملاحة في البحر الأحمر
  • غوتيريش يقرع ناقوس الخطر: هجمات الحوثي في البحر الأحمر "تصعيد مروّع" يهدد الملاحة والعالم
  • مصر والصين تؤكدان ضرورة الحشد الدولي لدعم خطة إعمار غزة
  • تأكيدات أممية ودولية على وقف الهجمات الحوثية وحماية الملاحة في البحر الأحمر
  • الحوثي: لا مرور للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر
  • واشنطن تتعهد بحماية الملاحة ومواجهة القرصنة الحوثية
  • أمريكا: سنتخذ الإجراءات اللازمة ضد الحوثيين لحماية الملاحة
  • واشنطن: الحوثيون اختطفوا ناجين من هجوم على سفينة في البحر الأحمر
  • الحوثيون يتبنون إغراق ثاني سفينة متجهة لإسرائيل في أقل من أسبوع