على وقع سير العمليات العسكرية، تلوح في الأفق ملامح انتهاء الحرب التي اندلعت في منتصف أبريل الماضي، بعد أن بات خيار التفاوض ما بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع بواجه عقبات وتحديات تحول دون استمراره.

وبعد تقدم قوات الجيش السوداني في عدة محاور عسكرية، قال رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إنه لايمكن الحديث عن أي عملية سياسية في البلاد إلا بعد الانتهاء من التمرد الذي يواجه الدولة

وأضاف البرهان لدى مخاطبته ضباط وضباط صف وجنود سنار ” من اليوم لا حكم على جماجم السودانيين وأن حل المشاكل يكمن من الداخل وليس من الخارج.

وقال :” رسالتنا للسياسين والواهمين الذين يحرضون المتمردين بالضغط على الجيش، نقول لهم أن القوات المسلحة والمواطنين لن ينكسروا ولن ينهزموا، مؤكداً تضامن وتكاتف الجميع في سبيل دحر التمرد وإستئصاله.

وأوضح أن إشارات النصر ونهاية هذا التمرد بدأت تلوح في الأفق مؤكداً أن الحق هو الذي سينتصر في النهاية.

تصريحات البرهان تزامنت مع تأجيل اجتماعات لرئيس تحالف القوى السياسية والمدنية برئاسة عبدالله حمدوك مع رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت.

ووصل إلى جوبا وفد من التحالف ضم كل من: بابكر فيصل، والواثق البرير، وبثينة دينار، وجمعة كندة، وإبراهيم أرباب، وسليمان صندل، وتغيب حمدوك عن الزيارة نتيجة وعكة صحية طارئة.

والثلاثاء قال البرهان من خشم القربة بولاية كسلا تزامنا مع وصول وفد تحالف القوى السياسية والمدنية إلى جوبا :” اي تفاوض لن يرضي الشعب السوداني وقائم على أسس قوية ومتينة تحفظ للشعب السوداني عزته وكرامته لن نقبل به وأنه لابد من الخروج من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين وإرجاع المنهوبات”.

وأضاف “نحن مع التفاوض الذي يحفظ حقوق المواطنين”.

ودعا السياسيين للبحث عن الحلول من داخل الوطن وليس خارجه مبينا أنه لابد من الجلوس مع كل أطياف الشعب السوداني للوصول لحلول مرضية للجميع وقال لن تفرض علينا اي جهة خارجية حلول . وأضاف أن أي مبادرة من منظمة الايقاد لا تعنينا بإعتبار أنها غير معنية بالشأن السوداني .

وأوضح القائد العام للقوات المسلحة أن الحل والتفاوض يكمن داخل السودان ولن نسافر للإلتقاء بأي شخص بالخارج اي لقاء يتم داخل الوطن وهذه رسالتي لحمدوك ومن معه .

وردت القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” على طرح البرهان بأن التنسيقية التي يرأسها عبدالله حمدوك في انتظار تحديد زمان ومكان اللقاء.

وأكدت عدم وجود ما يمنع أن يكون لقاء البرهان وتنسيقية تقدم في بورتسودان.

خلافات الكتل السياسية

ولم تنجح عاصمة جنوب السودان في جمع بين كتلتين سياسيتين بالسودان خلال تزامن وجود قيادات منهما في جوبا.

والخميس، وصلت قيادات من الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية الى عاصمة جنوب السودان جوبا لاجراء مشاورات حول حل الازمة السودانية.

وقالت الناطق الرسمي باسم الكتلة الديمقراطية، عاليا أبونا: ان قيادات لكتلة وصلت إلى جوبا تمهيداً لبدء المشاورات السياسية مع رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت..

و تتركز المشاورات حول سبل إنهاء الحرب وتحقيق السلام الشامل بالسودان.

وأضافت :”ليس من خططنا عقد جلسات مشتركة مع كتلة تقدم برئاسة عبدالله حمدوك”.

تشكيل حكومة جديدة

وعلى وقع انتصار الجيش السوداني في عدة محاور وفشل محاولات مليشيا الدعم السريع في تحقيق أي انتصار على الأرض لتغيير المعادلة السياسية بعد خسارته في الهجوم على حامية بابنوسة العسكرية بولاية غرب كردفان، قال الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني إن الجيش السوداني يتقدم في كل محاور العمليات “بهدف التحرير لكل من الخرطوم وود مدني قبل الانتقال لكردفان ودارفور للقضاء على قوات الدعم السريع وفرض الأمن والاستقرار في البلاد.

،وأكد “نحن في المرحلة الأخيرة من مشوار القضاء على قوات الدعم السريع وانهيارها أصبح وشيكا”،

وقال العطا للجزيرة نت بان تشكيل الحكومة الجديدة رهين بمسار العمليات العسكرية على الأرض في حال حدوث تقدم كبير وهو المتوقع بتحرير الخرطوم والجزيرة سيعلن عن تشكيل جديد.

وأضاف:”العلاقة في مهام وتخصصات الحكومة ما بعد الحرب وأثناء الحرب، ولذلك فالآن قد تقتضي تقديرات رئيس مجلس السيادة إعفاء شخص وتعين آخر، ولكن ما بعد تحرير الوطن من التمرد نحن بحاجة لحكومة إعمار، لأن حجم الدمار الذي لحق بالبلاد كبير جدا.”

تقرير – طلال اسماعيل
المحقق

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الجیش السودانی الدعم السریع جنوب السودان

إقرأ أيضاً:

حمدوك في موجهة العاصفة أم الخضوع

زين العابدين صالح عبد الرحمن
تعود بعض الأصدقاء فتح حوار معي على ما كتبه في الخاص، و تمنيت أن يكون الحوار على الصفحة، أو حتى القروب على صفحة الفسبوك " منبر الحوار الديمقراطي" أو حتى على منبر " مركز أبحاث الديمقراطية و الدراسات الإستراتيجية" بهدف تعميم الفائدة، و اعتقد جازما أن البعض عندهم أراء جيدة حتى إذا أختلفت معها مجبر على أحترامها، فالديمقراطية أهم قاعدة لها الحوار بين الآراء المختلفة، لأنها تعلمنا جميعا أن نحترم أراء بعضنا البعض مهما كانت درجة الخلاف، و أيضا تقلل فرص بروز المشاحنات و العنف اللفظي، و تخلق قاعدة جديدة من الثقة تكبر و تقوى بمرور الزمن، إلي جانب أنها تعتبر أحد الوسائل التي تنتج الثقافة الديمقراطية، فالحوار عندما يصبح ثقافة عامة بين الناس يجبر الكل أن يرتبوا أفكارهم و يهذبوا حتى كلماتهم.. فالديمقراطية فكر و ثقافة قبل أن تكون شعارات تطلق في الهواء..
عندما وقع الدكتور عبد الله حمدوك الاتفاقيتين مع الحركتين المسلحتين " الحركة الشعبية و تحرير السودان" صدرت ثلاث بيانات من أحزاب هم أعضاء في تحالف " تقدم" بيان من حزب الأمة القوى و أيضا من التجمع الاتحادي يعترضان فيه على " تقرير المصير و العلمانية" الأمر الذي يؤكد أن مشروع الاتفاقيتين لم تعرضا للحوار داخل المنظومة المتحالفة، و تفاجأوا بمضمون الاتفاقيتين.. البيان الأخر صدر من الحزب الاتحادي الموحد الذي وافق على كل ما جاء في الاتفاقيتين دون أن يكون له أي اعتراض على بنودهما، و الاتحادي الموحد أراد من البيان إثبات وجود، و لا اعتقد في مصلحته الاعتراض أو تقديم رآي، الحق الديمقراطي أن تطرح القضية داخل التحالف و تتم الموافقة عليها حتى لا تخرج بيانات تعترض على بنود الاتفاق، اعتقد أن توقيع الاتفاقيتين قد بينت ديمقراطية حمدوك التي يبشر بها " نفذ ثم ناقش" إذا كان هناك حقا للمناقشة... الأمر الذي يؤكد أن مسألة التوقيع جاءت على عجل، و هي لم تكن واردة في أجندة تحالف " تقدم" و أن حمدوك حمل عليها حملا للتوقيع، دون أن يكون له حق الاعتراض أو الرآي على ذلك..
لكن ما هو الهدف من توقيع الاتفاقيتين و ماذا تخدمان؟ خاصة أن حمدوك عندما كان رئيسا للوزراء كان قد وقع مع عبد العزيز الحلو ذات الاتفاقية، ماذا فعل بها؟ و أيضا التقى مع عبد الواحد و اتفق معه على ذات البنود الواردة في الاتفاقية ماذا فعل بها؟ كان حمدوك في ذلك الوقت يملك القرار، و الأن هو مجرد شخص يمارس دورا سياسيا من منصة المستقل، و ليس عنده أي سلطة، أو نفوذ يؤهله تنفيذ الاتفاقيتين أو التعاطي معهما، لكن ما هو الهدف من أجل ذلك؟ أن يفتح حمدوك منافذ لهاتين الحركتين للمشاركة في المؤتمر التأسيسي لتحالف " تقدم" الذي سوف يعقد بعد يومين في أديس ابابا؟ أم هي رسالة موجهة للمجتمع الخارجي أن تقدم لها قاعدة عريضة تؤيدها و لها علاقة مع الحركات مسلحة؟ أو المقصود هو إفشال المحادثات التي كانت جارية بين نائب القائد العام للجيش و عضو مجلس السيادة مع رئيس الحركة الشعبية لتمرير الإغاثة للمواطنين في جنوب كردفان و دارفور، إذا كان الأمر داء على عجل من الجهة التي تصنع القرارات؟.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • حمدوك في موجهة العاصفة أم الخضوع
  • السودان.. قتلى وجرحى جراء تجدد الاشتباكات بالفاشر
  • البرهان لقواته .. الحرب بدأت يادوب ولن نترك للعدو فرصة للراحة “فيديو “
  • الدعم السريع تتهم الجيش بتدمير مصفاة بترول.. والبرهان: الحرب في بدايتها
  • اتفاق حمدوك مع الحلو والنور حول حق تقرير المصير: شرعية منقوصة وتوافق خطير
  • البرهان نشهد له بأنه قاتل بنفسه ومكث شهورا عدة في القيادة في وضعية القتال
  • جوبا تعلن رسميا تعليق التفاوض بين الحكومة السودانية وحركة الحلو
  • إعلان نيروبي بوابة نهب ثروات السودان
  • السودان: «البرهان» يناقش افتتاح محكمة الجرف القاري مع «رئيس القضاء»
  • ???? حمدوك .. من اين لك هذا ؟