الخليج الجديد:
2025-05-24@08:24:24 GMT

سي آي إيه ومصالح أمريكا والمنطقة و7 أكتوبر

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

سي آي إيه ومصالح أمريكا والمنطقة و7 أكتوبر

"سي آي إيه" ومصالح أمريكا والمنطقة و7 أكتوبر

في "مهنة الاستخبارات، ندرس بعناية ما يقوله القادة. لكننا نولي المزيد من الاهتمام لما يفعلونه".

حجم الانخراط الأمريكي بمنطقتنا لم نره حتى في حرب أوكرانيا، وهي القضية التي أولاها مقال وليم بيرنز أضعاف ما أولى قضية الحرب في غزة.

المنطقة أكثر استقرارا باستبعاد الكيان الصهيوني وقد تكون مصالح أمريكا أكثر تحققا، لكنها تصر على حمايته، ووجوده: "لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها"!!

منذ 7 أكتوبر كرست إدارة بايدن معظم جهدها لحماية الكيان الصهيوني وتقديم الدعم السياسي والمساعدات العسكرية والدعم الأمني والاستخباري للكيان الصهيوني.

رغم تماهي نخب مع المشروع الغربي الأمريكي، المنطقة عصية على الذوبان لتوفر مخزون ديني حضاري ثقافي عميق يشكل ندا وتحديا حضاريا ويمكن أن يثور، والمطلوب إبقاؤه خامدا.

* * *

في مقال موسع لمدير المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، نالت الأزمة في الشرق الأوسط 261 كلمة فقط من أصل 3696 كلمة، أي أقل من 10 بالمئة من المقال.

الصين وروسيا والتكنولوجيا الحديثة نالت الجزء الأكبر من المقال.

بالنسبة للكثيرين منا في المنطقة، فإن ذلك مستغرب جدا ونحن نرى الإدارة الأمريكية تنخرط في أزمة حرب غزة بشكل يومي.

دعونا نتعلم من السيد وليم بيرنز مدير الوكالة، فهو يقول إنه في "مهنة الاستخبارات، ندرس بعناية ما يقوله القادة. لكننا نولي المزيد من الاهتمام لما يفعلونه".

أجل علينا أن نولي اهتماما أكبر ما تفعله إدارة بايدن، فقد كرست معظم وقتها منذ 7 أكتوبر لحماية الكيان الصهيوني، وانشغلت وزارة الخارجية بتقديم الدعم السياسي للكيان، فيما انشغلت وزارة الدفاع بتقديم المساعدات العسكرية، وانخرط بيرنز نفسه بتقديم الدعم الأمني والاستخباري للكيان الصهيوني، أما العجوز بايدن فقد كان على اتصال دائم بنتنياهو، وقد شارك شخصيا في محادثات الهدنة الأولى.

وهذا الحجم من الانخراط لم نره حتى في حرب أوكرانيا، وهي القضية التي أولاها مقال وليم بيرنز أضعاف ما أولى قضية الحرب في غزة.

هل هناك تناقض؟

لا أعتقد ذلك، فالصين وروسيا تشكلان التحدي الرئيسي للولايات المتحدة، وهي تصرف معظم مجهودها الاستخباري والأمني والعسكري والسياسي هناك، لكن السر هنا يكمن في شيء اسمه الكيان الصهيوني، ولكن لماذا؟

درسنا أن الولايات المتحدة دولة تسعى لتحقيق مصالحها في المنطقة، ويمكن القول أن مصالحها متحققة بشكل ممتاز حتى مع استبعاد الكيان الصهيوني؛ فالنفط يتدفق بشكل سلس، والأهم أن الأنظمة في المنطقة تعتبر نفسها حليفا استراتيجيا لواشنطن وتفتخر في ذلك، ومعظم الدول النافذة في العالم العربي تدور في الفلك الغربي وتنتهج سياسته، وتملك الولايات المتحدة قواعد عسكرية في معظم دول المنطقة، ومعظم النخب العربية المؤهلة لاستلام مسؤوليات خريجة الجامعات الغربية، كما أن الدول الغنية تساهم مساهمة فعالة في الاقتصاد الأمريكي من خلال الاستثمار في السندات الأمريكية، وفوائض أموالها موجودة في البنوك الغربية. فما تريد واشنطن أكثر من ذلك؟

بالتأكيد ستكون المنطقة أكثر استقرارا مع استبعاد الكيان الصهيوني، وربما تكون مصالح الولايات المتحدة أكثر تحققا، ومع ذلك فإنها تصر على حمايته، وأكثر من ذلك على وجوده كما قال بايدن: "لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها"!!

يكمن السبب في أن هذه المنطقة عصية على الذوبان حتى مع وجود كل تلك النخبة المتماهية مع المشروع الغربي الأمريكي، وذلك بسبب توفر مخزون ديني حضاري ثقافي عميق يشكل ندا وتحديا حضاريا ويمكن أن يثور يوما، والمطلوب إبقاؤه خامدا.

*عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل فلسطين 7 أكتوبر طوفان الأقصى سي آي إيه مصالح أمريكا الكيان الصهيوني حرب أوكرانيا الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

متحدث فتح: دعم أمريكا لـ إسرائيل مستمر واستراتيجي رغم تباين المواقف

قال عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم حركة "فتح"، إن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى أي ذرائع إضافية لتقديم دعمها المستمر وغير المحدود لإسرائيل، مؤكدًا أن هذا الدعم ثابت عبر الإدارات الأمريكية المتعاقبة.

فتح: استمرار الإبادة الجماعية في غزة يدفع البعض إلى خيارات يائسةالسيسي يثمن الدعم البريطاني الإيجابي تجاه تطورات الأوضاع في غزة

وفي تصريحات للإعلامية آية لطفي عبر قناة القاهرة الإخبارية، أوضح دولة أن ما يستخدم في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، بما في ذلك الأسلحة التي تقتل الأطفال والنساء، هو بالأساس من صناعة أمريكية، مشددًا على أن هذه العلاقة "الاستراتيجية" بين واشنطن وتل أبيب لن تتغير حتى لو بدا في فترات سابقة أن هناك تباينًا في المواقف.

وأضاف دولة أن الولايات المتحدة ستتناول حادث مقتل موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن من زاوية "معاداة السامية"، دون التطرق إلى جذور الأزمة ومسببات ما حدث، مؤكدًا أن الفلسطينيين لا يسعون إلى العنف بل يطالبون فقط بالحياة بأمن وسلام واستقرار.

وأشار المتحدث باسم "فتح" إلى أن ما يشهده العالم، وتحديدًا في الولايات المتحدة، من تصاعد في الحراك الشعبي والطلابي المؤيد لفلسطين، غير مسبوق في التاريخ الأمريكي، إذ باتت القضية الفلسطينية تحظى بدعم جماهيري كبير، خاصة في الجامعات والساحات العامة.

ورأى دولة أن استمرار الإبادة الجماعية في غزة دون تحرك حقيقي لوقفها قد يدفع البعض إلى التفكير في خيارات يائسة، بما فيها العنف، رغم أن هذا ليس مطلوبًا أو مرحبًا به من قبل القيادة الفلسطينية.

وتابع: "نحن لا نشجع هذا السلوك، لكن علينا أن نحلل أسبابه، هناك من يقول للولايات المتحدة: أنتم تملكون القدرة على وقف ما يجري، لكنكم لا تفعلون".

طباعة شارك حركة فتح الولايات المتحدة إسرائيل قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • اليمنيون ينددون بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المجرم في غزة
  • في منتدى مراكش.. دعوات برلمانية دولية للضغط على الكيان الصهيوني لوقف العدوان على غزة (فيديو)
  • الدفاع المدني بغزة: أكثر من 50 شهيدًا ومفقودًا في قصف العدو الصهيوني منزل عائلة دردونة بجباليا البلد
  • مجلة أمريكية: التهديدات اليمنية قد تُغرق الكيان الصهيوني في شلل اقتصادي شامل
  • المبعوث الأمريكي إلى روما لعقد جولة جديدة من المباحثات مع إيران
  • متحدث فتح: دعم أمريكا لـ إسرائيل مستمر واستراتيجي رغم تباين المواقف
  • مقتل موظفين اثنين بسفارة الكيان الصهيوني في واشنطن
  • عقب سلسلة قرارات أوروبية تصعيدية: الكيان الصهيوني يعيش “تسونامياً” دبلوماسياً غير مسبوق بسبب جرائمه المروّعة بغزة
  • أمريكا اللاتينية واتخاذ الخيارات الصحيحة
  • الاقتصاد العالمي بين الصعود الصيني والتراجع الأمريكي