الكيان الصهيوني ... مشروع غير قابل للبقاء !
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
فمن مصلحة الاستعمار توسيع قاعدتهم - الكيان الصهيوني - والمحافظة على أمنه .
هذا الكيان الذي قام بالعنف والإرهاب وبحمامات الدم , والذي يستند في وجوده على حركة صهيونية تؤمن أعمق الإيمان بالعنف وسيلة لتحقيق أهداف توسعية وعدوانية على حساب الدول العربية .
-التظاهر بالسلام
إن الكيان الصهيوني لا يترك مناسبة من المناسبات , إلا ويطرح عرضا للسلام بينها وبين العرب , وذلك للدعاية فقط ولإظهار نفسه بأنه محب للسلام وداعيه من دعاته أمام الرأي العام العالمي ! .
إن العدو الصهيوني يدعو إلى سلام يقوم على الأمر الواقع , يتمثل في وجوده على الأرض العربية في فلسطين . أنه يعتبر وجوده كدولة ليس موضوع نقاش ولا يمكن أن يدخل في منهج المفاوضات .
وإن على العرب بالتالي أن يعترفوا بهذا الوجود وجود شرعيا قانونيا . فالعدو الصهيوني يريد سلاما يقوم على الأمر الواقع الذي فرضته بالقوة المسلحة . أنه يريد سلاما وفق شروط يفرضه هو , أي أنه على استعداد للسلام دائما ولكنه لن يقدم على أية تنازلات معه مهما كان نوعها .
-خداع وتضليل
إن عروض السلام الصهيوني هي عروض كاذبة خادعة , لأنها تفصل السلام عن القضايا الرئيسية التي بسببها لا يوجد سلام , والتي ببقائها لن يكون سلام , ويأتي في طليعتها وجود العدو الصهيوني وما نتج عن هذا الوجود غير الشرعي من مشاكل وتعقيدات منذ عام 1948 م , وإلى يومنا هذا .
ولعل دعوة السلام التي أطلقها احد رجال الصهيونية " أبا إيبان " في الأول من نوفمبر 1956م , والتي قال فيها : ( إن هدفنا ليس العودة إلى حالة الحرب , بل التقدم نحو السلام .... إن المستقبل يجب أن يكون مستقبل سلام يقوم بالاتفاق وليس بالحرب أو التهديدات العسكرية ) .
قال أبا إيبان هذا الكلام , وفي نفس الوقت الذي كانت فيه قوات الجيش الصهيوني تخترق الحدود المصرية , وتشن هجوما واسع النطاق على قطاع غزة وسيناء تمهيدا للهجوم البريطاني -الفرنسي على مصر في الاعتداء الثلاثي عام 1956م .
وهذه الدعوة للسلام , تثبت مما لا مجال فيه للشك , خداع زعماء الصهاينة وتضليلهم في دعواتهم للسلام , وأن دعواتهم للسلام ليست إلا تضليلا للرأي العام العالمي وتزييفا للحقائق ومحاولة لإبعاد الأضواء عن عدوانه .
-نكسة يونيو
ما حدث من تظاهر العدو الصهيوني بالسلام قبل العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م , حدث مثله بالضبط قبل نشوب الحرب بين العرب والعدو الصهيوني عام 1967م , فقد تظاهر العدو الصهيوني بأنه لن يحارب قبل استنفاذ كل الوسائل السلمية بمعاونة هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا والاتحاد السوفيتي آنذاك .
كما صرح بذلك " أبا إيبان " وزير خارجية العدو الصهيوني آنذاك في مؤتمره الصحفي الذي عقده في تل أبيب يوم 30 مايو 1967م . - قبل العدوان بسته ايام - وفي الوقت الذي كانت وكالات الأنباء العالمية تذيع فيه هذا التصريح - كنوع من الخداع والتضليل - كان الجيش الصهيوني قد أعلن النفير العام يوم 23 مايو 1967م , واستدعى كل القادرين على حمل السلاح في داخل الكيان وخارجه من الصهاينة والمرتزقة من غير الصهاينة , وصمم على إشعال نيران الحرب ضد العرب تنفيذا لمخططاته التوسعية , في حين كانت مصر مكتفيه بإطلاق الشعارات الحماسية ضد العدو الصهيوني !
. وبعد نكسة 5 يونيو 1967م , تظاهر العدو الصهيوني برغبته في الصلح والسلام , ولكنه لم ينفذ قرارا الأمم المتحدة بالانسحاب من الأرض العربية التي احتلها بعد تلك الحرب , وعرقل مساعي الأمم المتحدة ومجلس الأمن .
كما أنه احتج على الاجتماع الرباعي لممثلي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وإنجلترا وفرنسا , بدعوى أنه يريد التفاوض المباشر مع العرب .
-اعمال عدوانية
إن عروض السلام التي يطلقها المسؤولون الصهاينة وأجهزة الإعلام التابع لهم ليست إلا ستارا من الدخان , تهدف إلى تغطية المخططات الثابتة للعدو الصهيوني والتي تشكل الاعتداءات المسلحة وسيلتها الرئيسية .
ومن الملاحظ أن هناك ارتباطا وثيقا في التوقيت بين الاعتداءات الصهيونية وبين عروض السلام الصهيوني . فقد درج العدو الصهيوني على التمهيد للعدوان بالحديث عن السلام والرغبة الشديدة في تثبيته والحفاظ عليه .
كما درج العدو الصهيوني على تبرير العدوان بالحفاظ على السلام , وإن السعي لتحقيقه كان الدافع للقيام بالعمل العدواني العسكري - واليوم يبرر عدوانه بالدفاع عن النفس وحماية أمنه القومي - .
وكان العدو الصهيوني يدمج في بعض الأحيان بين لغة التهديد بالعدوان واستخدام القوة وبين الدعوة إلى السلام والتغني به .
- واليوم وكلت بهذه المهمة للولايات المتحدة الامريكية كنوع من الخداع والتضليل والتلميح بالقوة المبطنة في حديثها عن التفاوض والسلام وان بابه الحوار مفتوح - .
-قوة الردع
يعتبر امتلاك قوة رادعة كافية هو طريق السلام بنظر الصهاينة . وفي رفعوا شعار مستدام : ( السلاح لإسرائيل .. السلاح الذي يسعى إلى السلام ويدافع عنه ) وهو أي السلام : ( يكون في وجود إسرائيل قوية يدعمها جيش حسن التجهيز ) , وذلك يستدعى : ( أن يكون السعي للتفوق العسكري على العرب أهم قضية في حياة إسرائيل ... وان هدف المعارك هو تثبيت السلام ) وفي تسويغه للاعتداءات التي يشنها على العرب يدعى العدو الصهيوني : ( إن هذه الحوادث تؤكد وجوب التقدم لإحلال السلام في المنطقة ) .
-الدعم الامريكي
في ميثاق هيئة الأمم المتحدة أكثر من مادة تنص على تحريم وتجريم اعتداء عضو أو أعضاء على أرض عضو آخر أو أعضاء آخرين واحتلالها بالقوة . لكن نجد إن الولايات المتحدة الأمريكية تقف وراء العدو الصهيوني في مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة وتدافع عنه وتعارض في إلحاق الضرر به وتتبنى وجهة نظره منذ قيامه وإلى اليوم .فالكيان الصهيوني قاعدة للاستعمار القديم والاستعمار الجديد في منطقتنا العربية تحقق للمستعمرين أهدافهم في السلم والحرب .
فمن مصلحة الاستعمار توسيع قاعدتهم – الكيان الصهيوني – والمحافظة على أمنه , لذلك تدافع الولايات المتحدة الأمريكية عن العدو الصهيوني في النطاق السياسي وفي النطاق العسكري بتزويده بالسلاح والعتاد ومختلف الدعم اللوجستي بل وحتى المشاركة في المعركة إذا اقتضت الظروف .
كذلك فإن وراء دول الاستعمار وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية كتلة من الدول التي تسير في فلكها وتأتمر بأوامرها . وهذه الدول الاستعمارية وتلك الدول التي تسير في فلكها تعطف على العدو الصهيوني وتسانده سرا وعلانية وهذا ما نشاهده اليوم سواء في حرب الإبادة في فلسطين او في عدوانه على لبنان وسوريا واليمن وايران وان من حق العدو الصهيوني الدفاع عن نفسه .
-مشروع فناء
لقد كانت القوة ولا تزال وستبقى لها أعظم الأثر على المكانة السياسية والعسكرية والاقتصادية لأية دولة من دول العالم , فالقوى دائما له مكانته المرموقة وحضوره على الخارطة العالمية وفي توازن القوى .
فإن إجبار العرب على الصلح مع العدو الصهيوني هدف حيوي من أهداف السياسة الصهيونية منذ وجود هذا الكيان اللقيط عام 1948م , فهو لا يستطيع أن يعيش إلى الأبد مع جيران له يعادونه ويرفضون الاعتراف به ويقاطعوه سياسا واقتصاديا ويهددون كيانه . - وأن كان قد نجح في التطبيع مع بعض الدول العربية للأسف - ورغم ذلك كانت يخوض حروب مستدامة لا تتوقف في فترة معينة إلا لتنشب من جديد في فترة معينة أخرى .
والحرب تكلف العدو الصهيوني نفقات ضخمة وخسائر جسيمة بالأموال والأرواح مما لا يطيقه العدو الصهيوني إلى الأبد فنقطة ضعفه عدم وجود عمق جغرافي له , فهو في حروبه مع العرب ينقل المعركة خارج حدود أرضه وبعيدا عن شعبه لكنه اليوم المعركة تدور في العمق الصهيوني . كما أن نتيجة الحرب بين العرب والعدو الصهيوني مهما طال أمدها وتضاعفت ويلاتها ستكون للعرب على العدو الصهيوني ما في أدني شك .
فإن الوقت مع العرب على الصهاينة , وأن العدو الصهيوني إذا ربح معركة أو معارك فإن المعركة الأخيرة ستكون في صالح العرب . فالمسلمين إذا ناموا ساعة فلن يناموا إلى قيام الساعة , فإذا وجد العرب طريقهم وساروا عليه فأنهم سيقضون على العدو الصهيوني عاجلا أو آجلا .
فالعدو الصهيوني ولظروف علاقته مع الولايات المتحدة الامريكية و بيقين داخلي عميق يدرك أن حياته وبقائه بعيدا عن الولايات المتحدة الأمريكية مشروع غير قابل للبقاء ومحكوم عليه تاريخيا بالزوال والفناء .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة الکیان الصهیونی العدو الصهیونی الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
”طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني” ندوة فكرية بالحديدة
وفي افتتاح الندوة، أكد وكيل المحافظة لشؤون الخدمات محمد سليمان حليصي، أهمية تنظيم مثل هذه الندوات الفكرية والثقافية لتعزيز الوعي لدى طلبة الجامعات، بالتربية الإيمانية والقضايا الوطنية، وطبيعة الصراع الحقيقي مع العدو الصهيوني، في ظل الوضع الراهن والغزو الفكري الممنهج على الشعب اليمني.
فيما أشار وكيل المحافظة لشؤون الإعلام علي احمد قشر، إلى أن الأمة الإسلامية تواجه اليوم حربا مصيرية، تستهدف مقوماتها ومقدساتها الاسلامية وتأتي القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى في صدارة هذه المواجهة، لافتا الى أن الانقسام الداخلي هو المدخل الذي يتسلل منه العدو.
من جانبه اكد رئيس جامعة دار العلوم الشرعية الشيخ محمد محمد مرعي، أن العدو الصهيوني يسعى لضرب مقومات الهوية لإفراغها من محتواها وجعلها أمة بلا قيمة ولا هدف.
وأشار إلى من صفات واساليب اليهود لإضعاف الهوية الإيمانية، ضرب المنظومة والمرتكزات والمبادئ الإيمانية للفرد المسلم من خلال التهوين من شأن العقيدة في النفوس، ونشر ثقافة الإلحاد، وغيرها، مبينا أن موقف الأمة الإسلامية من غزة في فلسطين، برهن على وجود قصور في التربية الإيمانية، ما يستدعي العودة إلى المنهج القرآني في التربية والإعداد.
واستعرضت الندوة أربعة محاور رئيسية، حمل الأول منها عنوان “الصراع مع أهل الكتاب”، أشار فيه رئيس جامعة صعدة الدكتور عبدالرحيم قاسم الحمران، إلى البعد التأريخي لهذا الصراع الذي لم يكن وليد اللحظة بل بدأ منذ فجر الإسلام والبعثة المحمدية.
وتطرق إلى العديد من مظاهر وأشكال وصور الصراع مع اليهود على المستوى العسكري والحروب الناعمة، والثقافات المغلوطة وتمييع الدين وابعاد المسلمين وخاصة شباب الأمة عن هويتهم الإيمانية الأصيلة
موضحا طبيعة اليهود الغادرة وحقدهم وحسدهم ومكرهم وعدواتهم للأمة، خلاف ما يتوهم به المرجفون في المسارعة إلى التطبيع معه على حساب الأرض والعرض، والمقدسات الاسلامية.
وأشاد بدور الفقيد مرعي في تأسيس جامعة دار العلوم الشرعية ودورها التنويري على مستوى اليمن.
وركز المحور الثاني بعنوان “السيطرة الصهيونية على الغرب” قدمه رئيس جامعة البيضاء الدكتور أحمد العرامي، على توضيح كيف سيطر اليهود على الغرب والإعلام والاقتصاد العالمي، بعد أن كانوا مضطهدين عند المسيحيين، وانعكاسات ذلك على سياسات الدول الكبرى.
ساردا العديد من الأحداث التي تؤكد سيطرة الصهيونية على الدول الغربية من خلال استحوادها على المناصب السيادية والموارد الاقتصادية التي جعلت منها قوة خفية تنهش في أجساد الأمم وقمع من يعارضها.
مبينا بالأرقام الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها العديد من الشركات الأمريكية والإسرائيلية والدول الداعمة لها، جراء حملات المقاطعة التي رافقت عملية “طوفان الأقصى” وكانت من أهم الأسباب إنتصار المقامة الفلسطينية ورضوخ العدو الصهيوني إلى الإتفاق.
وتحدث عضو رابطة علماء اليمن الشيخ مقبل الكدهي في المحور الثالث، عن “دور النظام السعودي العميل في خدمة العدو الصهيوني”.
وذكر العديد من الأحداث التأريخية والوقائع وبالوثائق والشواهد التي تدل على تورط النظام السعودي، وعبر تأريخه الأسود القصير في خدمة العدو الصهيوني وتسهيله وتواطئه مع العديد من الدول الغربية الكبرى في غرس هذا الكيان الغاصب في قلب الجزيرة العربية.
مشيرا إلى ادوار هذا النظام الظالم الفاسد الخائن لله ورسوله وأمته في قمع كل من يعارض الحركة الصهيونية وعلى رأسهم اليمن، وجميع دول محور المقاومة والجهاد من خلال العديد من الحملات العسكرية وتحت العديد من المسميات والأهداف الزائفة المعلنة.
ونوه إلى الركائز الأساسية للتغلب على الأعداء تتمثل في القيادة الواحدة، والمنهج الواحد والأمة الواحدة والتي يجب أن يقودها آل بيت رسول الله امتداد لنهجه القويم.
وأشار المدير التنفيذي لمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية اليمني عبد العزيز أبو طالب، في المحور الرابع إلى “أهمية دور المقاطعة الاقتصادية في عملية “طوفان الاقصى” ودعم ومساندة المقاومة الفلسطينية وإضعاف منظومات الدعم المادي للعدو، باعتبارها امتداد للدور الوطني والقومي في إسناد القضية الفلسطينية.
وأكد المسؤولية الدينية والأخلاقية في المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وأهميتها في إضعاف العدو على المستوى الاقتصادي وانعكاس ذلك على المستوى العسكري.
وخرجت الندوة، التي حضرها نواب رئيس الجامعة والكادر التعليمي وطلبة الاقسام، بتوصيات متعددة منها أهمية تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية داخل الجامعات، ودعم مبادرات المقاطعة، وتشجيع البحوث والدراسات المتعلقة بالصراع العربي الصهيوني، ودوره في بناء الوعي لردع العدو الصهيوني وسبل مواجهته.